الحرة:
2025-05-11@11:56:56 GMT

كيف فقد العالم ثقته بالأمم المتحدة؟

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

كيف فقد العالم ثقته بالأمم المتحدة؟

لفت تحليل لمجلة "فورين أفيرز" إلى أن دور الأمم المتحدة في حل النزاعات تعرض لهزات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، بفعل الصراعات الجارية، بدءا بالحرب على أوكرانيا ومرورا بأحداث الاقتتال في السودان، وصولا إلى الحرب الجديدة بين إسرائيل وغزة.

ورغم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شكل لعقود، وقود خلاف أساسي بين أعضاء هيئة الأمم المتحدة، إلا أن الحرب الجديدة، تطرح عدة تساؤلات بشأن مستقبل الهيئة الأممية التي ولدت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفق تقرير المجلة .

ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف إن الأزمة الجارية "تبدو مختلفة، وإن آثارها يمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل وقطاع غزة لتصل إلى الأمم المتحدة نفسها".

وخلال الفترة الأخيرة، بدت الأمم المتحدة غير قادرة حتى على الاستجابة لأزمات متوسطة المدى، مثل أعمال العنف في السودان وناغورني قرع باغ، والانقلاب في النيجر. 

"صدع كبير"

يقول دبلوماسيون إن التوترات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا -الذي شكل موضوع عشرات المناقشات غير المثمرة في الأمم المتحدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022-  قوضت المناقشات حول قضايا غير ذات صلة في أفريقيا والشرق الأوسط. 

وفي سبتمبر الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع السنوي للجمعية العامة من أن "صدعا كبيرا" في نظام الإدارة العالمي يلوح في الأفق.

وبحسب تحليل المجلة، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس تهدد بتوجيه "رصاصة الرحمة" على مصداقية الأمم المتحدة في الاستجابة للأزمات. 

وجاء في التحليل بالخصوص "قريبا سوف تواجه الأمم المتحدة مسألة الكيفية التي تستطيع بها أن تساهم في تحقيق السلام والأمن في وقت تتقلص الأرضية المشتركة بين القوى العظمى يوما بعد يوم".

ومن بين الحلول التي يقترحها التحليل لإعادة بعث الدور الفعال للأمم المتحدة، "التركيز على عدد محدود من الأولويات وتسليم مقاليد إدارة الأزمات الثانوية لمنظمات أخرى عندما تستطيع ذلك".

وتابع التحليل "حتى عندما تبدو الدول المتنافسة وكأنها تتخلى عن الدبلوماسية، فإن المؤسسة تظل مكانا يستطيع فيه الخصوم مناقشة خلافاتهم وإيجاد فرص للتعاون".

وبدأت أزمة الثقة في الأمم المتحدة في التصاعد منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. 

وفي الأسابيع التي تلت الغزو، أعرب دبلوماسيون عن قلقهم من أن تؤدي التوترات بين القوى العظمى إلى إصابة الأمم المتحدة بالشلل. 

في البداية، بدا الأمر كما لو أن مخاوفهم كانت في غير محلها، حيث انخرطت روسيا والولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في مناقشات حول الحرب في أوكرانيا، واستمروا -على مضض- في التنسيق بشأن مسائل أخرى، ضمن إطار الأمم المتحدة. 

وقتها، تابعت الهيئة الأممية عملها بقوة، حيث تمكن مجلس الأمن، على سبيل المثال، من فرض نظام عقوبات جديد على العصابات التي تنشط هايتي، والاتفاق على تفويض جديد للأمم المتحدة للعمل مع حكومة طالبان في كابول لتوصيل المساعدات إلى الأفغان الذين يعانون، كما بدت كل من روسيا والغرب على استعداد لاستخدام  الأمم المتحدة كفضاء للتباحث.

وفي الوقت نفسه، حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعما كبيرا لأوكرانيا في سلسلة من عمليات التصويت في الجمعية العامة لإدانة العدوان الروسي. 

وحتى الأشهر الأولى من هذا العام، كان العديد من الدبلوماسيين يأملون أن تحتفظ الأمم المتحدة بقدرتها على العمل المشترك حتى مع مواجهة العديد من أعضائهابعضهم بعضا بشأن الحرب في أوكرانيا.

بعد فترة، أدى استمرار الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط إلى تفاقم الاحتكاكات الدبلوماسية بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. 

وفرض ذلك ضغوطا هائلة على الأمين العام الأممي، أونطونيو غوتيريش، الذي ناضل، من أجل إبقاء عمل المنظمة في إدارة الصراع على المسار الصحيح. 

تراجع

في مناطق الاضطرابات مثل السودان ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، رفضت الحكومات والأطراف المتحاربة العمل مع وسطاء الأمم المتحدة أو طالبت بانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لإدراكها أنها من غير المرجح أن تواجه أي عقوبات حقيقية نتيجة لذلك. 

في المقابل، تمكنت المنظمة من الحفاظ على وجودها الإنساني في أماكن مثل أفغانستان، لكنها واجهت نقصا متزايدا في التمويل، حيث قام العديد من المانحين الغربيين بتخفيض ميزانيات المساعدات لصالح  المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.

في الأثناء، وجد غوتيريش نفسه عالقا في مرمى "النيران الدبلوماسية" بشأن الأحداث في الشرق الأوسط. 

وبعد أن قال إن هجوم حماس على إسرائيل "لم يحدث من فراغ" في خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن في 24 أكتوبر، دعته إسرائيل إلى الاستقالة وقلصت تعاونها مع مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. 

ونفى غوتيريش تفسير كلماته على أنها مبرر لما أسماه "الأعمال الإرهابية" التي تقوم بها حماس، بينما هبت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، للدفاع عنه.

لكن الطريقة التي تحول بها هذا التعليق إلى حادثة دبلوماسية تؤكد مدى ارتباط عمليات المساعدات التي تقوم بها الأمم المتحدة للخلاف السياسي. 

"وكانت نقطة الضعف هذه، واضحة على أرض الواقع أيضا، فقد قُتل ما يقرب من 100 من موظفي الأمم المتحدة في غزة منذ بدء الحرب" يلفت التحليل.

وبغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإن الاتجاهات في الأمم المتحدة تشير إلى مشاكل قادمة، وفق ذات التحليل. 

ومن المرجح أن يستمر الانقسام الدبلوماسي ونقاط الضعف العملياتية التي تعاني منها المنظمة الآن أو تتفاقم مع اتساع الانقسامات العالمية. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی فی الأمم المتحدة للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

النظام العالمي أسسته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية.. هل يهدمه ترامب؟

واشنطن- قبل 80 عاما خرجت الولايات المتحدة كأكبر المنتصرين من الحرب العالمية الثانية، وبعيدا عن الدمار الذي شهدته اليابان ودول جنوب وشرق آسيا، دمرت الحرب القارة الأوروبية خاصة فرنسا وألمانيا وروسيا، وإلى حد كبير بريطانيا، وكبَّدتها ديونا ضخمة، وبدأت معها خسارة إمبراطورياتها الاستعمارية حول العالم.

ولم ينجُ من الخسائر الكبيرة إلا الولايات المتحدة بسبب مشاركتها المتأخرة في القتال، إضافة إلى عزلتها الجغرافية بين المحيطين، الأطلسي شرقا والهادي غربا. ولاغتنام هذه المكاسب، أسست أميركا نظاما عالميا، ماليا اقتصاديا، وسياسيا إستراتيجيا، لتضمن من خلاله هيمنتها على العالم الجديد في عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وظهرت مؤسسات عالمية اقتصادية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، وأصبح الدولار العملة غير الرسمية للتبادلات الدولية، كما أسست واشنطن التنظيم الدولي في مؤسساته الحديثة من هيئة الأمم المتحدة، ومنظماتها المتخصصة، وعسكريا أسست حلف "الناتو"، وعبر هذه الأدوات سيطرت أميركا على العالم خلال العقود الثمانية الماضية.

تضحيات أميركا

ومنذ بدء فترة حكمه الثانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا تجارية على جيرانه وأقرب شركائه التجاريين، كندا والمكسيك، وطالب الدانمارك ببيعه جزيرة غرينلاند وأن تسلم بنما قناتها المائية لأميركا.

إعلان

وتحرك ترامب للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي ساعدت الولايات المتحدة في تأسيسها، وألغى معظم برامج المساعدات الخارجية لفقراء العالم، ويقول إن العالم كله يستغل هذا النظام الدولي لاستغلال أميركا، والإضرار بمواطنيها ومصالحها.

ورغم ذلك، أصدر البيت الأبيض بيانا للاحتفال بما اعتبره "واحدة من أكثر الانتصارات الملحمية لقوى الحرية بتاريخ العالم"، وأضاف البيان "لولا تضحيات جنودنا الأميركيين، لما كُسِبت هذه الحرب، وسيبدو عالمنا اليوم مختلفا تماما، ونجدد التزامنا بالحفاظ على أميركا والعالم بأسره آمنا مزدهرا وحرا".

السفينة الحربية "يو إس إس" خلال احتفالات سابقة بذكرى الهجوم على بيرل هاربر (رويترز)

ويمثل إعلان ترامب في الاحتفال "بيوم النصر" في 8 مايو/أيار 2025، دليلا على إدراكه لأهمية هذا اليوم، بالرغم مما يتخذه من قرارات تعصف بالنظام الذي بني على أساس نتائج هذه الحرب.

ويقول الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، ماثيو والين، "أشعر بالفزع من المحاولات المتعمدة لتفكيك الأنظمة التي عملت الولايات المتحدة بشق الأنفس لتجميعها على مدى السنوات السبعين الماضية، أخشى أننا فشلنا في تعلم دروس الماضي. لم يكن النظام مثاليا لأي شخص، لكنه أفضل نظام طوره هذا الكوكب حتى الآن".

ليس الوحيد

وعلى مدار تاريخها الممتد لـ249 عاما، دفع تيار أميركي قومي قوي إلى انعزال بلاده عن تقلبات ومعارك السياسة الدولية خاصة في الساحة الأوروبية.

ويشير خبير الشؤون الدولية، ولغانغ بوستزتاي، إلى أن ترامب لم يخترع نهج "الانعزالية الأميركية"، بل كان منذ جورج واشنطن أحد مفاهيم السياسة الخارجية الرائدة، وأكثرها شعبية خاصة بين الجمهوريين، ويضيف "هيمنا على معظم القرن التاسع عشر وحتى الهجوم على بيرل هاربر (1942). غالبا ما تم دمجها مع التدخل في نصف الكرة الغربي".

إعلان

ويقول للجزيرة نت، إن هذا النهج الانعزالي العام لإدارة ترامب يتم تجنبه من خلال الإجراءات التي تعزز المصالح الوطنية الأميركية على مستوى العالم وعند الضرورة. وأضاف "يجب النظر إلى جميع إجراءات السياسة الخارجية لترامب من هذا الجانب. فعندما لا يكون هناك شيء ما في المصلحة الوطنية بوضوح، يتم لعب ورقة الانعزالية".

"أميركا أولا"

من جانبه، أشار والين إلى أن الهدف المعلن للرئيس ترامب في "زعزعة" النظام الدولي الأميركي الصنع هو محاولة لإعادة التوازن إلى علاقة أميركا بالعالم لمعالجة ما يراه "ظلما" في العلاقة. وهو يعتقد "أن الاختلالات في الإنفاق التجاري والدفاعي تأتي على حساب الولايات المتحدة".

