حكم قراءة القرآن بنية قضاء الحاجة.. الإفتاء تكشف عن سورة فضلها عظيم
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء أن قراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحاجة أمرٌ مشروع، ويستند إلى عموم الأدلة الشرعية التي دلت على استحباب تلاوة كتاب الله تعالى، ومن هذه الأدلة قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29]، وهو نص يدل على فضل قراءة القرآن عمومًا وما يترتب عليها من رجاء للثواب وتحقيق المقاصد.
كما استشهدت الإفتاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»، وهو حديث رواه الإمام مسلم عن الصحابي أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، ويؤكد أن القرآن شفيع لأصحابه، مما يوضح بركة تلاوته وأثرها الإيجابي في حياة الإنسان.
وفي شرح الحديث الشريف الوارد عن سيدنا جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه: "أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه"، نقلت الإفتاء ما قاله العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في كتابه "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين"، حيث أشار إلى أن الباء في "بحرف" تفيد الاستعانة، أي من يقرأ مستعينًا بجزء من هذه الآيات بنية قضاء حاجة، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه ما يطلب، خاصة أن الفاتحة عُرفت باسم "الكافية"، وخواتيم سورة البقرة فيها من الكفاية والحماية الشيء الكثير.
وأشارت الإفتاء إلى أن السلف الصالح قد انتفعوا بالقرآن في قضاء حوائجهم ونيل مقاصدهم، فذكرت ما رواه ابن أبي شيبة في كتابه "المصنف" عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: "من قرأ بعد الجمعة فاتحة الكتاب و﴿قُلْ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ حفظ ما بينه وبين الجمعة"، مما يدل على أثر القراءة في الحفظ والوقاية.
كما نقلت دار الإفتاء ما ذكره العلامة ابن مفلح الحنبلي في كتابه "الآداب الشرعية"، من أن امرأة شكت إلى الإمام أحمد بن حنبل أنها تستوحش في بيتها، فكتب لها رقعة بخط يده تحتوي على: بسم الله، فاتحة الكتاب، المعوذتين، وآية الكرسي، لتقرأها وتطمئن بها، مما يدل على مشروعية قراءة القرآن للاستئناس وقضاء الحاجة.
وقالت الإفتاء إن العلماء استحبوا الاستشفاء ببعض سور القرآن الكريم، وخاصة سورة الفاتحة، حيث ذكر العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في كتابه "الفتاوى الفقهية الكبرى" أنه يُستحب قراءة الفاتحة عند وقوع الطاعون، وعلل ذلك بقوله: "لأنها شفاء من كل داء"، مما يدل على أن نية الشفاء أو قضاء الحاجة عند قراءة القرآن الكريم أمرٌ معتبر ومشروع.
وبناءً على ذلك فإن قراءة القرآن بنية قضاء الحاجة لا حرج فيها، بل هي من الأمور المندوبة والمحببة شرعًا، وتستند إلى نصوص معتبرة من الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء حكم قراءة القرآن بنیة قضاء الحاجة قراءة القرآن فی کتابه یدل على
إقرأ أيضاً:
ما حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا؟.. الإفتاء تجيب
حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا .. يتساءل كثيرون عن أحكام الصلاة فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفي السطور التالية نتعرف على حكم الشرع في قضاء الصلوات المتروكة عمدًا.
حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًاوفي هذا السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إن قضاء الصلاة المفروضة التي فاتت واجبٌ، سواء فاتت بعذرٍ غير مسقطٍ لها، أو فاتت بغير عذر، ولا يرتفع الإثم بمجرد القضاء، بل تجب معه التوبة.
وأضافت دار الإفتاء، في منشور لها منذ قليل على فيسبوك، أنه لا ترتفع الصلاة بمجرد التوبة، فإن القضاء واجب؛ لأن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، والتائب بدون قضاء غير مقلع عن ذنبه.
أذكار المساء كاملة بعد صلاة العصر.. حصن نفسك واغتنم الأجر
ماذا يفعل من فاتته صلاة أثناء السفر كيف يعوضها ؟.. الأزهر للفتوى يوضحها
سورة لا تتم الصلاة إلا بها.. الإفتاء توضح
عدد ركعات صلاة الضحى.. حافظ على أدائها لتفوز بقصر في الجنة
وفي فتوى سابقة لها، أكدت دار الإفتاء، أنه يجب على المسلم قضاء ما ترك من الصلوات المفروضة مهما كثرت، ما عدا ما تتركه المرأة بسبب الحيض أو النفاس؛ لما رواه الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا قال: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾».
وتابعت وإذا وجب القضاء على الناسي الذي قد عذره الشرع في أشياء كثيرة، فالمتعمد أولى بوجوب القضاء عليه؛ لأنه غير معذور، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه مسلم: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ» رواه مسلم.