أغنية لاعب صغير.. رحلة بين الهزيمة والخلاص في عالم إدوارد بيرغر
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
قدمت نتفلكس مؤخرا فيلما جديدا ضمن خطة استقطابها للمخرجين الذين حققوا نجاحات نقدية وجوائز كبيرة، وهو "أغنية لاعب صغير" (Ballad of a Small Player) للمخرج السويسري النمساوي إدوارد بيرغر، الذي فاز فيلمه "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" (All Quiet on the Western Front) بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وترشح فيلمه الأول باللغة الإنجليزية "المجمع البابوي" (Conclave) لـ8 جوائز أوسكار، فاز منها بجائزة أفضل سيناريو.
"أغنية لاعب صغير" فيلم بريطاني من نوع الكوميديا السوداء والإثارة النفسية، أخرجه إدوارد بيرغر، وسيناريو الفيلم من كتابة روان جوفي، مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب لورانس أوزبورن الصادرة عام 2014. ويشارك في البطولة كلّ من كولين فاريل، فالا تشين، وتيلدا سوينتون.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم "المفترس: الأراضي القاحلة" قواعد السلسلة؟list 2 of 2رسائل سياسية وإنسانية في افتتاح مهرجان القاهرة.. وتكريم مؤثر للراحلينend of listشهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان تيلورايد السينمائي، ثم عُرض تجاريا بشكل محدود قبل أن يتاح لاحقا على منصة نتفلكس.
View this post on Instagram"أغنية لاعب صغير" بين الكوميديا السوداء والإثارة النفسية
يجمع من بين أشهر 3 أفلام للمخرج إدوارد بيرغر عدة سمات متشابهة، فكلها مقتبسة عن روايات أدبية، ويركز كل منها على الشخصية المركزية ورحلتها الداخلية من منظور ضيق يعزز التماهي معها. ففي "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" نتبع ويلات الحرب العالمية الأولى من عين مجند ألماني حالم يُدعى بول بويمر، ينضم إلى الجيش الألماني برفقة أصدقائه، مدفوعا بفكرة البطولة والمجد، لكنه سرعان ما يصطدم بقسوة الواقع في ساحات الحرب، لتتحطم كل أوهامه الأولى، ويجد نفسه لا يقاتل من أجل المجد كما تخيل، بل من أجل البقاء فقط في حرب لم يخترها ولمصالح سياسية لا تهمه.
وفي فيلم "المجمع البابوي" يقوم الكاردينال توماس لورانس بتنظيم المؤتمر الكنسي لاختيار البابا القادم، لكنه سرعان ما يجد نفسه غارقا في تحقيقات تكشف أسرارا وفضائح خطيرة حول أبرز المرشحين للمنصب، مما يحول المهمة المقدسة إلى شبكة من الغموض والصراعات الخفية.
إعلانتركز قصة فيلم "أغنية لاعب صغير" كذلك على رحلة الشخصية الرئيسية بريندان (كولين فاريل)، وهو مقامر محترف يعيش على حافة الخطر في عالم كازينوهات ماكاو المبهرة، لكنها أيضا بيئة غنية بالخداع ودافعة للانهيار النفسي.
بريندان رجل غريب الأطوار ومدمن على المقامرة، يسعى دائما لتحقيق الفوز الكبير، لكنه كثيرا ما يقع ضحية طمعه وتهوره. طول الفيلم، نتابع صراعه الداخلي بين رغبته في المال والانتصار وبين إدراكه لعواقب أفعاله، مما يجعل توتره النفسي حاضرا في كل مشهد، والبيئة المحيطة به -من أضواء الكازينوهات الصاخبة إلى لحظات الهدوء الباردة بين الجولات- تعمل على عكس الانهيار النفسي والصراعات الداخلية للبطل.
تعكس هذه الأفلام الثلاثة مرونة إدوارد بيرغر وقدرته على الانتقال من إنتاجات ألمانية محلية إلى أفلام عالمية تُعرض على المنصات وبلغة أخرى غير اللغة التي بدأ بها أعماله، وكذلك اهتمامه بالدمج بين العمق النفسي والصورة التي تخرج بها أفلامه، فما يهمه ليس فقط ما يُروى بل كيف يُروى.
View this post on Instagram الكاميرا تروي ما لا تقوله الكلمات"أغنية لاعب صغير" ليس مجرد فيلم يحلل شخصية المدمن من الناحية النفسية، بل يتناول الشخصية الرئيسية من زوايا مختلفة. فهو بالفعل مقامر مدمن على القمار، لكنه أيضا ابن الطبقة العاملة المقهورة في المجتمع البريطاني، حتى بعد خلخلة الطبقية التي تضرب جذورها في هذا المجتمع، بريندان أيضا من أصل أيرلندي، الأمر الذي يحيل المشاهد إلى التوتر المستمر بين بريطانيا وأيرلندا، وهو صراع طويل بين المملكة المتحدة والأيرلنديين حول الحكم والسيادة، خاصة في أيرلندا الشمالية، متضمّنا مطالبات بالاستقلال أو الوحدة مع جمهورية أيرلندا، وتصاعد إلى عنف سياسي وديني لعدة عقود.
تطارد بريندان المحققة البريطانية سينثيا (تيلدا سوينتون)، وهي أيضا من الطبقة العاملة، كصوت من ماضيه يذكره بموقعه من العالم، عندما عمل لدى سيدة ثرية قام بسرقة أموالها، وتغيير اسمه إلى اللورد دويل، لتكشفه سينثيا أمام المشاهد، والأهم أمام نفسه، في حين يأتي الصراع الأخير في الفيلم بينه وبين أرستقراطي بريطاني تحدى بريندان راغبا في إثبات نظريته أن الأثرياء دوما ما يفوزون في النهاية.
تتبع كاميرا إدوارد بيرغر الممثل كولين فاريل عن قرب شديد، ليشعر المتفرج بما يمر به من توتر وقلق، وتعكس تقلباته النفسية المستمرة بين قمة التفاؤل وبهجة انتظار مكسبه القادم، ورائحة الهزيمة التي تحاصره من كل مكان، وتعيده دوما إلى المربع صفر الذي يسكنه الخاسرون.
يبرع بيرغر في جعل المكان جزءا من السرد، من ساحات الحرب في "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" إلى الفاتيكان في "المجمع البابوي"، وهنا ماكاو، المدينة الساحلية التي تقع في جنوب الصين، التي ليست مجرد خلفية للأحداث، بل تشكل عنصرا دراميا مؤثرا.
الألوان والإضاءة تعكس المدينة التي تمثل خليطا من الفخامة والخطر، وأنوارها تشبه أضواء الإنذار التي تدل على الانهيار النفسي الذي يوشك على ابتلاع البطل.
يستكشف الفيلم أيضا المنطقة الماورائية، فالبطل الذي يؤمن أن هناك مكسبا ينتظره على الرغم من خسائره المتتالية تتقاطع طرقه مع امرأة صينية شابة توشك حياتها هي كذلك على الانهيار، امرأة محملة بذنب كبير بعدما سرقت والديها وهجرت قريتها الصغيرة بحثا عن الثراء في ماكاو، وتكفر عن ذنبها هذا بمعاونة البطل بشكل يخلط بين الواقع والأحلام، فبين هذيان الحمى يجد البطل خلاصه ويتطهر هو وهي من ولعهما بالمال.
View this post on Instagramفي نهاية المطاف، يثبت إدوارد بيرغر مرة أخرى براعته في المزج بين العمق النفسي للشخصية والصورة السينمائية البصرية، حيث يجعل المشاهد لا يكتفي بمشاهدة الأحداث فحسب، بل يعيشها بكل تفاصيلها وأحاسيسها. فيلم "أغنية لاعب صغير" ليس مجرد قصة عن مقامر مدمن أو صراع داخلي، بل هو مرآة للمجتمع، للطبقات، وللصراعات الإنسانية الداخلية والخارجية، حيث يتقاطع الطمع، الخطيئة، والتوبة مع الصراع الاجتماعي والسياسي في الخلفية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
مش لاقي ياكل.. إدوارد يتعرض للنصب باسم الفنان شادي خفاجة
تصدر اسما الثنائي الفني ادوارد وشادي خفاجة محركات البحث، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب تعرض الاول لعملية نصب باسم الفنان شادي خفاجة، الذي فوجئ بتداول اسمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم الزج بأسمه فيما تعرض له زميله ادوارد.
كشف الفنان إدوارد، خلال الساعات الماضية، عن تعرضه لعملية نصب إلكترونية انتحل فيها محتال هوية الفنان شادي خفاجة لطلب المال، حيث تلقى رسالة من رقم مجهول يدّعي صاحبها أنه شادي خفاجة ويمر بظروف صعبة ولا يجد ما يأكله، محذرًا من تزايد محاولات الاحتيال الإلكترونية.
واستجاب إدوارد بدافع إنساني وأرسل مبلغًا ماليًا عبر خدمة "إنستا باي"، لكنه فوجئ بحظر المتصل له فور إتمام التحويل، ليكتشف سريعًا أنه وقع ضحية لانتحال شخصية.
عقب الواقعة، تواصل إدوارد مع الفنان الشاب شادي خفاجة، للتأكد مما حدث، ليتبين أن الأخير لا علاقة له بالأمر، وأن مجهولًا استغل اسمه للتواصل مع عدد من الفنانين بهدف الاحتيال المالي.
وشارك إدوارد جمهوره تجربته محذرًا من الرسائل التي تستخدم أسماء فنانين أو شخصيات عامة لاستغلال التعاطف وتحقيق مكاسب غير مشروعة، معتبرًا أن انتشار هذه الأساليب أصبح "مقلقًا" ويعكس واقعًا محبطًا.
من جانبه، خرج الفنان شادي خفاجة عن صمته، بعد إعلان الفنان إدوارد النصب عليه من قبل أحد الأشخاص انتحل صفة شادي مدعيا أنه يمر بظروف اقتصادية صعبة.
وأعلن شادي خفاجة عبر "فيسبوك"، عن بدء اتخاذ إجراءات قانونية ضد منتحل شخصيته، داعيًا كل من تعرض لموقف مشابه إلى التواصل معه لتجميع المعلومات اللازمة.
ولفت إلى أن رقمه الوحيد المعروف ينتهي بـ(010)، مطالبًا بضرورة التأكد من هوية أي متواصل قبل التعامل معه.
خفاجة نشر الموقف الذي تعرض له إدوارد عبر حسابه على فيسبوك وكتب: "وصلني خلال الأيام اللي فاتت إن في شخص بينتحل شخصيتي وبيتواصل مع بعض الناس وبيطلب منهم معاملات مالية باسمي.
مضيفا: "للأسف، تم استغلال طيبة الأستاذ إدوارد وتعرض لموقف غير مقبول، أي حد اتعرض لنفس الموقف يا ريت يبعتلي التفاصيل في رسالة خاصة، علشان بجمع كل البيانات والإجراءات القانونية بالفعل بدأت، برجاء التأكد عند التعامل مع أي رقم غير رقمي المعروف والوحيد اللي معايا من سنوات (ينتهي بـ 010)، التحذير ده لحماية الجميع ومنع أي استغلال.
ماذا قال إدوارد بعد النصب عليه؟
كتب إدوارد، عبر حسابه على فيسبوك: "يا جماعة أنا اتنصب عليا في فلوس.. الرقم ده بعتلي على إنه شادي خفاجة الممثل، وأنه متعشم فيا ومفيش شغل ومش لاقي ياكل وأنا ذي العبيط بعتله فلوس انستا باي وراح عملي بلوك".
وأضاف: "وكلمنا بعد كده شادي طلع ميعرفش حاجة، خدوا بالكم بقى من النصب باسم الفنانين بقينا في زمن يقرف".