العرب القطرية:
2025-05-10@21:08:23 GMT
«جناح السنغال».. يعكس العمق الثقافي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يشهد جناح السنغال في المنطقة الدولية بمعرض «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة إقبالا من الزوار لاستكشاف ما تقدمه من مقتنيات ومعروضات مختلفة ومتعددة، لا سيما من المشغولات والملابس التقليدية ذات الألوان الجميلة، التي تعكس العمق الثقافي لهذا البلد الافريقي الرائع، فهي مثال حي للمجتمعات النابضة بالحيوية والمرحبة بالآخرين.
وجناح السنغال في «إكسبو» من الأجنحة التي لا ينبغي تفويت الفرصة لزيارتها واستكشاف ما تقدمه من معروضات ومرئيات، لأهمية ما يتحدث عنه من مشاريع وإنجازات، وما يناقشه من رؤى وأفكار، وما يعرضه من فنون وتقاليد وإبداعات، فلدى هذا الجناح الكثير لتقديمه وعرضه حول ماضي السنغال، وحاضرها، وطموحاتها المستقبلية الواسعة.
ويستعرض جناح السنغال التنوع البيولوجي الكبير الذي يتوافر في السنغال، التي تزخر بالعديد من المساحات والمتنزهات والمحميات والمناطق المحمية التي يمكن للسائحين الشغوفين بالحياة البرية الافريقية رؤيتها عن قرب، بل التجول فيها، ولهذا النوع من السياحة تمتاز مناطق بانديا، نيوكولو، كوبافازلا بمحمياتها الطبيعية الغنية بالعديد من الحيوانات، مثل الزرافات والحمر الوحشية، والغزلان والقرود وأفراس النهر، وكذلك الأسود السنغالية.
كما تعد السنغال مقصداً شهيراً لعلماء الطيور حول العالم، فهي تمتلك حديقة دجودج للطيور، وهي ثالث أكبر محمية للطيور في العالم، وملاذاً سنوياً للطيور، في الفترة بين نوفمبر، وابريل لنحو ثلاث ملايين طائر تهاجر من أوروبا وآسيا، وذات الأمر ينطبق أيضا على دلتا سالوم التي تضج شواطئها، عند شروق الشمس وغروبها، بآلاف الأصوات للطيور المختلفة في آن واحد، حيث تم إدراجها بين مواقع التراث العالمي، لـ «اليونسكو» واعتبارها كذلك من الخلجان الأجمل في العالم، التي تتيح اكتشاف أشجار المانغروف بشكلها المميز. ويقدم جناح السنغال لزواره مجموعة واسعة من الهدايا التذكارية للحرف اليدوية، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات، والمقتنيات الجلدية والأشياء الخشبية المنحوتة، التي تجذب زوار المعرض بجمالها وتنوعها في أجواء افريقية أصيلة، حيث تتميز كل قطعة منها بخصائصها وأجوائها ذات القيمة المطلقة، فهي مملوءة بالرسوم والنقوش التي تناسب أذواق الجميع.
وكذلك فرض المصممون السنغاليون أسلوبهم في المعروضات التي يحتوي عليها الجناح بين التقاليد والحداثة وإعادة النظر في الأزياء الشعبية، مع العمل على مواد نسيجية مختلفة، مثل حياكة القماش المنسوج، والبازين، والشمع والحرير، والبرقع مع التطريز الملون أو لآلئ مستوحاة من الشرق، تعيش السنغال أيضاً على إيقاع الموضة الغربية، ولديها العديد من متاجر الملابس الجاهزة ذات العلامات التجارية العالمية في مراكز التسوق الحديثة في العاصمة.
ويشهد الجناح السنغالي الذي يزين بالتراث السنغالي، يعكس حضارتها التي نبتت في غرب أفريقيا، وامتدت فروعها إلى العالم أجمع، إقبالا كبيرا من الزوار على مدار الأسبوع وخاصة في العطلات، حيث يستمتع العديد من الأسر والأفراد بزيارة المنطقة الدولية بمعرض «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة، التي تضم عددا من الأجنحة المختلفة، والمصممة بأشكال متنوعة تبهر الجميع، علما بأن زيارة واحدة للمعرض الذي تحتضنه حديقة البدع لا تكفي، خصوصا أن الزوار لديهم الشغف للتعرف على ثقافات أكثر من 80 دولة مشاركة في المعرض.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة
إقرأ أيضاً:
هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
مستلهمين الروح القدس والهاماته، وهو الذي قاد الكنيسة منذ تأسيسها مع القديس بطرس وبعده البابا القديس لينوس وصولًا إلى البابا الراحل فرنسيس، وهو الذي حمل الرقم 266 في تسلسل البابوات، الذين قادوا كنيسة المسيح، "التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم"،انتخب الكرادلة المئة والثلاثة والثلاثون، بابا جديدًا، وهو الذي ستلقى على كتفيه مسؤولية كبيرة، خصوصًا أنه سيخلف ثلاثة بابوات من بين أهم البابوات الذين جلسوا على كرسي بطرس، وهم يوحنا بولس الثاني وبندكتوس السادس عشر وفرنسيس، ولكل منهم مميزات وصفات وسمت تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بطابع خاص لم تغب عنه ما تركه كل منهم من أثر طبع المسيرة الروحية والايمانية لهذه "الصخرة"، التي بنى السيد المسيح عليها بيعته.فالبابا الجديد انتخب بعد ثلاث جلسات اقتراع، في أسرع عملية انتخابية في تاريخ انتخاب البابوات، وهو الكاردينال الأميركي بريفوست.
