تحقيق للغارديان: صينيون في خنادق أوكرانيا بحثا عن معنى للحياة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في مشهد غير مألوف على الإطلاق في الحرب الأوكرانية، برزت مجموعة صغيرة من متطوعين صينيين اختاروا القتال في صفوف الجيش الأوكراني، متحدّين حكومتهم والرأي العام في بلادهم، في خطوة تنطوي على مجازفة شخصية وسياسية جسيمة.
وترصد صحيفة غارديان البريطانية في تحقيق إخباري قصص بعض هؤلاء المقاتلين، وفي مقدمتهم تيم وفان، اللذان غادرا الصين مدفوعَين بإحساس عميق بالعجز والاغتراب، بحثا عن معنى جديد للحياة، وعن قضية يريان فيها ما يتجاوز حدود الخوف والانتماء الجغرافي.
وكان تيم البالغ من العمر 43 عاما يتنقّل لمدة عام كامل بين الصين وأوكرانيا حتى وصل إلى قناعة بأن الأخيرة تمثل له "مستقبلا مشرقا"، لكن هجومًا روسيًّا على مستشفى أطفال دفعه لاتخاذ قراره النهائي بالالتحاق بالجيش الأوكراني.
مهندس مسيّرات
واليوم، يعمل تيم مهندسا للطائرات المسيّرة في جنوب البلاد، ويقول إنه رأى في انضمامه للجيش سبيلا لتكريس إنسانيته وإعادة تعريف انتمائه خارج حدود الصين.
وقبل قدومه إلى أوكرانيا، كان تيم يعاني من بطالة طويلة في الصين، ويشعر بخيبة من انسداد أفق الحريات السياسية هناك. وكان يتابع الحرب عبر تطبيق "في بي إن"، ويصف الإعلام الرسمي في بلاده بأنه "يتحرّى الكذب".
وتحدث تيم لغارديان عن الأوضاع في الصين قائلا إنه "قبل 15 عاما، كنت تستطيع أن ترى المشكلات، وتتكلم عنها بحرية، وأن تجد من يناقشك فيها. أما الآن فذلك لم يعد ممكنا". وأضاف: "لا أقرأ الأخبار على المواقع الصينية إطلاقا.. لأنها مزيفة جميعها".
وفي المقابل، هناك متطوع آخر يُدعى "فان" (اكتفت الصحيفة بذكر لقبه لحماية هويته) غادر الصين أيضا بحثا عن مخرج من واقع بدا ميؤوسا منه.
تيم البالغ من العمر 43 عاما يرى في انضمامه للجيش الأوكراني سبيلا لتكريس إنسانيته وإعادة تعريف نفسه خارج حدود الصين رجل أعمال سابق محبطويشير التحقيق الصحفي إلى أن فان (39 عاما) رجل أعمال سابق يرمز إلى جيل محبط اقتصاديا وسياسيا داخل الصين، فقد خسر مشاريعه خلال جائحة "كوفيد-19″، وتراكمت عليه ديون ضخمة، قبل أن يقرر المغامرة بالانضمام إلى صفوف الأوكرانيين.
إعلانلم يكن فان ناشطا سياسيا، لكنه ضاق ذرعا بمناخ القمع واعتقال المدونين لمجرد التعبير عن آراء مخالفة. يقول "لم أصوّت في حياتي قط، ولا أريد أن ينشأ طفلي في بيئة لا تُسمع فيها أصوات الشعب".
لا يعرف فان بعد كيف سيجلب عائلته لأوكرانيا، لكن غارديان تقول إنه يدرك أن العودة إلى الصين قد تكون خطيرة. "فالقانون الصيني لا يحظر صراحة الانضمام لجيوش أجنبية إلا إذا تعارض ذلك مع الأمن القومي"، لكن كثيرين يخشون الانتقام. وقال مقاتل صيني آخر، يُعرف باسمه الحركي "برونكو"، إن شرطة الأمن الوطني الصينية استجوبت أسرته بشأنه.
