عين المسرح الوطني اللبناني الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي مستشاراً ثقافياً في المجلس الاستشاري لمؤسسة التبادل الثقافي في بوسطن في الولايات المتحدة. وذلك بعد نيله جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في باريس للعام 2023، ولدوره البارز على الصعيد الثقافي في لبنان والمنطقة العربية وعمله على تحقيق مبدأ الفن حق للجميع في المناطق المهمشة ثقافياً .

وفي بيان للمسرح الوطني: "تُعتبر جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية واحدة من أهم الجوائز الثقافية الدولية، واختارت لجنة التحكيم إسطنبولي لمساهمته الرائدة والفريدة في إعادة تأهيل وافتتاح العديد من السينمات في لبنان، وتأسيس المهرجانات والورش التدريبية ، وتفعيل الحركة الثقافية في لبنان". وأشار إلى أنه "وعلى مدار 15 عاماً قدّم إسطنبولي العديد من الأعمال المسرحية في أكثر من 23 دولة ، حيث أسّس فرقة "مسرح إسطنبولي" عام 2008 وساهم في تأسيس "جمعية تيرو للفنون" عام 2014.

المصدر: الوكالة الوطنية المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«رؤية عُمان 2040» ... الهوية الثقافية والإبداعية

كانت الأيام التي قضيتها فـي عُمان جميلة، وهو البلد الذي يحظى بزياراتي المتعددة خلال العام الواحد؛ لما له ولأهله من مكانة كبيرة بدأت منذ أول زيارة عام 2014 كناشر، فتحولت إلى علاقة حميمة وجدانية مع الأصدقاء والأهل، لتتوج فـي حصولي على درجة الدكتوراة من أهم جامعاتها، جامعة السلطان قابوس العريقة والمتقدمة أكاديميا عبر تصنيفات عربية وعالمية. فكانت زيارتي مؤخرا استكمالا لهذه المحبة، وستستمر بإذن الله، حيث قدمت حلقة عمل ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب تحت عنوان «تجويد كتابة القصة القصيرة» بدعوة من اللجنة الثقافـية للمعرض حيث الحفاوة والضيافة والتنسيق والاهتمام الذي برهن على القدرة العالية والنشطة والاحترافـية للقائمين على الأنشطة والمعرض، بما يمكنهم من إقامة فعاليات ثقافـية عالمية على مدار العام. وهذا يؤكد على تحوّل الفعل الثقافـي باعتماد الثقافة موردا رئيسا فـي تنمية الإنسان فـي سلطنة عمان، وإذ تؤكد «رؤية عمان 2040» على بناء مجتمعٍ يفخر بهويته وثقافته ويعمل على صون تراثه وتعزيزه فمن أهداف الرؤية دعم المعرفة والإبداع فـي المجتمع وتعزيز الاستثمار المستدام فـي التراث والثقافة والفنون كركائز للتنمية الاقتصادية الوطنية، حيث ترتبط هذه الأهداف بتعميق الوعي بالهوية الوطنية والإرث الحضاري فـي المناهج ووسائل الإعلام؛ إذ تهدف إلى تكوين مجتمع مبدع قادر على استثمار معارفه وثقافته فـي دفع التنمية.

ففـي قطاع الفنون والآداب، تشمل توجهات الرؤية دعم القطاع الثقافـي والإبداعي عبر رعاية الفنون والإعلام والثقافة. وفـي إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة، أُطلق مشروع «المختبرات الثقافـية العمانية» فـي فترة المعرض- الذي يهدف إلى تقديم موروث سلطنة عمان الزاخر بالطاقات الوطنية عبر معارض وبحوث ومنتديات، ويسعى إلى تعزيز الهوية العمانية عالميا من خلال التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة. كما تتضمن المبادرات إنشاء مرافق فنية جديدة؛ فمثلا تم الإعلان عن مشاريع مثل «مدينة الأفلام» لدعم صناعة السينما المحلية و«متنزه إبداع» لعرض المنتجات الثقافـية العمانية. وتستهدف هذه المشاريع جذب المواهب الشابة والمستثمرين فـي مجالات الأدب والفنون عبر توفـير بنية أساسية متخصصة ومعارض دورية وفرص للشراكة الدولية، بما يعزز الشراكة الثقافـية بين الجميع، وانحسار مساحة الجزر الثقافـية.

