الوحدة نيوز/ عُقدت بالجامع الكبير بصنعاء اليوم فعالية خطابية بعنوان “الإمام زيد بن علي .. أصالة الفكر والمنهج ومسؤولية النهوض بالأمة”، نظمتها رابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.

وفي الفعالية أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، ليس للتذكير بشخصيته وإنما لإحياء نهج ومنهجية ومبادئ وقيم الإمام زيد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واعتبر إحياء ذكرى الإمام زيد، امتداداً لذكرى جده الحسين والإمام علي عليهما السلام والمولد النبوي صلى الله عليه وآله وسلم ويوم الولاية وعاشوراء، لافتاً إلى أن بعض الناس يرون أن في إحياء هذه المناسبات الدينية، معيار الطائفية، وهذا ظلم وبهتان، فهناك أحزاب يجوّزون لها الاحتفاء بذكرى تأسيسها.

ولفت العلامة شرف الدين، إلى أن مبدأ السكوت والخضوع وتولي الظالمين ومخالف الحق ومحاربة أهله، عناوين سائدة خلال المرحلة الراهنة، ما يتطلب العودة الصادقة إلى منهجية القرآن الكريم وآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وتطرق إلى جانب من سيرة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مدى 23 عاماً من الجهاد وإعلاء كلمة الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور والاستعانة بالله تعالى في جمع كلمة الأمة رغم تعرضه لكثير من المصاعب في حياته ومنها القتل والتشريد.

وأفاد مفتي الديار اليمنية بأن إحياء هذه الذكرى، إحياء لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي على أساسه استقام الدين كما جاء في قوله تبارك وتعالى “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.

وأوضح أن محاولات الأعداء مستمرة في تعطيل الاجتهاد والجهاد في سبيل الله، وتعظيم القرآن الكريم، ما يستدعي التمسك بكتاب الله تعالى ووجوب إتباعه .. لافتاً إلى أن الأعداء سعوا وما يزالون في جر أبناء الأمة إلى مستنقع الفتنة والرذيلة والفاحشة.

وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالله المؤيد ووكيلي قطاعي الحج بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي والتوعية والتأهيل بهيئة الزكاة أحمد مجلي، اعتبر أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، ثورة الإمام زيد عليه السلام، ثورة قرآنية وامتداداً لثورة عاشوراء وفكر أهل البيت، كما أنها فتحت المجال لإصلاح الأمة.

وتوقف عند حديث الثقلين وحليف القرآن الذي يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيه” إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليً الحوض .. مبيناً أن التمسك بهما ضمانة من الضلال.

وبين أن الدول التي تركت القرآن الكريم وخالفته ورفضت أهل البيت جملة وتفصيلاً، تحظر التطبيع مع اليهود والنصارى، كما أنها تحظر الرباء والفساد وتدعو للعفة والطهارة .. وقال “نجد الإساءات المتكررة للقرآن الكريم ولا موقف جدي وحازم من الأمة وأصحاب المواقف الهزيلة الذين أساؤوا بأفعالهم لكتاب الله من الصهاينة والمنافقين واللوبي الصهيوني الغربي الذي يستهدف القرآن ويسيئون إليه”.

وتناول العلامة الحاضري، فكر الإمام زيد عليه السلام الذي تميز برؤية متوازنة مستقاة من القرآن الكريم وهدي أهل البيت، كما أنه فكر جامع ووحدوي لو أرادت الأمة ذلك، ويمثل في ذات الوقت الخطاب العالمي البعيد عن الجمود والبريء من الخرافة.

بدوره نوه عضو رابطة علماء اليمن العلامة عمار محيي الدين، بتنظيم الفعالية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد التي ما تزال ذكراه منحصرة في بلاد اليمن، مبيناً أن الكثير يجهلون هذه الشخصية وما حملته من أفكار ومبادئ ومعارف، الأمة اليوم في أمس الحاجة إليها.

وأفاد بأن الإسلام دين دعوة وحركة وفكر ومنهج حياة، ولا طريق يخرج البشرية من وحل الظلم والاستبداد والديكتاتورية العالمية الجاثمة على أكثر من مائة دولة إلا بتدبير العليم الخبير .. مشيراً إلى أن من الأبعاد التي ترتكز عليها أصول الإسلام، العدل الإلهي والتأكيد على أهم الصفات في الجانب العملي ودوره في توجيه الحياة الواقعية لأن العدل هو أساس نمو قيم الخير وله مدلول اجتماعي وارتباط عميق بمغزى الثورة التي مارسها الأنبياء.

وأكد العلامة محيي الدين، أن الحكومات الزيدية أكثرها عدلاً في الحكم الإسلامي منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لافتاً إلى أن الإمام زيد وبقية الأئمة انطلقوا في تصحيح الاختلال العقائدي الموجود في الأمة وناهضوا الخرافات والأباطيل وبينوا بالحجج والبراهين كل الشبهات التي صنعها الحكام وروجوا لها، باعتبار أن الزيدية في أصولها مبنية على البراهين القاطعة والحجج الواضحة.

حضر الندوة الأمين العام المساعد للرابطة العلامة خالد موسى وكوكبة من العلماء وطلاب العلم بالجامع الكبير بصنعاء.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي ذکرى استشهاد الإمام زید صلى الله علیه وآله وسلم الإمام زید علیه السلام القرآن الکریم إلى أن

إقرأ أيضاً:

سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة

 

في السادس عشر من مايو 1916م، تم التصديق على أكثر الاتفاقات التي قلبت العالم العربي، ولا تزال الشعوب العربية تجني ثمارها المرّة حتى يومنا هذا. إنها «اتفاقية سايكس بيكو» التي قسمت العالم العربي وكأنّه مجرد قطعة أرض تُوزّع بين القوى الاستعمارية، دون أدنى احترام لشعوبها أو تاريخها. وقّعت بريطانيا وفرنسا وروسيا اتفاقًا في الخفاء لتقاسم الميراث العثماني، دون أن يكون للعرب أي صوت في تحديد مصيرهم، ليبدأ بذلك فصل جديد من التبعية والتفكك.

فلسطين، الأردن، العراق، سوريا، لبنان، وحتى المضائق التركية، قُسّمت وكأنها غنائم تُوزّع بين الجلادين، ليبدأ الانقسام الذي لم يتوقف. لم يُستشر العرب في هذه الاتفاقات، بل وُجدوا أسرى لخرائط وصفتهم المستعمرات بها، والتي رسمها أعداء الأمة في خيانات معترف بها. لكن ما هو أشد مرارة من خيانة المستعمر هو صمت المتواطئين وتخاذل أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا حماة الأمة.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: بعد أكثر من قرن من الزمن، هل تغيّر شيء؟ وهل استفاقت الأمة من غيبوبة سايكس بيكو؟

للأسف، ما بدأه سايكس وبيكو من تقسيم على الورق، استمر الحكام العرب في ترسيخه في الواقع. بدلاً من إزالة الأسلاك الشائكة بين الأقطار العربية، تحولت الحدود إلى خطوط حمراء تُرفع عليها البنادق في وجه الأخوة. بدلًا من بناء مشروع عربي موحّد، أُقيمت مشاريع قطرية تابعة، تفتقر إلى أي رؤية سيادية، وتكتفي بالعجز، والتطبيع، والاستنجاد بالغرب في كل أزمة.

قادة العرب – إلا من رحم ربي – لم يستخلصوا العبرة. بل أصبح البعض منهم حراسًا أمينين على إرث سايكس بيكو، يتفاخرون بسيادة وهمية داخل حدود رسمها الاستعمار، ويقمعون كل محاولة لتجاوز هذه القوالب المصطنعة. بعضهم فرط في القدس، وبعضهم باع ثروات بلاده، وبعضهم ما زال ينتظر الإذن للوقوف مع شعبه، أو حتى ليغضب.

مايو ليس مجرد ذكرى خيانة، بل مرآة نرى فيها تخاذلنا المستمر. إنها لحظة يجب أن يُحاسب فيها القادة قبل الشعوب: إلى متى سنظل أسرى خريطة صنعها أعداؤنا؟ إلى متى يظل الانقسام قدرًا والتبعية خيارًا؟

سايكس بيكو لا تزال حية، لأن أدواتها باقية: أنظمة تابعة، نخب خانعة، وصمت عربي يشرعن الجريمة. أما التحرر الحقيقي، فلن يبدأ إلا عندما نكسر جدران الصمت، ونكفّ عن استجداء من قسمونا، ونستعيد قرارنا بأيدينا.

في مايو، لا نحتاج خطبًا ولا بيانات، بل نحتاج صحوة تخلع شرعية التبعية وتعلن بوضوح: هذه الأمة تستحق أن تحكم نفسها، لا أن تبقى رهينة اتفاقية خائنة وقيادات عاجزة.

ما سايكس بيكو إلا البداية في سلسلة طويلة من المؤامرات والمؤتمرات التي ما تزال تُحاك ضد الأمة حتى اليوم. كما عبّر عن ذلك بوضوح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إحدى كلماته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد عام 1443هـ، حين قال: « هي أيضًا استراتيجية وسياسة يبنون عليها مخططاتهم، ولهم في ذلك مؤتمرات، في مراحل ماضية، ومراحل متعددة من التاريخ، هناك مؤتمرات غربية يحرِّكها اللوبي اليهودي الصهيوني من زمان، مؤتمرات تنعقد وتخرج باتفاقيات ومقررات معينة، هي عدائية بكل وضوح ضد هذه الأمة، هناك مثلاً اتفاقيات، مثل اتفاقية سايكس بيكو… واتفاقيات أخرى، ونقاط ومخرجات لمؤتمرات عقدت في المراحل الماضية، في مراحل متعددة، وإلى اليوم، الأمر مستمر إلى اليوم، مخرجات تلك المؤتمرات، تلك المناسبات، تلك الفعاليات، مخرجاتها من اتفاقيات ومقررات عدائية بكل وضوح لأمتنا الإسلامية، تضمَّنت: تقسيم العالم الإسلامي، العمل على منع توحده، إثارة النزاعات بين أبنائه تحت مختلف العناوين: العناوين الطائفية، العناوين السياسية، العناوين المناطقية، العناوين العرقية… تحت مختلف العناوين،…. « كلمات السيد القائد لم تكن مجرد توصيف عابر، بل تشريح دقيق لطبيعة المشروع الاستعماري الذي لم يتوقف عند سايكس وبيكو، بل امتد وتطور وتجدّد، تحت عناوين جديدة ومظاهر خادعة، لكنه لا يزال يستهدف الأمة في هويتها ووحدتها ونهضتها.

فهل يدرك قادة العرب اليوم أن بقاءهم أسرى سايكس بيكو هو قبول طوعي بالذل، وشهادة زور على استمرار المؤامرة؟ أم أن الخنوع أصبح سياسة رسمية تُدار بها العواصم تحت الرعاية الغربية؟

إن لم تكن ذكرى «سايكس بيكو» جرس إنذار، فهي شهادة جديدة على أننا نعيش في زمن الاستسلام المغلّف بالكذب الرسمي. العدو لم يعد يخطط في الخفاء، بل ينفذ جهارًا، والحكام – إلا من ثبتت مقاومتهم – لم يعودوا عاجزين فقط، بل مشاركين في اغتيال الكرامة.

لكن في قلب هذا الركام، ينهض أحرار الأمة ومعهم أحرار العالم، أولئك الذين لم تلوثهم اتفاقيات الذل، ولم تنكسر إرادتهم تحت وقع الهزائم. أحرار يصرخون في وجه الاستعمار الحديث: لن تمرّوا، ولن ننسى، ولن نبقى أسرى خرائط صنعتها بنادق الغزاة وحبر الخونة.

لا خلاص للأمة إلا برفع راية الوعي والمقاومة، وبإسقاط أنظمة التبعية التي تحرس حدود الاستعمار، وتقدّم مفاتيح الأوطان لأعدائها. فإما أن يُكسر قلم سايكس ويُدفن حبر بيكو تحت أقدام الأحرار… أو نبقى شعوبًا تُدار كالخرائط، وتُساق كالغنائم.

الخيار واضح: إما مقاومة تُعيد للأمة سيادتها… أو خنوع يُبقيها بلا ملامح ولا مصير. ومع أحرار العالم، سنحطم خرائط العار، ونكتب بقبضات المقاومة خريطة جديدة… خريطة لا يخطّها الغزاة، بل تنحتها إرادة الشعوب، وتُعلن ولادة زمنٍ لا مكان فيه للهيمنة، ولا سيادة فيه إلا للكرامة والحرية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • فعالية للكهرباء والمياه في حجة بذكرى الصرخة
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • مظاهرات في مدن اليمن والمغرب تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (شاهد)
  • محمد الفرح: عودتنا للقرآن سر الصمود والتميز في معركة الأمة
  • فعالية خطابية ثقافية لمنتسبي مستشفى الأمومة في عمران بذكرى الصرخة
  • عمران.. فعالية خطابية لمنتسبي مستشفى الامومة بذكرى الصرخة السنوية
  • فعالية نسائية في الضالع بذكرى الصرخة
  • فعالية خطابية في العبدية بمأرب بذكرى الصرخة
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر كانت تطبيقا عمليا لقوة إيمان المسلمين
  • الجامعة الهاشمية تنظم فعالية صحية توعوية في طب الأسنان