البابا يوحنا بولس الثاني
فالبابا القديس يوحنا بولس الثاني عُرف بانفتاحه على العالم، وكانت لزياراته الخارجية الأثر الكبير في إحداث تغيير كبير في الأنماط السياسية، التي كانت متبعة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخصّ بالنسبة إلى بولونيا، البلد الذي نشأ فيه وترعرع، وفيه خبر ما تركته الأنظمة التوتاليتارية من مساوئ، وكيف كانت تُعامل الشعوب التي حُرمت من أقدس ما لديها، وهي حرية الانسان وكرامته، والعيش في سلام وفي ممارسة شعائره الدينية من دون أن يُلاحق ويُعذَّب وتُهان كرامته ويقتل بأبشع الأساليب غير الإنسانية. فكان لتدّخله المباشر في مسرى الأحداث التأثير الفعلي في انهيار حائط برلين وسقوط نظام الاتحاد السوفياتي وعودة الايمان لصفائه إلى الكنيسة الارثوذكسية في روسيا الفيديرالية، وعودة الكنائس لممارسة شعائرها الدينية وطقوسها الايمانية بكل حرية.
فالبابا القديس هو واحد من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، فهو إضافة الى الدور الذي لعبه في إسقاط النظام الشيوعي في بلده وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية، لم يتوانَ بالتنديد بـ "الرأسمالية المتوحشة"؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأنغليكانية إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية، على رغم أنه انتقد من قبل بعض الليبراليين لتمسّكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعي والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، كذلك فقد انتقد من بعض المحافظين بسبب دوره الأساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاحات التي أدخلت على إثره على بنية القداس الإلهي، ولكسره عددًا وافرًا من التقاليد والعادات البابوية.
كان البابا واحدًا من أكثر قادة العالم سفرًا خلال التاريخ، إذ زار خلال تولّيه منصبه 129 بلدًا. ويكفيه أن التاريخ يحفظ له أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجدا في بلد مسلم إذ تم ذلك أثناء زيارة البابا لسوريا في ايار 2001. ولا ينسى اللبنانيون تلك الزيارة التاريخية، التي قام بها لبلدهم، الذي وصفه بـ "بلد الرسالة".
البابا بندكتوس السادس
أمّا البابا بندكتوس السادس، فقد اعتبر اللاهوتي الفيلسوف، الذي عقلن اللاهوت، وهو الذي طرح أكثر من سؤال عن معنى الحياة، وتحديات الأزمنة. وقد بدت الإنسانية في عيون البابا الراحل على مفترق طرق، ولذلك رفع صوته الخفيض، عبر كتاباته الفلسفية العميقة، مشدداً على أنه حان الوقت للتفكير والتغيير، وأكد غير مرة برباطة جأش على أن: "هناك الكثير من المشاكل يجب حلها".
وفي سنوات بحثه المعرفي العميق، وضع البابا بندكتوس العالم أمام العديد من التساؤلات المصيرية المضنية، ومن بينها قضية التقدم والمعرفة، وما إذا كانت البشرية تتقدم إلى الأمام أم تتراجع إلى الخلف. ولم يتوانَ عن تكرار تحذيره من من أن مستقبل البشرية، ومصير كوكب الأرض، قد صارا في خطر.
وأخيرً وليس آخرًا وضع البابا بندكتوس أصبعه عند موضع الجرح البشري، وذلك حين أعتبر أن قوة الإنسان الغربي المادية قد بلغت أبعاداً مخيفة، في وقت لم تواكبها فيه، صعوداً، قدرته الأخلاقية، ما من شأنه أن ينعكس في ثمار تقدم خال من أسس أخلاقية.
البابا فرنسيس
أمّا الحديث عن البابا فرنسيس فيطول، إذ شهدت حبريته عدداً من القضايا غير المسبوقة خلال سعيه المتواصل من أجل إجراء إصلاحات داخل الكنيسة الكاثوليكية، والحفاظ في ذات الوقت على مكانته بين المؤمنين المحافظين. فهو الآتي من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في سابقة لم تتكرر منذ أن أُسدل الستار على عهد البابا غريغوريوس الثالث، ذو الأصول السورية، عام 741 ميلادياً. كما كان أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية على كرسي القديس بطرس.
إلاّ أن رياح الإصلاح التي حملها البابا فرنسيس واجهت تيارات اتسمت بالمقاومة داخل أروقة الفاتيكان البيروقراطية، إذ أظهر، منذ أن تبوأ كرسي البابوية، إصراراً على انتهاج أسلوب مغاير، استهله باستقبال كرادلة الكنيسة بطريقة غير رسمية، واقفاً بين الحاضرين، متخلياً عن الجلوس على الكرسي البابوي، وهو الذي آثر التواضع على الفخامة ومظاهر البذخ، متخلياً عن استخدام عربات الليموزين البابوية، وحرصه على مشاركة الكرادلة في رحلاتهم بالحافلة، فرسم درباً أخلاقياً لرعيته قائلاً: "آه، كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء".
فالبابا الجديد سيكون حتمًا مكمّلًا لما تميّز به البابوات الثلاثة، الذين سبقوه على هذا الكرسي المقدس.
مواضيع ذات صلة رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم Lebanon 24 رئيس الجمهورية جوزاف عون من روما: وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدد تأكيد الدور الروحيّ والرساليّ الذي يحمله لبنان في هذا العالم