◄ العوامل المناخية والخصائص الفيزيائية للتربة تؤثر على معدلات الفقس

◄ تدريب أفراد المجتمع المحلي على عمليات الرصد والتوثيق

◄ ضرورة توحيد قواعد البيانات بين المواقع المختلفة لضمان مراقبة وطنية مستمرة

◄ استمرار الدراسات يعزز مكانة عُمان كمركز إقليمي للبحث وحماية السلاحف

◄ الحرص على تقليل التهديدات البشرية وتنظيم السياحة البيئية للحفاظ على الأعشاش

 

الرؤية- ريم الحامدية

قالت الدكتورة منى بنت هاشل الطارشية رئيسة قسم الأراضي الرطبة بالندب في هيئة البيئة، إن مشروع دراسة السلاحف الخضراء في رأس الحد يتميز هذا العام بالتركيز على تعداد صغار السلاحف الخضراء مع التركيز على مراحل الفقس وخروج الصغار نحو البحر، إلى جانب المتابعة الدقيقة لنجاح الفقس في مواقع مختلفة من الشواطئ مع التركيز على اختلاف الشواطئ من ناحية الأنشطة البشرية.

وأوضحت الطارشية- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن الفريق يسعى للإجابة عن أسئلة جديدة مثل: ما العوامل التي تؤثر على تفاوت نسب الفقس بين المواقع؟ وهل تؤثر كثافة الأعشاش أو طبيعة الرمال على بقاء الصغار؟ مؤكدة أن هذه الأسئلة تساعد في فهم أفضل للعوامل الميدانية التي تحدد نجاح التكاثر.

وأشارت الطارشية إلى أن الفريق يستخدم الرصد اليومي لآثار الزحف على الشاطئ لتحديد عدد الأعشاش ومواقعها، ثم فحص الأعشاش بعد الفقس لمعرفة عدد البيوض التي فقست وعدد الصغار الذين خرجوا بنجاح، مضيفة أن البيانات تُسجَّل في نماذج موحدة لضمان دقة المقارنة بين المواقع والمواسم، ويتم الاعتماد على تكرار الملاحظات من قبل أكثر من باحث للتقليل من الخطأ البشري وضمان دقة النتائج.


 

وعن أبرز التحديات خلال موسم التعشيش، بينت رئيسة قسم الأراضي الرطبة بالندب في هيئة البيئة أن من أبرزها ارتفاع موج البحر والذي حدث مرتين خلال فترة المسح، حيث يؤدي ارتفاع المد إلى تخريب الأعشاش، كما أن الخصائص الفيزيائية للتربة تجعل بعض المواقع غير مناسبة لحفر الأعشاش، إلى جانب بعض الأنشطة السياحية وزيارات الشواطئ التي قد تتسبب في تشتّت بعض الإناث أثناء وضع البيض، لافتة إلى أن بعض المفترسات الطبيعية مثل الثعالب والطيور تشكل خطرًا على الأعشاش والصغار، مما يؤثر على نسب النجاح في بعض المناطق.

وتلفت الطارشية إلى أن العوامل المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة أو تغيّر بنية الشواطئ تؤثر على معدلات الفقس، فقد تؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع عملية الفقس أو تقليل بقاء الصغار داخل العش، بينما تغيّر شكل الشاطئ بسبب الأمواج أو الرياح يجعل بعض الأعشاش أكثر عرضة للغمر أو الانجراف، مؤكدة أن هذه الملاحظات تُؤخذ في الحسبان عند مقارنة نتائج المواقع المختلفة.

وأكدت أن المشروع يعتمد بشكل كبير على مشاركة المجتمع المحلي من خلال تدريب عدد من المرشدين والكوادر في عمليات الرصد والتوثيق، مما يعزز الوعي البيئي لدى السكان ويخلق إحساسًا بالمسؤولية تجاه حماية السلاحف، كما أنه جرى إشراك طلبة من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس للعمل على ترقيم الأعشاش وحفرها وتقييم نجاح التعشيش، وكذلك تدريبهم على إدخال البيانات وتحليلها باستخدام برامج تحليل مختلفة.

وعن كيفية الاستفادة من نتائج المشروع في دعم السياسات الوطنية، أشارت الطارشية إلى أن النتائج توفّر بيانات دقيقة تساعد الجهات المختصة في تحديد المناطق الأكثر حساسية التي تحتاج إلى حماية أكبر أو تنظيم للأنشطة فيها، كما أنها تسهم في تحديث الخطط الوطنية لحماية السلاحف بما يشمل ضبط الإضاءة، وتحديد مواسم وأماكن الزيارة السياحية المسموح بها، لافتة إلى أن الخطوة المقبلة هي توحيد قواعد البيانات بين المواقع المختلفة لضمان مراقبة وطنية مستمرة.

