بوابة الوفد:
2025-05-12@19:11:39 GMT

الأسد المرقسى

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

يعتبر إنجيل لوقا الإصحاح العاشر تحديداً هو الإنجيل الوحيد الذى ذكر صراحة مهمة السبعين تلميذاً كما تطلق عليهم المسيحية الغربية أو السبعين رسولاً كما تطلق عليهم المسيحية الشرقية، نعم لقد اصطفى السيد المسيح الأتقياء الأنقياء فهم متواضعون للغاية يأكلون الطعام الذى يأكل منه الفقراء روحه حلت فيهم لذا لديهم قوة روحية عظيمة فهم يشفون المرضى باذن الله تخشاهم المردة وتفر منهم أينما ذهبوا يحل السلام والبركة ينشرون الكلمة بأن ملكوت الله قريب لذا أسماؤهم مكتوبة فى السماء، يقال إن أصل كلمة «مار» سريانية بمعنى قديس لقد ولد مار مرقس فى القيروان إحدى المدن الخمسة الغربية الواقعة فى ليبيا، فى بلدة تدعى ابرياتولس، فى أحد الأيام هجمت عليهم إحدى القبائل البربرية، فذهبوا إلى موطنهم الأصلى فى فلسطين.

كانت أمه مريم من النسوة اللواتى خدمن السيد وتلاميذه وفتحت له بيتها حيث كان يجتمع فيه مع تلاميذه واكل فيه الفصح وقدم سر الافخاريستا لم يكن مار مرقس من التلاميذ الإثنى عشر لكنه كان من السبعين تلميذا وكان يمت بصلة قرابة بكلا من القديس بطرس والقديس برنابا وذهب معهما فى رحلته التبشيرية الأولى وكرز معهما فى أنطاكية وقبرص حتى آسيا الصغرى. لكنه مرض ولم يكمل معهما الرحلة وعاد إلى أورشليم بعد ذلك دخل مار مرقس الإسكندرية 60 م وقد بلغ منه الجهد والتعب مبلغه فقد تهرأ حذاؤه من كثرة السير، فقابل الإسكافى أنيانوس ليصلحه له فدخل المخراز فى يده فصرخ يا الله الواحد فشفاه مار مرقس وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته ثم انتشر الإيمان سريعًا بين المصريين واستفزّ ذلك الوثنيون الذين كانوا يحتفلون بعيد الإله سيرابيس الذى تصادف مع عيد الفصح وبينما كان مار مرقس يرفع القرابين المقدسة هجم عليه الوثنيون وألقوا القبض علىه وبدأوا بسحله فى طرقات المدينة حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه وإمعانًا فى التنكيل أضرموا فيه نارًا عظيمة، لكن هطلت أمطارًا غزيرة فأطفأت النار، ثم أخذه المؤمنون وكفَّنوه ودفنوه فى كنيسة بوكاليا التى كانت تسمى دار البقر وفى سنة 827 سرق بعض التجار الإيطاليين جسده وبنوا عليه كنيسة عظيمة فى مدينة البندقية وجعلوه رمزاً للمدينة لكن ببركة دعاء البابا كيرلس سنة 1968 عادت إلى القاهرة رفات القديس الشهيد مبدد الأوثان كاروز الديار المصرية صاحب المعجزات حيث كان يرمز له بالأسد فخلال سيره إلى الأردن مع والده الذى لم يكن مؤمناً بعد اعترض طريقهما أسدا ولبؤة من شدة الرعب طلب الأب الخائف على ابنه أن يهرب منهما فى الوقت الذى ينشغلوا فيه بافتراسه هو لكن الابن الصغير طمأن الأب وتضرع إلى الرب لينشق الأسد واللبؤة نصفين على الفور فأمن الأب وأصبح مسيحيًا.

أعتقد أن الايمان بالله الواحد قصة ممتدة متعددة الحلقات كما جاء فى محكم التنزيل «و مثلهم فى الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيماً» لقد ذكر القرآن الكريم قصص المومنين من أهل الكتاب بكل محبة فى سور المائدة والكهف والفتح والصف والبروج لكن الجهل والتعصب الاعمى وجهان لعملة واحدة تصرف فى أسواق الكراهيه والتناحر فعقيدة كل انسان حق مقدس وحرية شخصية اقرها العليم الحكيم تحت مبدأ لكم دينكم ولى دين، وأيضاً حسمها حين قال: لو شاء الله لهداكم اجمعين، لذلك تعالوا إلى كلمة سواء فجوهر المسيحية هى المحبة وشعار الإسلام وتحيته هى السلام من السلام للأسف حال المسيحيين فى الشرق الاوسط لا يسر عدوًا ولا حبيبًا والسبب هو زرع بذور الفتنة من الخارج وغباء المتطرفين فى الداخل، لذا اصبح لزاما على مصر أن تقدم نموذجا يحتذى به فى التعايش والتسامح فهذا هو قدرها نحن نحب الأقباط تقرباً لله ورسوله فقد انزل الله فى كتابه العزيز « لتجدن اشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون» وكذلك أوصانا من أرسله الله رحمةً للعالمين فقد روى كعب بن مالك عنه أنه قال: إذا فُتِحَت مصرُ فاستَوْصوا بالقبطِ خيرًا فإنَّ لهم دمًا ورَحِمًا وفى روايةٍ إنَّ لهم ذمَّةً يعَنى أنَّ أمَّ إسماعيلَ كانَت منهم. كل عيد ميلاد مجيد وآهلنا وأحبتنا بخير ومصر آمنة مطمئنة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عليهم المسيحية مار مرقس

إقرأ أيضاً:

سعد المواسم: لن تنالوا منهم حتى تُقصفوا الشمس أو تشربوا النيل!

سعد المواسم: لن تنالوا منهم حتى تُقصفوا الشمس أو تشربوا النيل!
قلنا يا سعد المواسم
عودك المليان جسارة
عودك الفجر المصادم
بالبصيرات والبصارى
مستحيل يرضخ “يساوم”
مهما كان الريح حصارًا
يفضل النخل البقاوم
في السقوط نخل الفقارى
“محمد الحسن سالم حميد”
مذ أن كتب الله للنيل أن يشق أخدوده في راسخ إفريقيا، قاطعًا بنصله المتدفق الدرع العربي النوبي، تقبع في أسفله مستحاثات المقاومة، لمجتمعات أقدم في وجودها من رمال وقباب ملح، لم يكن حظها في هذا العالم إلا التبعية الخبيثة.

تَلثم في الصباح نخلات هرمة دروب العابرين في سلم الخلق، من خطوا بخيولهم درب الباشا الكبير الذي يوصل ديار المقاتلين والمقاتلات بطرق التجارة القديمة التي تنقل خراج الأرض إلى السوق العالمي، حينها لم يكن الرجل الأبيض قد فكر في استرقاق المحيط أو غزو السافانا.
بعد آلاف الأعوام، وبمجهودات كضفائر البنات اللائي يخترقن رمضاء الخيران من أجل تعليم يرفعن به أعمدة البيت ليكون مَروقًا، وسواعد الآباء الذين انحنتهم ظهورهم وهم يغرسون فيهن قيمة الحياة.

لم تكن حرب الرابع عشر من عقود هذه الأرض إلا دالة على تحولات السوق العالمية التي تتوسع أطماعها كلما تطورت رأسماليتها، في مشهد يشبه سرطان الرئة، لربما كان سؤال الترابلة مفتوحًا لرأس الدويلة: “اشمعنى نحن وليش؟” أو حتى لتتار العصر: “لو كنت أنت أنا؟” في سؤال الضحية والجلاد.
لربما لم تكن أدوات الصراع هذه قد قُدّمت في مدرجات المعاهد، ما بين قمصان الكتان وتنانير البنات الأكاديميات اللائي تفوح منهن البرافانات المستوردة، وتعكس قصاصات الشعر الأفرنجية إضاءة المسرح. ولكن من يفلح الأرض ويتدثر “بعِرَاقي الدمورية” يكتفي من أرضه، يحمد ربه على شروق الشمس وجريان النيل، لا بد أن تكون القضية “واقعة ليهو”، مثل ما يقوم “بتوقيع الأرض” لينبت البرسيم، هنيئًا تأكله خرافه، لا يسأل البحر عن سلاسل الإمداد.

جاءت الخديوية على بوارج البخار، ومن ثم الإنجليز على ظهور القطارات التي تشق صحراء بيوضة من أجل حكم السودان الإنجليزي، ظهرت المقاومة “بالبصارة والبصيرة”، لا يريدون سوى أن يمتلكوا خراج أرضهم.

بالرغم من توسع السوق، وتطورات أودية السليكون في فنون استغلالها، واستجلاب التبعية من خلال الوقود الذي يحكم العالم والطاقة التي تجبر الشعوب على الركوع، ظهرت في هذه الرواسخ طين المقاومة، وصلصال العزة.

قصف البرابرة الجدد، وبؤر الاستتباع محطات الطاقة والوقود في محاولة من أجل تجويع الأهل، خصوصًا وأن موسم القمح قد كان في أوجه، وخراج الأرض من الفول والخضروات في قمته، رأيتُ كيف تموت السنابل، تجف زهرة البرسيم لتكون دلالة الفاقة والفقر.

لم يلبث شهر أو اثنين إلا وقف النخل من جديد شاهدًا على البصارى، حيث نهض الترابلة لثورة الشمس، قاموا بتحميل الألواح على جذوع النخل وصخور الرفعة ليضخوا ماء القوة في رحم الأرض لتبت لهم قوت عزتهم، لربما لم تشاهد “بت عجاج” كيف ينقذ لوح شمسي مدرسة أو شفخانة، أو ينير لأمونة بت الشيخ حمد دفاترها التي تحملها على حين غفلة من الزمن إلى مدرستها التي شيدت بسواعد الرجال الذين ينبتون مثل حقول البرتقال، خُضر لا تهين الريح أنوفهم، يعرفون الله ويعرفهم من فوق سماءه، إذا ما دعوه استجاب لهم.

هؤلاء الذين يحاربهم الشيطان رفيق الرأسمالية المتوحشة التي تهلك النسل والغرس، تريدهم أقنانًا في حقول السليكون، لن تنال منهم مسيرات أو غيرها، فأمام هذه البصيرة إما أن تشربوا النيل أو تقصفوا الشمس.

حسان الناصر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بإيهامه ببيع تمثالين أثريين.. حبس المتهمين بالنصب على مواطن بالقاهرة
  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • سعد المواسم: لن تنالوا منهم حتى تُقصفوا الشمس أو تشربوا النيل!
  • الدونيون وإفرازات رواسبهم الدونية
  • أسامة نبيه قبل مواجهة غانا: الروح والإصرار سلاحنا للوصول إلى المونديال
  • رسامة شمامسة جدد في عيد مار مرقس بأبو قرقاص
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • انهيار بئر بأحد مزارع المنيا على شخص جارى استخراجه
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن