هل يمكن للأسبرين أن يكون فعالا كالمورفين في علاج آلام السرطان؟
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
وجدت دراسة جديدة أن الأسبرين يمكن أن يكون بنفس فعالية مسكنات الألم الأفيونية القوية للمرضى الذين يعانون من السرطان.
إقرأ المزيدومن المعروف أن مسكنات الألم الأفيونية هي العلاج الأكثر شيوعا لإدارة آلام السرطان. وتوصي العديد من الإرشادات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، بالأدوية الأفيونية، مثل المورفين المسبب للإدمان، للمساعدة على مكافحة الألم المستمر الذي يعاني منه العديد من مرضى السرطان نتيجة لأورامهم.
لكن الدراسة الجديدة كشفت أن هناك القليل من الأدلة المقنعة على أن الأدوية الأفيونية، مثل المورفين، كانت أفضل من الأدوية الأخرى لعلاج آلام السرطان.
ويعتقد العلماء الآن أن العقاقير الأضعف والغير المسببة للإدمان، بما في ذلك الأسبرين، قد تكون فعالة بنفس قدر المواد الأفيونية في المساعدة على تجنب هذه الأعراض مع التسبب في آثار جانبية أقل أيضا. وخلصوا أيضا إلى أن المواد الأفيونية القوية قد تؤثر سلبا في الواقع على قدرة الجسم على مكافحة السرطان.
وخلال الدراسة راجع العلماء بيانات من أكثر من 150 تجربة سريرية لاستخدام المواد الأفيونية لعلاج أعراض السرطان، ووجدوا أن الأدلة التي تدعم استخدام مسكنات الألم القوية كانت ضعيفة، مع وجود تجارب "قليلة جدا" تقارن تأثيرها مع الدواء الوهمي.
ويعود الافتقار إلى الأدلة التي تقارن الأدوية الأفيونية بالعلاج الوهمي (مثل مسكنات الألم الشائعة) لعلاج آلام السرطان إلى التحديات الأخلاقية واللوجستية المرتبطة بإجراء مثل هذه التجارب.
إقرأ المزيدوتشير الأدلة المتوفرة إلى أن الأدوية الأضعف، بما في ذلك مضادات الاكتئاب والأسبرين والمواد الأفيونية المنخفضة القوة، بما في ذلك الكوديين، كانت فعالة في الحد من الألم المرتبط بالسرطان مثل المواد الأفيونية القوية، مثل المورفين، والتي تشير بعض الأبحاث إلى أنها تلحق الضرر بجهاز المناعة.
لكن الدراسة خلصت إلى أن المرضى الذين لم يتمكنوا من تخفيف آلامهم باستخدام مسكنات الألم القياسية استفادوا من جرعة صغيرة من مادة الفنتانيل الأفيونية الاصطناعية، ولكن فقط عندما تم استخدام الدواء الذي يسبب الإدمان بشكل ضئيل.
وأشار العلماء أيضا إلى أن الفنتانيل كان مرتبطا بعدد كبير من الآثار الجانبية.
وتقول البروفيسورة جين بالانتاين، خبيرة طب الألم في كلية الطب بجامعة واشنطن: "لا غنى عن المواد الأفيونية لعلاج الألم والضيق المستعصيين في المرحلة النهائية. وما يستحق تسليط الضوء عليه هو أن المواد الغير الأفيونية، وخاصة مضادات الالتهاب الغير الستيروئيدية (بما في ذلك الأسبرين والديكلوفيناك)، فعالة بشكل مدهش لبعض آلام السرطان، وقد تتجنب مشاكل الاعتماد عليها مع مرور الوقت".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة الطب امراض بحوث دراسات علمية مرض السرطان معلومات عامة معلومات علمية المواد الأفیونیة مسکنات الألم آلام السرطان بما فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟
في قلب مدينة الفاتيكان، وتحديدًا داخل جدران كنيسة سيستين، يحتشد كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في طقس مغلق يحمل من الرمز والدلالة أكثر مما يحمله من السياسة والإدارة.
فالمجمع البابوي، الذي يُعقد لاختيار البابا الجديد، لا يتمحور فقط حول تحديد شخصية الزعيم الروحي لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، بل يتعلق جوهريًا بإرث لاهوتي وروحي متجذّر في عمق التاريخ المسيحي.
"مفاتيح ملكوت السماوات"، التي سلّمها يسوع لبطرس كما ورد في إنجيل متى، تعود اليوم إلى الواجهة، لا كمجرد رمز، بل كمعيار لمهمة كونية ترتكز على الإيمان والتفويض والسلطة الأخلاقية.
حسب صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 8 مايو 2025، في كل مرة يجتمع فيها الكرادلة، كما هو الحال في هذه الأيام بعد وفاة البابا فرنسيس، فإنهم لا يختارون فقط رئيس دولة الفاتيكان، بل أيضًا الخليفة رقم 267 للقديس بطرس، الذي يُنظر إليه بحسب التقاليد الكنسية كأول قائد للكنيسة.
وشدد الكاردينال تيموثي دولان من نيويورك على أن السؤال الحقيقي في هذه اللحظة ليس فقط عن طبيعة المنصب، بل عن هوية من سيحمل هذا الإرث: "إنه ليس رئيسًا تنفيذيًا أو رئيس مجلس إدارة"، قال، "بل هو خليفة القديس بطرس، وأسقف روما".
خيارات الكرادلة بين التقاليد والتجديدفي لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ومع انتهاء بابوية وبدء أخرى، تتجه أنظار العالم نحو قلب الفاتيكان، حيث ينعقد المجمع المغلق (الكونكلاف) لاختيار البابا الجديد.
ويتجاوز هذا الحدث كونه مجرد انتقال في القيادة الروحية، بل يحمل في طياته أبعادًا دينية وسياسية وإنسانية في آن واحد، إذ يشكّل منصب البابا سلطة أخلاقية وروحية مؤثرة على الساحة العالمية، ويعكس مواقف الكنيسة تجاه قضايا العدالة والسلام وحقوق الإنسان في عالم متغيّر وسريع الإيقاع.
يبرز الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تيبل كأحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة لتولّي المنصب البابوي، مستندًا إلى سجله الإنساني ونشاطه الفاعل في ميادين العدالة الاجتماعية.
ويمثّل تيبل صوتًا صادقًا للعالم النامي، وقد عُرف بدعواته المتكررة لاحتضان المهمشين والدفاع عن الفقراء، ما جعله محل تقدير داخل أوساط الكنيسة الكاثوليكية وخارجها، خاصةً في القارة الآسيوية التي تشهد تزايدًا في عدد المؤمنين الكاثوليك.
إلى جانبه، يحظى الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، بمكانة مرموقة لما له من خبرة واسعة في إدارة العلاقات الدبلوماسية للكرسي الرسولي، وقد لعب دورًا حاسمًا في عدد من الاتفاقيات والحوارات بين الفاتيكان ودول عدة.
ويُنظر إليه كشخصية توازن بين البعد اللاهوتي والبُعد السياسي، ويُمكن أن يُمثّل استمرارًا للاستراتيجية البابوية الهادئة والدبلوماسية التي طبعت السنوات الماضية.
ومن خارج الدائرة الأوروبية والآسيوية، برز اسم الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست مؤخرًا كأحد الخيارات المحتملة. يتمتع بريفوست بخلفية رعوية وتعليمية قوية، وهو شخصية بارزة في الكنيسة الأمريكية، ويُعرف بانفتاحه الفكري وقدرته على التواصل مع الأجيال الجديدة من المؤمنين.
دخوله إلى قائمة المرشحين بقوة يعكس تحولات جديدة داخل الفاتيكان تجاه تعزيز الحضور العالمي للكنيسة.
سرية تامة وقرار مصيرييتميّز انتخاب البابا بطقوس عريقة ودرجة عالية من السرية. إذ يدخل الكرادلة المؤهلون مجمعهم المغلق في كنيسة سيستين بعيدًا عن الإعلام وأي تأثير خارجي.
وتُراجع خلفيات المرشحين بعناية فائقة، وتُناقش رؤاهم بشأن مستقبل الكنيسة وتوجهاتها الفكرية والروحية. لا يُنتخب البابا إلا إذا حصل على ثلثي الأصوات، وهي نسبة تؤكّد ضرورة التوافق العميق بين الكرادلة.
قد تمتد جلسات التصويت لعدة أيام، يتخللها صلوات وتأملات، ويُشعل دخان أسود من مدخنة الكنيسة للإشارة إلى فشل التصويت، بينما يُشعل الدخان الأبيض عند انتخاب البابا الجديد، في لحظة ينتظرها ملايين الكاثوليك حول العالم بترقبٍ وخشوع.
سياق حساس وتحديات كبرىيأتي هذا الانتخاب في لحظة حرجة للفاتيكان، حيث يواجه تحديات متعددة تتعلق بدور الكنيسة في قضايا حقوق الإنسان، والهجرة، وحماية البيئة، والعدالة الاجتماعية، فضلًا عن ملفات شائكة مثل العلاقة مع الأديان الأخرى.
كما تبرز الحاجة إلى قيادة روحية تمتلك الحكمة والجرأة في معالجة قضايا الشباب وتطورات العالم الرقمي، والتفاعل مع صعود التيارات اليمينية والشعبوية التي تشهدها مناطق عدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. في خضم هذه المتغيرات، تزداد الحاجة إلى بابا قادر على تجسيد القيم الإنجيلية بفعالية ومرونة مع الحفاظ على عمق العقيدة.
صوت للسلام ورمز للأمللا يقتصر تأثير البابا على الكاثوليك البالغ عددهم أكثر من مليار وربع حول العالم، بل يمتد إلى دوائر أوسع باعتباره شخصية رمزية تُمثّل صوتًا عالميًا في الدفاع عن كرامة الإنسان، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والدعوة إلى السلام والعدالة.
ومن هنا، تكتسب هوية البابا القادم أهمية بالغة: هل سيكون من العالم النامي مجددًا كما حدث مع البابا فرنسيس الأرجنتيني؟ أم يعود المنصب إلى أحد أبناء القارة الأوروبية ذات التاريخ العريق في الكرسي الرسولي؟
وبين تقاليد الكنيسة العريقة وتحديات الحاضر، يُعقد المجمع البابوي المغلق لاختيار خليفة القديس بطرس رقم 267، في مشهد يُلخّص عمق الروحانية المسيحية واتساع أثرها في العالم المعاصر، وقرار الكرادلة هذه المرة لا يُحدد فقط مَن سيحمل المفاتيح الرمزية لكنيسة المسيح، بل أيضًا من سيحمل آمال العالم في لحظة عطشى للسلام والتجديد والقيادة الروحية النزيهة.