لجريدة عمان:
2025-05-13@10:40:43 GMT

الاقتصاد العُماني.. تطور ونمو

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

أصدرت وزارة الاقتصاد في نهاية عام 2023م، نشرة أداء الاقتصاد العُماني، وهي نشرة ربع سنوية عن الفترة من (يوليو - سبتمبر) 2023م تلقي الضوء على أهم مؤشرات أداء الاقتصاد العُماني، وتعد استكمالا للجهود التي تبذلها وزارة الاقتصاد إعلاميا وتواصليا مع الجمهور لتوضيح أداء الاقتصاد العُماني وتطوره خلال الفترات الماضية، والذي يواصل انتعاشه وتحسنه بفضل فاعلية السياسات المالية والاقتصادية التي اتخذت خلال السنوات الماضية وتتابع مؤشراتها ونجاحها وزارة الاقتصاد.

وتشير الأرقام -في حصاد الاقتصاد العُماني لعام 2023م- إلى تحسّن نوعي في أداء الاقتصاد ومواصلة نموه وتوسعه وتطوره ليواكب الخطط والاستراتيجيات الموضوعة لتحقيق مستهدفات «رؤية عمان 2040»، وتحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان، ليحفّز على استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المناطق الحرة والخاصة، إضافة إلى استقرار معدّل التضخم ليكون في الحدود الآمنة، والأهم من ذلك هو انخفاض نسبة الدين العام للدولة إلى الناتج المحلي الإجمالي ليقترب كثيرا من النسبة الآمنة للدين. عالميا، فإن صندوق النقد الدولي أشار في أكتوبر من العام الماضي إلى نمو متوقع للاقتصاد العالمي في 2023م بنسبة 3% وتضخم عالمي بنحو 7% ، إضافة إلى أن متوسط أسعار النفط العالمية سيكون 84 دولارا أمريكيا، أما في سلطنة عمان كان أداء الاقتصاد العُماني إيجابيا ومطمئنا ويحمل رسائل تفاؤل وارتياح بأن الاقتصاد يواصل تحسّنه وتنوّعه وتوسّعه خلال السنوات القادمة في ظل استمرار الجهود التكاملية والتنسيقية بين مختلف الجهات الحكومية لتجويد الإنفاق الحكومي وتعظيم الإيرادات العامة للدولة، وكذلك متابعة حثيثة من واضعي السياسات المالية والاقتصادية لتقييمها والالتزام بها لتحقيق الأهداف الوطنية المتوقع تحقيقها، مما أدى ذلك إلى تحقيق مؤشرات إيجابية للاقتصاد العُماني خلال الربع الثالث من العام الماضي 2023م، فالناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية وصل إلى 31.42 مليار ريال عُماني، ونما الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بنحو 2%، وارتفعت نسبة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية لتقترب كثيرا من 70% بعد أن كانت في 65% بنهاية الربع الثالث من عام 2022م، أما التضخم فبلغ 1.15% منخفضا بنسبة 62% عن عام 2022م الذي بلغت فيه نسبة التضخم بنهاية الربع الثالث 3%. ما يستحق الإشادة والثناء هو قدرة الحكومة بجميع وحداتها على تجويد الإنفاق الحكومي، لتواصل الميزانية العامة للدولة تسجيل ارتفاعات في الإيرادات مدعومة بارتفاع أسعار النفط عالميا، ما ساهم في تسجيل الميزانية العامة نحو 800 مليون ريال عُماني ارتفاعا ماليا في الإيرادات، الأمر الذي ساهم كثيرا في انخفاض الدين العام للدولة بنهاية الربع الثالث من عام 2023م، ليصل إلى 16.3 مليار ريال بعد أن كان 17.6 مليار ريال عُماني بنهاية الربع الثالث من عام 2022م، بنسبة تغيّر تقدّر بـ7.39% لينخفض إلى 15.2 مليار ريال بنهاية ديسمبر 2023م، ويخطو قدما نحو بلوغ النسبة الآمنة للدين العام التي حدّدتها الحكومة.