شريحة صينية نادرةتكشف شهادات تيم وفان عن شريحة صينية نادرة تتعاطف مع أوكرانيا رغم الهيمنة شبه الكاملة للدعاية المؤيدة لروسيا في الإعلام الصيني.
فقد أظهرت دراسة للأكاديمي تاو وانغ من جامعة مانشستر متروبوليتان أن 80% من الصينيين كانوا مؤيدين لروسيا في العام الأول من الحرب، مضيفا أن "الإعلام الرسمي نجح في توجيه الرأي العام لصالح موسكو".
ومع ذلك، توجد "شريحة معتبرة من الصينيين تتعاطف مع أوكرانيا لكنها غير مرئية إلى حد كبير"، لأن التعبير عن مثل هذه المواقف "يُعد خروجا عن المألوف"، على حد تعبير الأكاديمي تاو.
ومن جهة أخرى، توضح التقارير أن آلاف المقاتلين الأجانب يقاتلون في صفوف أوكرانيا، منهم نحو 8 آلاف في القوات البرية وحدها، ويتقاضى بعضهم رواتب تصل إلى 3 آلاف دولار شهريا في المهام الخطرة.
ويُقدّر عدد الصينيين هناك بنحو 150 فقط، مقارنة بأعداد أكبر يقاتلون إلى جانب روسيا بدافع المال، وفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتختتم الصحيفة تقريرها بعبارات للمتطوع تيم قال فيها إن وجوده في أوكرانيا يخدم أهدافا عدة "أولها بناء حياة جديدة لي ولعائلتي في أوروبا. وثانيها، أريد أن يعرف العالم أن في الصين أناسا طيبين وأفكارا إيجابية. كما لا أريده أن يفقد الأمل في الصين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی الصین
إقرأ أيضاً:
ماذا عرض بوتين على ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا
البوابة - قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية عرضًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
عرض بوتين على ترامبتضمَّن عرض بوتين تخلي كييف عن السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك، مقابل استعداده للتنازل عن أجزاء من منطقتين أوكرانيتين أُخريين سيطر عليهما جزئيًا، هما زابوريجيا وخيرسون.
View this post on InstagramA post shared by Albawaba (@albawabaar)
منطقة دونيتسكدونيتسك هي عاصمة "جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالية، تقع جنوب شرق أوكرانيا قرب الحدود الروسية، وتُعد خامس أكبر مدن البلاد بعد كييف وخاركيف وأوديسا ودنيبرو، ويبلغ عدد سكانها نحو 975,000 نسمة.
تُعرف المدينة بوجود أكبر مناجم الفحم والصلب في أوكرانيا، كما أنها مركز رياضي بارز، إذ يُعد نادي شاختار دونيتسك وملعبه "دونباس أرينا" من أبرز المعالم الرياضية. تضم المدينة أيضًا مطارًا حديثًا ومحطة قطار متطورة.
كما تُعدّ مدينة صناعية حديثة تشهد نموًا اقتصاديًا، ويُعتبر رجل الأعمال رينات أخميتوف من أبرز شخصياتها الاقتصادية.
ردود الفعلبعض المسؤولين من الجانب الأمريكي صوَّر هذا العرض على أنه "تقدُّم"، رغم عدم تعليق ترامب على الأمر، بينما كان للأوروبيين رأي آخر إذ رأوا في الأمر أشبه بـ"بيعهم من كيسهم مقابل لا شيء".
الضغط على أوكرانيامن جانبه، ضغط مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، على الوفد الأوكراني خلال اجتماع يوم الجمعة الماضي في البيت الأبيض، حول مسألة التنازل عن دونيتسك، مشيرًا إلى أن المنطقة ناطقة بالروسية في الغالب.
ويُذكر أن الرئيس الأمريكي سيلتقي بنظيره الروسي في المجر خلال الأسابيع المُقبلة لمواصلة النقاشات حول كيفية إنهاء الحرب.
المصدر: وكالات
كلمات دالة:ماذا عرض بوتين على ترامب بشأن الحرب في أوكرانياالحرب في أوكرانيافلاديمير بوتيندونالد ترامب© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن