كيف خدعت «حماس» إسرائيل بالهجوم؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أدت حملة تضليل وخداع صُممت بدقة إلى مباغتة إسرائيل عندما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هجومها المدمر مما مكن قوة تستخدم جرافات وطائرات شراعية ودراجات نارية من توجيه ضربة موجعة لأقوى جيش في الشرق الأوسط.
وجاء هجوم يوم السبت بعد خداع دام عامين أبقت فيهما حماس خططها العسكرية طي الكتمان وأقنعت إسرائيل بأنها لا تريد القتال.
وقال مصدر مقرب من حماس إنه بينما كانت إسرائيل تعتقد أنها تفلح في احتواء حماس المنهكة بسبب الحروب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال من قطاع غزة، كان مقاتلو الحركة يتدربون ويصقلون مهاراتهم على مرأى ومسمع من الجميع غالبا.
وقدم هذا المصدر تفاصيل كثيرة فيما يتعلق برواية الهجوم على إسرائيل وتصاعد حدته، وهو ما جمعته رويترز في هذه القصة. كما ساهمت ثلاثة مصادر داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين طلبوا مثل آخرين عدم الكشف عن هويتهم، في هذه الرواية أيضا.
وقال المصدر المقرب من حماس «أعطت حماس إسرائيل الانطباع أنها ليست مستعدة للقتال»، واصفا الخطط المتعلقة بتنفيذ أكثر الهجمات ترويعا منذ حرب أكتوبر قبل 50 عاما عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل ودفعتاها للقتال للحفاظ على بقائها.
وقال المصدر «حماس اعتمدت على أسلوب استخباراتي غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية وأعطت انطباعا أنها غير معنية بالدخول في معركة أو مواجهة مع إسرائيل وفي نفس الوقت كانت تحضر لهذه العملية الضخمة».
في أحد أكثر الجوانب المذهلة في الاستعدادات، قال المصدر المقرب من حماس إن الحركة أنشأت ما يشبه مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة للتدريب فيها على الإنزال العسكري والتدريب على الاقتحام حتى أنهم صوروا مقاطع فيديو لتلك التدريبات. وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي «اعتقدنا أن مجيئهم للعمل والعودة بالأموال إلى غزة سيجلبان مستوى معينا من الهدوء. كنا مخطئين».
واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وقال المصدر «لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال... وطوال الوقت شاركوا في التدريبات حتى (حان الوقت) انطلقوا وعاثوا فسادا».
وقال مصدر أمني إسرائيلي ثان إن العملية انقسمت إلى أربعة أجزاء عندما حان وقت الهجوم، ووصف العناصر المختلفة المكونة للعملية. وأوضح الخطوة الأولى تمثلت في إطلاق ثلاثة آلاف صاروخ من قطاع غزة بالتزامن مع توغل مقاتلين بطائرات شراعية آلي وهي مركبات صغيرة محمولة بمظلات عبر الحدود. وبمجرد نزول المقاتلين الذين كانوا يستخدمون الطائرات الشراعية على الأرض، أمنوا المنطقة حتى تتمكن وحدة كوماندوز من اقتحام الجدار الإلكتروني المحصن المصنوع من الأسمنت الذي بنته إسرائيل لمنع التسلل.
قال المصدر إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو التواصل مع بعضهم.وقال المصدر المقرب من حماس إن الجزء الأخير من الخطة شمل نقل الأسرى إلى غزة، وهو ما تحقق في الغالب في وقت مبكر من الهجوم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: حماس المقاومة الإسلامية الفلسطينية قطاع غزة وقال المصدر من حماس
إقرأ أيضاً:
"حماس" تلقت ضمانات بأن إطلاق ألكسندر "سيحدث فرقا" مع ترامب
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الإثنين، أن المحادثات بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة "حماس" لم تكن "مباشرة".
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: "خلافا لادعاء حماس لم تُعقد أي محادثات مباشرة بين الحركة والولايات المتحدة".
وأضاف المصدر أن حماس "تلقت تأكيدات من وسيط بأن إطلاق سراح عيدان ألكسندر (سيُحدث فرقا كبيرا) مع ترامب الذي يرغب في إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب في غزة".
وذكر المصدر أن "الولايات المتحدة لم تُطلع إسرائيل على جهود إطلاق سراح ألكسندر إلا بعد التوصل إلى اتفاق مع حماس".
وأوضح أن حماس "تأمل أن يكون إطلاق سراح ألكسندر كافيا لإقناع ترامب بدفع نتنياهو لقبول الصفقة".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في بيان، اليوم الإثنين، إن الإفراج المرتقب عن عيدان ألكسندر دون مقابل بات ممكنا بفضل السياسة الصارمة التي قُدناها بدعم من الرئيس دونالد ترامب وبفضل الضغط العسكري على حماس.
وأكد البيان: "لم تلتزم إسرائيل بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى بل فقط بممر آمن يتيح إطلاق سراح عيدان".
وتابع: "نحن نمر بأيام حاسمة حيث يُعرض على حماس اتفاق يمكن أن يؤدي إلى الإفراج عن مختطفين".
وشدد البيان على أن المفاوضات مع حماس "ستستمر تحت النار وبالتوازي مع الاستعدادات لتكثيف القتال".
وتستعد إسرائيل لإطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة أميركي على قيد الحياة في غزة، اليوم الإثنين، حسب ما أفاد مصدر إسرائيلي لصحيفة "هآرتس".
وبحسب المصدر فإن موعد الإفراج عن ألكسندر غير معروف حتى الآن، لكن من المتوقع أن يكون ما بين الساعة الثامنة صباحا والثامنة مساء.
ولفت المصدر إلى أن "إسرائيل تشترط من أجل الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب إطلاق سراح نصف الرهائن أحياء وأمواتا".
وكانت حركة حماس، قد أعلنت مساء الأحد، أن عيدان ألكسندر، سيتم إطلاق سراحه كجزء من جهود وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.
ويأتي الإعلان قبل زيارة ترامب للشرق الأوسط هذا الأسبوع، علما أن الرئيس الأميركي لا يعتزم زيارة إسرائيل.
يذكر أن ألكسندر هو جندي إسرائيلي أميركي نشأ في الولايات المتحدة وتم اختطافه من قاعدته خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.