حتى لا ينسى التاريخ.. ذكرى استشهاد الصاغ محمود أحمد صادق
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
مع اقتراب بداية شهر مارس الذي يشهد الاحتفال بـ"يوم الشهيد"، 9 مار س، نتذكر الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن ولن ينساهم التاريخ، حيث تحتفل مصر سنويا بعيدهم تخليدًا لذكراهم وإبرازًا لدورهم البطولي في الحروب التي خاضتها .
من بين شهداء مصر البارزين الصاغ رائد محمود احمد صادق قائد حامية غزة، وهو شقيق الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية الأسبق، الذي استشهد يوم 28 فبراير 1948 أثناء تصديه لقوة إسرائيلية قامت بالإغارة على معسكر مصري في قطاع غزة.
أقيمت للشهيد محمود صادق ثلاث جنازات، الأولى في غزة والثانية في القاهرة والثالثة في مسقط رأسه في القطاوية وذلك بعد تصميم الوالد أحمد باشا صادق على دفنه في مقابر الأسرة وليس في مقابر الشهداء في الغفير بالقاهرة، وبذلك كتب الشهيد محمود احمد صادق اسمه بحروف من نور مع الشهداء، وكانت مدينة غزة جزء من مصر بعد انتهاء حرب 1948 ووقف الهدنة وظلت تحت الحكم المصري حتى حرب 1967.
الشهيد محمود أحمد صادق كان ضابطا فى سلاح الفرسان تم انتدابه إلى سلاح الحدود ونقل إلى غزة قائدا لحمايتها، وفي ذلك الوقت كانت الهدنة ما زالت سارية وأرادت القوات الإسرائيلية التحرش بالقوات المصرية وتحركت قوة إسرائيلية تمثل أضعاف القوة المصرية يقودها الإرهابى الصهيونى إرييل شارون كما ذكر ذلك في مذكراته والتي كان عتادها أكبر من القوة المصرية وهاجمت الموقع المصري؛ وبذلك خرقت إسرائيل الهدنة.
ويذكر شهود العيان أن الشهيد ظل ممسكا بسلاحه حتى الرمق الاخير من حياته، موجها كلامه إلى أفراد القوة المصرية بمقولة ظل يرددها حتى استشهاده (اضرب يا عسكري استشهد يا عسكري) بمعنى لا تتركوا سلاحكم قط وأن يظلوا في إطلاق النار نحو العدو، وترديد الشهادة حتى النهاية حتى أصيب بطلقتين في يديه ولكنه ظل ممسكا بسلاحه ومستمر فى إطلاق النار حتى أصيب في رأسه وسقط البطل شهيدا وروت دمائه ارض غزة تاركا ابنائه اطفالا، ورثاه الشاعر الفلسطينى الشهير هارون هاشم الرشيد.
تحتفل مصر في يوم 9 مارس سنويا بيوم الشهيد للتأكيد على فكرة التضحية بالروح من أجل الكرامة والوطن والعطاء دون مقابل حيث يحتفل بالشهداء تخليدا للتضحية وقيمتها النبيلة التي قدموها لبلادهم ويتم تكريم أسر الشهداء في هذا اليوم من قبل رئيس الجمهورية تأكيد على تخليد ذكراهم ودورهم البطولي والتضحية بدمائهم، ويقوم كل من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بوضع إكليل زهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة.
يوم الشهيد هو ذكرى استشهاد واحد من اشهر العسكريين واول قائد عسكري مصري شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وهو "الفريق أول عبدالمنعم رياض" حيث استشهد في 9 مارس عام 1969 على يد العدو الصهيوني بعدما خاض معركة بطولية واصبح هذا اليوم "عيد للشهداء المصريين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة شهداء القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.. الأوقاف عالم رباني، وقائد وطني
تزامنًا مع ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، تستحضر وزارة الأوقاف المصرية بكل إجلال وإكبار هذا النموذج الفريد للعالم العامل، الذي اجتمع فيه نور العلم، وصدق الإيمان، وصدق الولاء لله ثم للوطن، فكان أحد الرموز الكبرى التي سطرت مواقف خالدة في تاريخ مصر الحديث، وبخاصة في أيامها العظيمة: أيام نصر أكتوبر المجيد.
لقد كان الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود داعمًا بكل قوة لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة حتى أحرزت النصر، كما كان مؤازرا للرئيس الراحل محمد أنور السادات في قرار الحرب، إيمانًا منه بأن معركة أكتوبر لم تكن فقط معركة سلاح، بل كانت معركة عقيدة، وإرادة، وكرامة.
وقد وقف الإمام الأكبر على منبر الأزهر الشريف، يعلنها صريحة:
«إن الجنود المصريين الذين يقاتلون لاسترداد الأرض المغتصبة هم في سبيل الله، ومن يُستشهد منهم فهو شهيد»، فكان لكلماته وقع بالغ في قلوب الضباط والجنود، وارتفعت الروح المعنوية في جبهات القتال، كما ارتفع الإيمان في قلوب المصريين جميعًا بعدالة قضيتهم ونُبل معركتهم.
ولم يكتفِ الإمام الأكبر بالدعم النظري، بل بادر إلى حشد طاقات الأزهر الشريف علمًا ودعوة ووعظًا، فأرسل القوافل الدعوية إلى الجبهة، وقام بتوجيه كل علماء الأزهر لرفع الروح المعنوية لجنودنا الأبطال، يخطبون فيهم، ويذكّرونهم بفضل الجهاد، ويغرسون في نفوسهم الأمل والثقة بوعد الله:
"وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين".
ولعلّ من أبرز ما خلدته الذاكرة الوطنية أن الإمام الأكبر رأى رؤيا صالحة تبشّر بالنصر، فبادر بإبلاغها إلى الرئيس السادات، الذي ازداد يقينًا وطمأنينة في قراره، وسار بها واثقًا حتى تحقق النصر بإذن الله.
وفي هذه الذكرى الطيبة لمولد الإمام، تؤكد وزارة الأوقاف أن مسيرته ستبقى مشعلًا مضيئًا في مسيرة العلماء الربانيين الذين يحملون همّ الدين والوطن معًا، وتدعو أبناء مصر إلى استلهام هذه الروح الصافية التي جمعت بين الإيمان العميق، والفكر المستنير، والموقف الوطني المسئول.
رحم الله الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود، وجزاه عن الأزهر الشريف وعن أرض الكنانة مصر خير الجزاء، وحفظ الله مصر قيادةً وشعبًا وجيشًا..