شبكة انباء العراق:
2025-05-11@10:32:11 GMT

هل يصح أن يفخر الإنسان بلسانه

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

بقلم: هادي جلو مرعي ..

هنا سيقولون ، نعم فلسان أهل الجنة عربي، ولغة العرب هي الفخر والرفعة والتميز وكل مسلم في العالم يتلو القرآن بها، فيجدر الفخر باللسان، ولكني أعني شيئا آخر، وهو ليس ببعيد عن الوصف الذي عنيته في المقدمة أعلاه، وأعني اللسان الذي يتحدث به الإنسان، ولاأعني لغة بعينها، بل اللسان كآلة تنتج الكلمات، وهنا لافرق أن يكون اللسان عربيا، أو تركيا، أو فرنسيا، أو إنجليزيا، أو فارسيا، أو بأي لغة من لغات العالم المجهول منها والمعلوم.

فهناك آلاف اللغات ومليارات البشر، ولكن اللسان واحد وهو عضلة يمكن أن تمتد من بين الفكين، وتتذوق الطعام، وتلتذ، وتشعرك باللذة التي تريحك وتستهويك وتدفعك للبحث عن المزيد من اللذائذ.
حدثت صديقي عن طريقتي في الكلام وعن إستخدام اللسان فهناك كلام متزن محدود، وهناك ثرثرة تثير سخط الآخرين، وهناك كلام يخرج بطريقة تسبب مشكلة ولذلك فالكلام سلاح قاتل حين يصيب غير هدفه، ورب كلمة جرحت نفسا، وهناك قول مأثور إن الإنسان مخبوء تحت لسانه فإذا نطق صدقا وحقا وأدلى بحديث منمق واضح نافع أثار الرضا في النفوس والقبول، ولو إنه نطق بالسوء من القول لتسلب بمشكلة، وفي حديث شريف ( إن أكثر مايكب الناس على وجوههم يوم القيامة حصاد ألسنتهم ) والمعنى واضح وربما تلمسته كل يوم، بل كل دقيقة حين أراقب الناس وأسمع ماينطقونه من قول وقد تبين لي إن عمليات القتل والنهب والسلب أقل بكثير من جرائم اللسان، فهناك قتل نتيجة لخلاف بين إثنين، وربما تسبب اللسان بحرب، ومشاكل عميقة، فالقتل ربما كان سببه اللسان، أو إنه يدفع القاتل ليقتل، ويدفع المقتول ليكون ضحية، بينما يشتهر عامة الناس بالغيبة التي معناها أن يقوم الشخص بذكر شخص آخر بمالايرتضيه في غيبته، وتجد السحر ينتجه كلام وتعويذات، والنميمة بفعل اللسان والنفاق والكذب والإفتراء وشهادة الزور وقول الزور، فيكون اللسان في هذه الحال بطل يوم القيامة الذي بسببه يدخل غالب الناس الى جهنم، وبسببه يدخل ناس الى الجنة لأنهم أمسكوا ألسنتهم عن الفاحش من القول، وأمسكوها عن كل مايؤدي الى حصول مشكلة قد لاتنتهي إلا بمصيبة.
والسؤال: هل يصح للإنسان أن يفخر بلسانه؟ وجوابه عندي نعم، شرط أن يبذل جهدا في ذلك فهو يمكن أن يكون وسيلة لجمع المتخاصمين ليتفقوا على حل، وبه تؤخذ الحقوق، وعندنا في الريف يقولون: الحقوق تريد حلوق. والمعنى الدقيق إن الذي يطالب بحقه عليه أن يمتلك لسانا ينطق بمايقنع الآخر، ويلزمه بالنزول عند رأي صاحب الحق وقد يكون الكلام في حضور جماعة من الناس فيتطلب ذلك كلمات قوية صادقة فاعلة مؤثرة تستهوي النفوس، وتحرك العقول، فيكسب صاحب الحق قلوب الحاضرين، فيميلوا الى طلبه ليس إنحيازا، بل عن قناعة في كلامه الذي ألزمهم النزول عنده، والرضا به ومنحه مايطلب حيث تأكد لهم إنه جاء بالحق.
حين يكون اللسان سليطا حادا مؤذيا يجلب لصاحبه النقمة، وعدم القبول، فيتجنبه الناس، وينفرون منه، وإذا ما نطق بالصدق والحكمة والنصح والتوجيه والكلام الطيب صار لسانا يصفه الناس بقولهم، إنه لسان ينقط عسلا لأنه إستهواهم فأحبوه، ورغبوا به، ولطالما رأيت أناسا يتمسكون ببقاء ضيف عندهم، ويكرمونه ويفسحون له في المجلس ليتحدث بما يشاء، وهم منشدون له فرحون به، ولعلهم يتمنون في السر أن لايغادر فهو ينطق بالحكمة، ويمازحهم، ويأتيهم بكلمات عذبة، وتراه يستجلب ضحكاتهم مرة، ودموعهم مرة، ويجعلهم في ذهول في أخرى خاصة حين يمتلك المعرفة، ويختزن الحكايات والنكات والحكيم من القول، وهذا لسان مرغوب فيه محبوب ومطلوب، ومنهم من يمتعض، أو يسخر من ثرثار، فيقول عنه:،إنه بلع لسان طير لأن الطير لايتوقف عن الصفير والهديل والنعيق، وبكل مسميات الأصوات التي هي لغات للطير. فنعيق الغراب يفهمه غراب، وهديل الحمام يفهمه الحمام من بعضه، إنما هم أمم أمثالكم، ولعل الهدهد كان من أوائل المخلوقات التي مارست العمل الصحفي حين قال لسليمان معتذرا عن تأخره في الحضور الى سلطانه: جئتك من سبأ بنبأ يقين، وبدل العذاب كرمه سليمان،

