صدى البلد:
2025-05-11@23:55:08 GMT

هند عصام تكتب: ملكة أطعمها اليمام

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

لا مصرية ولا يونانية ولكنها آشورية من طفلة في البراري أطعمها اليمام إلى أشهر ملكات الشرق القديم ملكة الحب صاحبة تمثال الجمال والحكمة إنها سميراميس قصتها وظروف نشأتها منذ ولادتها ألهمت عقولا كثيرة من الأدباء والفنانين والمؤرخين الأوروبيين، وفرضت حضورها في الأدب والفن والتاريخ، ملكة بلاد الرافدين التي قيل عنها أنها كانت شديدة الجمال، ذات حسن رموشها طويلة و كثيفة ونظراتها جذابة ودودة، عُرف عنها الجمال والحكمة وحدّة الذكاء، كما تميزت بالقوّة والغموض انها الأسطورة سميراميس.

وقيل عن الأسطورة سميراميس إنه منذ قديم الزمان عندما فاضت منابع نهر الفرات، وأشتد فيضان النهر حتي خرجت الأسماك  إلى الشاطئ وكانت هناك  سمكتان كبيرتان اتجهتا إلى وسط النهر، ثم قامتا بدفع بيضة كبيره نحو الشاطئ، وعندها سقطت حمامة بيضاء كبيرة احتضنت هذه البيضة وأخذتها بعيداً عن مجرى النهر ومخاطرة ، واهتمت بها واحتضنتها حتى فقست لتخرج منها طفلة رائعة الجمال تحيط بها أسراب الحمام لتحيطها بالعناية والحماية من مخاطر الحر والبرد والبيئة المحيطة .
عاشت تلك الطفلة مع الحمام حياة هنيئة يهتم بها مخلوق رقيق أليف حياة لم تعرف فيها الشقاء، واهتم بها الحمام حتى اكتشف مكاناً يخزن فيه الرعاة ما تنتج أغنامهم من حليب وما يصنعون من جبن، فكانت الحمائم تحمل منه ما تقدر عليه بمناقيرها إلى الطفلة حتي تتغذي وكأنها أبنتهم .

واكتشف الرعاة سرقة الطيور للحليب والجبن، فراقبوها حتى عرفوا مكان الطفلة، التي كانت تشرب حليبهم وأجبانهم  المسروقة وعقابا لها أخذوها إلى خيامهم، ثم قرروا بيعها في"سوق نيموي " الكبير ، عندما أخذ الرعاة الفتاة التى أطلقوا عليها اسم سميراميس والتي تعني  "الحمامة" في اللغة الآشورية إلى سوق نينوى رغبة فى بيعها صادف أن يكون ذلك اليوم موسماً للزواج الذى يقام فى كل عام، حيث يجتمع الشباب والشابات من كل أنحاء البلاد ليختار كل شاب فتاة أو أن يأخذ صبية إلى بيته فيربيها حتى يزوجها لأحد أبنائه.
دخل الرعاة ومعهم  الجميلة ذات الحسن سميراميس إلى سوق نينوى وعندما كانت سميراميس في السوق في انتظار من سوف يشتريها وكان قد لمحهم فى أول الصف ناظر مرابط خيول الملك واسمه (سيما) أعجب إعجاباً شديداً بالفتاة وقد كان عقيماً لا ولد له، فساوم الرعاة على أن يتبناها، فما كان من الرعاة إلا أن وافقوا على الصفقة المربحة ، فعاد سيما بسميراميس إلى بيته وفرحت زوجته بها، وربتها كابنتها حتى كبرت واشتد عودها وصارت من أجمل النساء في البلاد . 
وذات يوما عندما كان مستشار الملك (أونس) يتفقد جمهور الرعيّة لمح  سميراميس بالصدفة بين الحشود فانبهر بجمالها و حسنها وبراءتها ووقع في حبها من أول نظرة  وعلي الفور طلبها للزواج ، وافقت سميراميس علي الزواج ثم أخذها إلى نينوى وتزوجها هناك وأنجبا طفلين يقال إنهما توأمين واسمهما (هيفاته) و(هيداسغه) وكانت حياة العائلة سعيدة وعاشت سميراميس مرة أخرى حياة هادئة بجوار زوجها "أوناس"، وكانت بمثابة مستشار له، وعندما سافر زوجها بأوامر من الملك للعاصمة ليتابع إحدى معاركه أخذها معه، وهناك قامت بالإشراف على المعركة ووضع الخطط الحربية.
 وعندما نجحت حملة الملك واستطاع اجتياح العاصمة، وأعجب الملك بها أعجاب شديد و بشجاعتها ومهارتها فى التخطيط وجمالها الساحر . وطلب من زوجها أن يتركها له ، فساوم مستشاره لكى يترك سميراميس ويتزوج ابنة الملك إلا أن المستشار أونس رفض ذلك،  حتى هدده الملك بقلع عينيه فخضع لأمره بسبب التهديد ، وبالفعل اضطر زوجها للتنازل عن سميراميس للملك بسبب خوفه، ومات فور زواجها من الملك، ويعتقد انه مات منتحراً او قهراً علي سميراميس . تزوجت سميراميس من الملك وأنجبت منه "نيناس"، وحكمت سميراميس مع الملك حتى توفي،  ويُقال إنها قتلته عن طريق الخطأ فى الظلام ظناً منها أنها قتلت عدوّه وأصبحت حاكمة بلاد ما بين النهرين.
حسب الأسطورة الرائجة، يقال ان حكم الملكة سميراميس قد دام لمدة  42 عاما، لكن الواقع انها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، وحكمت السنوات الخمس الأخيرة فقط  بمفردها بعد وفاة زوجها. وقد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس).
وتذكر الاسطورة ان الملكة سميراميس بعد وفاة زوجها كانت تتخذ خليلا شابا في كل ليلة وتقتله في صباح اليوم التالي لكن لا توجد مصادر مؤكدة عن هذه المعلومة.
لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية.
فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بنوعا من تقديس الفحولة المتمثل بالاله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب
وقامت بمشاريع عمرانية واسعة وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة وإحاطتها بالأسوار العالية.
وقعت سميراميس في حب الملك الأرمني الوسيم آرا بعد وفاة زوجها وكان هذا الملك شديد الوسامة ولشدة أعجابها به ، طلبت منه الزواج . ولكنه رفض طلبها . فقادت جيشاً عظيماً من العراق إليّ أرمينيا لمقاتلة ذلك الملك وجيشه بسبب رفضه الزواج منها .
قتل الملك أثناء المعركة فحزنت الملكة عليه حزناً شديداً .
وجلبت جسده إليّ قصرها في مملكة آشور و وضعته وسط قصرها لمدة شهر وهي تنظر إليه يومياً وتبكي ندماً وتندبه حزناً علي فتيلها الملك وعلي حبها له .
ويقال  أنها في النهاية لقت مصرعها على يد ابنها بسبب الصراع علي الحكم .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إلهام أبو الفتح تكتب: الإيجار القديم بين العدالة والإنسانية

قانون الإيجار القديم، قانون استثنائي صدر أثناء الحرب العالمية الثانية، وسمح للدولة بالتدخل في العلاقة بين المالك والمستأجر.

ومنذ صدوره وهو محورًا للنقاش، فقد صدر في ظل أوضاع استثنائية تشبه الأحكام العرفية، وتحديدًا مع بداية تطبيق قانون الإيجارات الاستثنائية عام 1944، ثم جاء تعديله في قانون رقم 121 لسنة 1947، واستمر التدخل في العلاقة الإيجارية بشكل أوسع بعد ثورة يوليو 1952،.

وجاء تعديل رقم 21 لسنة 1992، ليزيد من تشوّه العلاقة بين المالك والمستأجر.

منذ سنوات طويلة، قمت بحملة في جريدة الأخبار عن الإيجارات القديمة، التقيت خلالها بعدد من أصحاب العمارات في مناطق مثل الزمالك وجاردن سيتي، عمارات فاخرة تطل على النيل، وإيراداتها لا تكفي حتى لصيانتها، ومستأجرون معظمهم خرج إلى المعاش، ومعاشه لا يكفي سوى لدفع الإيجار الذي لا يتجاوز بضعة جنيهات.

واقع مختل كان دائما محلا للنقاش خاصة بعد حكم الدستورية العليا عام 2002، الذي نص على عدم دستورية بعض مواد قوانين الإيجار لغير الغرض السكني، واعتُبر وقتها بداية لإعادة النظر في المنظومة بأكملها.

فالقانون الاستثنائي الصادر عام 1961، كان قد ثبّت العلاقة الإيجارية مدى الحياة، بل وورّثها للجيل الثاني والثالث، وهو ما خلق حالة من الجمود استمرت لعقود طويلة. 

نعم، نحن بحاجة إلى حماية حقوق المالك ومنحه حقه في الاستفادة من ملكه، لكن في نفس الوقت، لا يمكن أن نتجاهل واقع المستأجر الذي عاش في هذه الشقة لعشرات السنين، واستقر فيها، ولا يملك بديلاً لها.

و صدر(القانون رقم 4 لسنة 1996)، الذي فتح الباب أمام عقود إيجار محددة المدة وبشروط جديدة، فأصبح لدينا قانونين وهو أمر غير دستوري، فالمصريون جميعًا أمام القانون سواء

الموضوع ليس فقط قانونيًا، بل اجتماعي وإنساني أيضا، ويحتاج، حلول واقعية، فكثير من ملاك هذه العقارات أصبحوا مليونيرات على الورق فقط، ومستأجرون في أحياء راقية جدًا، يدفعون إيجارًا رمزيًا لا يتناسب مع الواقع،

اليوم، يعود قانون الإيجارات القديمة إلى البرلمان مرة أخرى لمناقشة هذه القضية الإنسانية الشائكة.

أتمنى أن نصل إلى قانون عادل وإنساني، وهي معادلة صعبة.

طباعة شارك الإيجار القديم قانون الإيجار القديم البرلمان

مقالات مشابهة

  • شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن
  • البابا لاون الرابع عشر في صلاة “ملكة السماء”: لا للحرب مرة أخرى!
  • البابا لاوُن الرابع عشر يتلو أول صلاة افرحي يا ملكة السماء
  • هند عصام تكتب: الملك والذباب
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 52
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • «دي كانت وصيته».. كارول سماحة تستأنف نشاطها الفني بعد أيام من وفاة زوجها
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الإيجار القديم بين العدالة والإنسانية
  • شمال كردفان: منع الاحتكاكات بين الرعاة
  • وصونا..هكذا بدت ملكة جمال لبنان ندى كوسا برحلتها إلى الهند