شبكة انباء العراق:
2025-05-11@01:10:22 GMT

أغنية رائعة لميلاد حزب رائع..

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

أغنية رائعة لميلاد حزب رائع..

بقلم: حيدر قاسم ..

منذ ايام و أنا يتملكني سؤال مهم، سؤال محوري بالنسبة لي، على الأقل في سياق محاولاتي استعادة وفهم جزء من ما مضى من تاريخ بلاد حافل بالأحداث و التحولات العميقة، و أيضاً التغييرات الدراماتيكية التي لا تجعل المرء يتمكن من التقاط انفاسه، و يحدد الرؤية بوضوح، السؤال الذي يشغلني، هو ليس جديداً، و لربما اجاب عنه المئات من الكتاب و المثقفين، بل و حتى من لديه أدنى اطلاع في الواقع السياسي و الثقافي و الأدبي، اذ أن السؤال الذي يكون حاضراً في نقاشات النخب الثقافية و الادبية على الدوام، هو عن موعد ولادة ” الثقافة الوطنية العالمة” كما تسميها الكاتبة فاطمة المحسن، في كتابها تمثلاث الحداثة في العراق، اذ أن الاجابة عن هذا السؤال، تعني فيما تعنيه، اكتشاف موعد ولادة العراق الحديث.

العراق الذي عرف العلوم و الثقافة و الفنون و الآداب، بعد انقطاع حضاري لربما تجاوز الخمسة قرون على الأقل، و هنا لا يمكن لأي باحث منصف أن يُهمل موعداً، أو لحظة انثباق هذا النوع من الوعي الجديد في اكتشاف العالم، حتى يتمكن من تسميتها بوضوح، و عنونتها مع ميلاد حزب وطني أصيل، حزب كانت الارهاصات و التشكلات الأولى له، هي تمظهرات ثقافية، و محاولات أدبية قادها رعيل من الأدباء الأوائل، و انتهت لتأسيس صفحة تامة، متكاملة في تاريخ العراق برمته، صفحة امتزاج السياسي بالثقافي، أو كما يعبر أحد الباحثين في الشأن الثقافي، بأنها اللحظة التي انطلق منها و الى الأمام أول مشروع إنساني، ينشد التقدم، و ينبذ الرجعية، و تغليف الواقع بصفحات ماضوية مستهلكة.

بمعنى آخر، أو لنعبر عن السؤال الذي اردت أن أكتبه هنا، بتساؤل مشروع جداً، ماذا لو الغينا الحزب الشيوعي العراقي من تاريخ الثقافة و الأدب و الفنون و السياسة؟، ماذا سيبقى من هذه الصفحات، و بماذا يمكن أن نحتفي على طول قرن من الزمان مر على تأسيس العراق الحديث؟.

الإجابة ستكون كارثية بكل تأكيد، فهل يستطيع أي عاقل، فضلاً عن كونه مثقفا أو باحثا أو اكاديميا، أن يتخيل مشهد العراق، دونما حزب مثل الحزب الشيوعي العراقي، الذي انجب طليعة الأمة، و قادة الفكر و الثقافة و الآدب و الفنون، و أثرى بنضاله و عطائه الساحة التي كانت قبلهُ قفراً، و منح الوطنية معنىً بعد أن كانت وثناً بنظر البعض؟!.

أسوق هذه المقدمة، و قد وقع نظري مرةً أخرى على قصة وفاء نادرة، بين شاعر عراقي، يساري معروف، و حزبه، الذي انتمى له مبكراً، و غادره تنظيمياً بشكل أبكر، لكنهُ لم يقطع معه حبال الود و الصلة، فتحولت علاقة فالح حسون الدراجي، الشاعر الميساني الرهيف، الذي اغترب منذ عقود الى ابعد نقطة عن بلاده لربما، الى علاقة صوفية جميلة، خالية من المصالح، خالية من أي بعد سوى البعد القيمي الذي يحيلنا الى مدرسة جميلة، مدرسة خالدة، تلك التي كانت شعلة لكل من يريد أن يسترشد بالعمل السياسي، او ينشد عملاً حزبياً حقيقياً، هدفه خدمة الناس، و شعاره نكران الذات، فواصل الدراجي على مدى خمسين عاماً تقريباً الاحتفال و الاحتفاء شعرياً بذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في اذار، عبر اغانٍ يكتب كلماتها بكل حب و اخلاص، و يحرص على أن يختار لها من أجمل الالحان، و أعذب الأصوات، و يطلقها كبالونة فرح ملونة في سماء آذار الربيع، تعبيراً ووفاءً منه لمحبوبه الذي لم يكل و لم يمل من تحيته، و مواصلة التغني بكل ماضيه و حاضره، و التطلع الى مستقبله الذي سيمتد مقترباً من اليوبيل الماسي بعد اقل من عقد تقريباً.
هذا العام، و في الذكرى التسعين لميلاد الحزب الشيوعي، عاد العاشق، ليحفر على شجرة الذاكرة النظيفة، كلمات قلبه المشغوف، بالحزب و بتاريخ الحزب، و بجمال الحزب، و بنضال الحزب، و بإرث الحزب، و بكل ما يمت لهذه الشعلة المتوقدة على الدوام بصلة.

في هذا العام يضيء الدراجي بقناديل فرحه على توهج ” تسعين نجمة” مضيئة، ساطعة، تلك سنون الحزب الذي لم يشخ، و لن يشيخ ما دامت افكاره وضاءة، ناصعة، و ايادي قادته بيضاء من غير سوء، لم تمسسها نيران الطائفية، و لا ” سخام” السرقات المرعبة، فيكتب لنا نصاً يقول في مطلعه:

ما ضاع تعبك يا فهد

و ستار دمك ما ضاع

تسعين نجمة بالسمه

زرعن ضواهن بالكاع

من زاخو للفاو العشب

عالي يظل هذا الحزب

يكصونه و يخضر ابساع

أي حزب هذا الذي تقتلعه آلة الموت الرهيبة، و تدور حبال المشانق حول رقاب قادته الشرفاء، لكنه ينبعث كالعنقاء، ملامساً السماء، هكذا يرى الدراجي، بل و يرى أن هذا الحزب لم يعد تنظيمياً محصوراً بتعاريف السياسة وايدلوجياتها، بل صار مدرسةً لكل من يريد أن يعرف، و يتعلم النضال الوطني:

يل اسمك أصبح مدرسة

و السجن صار ابساتين

العادوك راحوا و انتهوا

و أنت بحلاة العشرين

عمرك مثل خيط الشمس

كل يوم اجمل من أمس

و إبداع يحضن ابداع

ما ضاع تعبك يا فهد

الدراجي يواصل بث رسائله المكثفة بهذا النص الغنائي الجميل، رابطاً كل ذلك الإرث، بواقع الأمس، اذ يرى أن ” دماء فهد”، صالحة لأن تروي أي أرض صالحة للثورة، صالحة لنشدان العدالة الاجتماعية، و رفع الحيف و الظلم عن الانسان، يقول:

ما ضاع تعبك يا فهد

و لا ضاع دمنه بتشرين

حنينه بيه جف الوطن

و ابصمنه على الحياطين

كل كطرة صارت سنبلة

و كل حرة مهرة مكذله

و كل لافتة بجفنه اشراع

ما ضاع تعبك يا فهد

.…. ..… …….. ……

يشار الى أن الأغنية، لحنها و وزعها الملحن الرائع ابراهيم السيد، و اداها باتقان عال، و احساس ملتهب الفنان المقتدر محمد عبد الجبار، بصوته الشجي، و قوة حضوره الادائي المتميز، وانتجتها استوديوهات مدينة الفن، و اشرف على الهندسة الصوتية نبيل وحيد، فيما كان الفنان مالك محسن مشرفاً فنياً على العمل.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

عاجل. ترامب يعلن عن "صفقة تجارية رائعة" مع بريطانيا ويتحدث عن اتفاق للمعادن النادرة مع أوكرانيا

ترامب: أنجزنا صفقة تجارية رائعة مع بريطانيا اعلان

الصحفيون يعملون على تحرير هذه القصة، سيتم التحديث بأسرع وقت بالمزيد من المعلومات فور ورودها

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةأخباراعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟ يعرض الآنNext بضوء أخضر أمريكي.. قطر تدفع رواتب السوريين في القطاع العام باستثناء الداخلية والدفاع يعرض الآنNext تقرير: ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية في ألمانيا يعرض الآنNext إسرائيل تغلق أبواب 6 مدارس تابعة للأونروا بالقدس الشرقية وتجبر التلاميذ على المغادرة يعرض الآنNext لا بابا جديدا بعد.. الآلاف يشاهدون تصاعد الدخان الأسود من كنيسة سيستين اعلانالاكثر قراءة1 20 غارة إسرائيلية على بلدات قرب النبطية بجنوب لبنان ومصادر تتحدث عن هدف بالغ الأهمية 2 أول يوم له في المنصب: وزير الداخلية الألماني يعلن أنه سيتم رفض دخول طالبي اللجوء 3 رويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا حدود لما قد يتحقق 4 مشروع بين مصر واليونان ومصر لبناء كابل بحري لنقل الطاقة بطول 1,000 كيلومتر 5 ترامب: سنعلن عن مقترح بشأن غزة في الساعات القادمة وأرجو أن يترك الحوثيون السفن وشأنها اعلان

LoaderSearch

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامبإسرائيلحركة حماسباكستانقطاع غزةغزةحروبكشميرالهندالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانرجب طيب إردوغانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلالأدوات والخدماتAfricanewsعرض المزيدحول يورونيوزالخدمات التجاريةالشروط والأحكامسياسة الكوكيزسياسة الخصوصيةاتصلالعمل في يورونيوزتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةحقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • السوداني يدعم تركيا اقتصاديا وهي تحتل شمال العراق وسبب شحة المياه الذي يعاني منه البلد
  • حزب العمال الكردستاني يعقد مؤتمرا لحل نفسه ويتخذ قرارات تاريخية
  • حزب العمال الكردستاني يعلن أنه عقد "بنجاح" مؤتمرا لحلّ نفسه
  • ترامب يتغزل بميلانيا: أحيانا تكون رائعة لدرجة لا تُصدق.. فيديو
  • مروان موسى لـ«أجمد 7» ألبومى الجديد 23 أغنية..ويعبر عن حياتي بعد فقدان والدتي
  • خالد عصام وحمزة نمرة وزياد ظاظا يجتمعون في أغنية "زمن" لأول مرة.. فيديو
  • رائعة .. أول تعليق من رئيس الوزراء البريطاني على الصفقة مع أمريكا
  • عاجل. ترامب يعلن عن "صفقة تجارية رائعة" مع بريطانيا ويتحدث عن اتفاق للمعادن النادرة مع أوكرانيا
  • «تذكار» تطرح أغنية أشواق السامري الجديدة
  • بسمة بوسيل تتطرح أغنية يا خسارة عبر يوتيوب