وقالت رئيسة قسم الأراضي الرطبة بالندب في هيئة البيئة إن رأس الحد تُعد من أهم مواقع تعشيش السلاحف الخضراء في العالم، إذ تستقطب آلاف الإناث سنويًا من مختلف مناطق المحيط الهندي، مؤكدة أن استمرار الدراسات الدقيقة مثل هذا المشروع يعزز مكانة عُمان كمركز إقليمي للبحث وحماية السلاحف، ويجعل بياناتها جزءًا من الجهود الدولية لمتابعة حالة الأنواع المهددة.

وحول التقنيات الجديدة المستخدمة هذا الموسم، أوضحت الطارشية أن المشروع يعتمد على الطرق الميدانية التقليدية، إلا أنه طوّر نظامًا موحدًا لتسجيل البيانات إلكترونيًا يوميًا، مما يسهل تحليل النتائج وتتبعها بدقة عبر المواسم، كما أن الفريق يخطط مستقبلًا لاستخدام أدوات قياس إضافية لدرجات الحرارة ومراقبة حركة الصغار في مراحل لاحقة وربط النتائج بحالة الشواطئ، مبينة أن النتائج الأولية أظهرت تفاوتًا في نسب الفقس بين أجزاء الشاطئ، مما يساعد في تحديد المناطق التي تحتاج إلى حماية إضافية أو تحسين في إدارة الزوار، وهذه المؤشرات العملية تسمح للجهات المختصة بتخصيص الجهود والموارد بشكل أدق، لضمان زيادة نسب الفقس في المواسم المقبلة.

واختتمت الطارشية حديثها عن رؤية المشروع بعيدة المدى، موضحة أن المشروع يسهم في تكوين قاعدة بيانات علمية متكاملة تُستخدم في التخطيط والإدارة البيئية المستدامة، إذ يهدف الفريق إلى استمرار تدريب الكوادر المحلية لتصبح عمليات الرصد والحماية عملاً وطنيًا دائمًا، كما أن التركيز في المستقبل سيكون على تقليل التهديدات البشرية، وتنظيم السياحة البيئية بما يحافظ على هذا الإرث الطبيعي للأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا يوجه بإزالة لافتات تُعيق الرؤية وحملات لرفع الإعلانات المخالفة

أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، على الاهتمام بسلامة المواطنين والحفاظ على المظهر الجمالي للمدن والمراكز، فقد رصدت منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة منشورًا متداولًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود لافتة إعلانية موضوعة بطريقة تُعيق الرؤية أمام السائقين القادمين من ناحية أبو فليو في اتجاه كوبري النيل بمركز المنيا، مما قد يتسبب في وقوع حوادث مرورية.

صحة المنيا : إجراء 1161 عملية جراحية واستقبال 32 ألف حالة طوارئ خلال شهرتحرير 255 مخالفة متنوعة خلال حملات مكثفة لضبط الأسواق وحماية الدعم بالمنيامحافظ المنيا يهنئ فريق «صحة المنيا» لفوزه بالمركز الثاني في مسابقة الأمان الحيوي 2025

وعلى الفور، وجّه المحافظ بسرعة إزالة أسباب الشكوى، وكلف هيئة الطرق والكباري باتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة الإعلان الذي يعيق الرؤية، حفاظًا على سلامة المواطنين ومنع وقوع الحوادث، وإضفاء المظهر الحضاري للمدن، مشددًا على ضرورة استمرار حملات المتابعة اليومية لضمان الالتزام بالضوابط المنظمة للإعلانات، وتطبيق القانون بكل حسم.

وفي ذات السياق، نفذت الوحدات المحلية بمراكز ومدن المحافظة حملات موسعة لإزالة اللافتات واللوحات الإعلانية غير المرخصة، أسفرت عن رفع عدد كبير من الإعلانات المخالفة والمتعامدة وبدون ترخيص، مع اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.

طباعة شارك المنيا محافظ المنيا اعلانات مخالفة

مقالات مشابهة

  • المعمري لـ"الرؤية": شبابنا يمتلك مهارات واعدة في التسويق الرقمي وصناعة المحتوى
  • المبسلي لـ"الرؤية": تنامي ثقة المستثمرين في سوق المال العماني باعتباره وجهة استثمارية واعدة ومستدامة
  • غارديان: الخطة الأميركية تقسم غزة وتبقي الفلسطينيين بمنطقة طاردة
  • الخريف يفاقم إجهاد العينين… نصائح للحفاظ على الرؤية
  • ‏”تيته” تبحث مع وزير الخارجية الجزائري خارطة الطريق السياسية والتحديات التي تواجه تنفيذها ‏
  • محافظ بورسعيد يفتتح معرض العودة للجذور بالتعاون مع سفارة المملكة الهولندية بالقاهرة
  • محافظ المنيا يوجه بإزالة لافتات تُعيق الرؤية وحملات لرفع الإعلانات المخالفة
  • وزير الإسكان يناقش مع البنك الدولي التعاون في إدارة الأراضي والمدن الذكية والمباني الخضراء
  • إيقاف زري الإعجاب والمشاركة في فيسبوك