إن ما يكلل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية هو ارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر بنحو 27% مقارنة بالربع الثالث من عام 2022م ليبلغ نحو 23 مليار ريال عُماني بنهاية الربع الثالث من العام الماضي بعد أن كان بنهاية أكتوبر 2022م يقدّر بـ18 مليار ريال، وذلك بفضل التسهيلات التي تقدّم للمستثمرين الأجانب وتحديث منظومة التشريعات والقوانين المرتبطة بالاستثمار الأجنبي، وكذلك فاعلية الدبلوماسية الاقتصادية التي تشهد حراكا للتعريف بالفرص الاستثمارية في سلطنة عمان، مدعومة بتحسن التصنيف الائتماني واطمئنان المستثمرين بتلاشي مخاطر الاستثمار.

إن التقدّم الذي أحرزه الاقتصاد العُماني منذ ثلاث سنوات، بدءًا من عام 2020م لهو مدعاة للارتياح والاطمئنان في ظل تعرّضه لأزمات وصدمات اقتصادية نتيجة أحداث عالمية غير متوقّعة مثل تذبذب أسعار النفط عالميا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم جرّاء ارتفاع أسعار النفط، إلا أنه بفضل السياسات الاقتصادية والمالية التي اتخذتها سلطنة عمان وأثبتت نجاحها وفاعليتها، استطاع الاقتصاد العُماني أن يتجاوز التحديات الصعبة وزاد من قوته وصلابته، مما انعكس إيجابا على التصنيف الائتماني والنظرة المستقبلية لسلطنة عمان، وهذه المؤشرات الإيجابية تحقّقت بعد جهود كبيرة بُذلت للتعامل مع التحديات المالية التي واجهت المالية العامة منذ سنوات وأثمرت عن سداد أكثر من 5 مليارات ريال عُماني من الدين العام للدولة خلال 3 سنوات فقط، وكذلك سداد 3 مليارات ريال خدمة الدين أو ما تعرف بفوائد الدين العام ليبلغ إجمالي المبالغ المسددة خلال 3 سنوات فقط نحو 8 مليارات ريال عُماني. ونتطلع في عام 2024م إلى مواصلة الجهود والخطط المالية المستدامة التي سيكون لها دور فاعل لاستدامة الوضع المالي لسلطنة عمان، خاصة مع تحسّن مؤشرات التوظيف والتشغيل في القطاعين العام والخاص، كذلك نأمل أن يشهد العالم خلال العام الجاري مزيدا من الاستقرار وأن تنتهي الصراعات السياسية والاقتصادية بين بعض الدول الكبرى ليواصل الاقتصاد العالمي نموّه واستدامته وتعيش شعوب العالم في أمن وأمان واستقرار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بنهایة الربع الثالث من الربع الثالث من عام المحلی الإجمالی الدین العام أسعار النفط ریال ع مانی ملیار ریال عام 2022م

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد وراء توقف حرب باكستان والهند

كما توقع غالب الخبراء، جرى وقف القتال ما بين الهند وباكستان، لأسباب عديدة أبرزها حالة الاقتصاد التي تعاني من مشاكل مزمنة في كلا البلدين، حيث يشتركان في العجز التجاري السلعي خلال السنوات الثلاثين الأخيرة بلا انقطاع، والنقص في موارد الطاقة سواء الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي، مما يزيد من النصيب النسبي لواردات الطاقة من الواردات السلعية وتأثر الميزان التجاري لديهما مع ارتفاع أسعار الطاقة.

كما يعاني البلدان من العجز المزمن في الموازنة والممتد لنحو 26 عاما في الهند، وارتفاع نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي، والعجز المزمن في بميزان الحساب الجاري، وتراجع سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، وتدني نصيب الفرد من الدخل القومي وارتفاع نسب الفقر.

وتزداد الأمور سوءا في باكستان التي تعاني من عجز مزمن في تجارتها الخدمية طوال الأعوام الثلاثين الأخيرة، بينما تحولت التجارة الخدمية الهندية إلى تحقيق فائض منذ عام 2008، لكنه فائض يقل عن قيمة العجز في ميزان التجارة السلعية لديها، مما يجعل ميزان السلع والخدمات مصابا بالعجز في البلدين.

ويشترك البلدان في ارتفاع قيمة الديون الخارجية، وإن كانت المشكلة أكبر في باكستان نظرا لصغر قيمة احتياطيات العملات الأجنبية لديها. وتعتمد كلا الدولتين على تحويلات العمالة كمصدر حيوي للعملات الأجنبية ويخفف من أثر العجز التجاري في ميزان مدفوعات كل منهما.

تلك الحرب تم استخدامها في كلا البلدين لمصالح سياسية من قبل القائمين على شؤون البلدين، حيث استثمرها الحزب الحاكم في الهند برئاسة مودي الذي يتخذ سياسة متطرفة لإثبات دفاعه عن البلاد، وانتقامه لضحايا حادث الأتوبيس السياحي خلال الشهر الماضين والبالغ عددهم 26 قتيلا بخلاف المصابين، بينما استثمر الجيش الباكستاني الحرب لمحاولة استعادة القبول العام لدوره في إدارة شؤون البلاد، بعد تراجع شعبيته من قبل أنصار عمران خان
وهكذا فإن الأوضاع الاقتصادية في الهند وباكستان هما لا تتحمل استمرار الحرب لفترة طويلة، خاصة باكستان التي كادت تتخلف عن سداد ديونها عام 2023 مع انكماش اقتصادها، والفوضى السياسية التي ألمّت بها بعد الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان، في مشهد ذي صناعة أمريكية بعد ذهابه في روسيا خلال بدايات حربها على أوكرانيا.

ضغطت الولايات المتحدة على بعض حلفائها لإقراض باكستان، وكذلك دفعت صندوق النقد الدولى لإقراضها 7 مليارات دولار، لكن الثمن لقرض الصندوق انعكس سلبا على الداخل الباكستاني، حين اضطرت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف لرفع الضرائب وزيادة أسعار الطاقة وخفض الدعم الحكومي.

أغراض سياسية للحرب بالبلدين

ومن الأسباب التي جعلت كلا البلدين يعجلان بالموافقة على وقف الحرب والدخول في مباحثات جديدة، أن تلك الحرب تم استخدامها في كلا البلدين لمصالح سياسية من قبل القائمين على شؤون البلدين، حيث استثمرها الحزب الحاكم في الهند برئاسة مودي الذي يتخذ سياسة متطرفة لإثبات دفاعه عن البلاد، وانتقامه لضحايا حادث الأتوبيس السياحي خلال الشهر الماضين والبالغ عددهم 26 قتيلا بخلاف المصابين، بينما استثمر الجيش الباكستاني الحرب لمحاولة استعادة القبول العام لدوره في إدارة شؤون البلاد، بعد تراجع شعبيته من قبل أنصار عمران خان الذين اقتحم بعضهم مقرات للجيش وقت تصاعد الأحداث؛ اعتراضا على دور الجيش في إبعاد خان في نيسان/ أبريل 2022، والزج به في السجن بتهم لا تلقى مصداقية لدى الكثيرين في الشارع الباكستاني.

ويضاف لأسباب قبول وقف الحرب من قبل باكستان، الفجوة الكبيرة بينها وبين الهند، سواء من حيث المساحة الجغرافية للهند التي تمثل أربعة أضعاف مساحة باكستان، وكذلك من حيث عدد السكان الذين يمثلون حوالي ستة أضعاف سكان باكستان، كما تمثل قوة العمل الهندية سبعة أضعاف قوة العمل الباكستانية، وهو ما يمتد إلى أعداد الجنود في كلا البلدين حيث تتفوق الهند عدديا.

تجارة بينية محدودة قبل الحرب
تطلع الولايات المتحدة إلى قيام الهند باستقطاب جانب من الاستثمارات الأمريكية الموجودة في بالصين، في ضوء حربها التجارية مع الصين، وهو أمر يتعذر حدوثه في حالة استمرار الحرب. كذلك تعويل الولايات المتحدة على الهند باعتبارها القوة الوحيدة التي تستطيع مجابهة الصين، وعدم سماحها بالمزيد من تجريب الأسلحة الصينية التي يعتمد عليها الجيش الباكستاني، وما يمكن أن يترتب عليه من تحسين صورة أدائها دوليا
وكذلك من حيث حجم الاقتصاد الهندي والذي يمثل أكثر من عشرة أضعاف حجم الاقتصاد الباكستاني، وحتى معدلات نمو الاقتصاد فهي أكثر تفوقا في الحالة الهندية، ففي العام الماضي كانت نسبة النمو للاقتصاد الهندي 6.5 في المائة مقابل 2.5 في المائة للاقتصاد الباكستاني، وكذلك احتياطيات العملات الأجنبية الهندية التي تمثل 46 ضعف قيمة الاحتياطيات الباكستانية، أو من حيث قيمة التجارة السلعية الهندية التي 13 ضعفا للتجارة الباكسانية، أو حتى التجارة الخدمية الهندية التي تمثل 29 ضعفا للتجارة الخدمية الباكستانية.

ومن ناحية الهند فهي لا تريد أن تعطلها الحرب عن سعيها لاحتلال المكانة اللائقة بها دوليا، من حيث استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر الدولي والتطوير الصناعي، وتوظيف عضويتها في مجموعة العشرين ومجموعة البريكس لذلك.

والغريب أن التجارة بين البلدين والتي توقفت خلال أيام الحرب بينهما، لم تكن من الأسباب الجوهرية لوقف الحرب، نظرا لضآلة قيمة تلك التجارة السلعية بينهما، والتي مثلت بالنسبة لباكستان نسبة ثلاثة في الألف من مجمل تجارتها الخارجية في العام المالي الأخير (2023/ 2024) والمنتهي آخر حزيران/ يونيو الماضي، كما بلغ نصيبها نسبة واحد في الألف من التجارة السلعية الهندية في العام المالي 2023/2024 والمنتهي آخر آذار/ مارس 2024. وهو أمر يمتد لسنوات سابقة، حيث تشير البيانات الباكستانية لتضاؤل قيمة الصادرات الباكستانية للهند خلال السنوات المالية الأربع الأخيرة لأقل من ربع مليون دولار أحيانا، وفي نفس الوقت تراجعت قيمة واردات باكستان من الهند من أكثر من ملياري دولار قبل 11 عاما، إلى 277 مليون دولار في العام المالي الأخير، وهو أدنى رقم لها خلال 17 عاما.

ومن الأسباب أيضا تطلع الولايات المتحدة إلى قيام الهند باستقطاب جانب من الاستثمارات الأمريكية الموجودة في بالصين، في ضوء حربها التجارية مع الصين، وهو أمر يتعذر حدوثه في حالة استمرار الحرب. كذلك تعويل الولايات المتحدة على الهند باعتبارها القوة الوحيدة التي تستطيع مجابهة الصين، وعدم سماحها بالمزيد من تجريب الأسلحة الصينية التي يعتمد عليها الجيش الباكستاني، وما يمكن أن يترتب عليه من تحسين صورة أدائها دوليا، مما يؤثر على مبيعات الأسلحة الأمريكية والغربية.

وهناك أيضا خشية دول الخليج العربي من استمرار الحرب، في ضوء توجه النصيب الأكبر من صادراتها النفطية والغازية للسوق الآسيوية وعلى رأسها الهند، ومن هنا كانت جولة وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي في البلدين، خاصة وأن نسبة الاكتفاء الذاتي للهند من النفط 16 في المائة ومن الغاز الطبيعي 56.5 في المائة، وفي باكستان من النفط 14 في المائة ومن الغاز الطبيعي 76 في المائة، إلى جانب أن الدولتين تمثلان حوالي خُمس سكان العالم، وبما يعني كبر كميات الوقود المستوردة من قبلهما، والتي بلغت قيمتها 179 مليار دولار في الهند في العام المالي 2023/2024، بخلاف 39 مليار دولار لوارداتها من الفحم الذي تبلغ نسبة اكتفائها الذاتي منه 81 في المائة.

x.com/mamdouh_alwaly

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد يعلن إصابة نجمه فينيسيوس في الكلاسيكو
  • طيران ناس السعودية تتطلع لجمع 1.1 مليار دولار من طرح أولي
  • 7.5 مليون ريال عُماني إجمالي قيمة أذون الخزانة الحكومية المخصصة لهذا الأسبوع
  • برشلونة يهزم ريال مدريد في كلاسيكو الدوري الإسباني
  • الاقتصاد وراء توقف حرب باكستان والهند
  • برشلونة يضرب ريال مدريد برباعية ويعزز صدارته لليجا
  • رافينيا دياز يسجل الهدف الثالث لبرشلونة أمام ريال مدريد
  • افتتاح سد وادي أنعار في صلالة بتكلفة 23 مليون ريال عُماني
  • المسلاتي: لقاء القائد العام وبوتين خطوة دبلوماسية تعكس تطور العلاقات الدولية
  • تحت رعاية يمامة .. دورة تدريبية عن تطور الحياة النيابية بـ وفد كفر الشيخ