وفـي قطاع التراث، تضع الرؤية الحفاظ على التراث الثقافـي المادي وغير المادي نصب عينيها من خلال تبنّي سياسات صون وترميم للمعالم التاريخية. فقد ركزت على ضرورة الحفاظ على الهوية العمانية من خلال ترميم القلاع والحصون وتحويلها إلى مواقع ثقافـية وسياحية جذابة. وضمن خطة التنمية السياحية والثقافـية، تم طرح الفرص الاستثمارية لإحياء هذه المواقع وتحويلها إلى مراكز ثقافـية تخدم المجتمع والزوار؛ انسجاما مع التوجهات الوطنية لصون التراث العماني المتعدد على امتداد رقعة السلطنة وتعزيزه دوليا. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الحكومة إنشاء متاحف ومدارس للفنون والحرف التقليدية، وإقامة مهرجانات أدبية وفنية لتعزيز التعبير الثقافـي وإثراء المشهد الثقافـي العماني.

وفـيما تعلق بالصناعات الإبداعية، اعتُبرت هذه الصناعات من القطاعات المحورية فـي تنويع الاقتصاد. إذ أطلقت الحكومة برنامجًا وطنيًّا لتطوير هذه الصناعات (تحت مظلة برنامج «نَزْدَهِر» للاستثمار والتصدير) شمل وضع خريطة طريق واستراتيجيات لتعزيز هذا القطاع، وقد أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن استشارة عالمية لصياغة استراتيجية قطاع الصناعات الثقافـية والإبداعية وضوابطه الاستثمارية، بهدف جذب الاستثمارات إلى هذا القطاع الجديد، كما نظّمت حلقة عمل وطنية بالشراكة بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب وهيئات الاستثمار لتحديد الفرص والقدرات الرئيسية، ما أثمر إطلاق مشاريع كبرى (مثلا: «مدينة أفلام» و«إبداع بارك» وغيرها)، وفرص استثمارية جديدة فـي مختلف أنحاء سلطنة عمان، وتعتمد هذه البرامج على تعزيز شراكات مثمرة بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الثقافـية لتحفـيز الإبداع وتشغيل الطاقات الوطنية فـي الإنتاج الفني والأدبي.

وبتكامل هذه الخطوات، تبرز «رؤية عُمان 2040» كداعمٍ قوي للثقافة والإبداع، من خلال تحقيق مجموعة من المبادرات القطاعية التي تحفز الفنون والآداب، تحمي التراث، وتطلق العنان للصناعات الإبداعية كمحرك مهم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا تنحصر بفعاليات عام معين أو دورة أو خطة سنوية، وإنما هي مسيرة مكملة، ستحقق ريادتها فـي المنطقة على مختلف القطاعات الثقافـية، العلمية والرياضة.

المصادر:

بيانات رسمية عن «رؤية عُمان 2040»،

وبيانات وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووسائل الإعلام العمانية حول مبادرات القطاع الثقافـي.

د.فهد الهندال كاتب وناشر وناقد كويتي

مقالات مشابهة

  • فرق الإطفاء في الدفاع المدني تسيطر على العديد من بؤر الحريق بريف اللاذقية الشمالي
  • «رؤية عُمان 2040» ... الهوية الثقافية والإبداعية
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون فريدريش ميرتس بمناسبة انتخابه مستشاراً لألمانيا
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون فريدريش ميرتس بمناسبة انتخابه مستشارا لجمهورية ألمانيا الاتحادية
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون فريدريش ميرتس بمناسبة انتخابه مستشاراً لجمهورية ألمانيا الاتحادية
  • قدماء القوى المسلحة اللبنانية: لتكثيف الجهود العربية لتطبيق القرار 1701 وإعادة إعمار لبنان
  • «مكتبة محمد بن راشد» تستقبل وفداً ثقافياً من روسيا الاتحادية
  • تلبيةً لدعوة من الرئيس قاسم توكاييف.. ولي عهد أبوظبي يبدأ الأحد زيارة رسمية لكازاخستان
  • حزب الجيل يطلق حوارا مجتمعيا حول الإيجار القديم في 8 محافظات.. غدا
  • محافظ القاهرة: الأسواق الحضارية ساهمت في القضاء على العديد من نظيرتها العشوائية