35 يومًا في التابوت الحديدي.. شهادة أسير محرر من غزة عن جحيم سديه تيمان
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
#سواليف
عندما خرج المواطن المعتقل #عماد_نبهان من #معتقل_سديه_تيمان ضمن صفقة “طوفان الأحرار” الثالثة، لم يخرج كما دخل. ولم تكن السلاسل التي قيدت يديه هي ما ترك أثرها الأعمق، بل الأصوات، والوجوه، ورائحة الحديد والعرق والعتمة التي التصقت بجسده وذاكرته.
اعتقل نبهان، وهو من سكان قطاع #غزة، في ديسمبر/كانون الأول 2023، خلال التوغلات البرية لقوات #الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، ونقل بداية إلى معتقل “سديه تيمان” في منطقة غلاف غزة، الذي أنشأه جيش الاحتلال حديثاً لاستيعاب المئات من معتقلي سكان القطاع، قبل أن يتنقل بين عدة سجون، منها النقب وعوفر والرملة ومجدو.
في شهادته التي وثقها، مركز إعلام الأسرى واطلع عليها المركز الفلسطيني للإعلام، يروي نبهان تفاصيل 35 يوماً عاشها في ظروف أقرب إلى الإعدام البطيء. يقول: “في البداية ظننت أن التحقيق سيقتصر على الأسئلة. لكن ما واجهته لم يكن تحقيقاً، بل تعذيباً منظماً لإذلالنا وتحطيمنا نفسياً وجسدياً.”
مقالات ذات صلةالموسيقى التي تعذب
احتجز نبهان نحو 12 يوماً في غرف مغلقة أطلق عليها الجنود اسم “غرف الموسيقى”، كانت مكبرات الصوت تعمل على مدار اليوم والليل بأصوات صاخبة تتجاوز حدود التحمل البشري، وأجبر على الجلوس على كرسي حديدي موصول بالكهرباء أثناء التحقيق، وتلقى صدمات متكررة في قدميه، فيما كان المحققون يصرخون بأسئلتهم عن قادة المقاومة والأنفاق.
لم يحصل على طعام كافٍ ولا ماء، وكانوا يعدونه برؤية عائلته إن “تعاون”؛ لكنه رفض، وظل صامتاً رغم الألم والحرمان.
التابوت الحديدي
بعد التحقيق، كان يُعاد كل ليلة إلى قفص حديدي ضيق يشبه التابوت، ويربط داخله بأنبوب صغير يُغذى عبره بسائل لا يتجاوز ربع كوب يومياً. “لم أكن أميز الليل من النهار، حتى نفسي كنت أشك إن كنت ما زلت على قيد الحياة”، يقول نبهان.
يتحدث عن معتقلين آخرين في المكان نفسه، بعضهم فقد وعيه لأيام، وآخرون خرجوا منه جثثاً بلا ملامح.
الكهرباء والمرض
يتذكر نبهان كيف غرست في أقدامه أسياخ حديدية موصولة بالكهرباء خلال التحقيقات.، ويصف الصدمة الأولى قائلاً: “شعرت أن النار تشتعل داخل عظامي، كنت أصرخ دون صوت، لا شيء يسمعه سواي”.
لاحقاً، في سجون أخرى، أصيب بالجرب نتيجة الاكتظاظ وانعدام النظافة، لم يتلقَ أي علاج رغم انتشار الدمامل والتقرحات بين الأسرى، بعضهم فقد القدرة على الحركة أو مات متأثراً بالعدوى.
الأثر النفسي
في لحظات التحقيق، كان الابتزاز النفسي أشد من الضرب، هدده المحققون بأن عائلته ربما “اختفت تحت الركام”، وأن بإمكانه إنقاذهم إن “تعاون”. يقول: “كنت أسمع تلك الجملة كل يوم، وكنت أختار الصمت، ولم أرد أن أنجو بثمن خيانة”.
وصلته أخبار عن استشهاد عدد من أفراد أسرته، لكنه واصل المقاومة بالصبر والصمت.
ما وراء الجدران
يروي نبهان أن السجون الإسرائيلية كانت تقدم حصصاً غذائية بالكاد تبقي الأسرى على قيد الحياة، وكانوا يجمعون وجباتهم الثلاث ليأكلوها دفعة واحدة قبل النوم. يتحدث عن “غرف العصافير” التي تضم عملاء متخفين على هيئة أسرى لاستدراج المعتقلين لانتزاع المعلومات.
شهادة ضد الصمت
تعد شهادة نبهان دليلاً على نمطٍ متكرر من التعذيب في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، خاصة ضد سكان قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.
الأساليب التي وصفها ـ من الصدمات الكهربائية إلى “التوابيت الحديدية” ـ تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984، واتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر المعاملة القاسية والمهينة.
منظمات حقوقية طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل في معتقل “سديه تيمان”، والسماح للّجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول الفوري إلى جميع أماكن الاحتجاز.
عماد نبهان اليوم حر، لكنه يعيش بساقين مثقلتين بالألم وذاكرة لا تهدأ. يقول في ختام شهادته: “خرجت من السجن، لكن السجن لم يخرج مني. كلما أغمضت عيني أسمع صوت الكهرباء يعود.”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف معتقل سديه تيمان غزة الاحتلال سدیه تیمان
إقرأ أيضاً:
شاهد بالصورة والفيديو.. “البرهان” يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
حظي مقطع فيديو متداول لرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان, بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي السودانية.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن الفيديو الذي تصدر “الترند” بعد تحقيقه أعلى نسبة مشاركات وتفاعل عبر السوشيال ميديا, ظهر فيه قائد الجيش وهو يواسي سيدة نازحة.
“البرهان” ظهر متأثراً أثناء مواساته السيدة التي نزحت إلى الولاية الشمالية, هاربة من موطنها بإقليم دارفور الذي سيطرت عليها مليشيا الدعم السريع, وارتكبت فيه مجازر بحق المواطنين.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد تفاعل الجمهور مع تعاطف رئيس مجلس السيادة مع السيدة, حيث كتب أحدهم معليقاً: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط).
محمد عثمان _ النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب