البوابة نيوز:
2025-06-12@21:58:49 GMT

النقد الموضوعى وضحاياه

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

يعرف كل من له علاقة بالفنون والإبداع في كل المناحي أهمية النقد ودوره، فلا يقتصر أن يحلل العمل ورموزه ولكن عليه أن يغطي بوعي كل العناصر الفنية من قصة وإخراج وحركة كاميرا وأداء وإضاءة، فهو الوسيط بين المبدع والجمهور، وعليه أن يلتزم الموضوعية ولا يكون ناقدًا انطباعيًا باحثًا فقط عن السلبيات أو عن الايجابيات وينحصر حديثه في إحداهما.

دور الناقد حتمي ومهم جدًا مادام هناك عمل ينتج وعليه يجب أن يكون الناقد مُحبًا للسينما أو المنتج الدرامي ومدركًا بتطورات الأحداث وتاريخ الإبداع ولديه قدر كبير بالمعرفة السياسية والأدب والتشكيل والموسيقى حتي يلعب الدور المنوط به كهمزة الوصل بين الجمهور والعمل وكذلك وضع الضوء علي سلبيات العمل ليتجنبها كل المشاركين وتكون آراؤه بوصلة يستفيد منها كل من شارك في العمل الفني، وهنا يأتي السؤال: هل لدينا عدد كافٍ من تلك النوعية من النقاد التي تدفع بالإنتاج الفني إلى التجويد ونشر قيم التصالح مع الحق والخير والجمال وقيم الولاء والإنتماء مما يضيف إلى التاريخ الفني المصري العريق والثري بأعمال مازلنا نتابعها وبعضها شرفنا في كثير من المحافل والمهرجانات العالمية؟.

الإجابة أعتقد وبموضوعية لغير صالح النقد فما زال البعض من المنتجين يبحث عن فنون تعتمد علي كوميديا ساذجة وأكشن دخيل منقول ومقلد لبعض الأفلام الأمريكية من مطاردات وعنف يصل إلى حد الرعب والفزع وأحيانًا الدجل للأسف، فتوارى النقد المهني الواعي إلا القليل وكثيرًا ما نجد بعض مجاملات ومهرجانات بعضها للترضية والأخرى سبوبة وتضيع أعمال تبهرني وتبهر الجمهور ولكنها لا تجد المدافع أو الناقد الموضوعي الذي يكتسب ثقة المبدع والجمهور، وتلك مهزلة أرى من نتائجها التي عاصرتها ما حدث مع المخرج القدير يوسف شاهين فقد حضرت معه في باريس عرض فيلم «إسكندرية كمان وكمان» مع شقيقي محمد نوح فقد كان واضعًا لموسيقي الفيلم، هالني كيف قابل الجمهور الفرنسي المخرج العبقري، وقف الجمهور ما يقرب من خمس دقائق يصفقون للرجل بمجرد دخوله البنوار.

وهنا يأتي سؤال آخر: هل تم نقد موضوعي مهني لأفلام المبدع يوسف شاهين؟ أم كان بعض النقد إنطباعيًا طيبًا وغير مهني علي الاطلاق وتركناه لجمهور الترسو يطلقون عليه كلمات ساذجة مثل «أفلامه غير مفهومة وبيعمل تغريب» ويبحثون عن الكمال وما يدركوه من سذاجة نابعة من أفلام تشجع علي الهطل ويلعب المخرج دور البلاسير حين يستقبل رواد السينما ليرشدهم لمقاعدهم فيلعب المخرج نفس الدور للوصول بالمشاهد إلى النهاية السعيدة وزواج الحبيب بالحبيبة وزفة وإستعراض ممجوج لراقصة أو أن يموت المجرم وتأتى الشرطة في نهاية الفيلم ليخرج المشاهد سعيدًا راضيًا، رغم أن تلك نوعية من السينما تساعد علي عدم إعمال العقل، وكما قال القدير زكي نجيب محمود: «حلول الصدف تبعدنا عن المنطق وإعمال العقل»، وكما قال كافكا، الكاتب التشيكي: «الرواية التي لاتصدمك لاتستحق القراءة».

إنها دعوة للاهتمام بالإبداع والنقد ولا نختلف مع كل جديد وإنما نترك المجال مفتوحًا لفرز الأفكار الجديدة وأرجو أن ندرك أنه حين تجد نفسك مختلفًا مع كل جديد من ذوق وإبداع تذكر أنك كبرت عمرًا وتلك صفة حياتية فسيد درويش كان مرفوضًا من جمهور التخت والغناء المبني علي السلطنة والأداء التركي، وحين ظهر عبدالحليم كان يرفضه البعض وحين ظهر محمد نوح بعضهم كتب موسيقي القرود وحين ظهر عمرو دياب أطلق البعض عليه مطرب التنطيط.

النقد الموضوعي والمهني هو الحارس للإيضاح وتنوير الناس بمفردات الإبداع فالمشكلة الحقيقية أن البعض يعرف في التمثيل ولا يعرف في الإخراج ومن يدرك الإخراج لايدرك قيم التشكيل ومصدر الضوء والعدسات والكادرات وقيمة الكلوز وحتمية اللونج ومتي يتحدث الممثل بظهره ومتي يقف على العالي في الديكور واستخدام السلالم في حركة الممثل ولماذ تستحم البطلة ثم لماذا ذهبنا إلى البحر لارتداء المايوه وما السبب! ولا يمكن أن يكون شباك التذاكر لجذب المراهقين، ومتي يقف الممثل في كادر أو أرش.

يا سادة لدينا خلال مشوار السينما الطويل عباقرة في الإخراج قدموا وبوعي كل ما ذكرت ويدركه كل عاشق مدرك لفنون السينما والدراما والمسرح وكل من قرأ لأكسندر دين أو فن الإخراج السينمائي لسيدني لوميت. مصر بلد عظماء الإخراج، مصر بلد صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وحسين كمال وحلمي رفله ونيازي مصطفي وبركات وعاطف سالم وحسام الدين مصطفي وحسين كمال وسعيد مرزوق.

هل لنا أن نتعرف على بعض أسماء النقاد كان لهم الفضل في وجود سينما نفتخر بها ونشاهدها كلما عرضت علي شاشات التليفزيون، وأتذكر منهم يوسف شريف رزق الله، كمال الملاخ، كمال رمزي، علي أبو شادي، سمير سرحان، د. عبدالمنعم تليمة، د. عبدالقادر القط، د. جابر عصفور، جليل البنداري، د. علي الراعي، د. صلاح فضل، د. غالي شكري، أحمد صالح، سمير فريد، د. وليد سيف، أحمد الحضري، تلك أمثلة أضعها لنتعرف عن أعمال سينمائية وأدبية كتب عنها هؤلاء العظماء وكيف كانت نتائج ما إنتجته فنون الإبداع في عصر النقاد الحقيقيين. النقد هو قاطرة التنوير للمبدع وللمتلقي، حفظ الله مصر ومبدعيها فهي تنطلق وتستحق.

حسين نوح: ناقد وفنان تشكيلى

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

عرض فيلم Memento للمخرج كريستوفر نولان في السينما السعودية

 أعلنت شركة فرونت رو فيلمد إنترتينمنت عن إعادة إطلاق فيلم "Memento" للمخرج كريستوفر نولان عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين لأحد أكثر أفلام الإثارة النفسية الرائدة في تاريخ السينما.

وسوف يُعرض الفيلم مجددًا في صالات السينما في السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان ومصر والبحرين وقطر وسلطنة عُمان، ابتداءً من 19 يونيو، إلا أن العرض في السعودية له دلالة خاصة: إذ إنها المرة الأولى التي يُعرض فيها الفيلم في صالات السينما داخل المملكة، حيث لم تكن العروض السينمائية متاحة عند إصدار الفيلم الأصلي عام 2000.

ويعتبر "Memento" فيلمًا كلاسيكيًا شهيرًا أعاد تعريف السرد غير الخطي، حيث يتبع قصة رجل يُعاني من فقدان الذاكرة قصيرة الأمد، بينما يحاول تعقّب قاتل زوجته، ويتم حكي هذه القصة بشكل معكوس، من ناحية البناء ومن الناحية النفسية أيضًا. 

وقد حصل نولان عن هذا الفيلم على أول ترشيح له لجائزة الأوسكار، وحقق الفيلم أكثر من 40 مليون دولار عالميًا بميزانية متواضعة قدرها 9 ملايين دولار. 

وبعد أكثر من عقدين، ما زال الفيلم هو أحد أكثر أعمال نولان إثارة للنقاش والتحليل، ويُعتبر درسًا متقدمًا في فن السرد السينمائي والتلاعب الإدراكي بالمشاهد.

ويأتي إعادة إطلاق الفيلم ضمن مبادرات فرونت رو المستمرة لإعادة تقديم علامات فارقة من السينما الحديثة لجماهير جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فعلى مدى العامين الماضيين، أعادت الشركة توزيع مجموعة واسعة من الأعمال الكلاسيكية المعاصرة، بما في ذلك Leon: The Professional، وThe Fifth Element، وSpirited Away، وHowl’s Moving Castle، وCity of God؛ وهي أفلام لا يزال لها صدى قوي لدى الأجيال الشابة التي تكتشفها للمرة الأولى.

وبذلك ينضم "Memento" إلى هذه القائمة ليس كعرضٍ نوستالجي، بل كجزء من احتفال أوسع بالسينما التي يقودها مخرجون أصحاب رؤية فنية مميزة وسرد قصصي خالد.

 وتأتي هذه الخطوة تعزيزًا لالتزام فرونت رو بدعم صُنّاع الأفلام الطموحين في المنطقة. وقد حظي "Memento" عند إطلاقه الأصلي بإشادة نقدية واسعة، ويحتفظ حاليًا بنسبة تقييم 93% على موقع Rotten Tomatoes، كما يُصنّف ضمن قائمة أفضل 50 فيلمًا في التاريخ ضمن قائمة IMDb لأفضل 250 فيلمًا بحسب تصويت الجمهور.

وقد شهد جمهور نولان في السعودية نموًا هائلًا خلال العقد الماضي، حيث تواصل أفلامه تحقيق نجاحات كبيرة على شباك التذاكر، وتلقى أفلامه المعاد عرضها إقبالًا ملحوظًا، حيث حقق فيلم Oppenheimer إيرادات تجاوزت 11.8 مليون دولار في السعودية و7.9 مليون دولار في الإمارات، ليحتل مرتبة ضمن أعلى ثلاثة أفلام تحقيقًا للإيرادات في عام 2023 في كلا البلدين.

 كما حقق إعادة إصدار فيلم Interstellar بمناسبة الذكرى العاشرة إيرادات بلغت 1.7 مليون دولار في السعودية وحدها، وعاد إلى صالات السينما عدة مرات استجابةً لطلب الجمهور، كذلك شهد فيلم Inception إعادة عرض ناجحة إقليميًا، ما يعكس الشعبية المستمرة لنولان في الشرق الأوسط.

ومع اقتراب عرض Memento في صالات السينما السعودية للمرة الأولى، تُعد هذه المناسبة فرصة فريدة للجمهور المحلي لاختبار الفيلم كما كان الهدف منه من البداية: داخل صالة مظلمة، بانغماسٍ كامل، حيث يفككون اللغز مشهدًا تلو الآخر.

ملخص الفيلم: محقق تأمين سابق يعاني من فقدان الذاكرة قصيرة الأمد يستخدم الملاحظات والوشوم لتعقّب قاتل زوجته.

والعمل صدر في 19 يونيو ، ومن اخراج  كريستوفر نولان و بطولة: غاي بيرس، كاري آن موس، جو بانتوليانو


تأسست شركة فرونت رو فيلمد إنترتينمنت عام 2003 ويقع مقرها الرئيسي في دبي، تُعد من أبرز شركات توزيع وإنتاج الأفلام المستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشتهر بتقديم أفلام نالت إشادة نقدية ونجاحًا تجاريًا عبر المنصات السينمائية والرقمية والتلفزيونية.

لطالما دعمت فرونت رو الأفلام الجريئة التي يقودها مخرجون أصحاب رؤى فنية، كما عملت كموزّع إقليمي رئيسي لأهم الأفلام السينمائية العالمية.

طباعة شارك Memento مصر فيلم Memento

مقالات مشابهة

  • عودة الكبار.. نجوم في السينما بعد غياب
  • عرض فيلم Memento للمخرج كريستوفر نولان في السينما السعودية
  • سذاجة أم فخ.. من أفتى لوالي مراكش بنحر الأضحية ؟
  • بسبب زيادة الأعداد.. قرارات جديدة من القومي للمسرح بورشة عصام السيد
  • لا «جدال» في الوطن
  • السينما تكشف الوجهين المتناقضين للطبيعة بين الصداقة والعداء
  • إنعام محمد علي تفتح صندوق الذكريات: ابتعدت عن الإخراج لأسباب صحية.. والمجتمع عاش الانفتاح في حقبة الستينات
  • فى عيد ميلاده.. قصة زواج محمود عبد المغني وأهم أعماله
  • مهدي كبة: الموت جنجويدياً ملطخاً بدماء الأبرياء
  • أوسيمين يرد بصورة مثيرة للجدل في خضم مفاوضات الهلال..صورة