رمضان.. وأمي الراحلة
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
سالم بن نجيم البادي
هذا رمضان الأول، يأتي وأمي غائبة، وتتجاذبني مشاعر مُتعارضة، بين فرحة قدوم رمضان، وفقد أمي. أمي لن تكون حاضرة على مائدة الإفطار عند أذان المغرب، ولن تتوكأ على عصاها وهي ذاهبة إلى صلاة التراويح، ولن توقظنا في وقت السحور.
أريد الآن أن أجمع شتات نفسي وأنا أركض خلف متطلبات الحياة وأحاول جاهدا أن أكون كما أنا وعلى سجيتي ودون أن ألعب أدوارا تمثيلية متعددة مجبراً وأتقمص دون إجادة أدوار شخصيات لا تشبهني وأدعي الجهل والسذاجة واللامبالاة ولي ذاتٌ واقعية وأخرى مستعارة لا أعرفها أعيش بها بين النَّاس وكنت غريباً ووحيدا مع كل هذا الضجيج من حولي ومبتسماً، رغم احتراقي الداخلي لقد أوجعني هذا التمثيل وأرهقني كثيرا والعيش بين النَّاس صعب جدا والابتعاد عنهم أشد صعوبة.
وكانت أمي البلسم الشافي لي من كل ذلك والآن أصبحت أحمل أثقالي وحدي مع ضعفي في مواجهة خيباتي المتوالية وخساراتي الفادحة وكانت أمي تسند ظهري وتمسح بيديها الحانية على تلك الندوب التي تملأ روحي، وفي كل مرة أعود إليها وأنا على حافة الذبول كانت تسقيني من عذب كلماتها المحفزة حتى تورق روحي من جديد وانطلق وفي يدي بقية من شعلة الأمل التي تنفخ فيها أمي كلما خفت ضوؤها.
وأعود واقفًا بعد كل سقوط لكنني الآن بالكاد أستطيع أن اعتمد على نفسي بعد أن اعتدت الاتكاء على كتف أمي وكان لدي شعور يلازمني في وجود أمي بأنني طفل كبير يرفض الفطام عن حضورها وحضنها ودعائها وقهوتها وخبزها وقلقها وخوفها عليَّ.
في بعض المواسم والأوقات والمناسبات والأماكن، يكبر ألم الغياب وتصير الروح أكثر شفافية وحساسية تجاه فقد من نحبهم وهذا ما حدث معي حين أطل هلال شهر رمضان.
لقد أسرعتُ إلى قبر أمي أُخبرها بثبوت رؤية هلال شهر رمضان كما كنت أفعل ذلك كل عام، لكنها لم ترد، ولم تجهر بنية الصيام التي حفظتها من كتاب "تلقين الصبيان" للسالمي، ومكثت معها طويلا، ثم عدت أرحب برمضان وأمي لا تفارق مخيلتي، لكنني عقدت العزم على محاولة التصالح مع رمضان ونفسي ومع الناس، وأن أفر إلى الله وأتوسل إليه سبحانه وتعالي حتى يمنح روح أمي السلام والرحمة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محمد الشرقي يلتقي البروفيسور نهيان هلال المري .. ويؤكد أهمية البحث العلمي في بناء اقتصاد معرفي مستدام
التقى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في مكتبه بالديوان الأميري، البروفيسور الدكتور نهيان هلال المري، استشاري الصحة المهنية والطب المهني والصحة العامة.
وتسلم سموه من البروفيسور نهيان المري نسخة من كتابه ”الريادة في الصحة المهنية والذكاء الإصطناعي: دولة الإمارات نموذجاً“.
وأكد سمو ولي عهد الفجيرة، أهمية دعم الحركة العلمية والبحث العلمي، مُشيراً إلى أن المعرفة هي الأساس في بناء المجتمعات وتقدم الأمم، وأن تشجيع المفكرين والباحثين جزء من منظومة بناء اقتصاد معرفي مُستدام.
ولفت سموه إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بدعم أصحاب الإنجازات العلمية، والاحتفاء بنتاجهم المعرفي، وتعزيز أدوارهم في خدمة الوطن والارتقاء بدعائم التنمية الشاملة.
وجرى خلال اللقاء، تبادل الحديث حول أهمية تعزيز الإنتاج الفكري والأكاديمي ودوره في دعم مسيرة التنمية والابتكار في الدولة، كما تم التطرق إلى محتوى كتاب “الريادة في الصحة المهنية والذكاء الاصطناعي: دولة الإمارات نموذجاً”، الذي يطرح رؤية شاملة لتطور الصحة المهنية في دولة الإمارات، ويسلط الضوء على الممارسات المبتكرة والبرامج الرائدة في هذا المجال، بالإضافة إلى أهمية الصحة المهنية في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الإنتاجية في بيئات العمل، والمساهمة في التنمية المستدامة والتقدم العلمي. كما يُبرز الكتاب تجربة دولة الإمارات كنموذج رائد في هذا المجال.
وأعرب البروفيسور نهيان هلال المري، عن بالغ امتنانه بلقاء سمو ولي العهد الفجيرة، مشيداً بدعم سموه للحركة العلمية والمبادرات الثقافية في إمارة الفجيرة.
حضر اللقاء، سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة.