الشارقة (الاتحاد) قدّم الإعلامي محمد الشثري حلقة جديدة من بودكاست «جَوَلان»، استضاف خلالها الشاعر القطري حمد البريدي المرّي، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، حيث بُثّت الحلقة من محطة «البودكاست» التي يحتضنها المعرض هذا العام لأول مرة في تاريخه، لمواكبة تنامي ثقافة البث الصوتي في المنطقة.


وخلال اللقاء، عبّر البريدي المرّي عن سعادته بالمشاركة في البودكاست، قائلاً إنّ له تأثيراً واسعاً في المشهد الثقافي العربي، معرباً عن فخره بأن يكون أحد ضيوفه في هذا المحفل الأدبي.
وتناول الحوار العديد من القضايا الشعرية، من بينها تأثير البيئة القديمة على النتاج الشعري المعاصر، ومدى قدرة الجيل الحالي من الشعراء على منافسة قصائد الأجيال السابقة. وأكّد البريدي أنّ الشعر النبطي يعيش اليوم عصره الذهبي، فيما يحتل الشعر الفصيح المرتبة الثانية من حيث الانتشار والتأثير على حدّ قوله. كما استعرض تجربته الشخصية في كتابة الشعر، وتأثره بعدد من الشعراء البارزين، وفي مقدمتهم والده، إلى جانب الشاعرين السعودي عبد الله بن عون والإماراتي حمد بن علي المدحوس. وأوضح محمد الشثري أن بودكاست «جَوَلان» يُعنى باستضافة شخصيات متنوعة من مجالات الفكر والأدب والثقافة والبحث الأكاديمي، لتسليط الضوء على تجاربهم الشخصية والإبداعية، مضيفاً أن الهدف من البرنامج هو بناء أكبر مكتبة عربية مرئية ومسموعة في السير الذاتية، من خلال حلقات توثّق تجارب مؤثرين يتحدثون عن رموز أخرى ألهمت مسيرتهم.
وأشار إلى أن البودكاست تناول حتى الآن أكثر من 60 شخصية عربية وعالمية من مختلف المجالات الثقافية والإنسانية. وختم الشثري حديثه بالإشارة إلى أن تسجيل الحلقة في معرض الشارقة الدولي للكتاب جاء بهدف إثراء الحراك الثقافي في المعرض، وإتاحة الفرصة لجمهور الزوار لمشاهدة كواليس إعداد وتسجيل البودكاست عن قرب، والتفاعل مع الضيوف والمقدّمين ضمن أجواء أدبية تجمع بين التراث الثقافي والتوجهات الإعلامية المعاصرة.
 

أخبار ذات صلة جلسة بـ«الشارقة للكتاب»: الإمارات رسخت نموذجاً متفرداً في التمكين المجتمعي الشامل فنانتان من أصحاب الهمم يرسمْنَ القراءة بريشة الإرادة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب

إقرأ أيضاً:

8 باحثين يكشفون أسرار القصيدة الأندلسية في «تأليف الحديقة»

سعد عبد الراضي (الشارقة)

أخبار ذات صلة سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «بودكاست أسمار» الأدبي الشارقة ضيف شرف معرض وارسو الدولي للكتاب 2026

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 44، انعقاد الندوة الدولية الرابعة لمجلة «كتاب» التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، وتوزعت الندوة على يومين بمشاركة 8 باحثين وأكاديميين عرب وأجانب، وجاءت ندوة هذا العام بعنوان «تأليف الحديقة: قراءات في القصيدة الأندلسية وتحولات الأثر»، قدّم المشاركون فيها رؤى جديدة في قراءة الشعر الأندلسي، وجمالياته، وامتداد أثره في الشعر العربي والعالمي.
استهلّ الندوة الدكتور صلاح جرّار، بورقة تناولت العلاقة الجمالية بين المرأة والطبيعة في الشعر الأندلسي، موضحاً أن الشاعر الأندلسي جمع بينهما بوصفهما رمزين للجمال والعطاء، وأن حضور الطبيعة، من أنهار وحدائق وظلال، لم يكن خلفية وصفية، بل جزءاً مكمّلاً لعاطفة القصيدة وعمقها الإنساني. وخلص جرّار إلى أن الأندلس صاغت نموذجاً شعرياً تتداخل فيه الطبيعة مع صورة المرأة في وحدة جمالية لا تنفصل.
وقدّمت الدكتورة فكتوريا خريش، ورقة بعنوان «من غرناطة إلى فلسطين.. الأندلس في الأدب العربي المعاصر»، حلّلت فيها حضور الأندلس في شعر محمود درويش، ونزار قباني، ورضوى عاشور، بوصفها مُكوّناً للذاكرة العربية الحديثة. وأكدت أن الأندلس لم تعد حنيناً إلى الماضي، بل أداة لقراءة الحاضر، ومجالاً لفهم المنفى والهوية والحرية.
أما الدكتور محمد حقي سوتشين، فناقش في ورقته بوادر الحداثة المبكرة في الشعر الأندلسي، مستعرضاً تجارب شعرية كسرت القوالب التقليدية، وأدخلت لغة مبتكرة، وصوراً جديدة، وإيقاعاً مغايراً. وأوضح أن التنوع الحضاري في الأندلس مكّن الشعراء من إنتاج أشكال متقدمة على زمنها، مما جعل الأندلس أحد جذور الحداثة الشعرية العربية.

