إحلال وتجديد أثاث الغرف بالمدن الجامعية بسوهاج بتكلفة 9 ملايين جنيه
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
أجرى الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، جولة تفقدية لمتابعة سير العمل داخل إدارات المدينة الجامعية للطالبات بمقر الجامعة القديم، والوقوف على الاستعدادات اللوجستية المقرر البدء في تنفيذها لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025 /2026.
وذلك بحضور اللواء طارق حافظ مدير الأمن الجامعي، وحامد الخولى مدير عام المدن الجامعية، وعدد من مسئولى الوحدات بالمدن.
وأوضح “النعماني”، أن المدن الجامعية من أهم القطاعات الخدمية الطلابية التى تحظي باهتمام كبير من جانب إدارة الجامعة، حيث تحرص الجامعة على رفع كفاءة المباني والبنية التحتية بشكل مستمر.
وتوفير كافة سبل الراحة والرعاية للطلاب والطالبات المغتربين، لضمان الإقامة والاعاشة فى بيئة متكاملة وملائمة لمساعدتهم على التحصيل الدراسي والتفوق بنجاح.
واشار إلى أنه تم وضع خطة شاملة لاحلال وتجديد الأثاث بغرف المدن الجامعية، وتم بالفعل استلام الأثاث والفرش الجديد.
والذي تبلغ تكلفته 9 مليون جنيه حتى الآن، وجاري البدء لتوزيعه على مباني المدن الجامعية، استعداداََ لتجهيز الغرف السكنية وقاعات الاستذكار قبل بداية العام الدراسي الجديد.
وقال حامد الخولى، أن رئيس الجامعة قام بمرور مفاجئ على مطعم المدينة الجامعية للطالبات، وتفقد مراحل إعداد الوجبات الغذائية التى تقدم لهن، وتأكد من مدى كفاءة ونظافة المعدات المستخدمة.
والتزام العاملين باشتراطات الأمن والسلامة، كما وجه بتوفير الخبز الملائم لتغذية الطالبات، وعدم التأخر في تقديم الوجبات فى مواعيدها المحددة، مضيفاً أن رئيس الجامعة تفقد أيضاً المغاسل الخاصة بالمدن.
وذلك إلى جانب تفقد وحدة "السلندر" التى تم احلالها وتزويدها بغلاية المياة الساخنة بتكلفة 350 الف جنيه، والتى تم تركيبها حديثا بمبنى (أ)، لرفع كفاءة المياه الساخنة بدورات المياه داخل المبنى.
ولفت إلى أن رئيس الجامعة وجه بسرعة الانتهاء من جميع التجهيزات وعمليات التطوير والتجديد بكافة المدن الجامعية قبل انطلاق العام الجامعي الجديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج اخبار جامعة سوهاج جامعة سوهاج المدن الجامعية المدن الجامعیة
إقرأ أيضاً:
بين رثاء الأندلس ومأساة غزة
تمثل قصيدة رثاء الأندلس لأبى البقاء الرندى، التى ألفها عام 1267 م، صرخة تاريخية خرجت من أعماق عصر الانهيارات، يوم تداعت المدن الإسلامية مدينة بعد أخرى، وانطفأت مآذن قرطبة وإشبيلية، وسقطت حصون المسلمين تحت ضربات الجيوش القشتالية. كان الرندى شاهداً على زمن تتقوض فيه الحضارة التى امتدت ما يقرب من ثمانية قرون (711-1492 م)، فكتب نونيته الخالدة ليؤرخ للحظة السقوط، وليذكر الناس بأن ما يبدو ثابتاً قد ينهار، وأن غفلة الأمم أخطر من أسلحة الأعداء.
وهذه القصيدة لم تكن مجرد تأبيناً للفردوس المفقود، بل كانت بياناً إنسانياً وسياسياً فى آن واحد؛ استنهاضاً للهمم، وفضحاً لصمت المتخاذلين، وإدانة لتشتت المسلمين الذى مهد للطامة الكبرى. والقصيدة، فى جوهرها، تحذير من التواطؤ بالصمت، ومن ترك المظلومين وحدهم يصرخون دون مجيب.
يا رب أم وطفل حيل بينهما/ كما تفرق أرواح وأبدان
طفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت/ كأنما هى ياقوت ومرجان
ومن هنا تأتى صلتها العميقة بما يجرى اليوم فى غزة. فالمأساة التى وصفها الرندي— سقوط المدن، وانهدام الأسوار، وخراب دور العبادة، وتحول أهل العزة إلى مهجرين ومقهورين— تجد لها صدى مريراً فى الجراح الفلسطينية المعاصرة. حرب الإبادة التى يشنها الجيش الإسرائيلى فى غزة، والقتل والتدمير والتشريد، يعيد إلى الذاكرة صورة الأندلس حين تحولت ديارها إلى أطلال، وحين صار أهلها بين قتيل وأسير ولاجئ كما أن صرخة الرندي:
أعندكم نبأ من أهل أندلس/ فقد سرى بحديث القوم ركبان؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم/ قتلى وأسرى فما يهتز إنسان؟
هى ذاتها الصرخة التى تنبع اليوم من بين ركام غزة، حيث يباد الأبرياء على مرأى من عالم يقف فى معظم أجزائه متفرجاً أو متواطئاً.
إن رثاء الرندى ليس مجرد نص تاريخى، بل مرآة نرى فيها وجوه المآسى المتكررة. إنه تذكير بأن الشعوب يمكن أن تحاصر حتى اليأس، وأن الظلم إذا لم يجد من يوقفه تمدد حتى يصير قدراً. ولعل أعظم ما فى صوته أنه يثبت أن الذاكرة العربية— بما تحمله من خسارات كبرى— لا تزال قادرة على أن تقرأ حاضرها من خلال ماضيها.
وفى نهاية نونيته كتب الرندى كمن يودع ويشهد: «فاسأل بلنسية ما شأن مرسية…» واليوم، وكأن القصيدة تكتب من جديد: فاسأل غزة ما شأن المدن التى تتفرج عليها، وما شأن هذا العالم الذى يكتفى بالعد بينما تتضاعف الخسائر؟
هكذا تلتقى الأندلس وغزة فى مأساة واحدة، فكلتاهما نزيف لم يلتئم، وصدى صرخة ما زال يتردد عبر القرون. ومن يقف أمامهما يرى الحقيقة العارية: هكذا يعلمنا التاريخ أن الظلم إن لم يواجه عاد مثل حرب مدمرة لا تتوقف إلا حين ينهض من يقاومها.