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مجلة لانسيت: عدد شهداء غزة قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية

تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت الطبية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية قد يكون أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وحتى الخامس من مايو/أيار الجاري، أفادت وزارة الصحة بأن 52 ألفا و615 شخصا استشهدوا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ورغم أن التعداد اليومي الدقيق للقتلى أمر غير معتاد في النزاعات المسلحة، ولا يوجد مثيل له حتى في حروب كبرى كالحرب في أوكرانيا، فقد استمرت سلطات غزة في إصدار بيانات تفصيلية عن أعداد الشهداء الفلسطينيين.

وتقول الدراسة إنه رغم وجود شكوك حول دقة هذه الأرقام، نظرا لاحتمال وجود دوافع سياسية لتضخيم خسائر المدنيين، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن تقديرات الأمم المتحدة وإسرائيل لما بعد انتهاء الحروب غالبا ما كانت تتطابق مع التقديرات التي تم إجراؤها أثناء الحرب.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن وزارة الصحة في غزة لا تميز بين المدنيين وعناصر المقاومة في إحصاءاتها لعدد الشهداء. وقدرت السلطات الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني أن نحو 20 ألفا من الشهداء هم من المقاومة الفلسطينية.

قائمة الشهداء

وتعتمد وزارة الصحة على قائمتين رئيسيتين لتجميع أعداد الشهداء: الأولى تستند إلى بيانات المستشفيات، والثانية إلى استبيانات عبر الإنترنت تُبلّغ فيها العائلات عن فقدان ذويها، إضافة إلى بيانات لأشخاص استشهدوا دون معرفة هويتهم.

إعلان

لكن الباحثين استخدموا نهجا مختلفا، حيث قارنوا بين 3 قواعد بيانات بأسماء الشهداء وأعمارهم وأحيانا أرقام هوياتهم: اثنتان من وزارة الصحة، وثالثة أعدها الباحثون باستخدام سجلات الشهداء المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضمنت فقط الأشخاص الذين استشهدوا إثر إصابات جسدية.

ومن خلال تحليل التداخل بين هذه القوائم حتى 30 يونيو/حزيران 2024، خلص الباحثون إلى أن العدد الفعلي للشهداء قد يتجاوز الأرقام الرسمية بنسبة تتراوح بين 46% و107%.

وإذا تم تطبيق هذا النطاق على أحدث حصيلة معلنة، فإن عدد الشهداء قد يتراوح بين 77 ألفا و109 آلاف شهيد، أي ما يعادل حوالي 5% من سكان غزة قبل الحرب.

ويقرّ الباحثون بأن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين في هذه التقديرات، إذ وجدوا أن 3952 شخصا أُدرجوا في إحدى القوائم الرسمية ثم حُذفوا لاحقا.

ومن المحتمل أيضا أن يكون شهداء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير ممثلين بشكل كاف في البيانات الرسمية، إما نتيجة لقرار سياسي لتقليل تقديرات الخسائر أو لصعوبة توثيقهم، على حد تعبيرهم. وبالتالي قد يكون عدد الشهداء أعلى من المذكور في القوائم.

إضافة إلى ذلك، هناك أعداد غير معروفة، ربما الآلاف، لأشخاص استشهدوا نتيجة أسباب غير مباشرة كفشل الرعاية الطبية إثر انهيار النظام الصحي في القطاع، وهو أمر يصعب قياسه حاليا.

ودمرت هذه الحرب، التي تُعد الأطول والأكثر دموية في تاريخ القضية الفلسطينية، العديد من المؤسسات التي توثق الخسائر البشرية، مثل المستشفيات، مما يجعل أي إحصاء نهائي دقيق لما جرى مسألة بعيدة المنال.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مجلة لانسيت: عدد شهداء غزة قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية
  • جمال سليمان يرفض تصريحات سلاف فواخرجي عن مي سكاف: “كلام غير منطقي
  • اللسان مرآة المعدة.. تعرف واستفيد
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • ماذا يعني أن يكون البابا أميركياً؟
  • النمر: مرضى قصور القلب يكون الانقباض لديهم طبيعي فوق 55%
  • فيفي عبده في ضيافة «كلام الناس» بهذا الموعد | صورة
  • بسيارته .. محافظ دمياط يطلق إشارة البدء لماراثون الدراجات النارية
  • اللسان مرآة المعدة
  • خالد الجندي: الرضا أعظم نعمة.. والبلاء قد يكون سببًا في إدراك نعم عظيمة