أنسنة الطبيعة
وقدّمت الدكتورة حورية الخمليشي، بحثاً بعنوان «البحث عن الجنة.. أنسنة الطبيعة والانفتاح على الفنون في القصيدة الأندلسية»، رصدت فيه دور الطبيعة بوصفها كائناً إنسانياً حياً في النص الأندلسي، ودور الفنون -خاصة الموشحات- في توسيع أفق القصيدة. وأكدت أن الأندلس شكّلت فضاءً إنسانياً متداخلاً بين الطبيعة والفكر والفن.
وتناولت الدكتورة لوث غوميث، في ورقتها الأندلس في شعر درويش من منظور لوركي، معتبرة أن الشاعر الفلسطيني استعاد الأندلس مكاناً للذاكرة، وزمناً للمنفى، وجسراً بين فلسطين وغرناطة. وشددت على أثر الشاعر الإسباني لوركا في تشكيل الفضاء الأندلسي الدرويشي، خصوصاً من حيث الرمز والإيقاع والموسيقى الداخلية للقصيدة. وقدّم الشاعر زهير أبو شايب، ورقة نقدية جمعت بين التاريخ والوجدان، مؤكداً أن الأندلس ليست زمناً منقطعاً، بل فضاء حلمياً يتداخل فيه الماضي والحاضر والمستقبل. وتوقف عند صوت المرأة الأندلسية، مؤكداً أنّه جزء أساسي من التجربة الشعرية، وقد عرض نماذج لشاعرات أندلسيات قدّمن نصوصاً حرة وناضحة، حسياً وفكرياً.

بورخيس والأندلس
وفي بحث بعنوان «بورخيس والأندلس.. قراءة في قصيدة الحمراء»، أوضحت الدكتورة باهرة عبد اللطيف كيف تجسدت الأندلس في أدب بورخيس رمزاً للجمال والحلم والخلود. وقدّمت تحليلاً لجمالية قصر الحمراء في شعره، مؤكدة أن الشاعر الأرجنتيني أعاد صياغة الأندلس بوصفها يوتوبيا ثقافية وإنسانية.
واختُتمت الندوة بورقة يوسف المحمود، التي تناولت جماليات الخط العربي، وأثرها في الشعر الأندلسي، مبيّناً أن الخط، بنسيابه ورشاقته، أسهم في تشكيل الذائقة البصرية للشاعر الأندلسي، وأن القصيدة كثيراً ما جاءت انعكاساً لفضاء معماري وخطي واحد، مما جعل الشعر الأندلسي يجمع بين الإيقاع السمعي والبصري.
وشهدت الفعالية صدور كتاب يوثّق أعمال الندوة أعدّه الشاعر علي العامري، متضمناً كلمة رئيس تحرير المجلة أحمد بن ركاض العامري، وكلمة مدير التحرير ومنسق الندوة، ثم البحوث والمداخلات والرؤى النقدية التي طُرحت خلال يومي الندوة، ليكون مرجعاً جديداً في دراسة الشعر الأندلسي، وتحولات أثره في الشعر العربي والعالمي.

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «بودكاست أسمار» الأدبي
  • الشارقة ضيف شرف معرض وارسو الدولي للكتاب 2026
  • 8 باحثين يكشفون أسرار القصيدة الأندلسية في «تأليف الحديقة»
  • «صيدلية الشعر».. التشافي بالكلمات في «الشارقة الدولي للكتاب»
  • «أبوظبي للتراث» تستعرض إصداراتها الأدبية في «الشارقة للكتاب»
  • المركز الثقافي الإسباني يطلق مهرجان شعر البحر المتوسط بالقاهرة والإسكندرية
  • في «الشارقة للكتاب».. مسرحية تُشرك الجمهور في فكّ اللغز
  • جلستان حول علم الآثار والسّرد التاريخي في «الشارقة للكتاب»
  • إسدال الستار على النسخة العاشرة من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي