«انشر» يعرض تأثير مساراته في دعم وتطوير ناشرين محليين
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
يشارك صندوق الشارقة لاستدامة النشر «انشر»، المبادرة التي أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، للمرة الثانية في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، مُقدّماً منصة واسعة تضم 20 دار نشر من خريجي مسار «إطلاق».
ويواصل الصندوق كذلك استقبال طلبات التسجيل في مسار «ابتكار» المخصّص للشركات التقنية العاملة في قطاع النشر.
شهد جناح «انشر»، خلال المعرض، سلسلة من الورش والجلسات المهنية التي استهدفت الناشرين المشاركين، وتضمّنت عدة لقاءات، منها جلسة استضافت غوراف شريناغيش، الرئيس التنفيذي لـ «بنغوين راندوم هاوس» في الهند وجنوب شرق آسيا وعضو مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والذي أجاب عن أسئلة مجموعة من الناشرين المتخرجين حول النمو وأفضل الممارسات في كبرى دور النشر العالمية، إلى جانب مناقشة موضوعات التسويق وبيانات الكتب.
كما رحَّب جناح «انشر» بفريق منحة الشارقة للترجمة، واستعرض آليات التقديم والاستفادة منها في نقل الأدب المحلي إلى العالم. كما نظّم الصندوق جلسة تفاعلية مع مستشاري هيئة الشارقة للكتاب حول العالم لتبادل الخبرات وفتح قنوات للتواصل مع الأسواق الدولية، إضافة إلى تنظيم حفلات توقيع إصدارات وإطلاق رسمي لدور نشر جديدة ضمن البرامج التي يرعاها.
وأكدت إيمان بن شيبة، مديرة إدارة المبادرات الاستراتيجية والأسواق العالمية في هيئة الشارقة للكتاب، أن «انشر» جاء ليكون منصة شاملة لدعم صناعة النشر في الإمارات، بتوجيه ورؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، عبر برامج مبنية على احتياجات السوق ومصممة لمرافقة الناشر في مختلف مراحل رحلته المهنية.
وأوضحت بن شيبة أن الصندوق يعمل عبر ثلاثة مسارات رئيسية وهي مسار «إطلاق» المخصّص لتأهيل الناشرين الجدد، والذي خرّج 20 ناشراً العام الماضي ممن عادوا للمشاركة في جناح «انشر» بعد عام من تخرّجهم، حاملين نتائج ثمرة عملهم الأول في صناعة النشر، حيث يعرضون نحو 60 إصداراً جديداً تم إنتاجها خلال عامهم الأول في السوق. وقد خصّص الصندوق لهم نقطة بيع خاصة داخل الجناح لعرض كتبهم وتسهيل عملية بيعها، مع دعم لوجستي كامل وإعفاء من رسوم الإيجار، في خطوة تهدف إلى تمكينهم من التوسع والتفاعل المباشر مع جمهورهم الأول من القرّاء، إلى جانب مساري «نموّ» و«ابتكار» اللذين يكمّلان منظومة الدعم التي يوفرها الصندوق لتطوير قطاع النشر المحلّي.
وأشارت إلى أنّه في مسار «نموّ» برزت نماذج متميّزة من الخريجين الذين نجحوا في تحويل أفكارهم إلى مشاريع مؤثرة في المجتمع. وأضافت بن شيبة أن العام المقبل سيشهد اختيار عدد من الشركات التقنية للاستثمار فيها، وتسهيل دخولها سوق المنطقة بمنحها تراخيص ومكاتب ودعم لوجستي في الشارقة.
واختتمت بن شيبة بالتأكيد على أنّ النشر مهنة تحتاج إلى شغف ورغبة حقيقية في خدمة الكتاب والثقافة، وأن صندوق الشارقة لاستدامة النشر يسعى إلى توفير منظومة دعم متكاملة، خاصة فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لضمان استدامة صناعة النشر وتطويرها في الإمارات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: صندوق الشارقة لاستدامة النشر معرض الشارقة الدولي للكتاب هيئة الشارقة للكتاب هیئة الشارقة للکتاب
إقرأ أيضاً:
«صيدلية الشعر».. التشافي بالكلمات في «الشارقة الدولي للكتاب»
الشارقة (الاتحاد)
في جناح يغمره الضوء والدهشة، توقفت جموع من زوّار معرض الشارقة الدولي للكتاب أمام فكرة لم يعتادوها من قبل: «صيدلية الشعر»، فهنا لا تُصرف الأدوية الكيميائية، بل تُقدَّم القصائد على هيئة جرعات علاجية، تعبّر عن حالات إنسانية متباينة، وتدعو إلى الشفاء بالمعنى والجمال والكلمة.
وراء هذه الفكرة تقف الشاعرة والإسعافية الإنجليزية ديبورا ألما، التي عُرفت في بريطانيا بلقب «الشاعرة الإسعافية»، بعد أن أمضت سنواتٍ طويلة في أقسام الطوارئ تعالج المرضى وكبار السن، قبل أن تكتشف أن الشعر بدوره قادر على تضميد الجراح، ليس الجسد فحسب، بل القلب والذاكرة أيضاً.
تعود بدايات «صيدلية الشعر» إلى عام 2011، حين ابتاعت ديبورا سيارة إسعاف قديمة تعود لسبعينيات القرن الماضي، وأطلقت منها مشروعها الإنساني المتنقّل.
وكانت تجوب المدن البريطانية والمهرجانات والمدارس والمكتبات، حاملة معها قصائد موضوعة في قوارير تشبه علب الدواء، وتقدمها لمن يحتاج إلى «علاج بالكلمات»، بحسب حالته المزاجية أو النفسية.
اليوم، وبعد أكثر من عقدٍ على هذه التجربة، تقف ديبورا في الشارقة، ضمن فعاليات الدورة ال44 من المعرض، لتشارك جمهوراً عربياً واسعاً يؤمن هو الآخر بقوة الأدب في مداواة الروح.
داخل «صيدلية الشعر»، تصطف العلب الطبية على رفوف صغيرة تحمل تسميات لافتة:«شرارة الإبداع» و«دواء الأرض» و«طاقة البهجة» و«مساحة الأمان» و«رسائل من القلب» و«رحلة اكتشاف الذات».
يفتح الزوار العلب فيجدون داخلها قصائد مختارة بعناية من مختلف العصور واللغات، تتنوع بين الحكمة والحب والإلهام الذاتي. البعض يضحك بدهشة، وآخرون يلتقطون الصور وكأنهم يوثقون لحظة شفاء رمزية.
وتقول ديبورا ألما، التي تُدرّس اليوم الكتابة الإبداعية وتحرّر مختارات شعرية في مجلات أدبية عالمية: «الشعر يمكنه أن يغيّر المزاج، وأن يفتح نوافذ للأمل في أصعب اللحظات. الكلمات حين تُقدَّم بروح محبة، تصبح علاجاً نفسياً ووسيلة لحفظ توازننا الداخلي».