فيما أشار بوستزتاي إلى أن المنظمات والتحالفات الدولية هي "أداة إستراتيجية" للأداة الدبلوماسية لسلطة الدولة، وتستخدِم معظم الدول هذه الأداة وفقا لمصالحها الوطنية، وتلعب الأمم المتحدة دورا رئيسيا في النظام العالمي.

وبما أن أميركا -يقول بوستزتاي- لم تعد تؤمن بهذا النظام، على الأقل ليس بشكل كامل، فقد تراجعت أولوية الأمم المتحدة لدى واشنطن، وينعكس ذلك أيضا "بخفض التمويل المقدم لها ولمنظماتها الفرعية".

وعن الناتو، قال بوستزتاي إن "الحلف" كان أداة مهمة لأميركا لاحتواء النفوذ الروسي على مستوى العالم والسيطرة على سوق الدفاع الأوروبي الضخم.

كما يوفر الناتو للولايات المتحدة مجموعة من الشركاء عند الحاجة للعمليات العسكرية في جميع أنحاء العالم لمواجهة التهديدات المشتركة، كما يعد وصول أميركا إلى أراضي الناتو ميزة جيوستراتيجية هائلة، ويوفر الوصول إلى القواعد الأمامية للعمليات العالمية، بما في ذلك الدفاع الصاروخي الباليستي والحرب المضادة للغواصات.

لذلك، توقع ولغانغ أن تظل أميركا "ملتزمة" بالناتو خلال رئاسة ترامب، وتدفع الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع. ويضيف "لن يزيد هذا الفرص المتاحة لصناعة الدفاع الأميركية فحسب، بل سيساعد في تحرير الموارد لمنطقة المحيط الهادي لمواجهة طموحات الصين المتنامية".

إعلان

وعن فهمه لما تعنية رؤية ترامب "أميركا أولا" لهذا النظام الدولي، قال والين إن عقيدة أميركا في ظل إدارة ترامب تشير إلى أنها لن تنظر بعد الآن في قيمة العلاقات الدولية التي لا تُظهر أي فائدة للولايات المتحدة. كما أنها "لن تلتزم" بأي اتفاقيات لا تظهَر مظهر انتصار واضح لأميركا التي تتوقع من هذه المنظمات الدولية أن تفعل المزيد لنفسها".

البديل

فيما قال والين للجزيرة نت إن البديل عن "النظام العالمي" -رغم عيوبه- هو الهيمنة الروسية أو الصينية والعودة إلى معايير ما قبل الحرب العالمية الثانية لحل الصراع.

بينما يرى بوستزتاي أنه ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لم يعد هناك نظام قائم على القواعد في العلاقات الدولية، ويتطلب مثل هذا النظام على الأقل أن تلتزم الجهات الفاعلة الرئيسية بالقواعد وأن هناك طرقا جادة لمعاقبة أولئك الذين لا يفعلون ذلك.

وقال إن البديل هو مزيج من "النظام العالمي" وعالم من التحالفات والقوة العسكرية الاقتصادية متعدد الأقطاب، وهذا يعني أنه يمكن للفاعل التعامل مع بعض الجهات الأخرى بناء على النظام العالمي، بينما يتعين عليه التعامل مع الآخرين الذين يعتمدون على قوته وعلى التحالفات.

وأضاف "بشكل عام، هذا لا يجعل العالم أكثر أمانا، ولكن من الناحية الواقعية، سيكون هذا هو الحال لمدة 10 سنوات على الأقل، وربما لفترة أطول".

مقالات مشابهة

  • مكتب أوتشا الأممي يحذر من استمرار مخاطر الألغام ومخلفات الحرب في سوريا
  • اليونيسف: الحرب دمرت 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • توماس فريدمان: مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية مهدد بين الأمم
  • اليونيسف: الحرب دمرت 65 إلى 70% من نظام المياه في غزة والناس تصارع من أجل قطرة ماء
  • النظام العالمي أسسته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية.. هل يهدمه ترامب؟
  • الأمم المتحدة: اقتحام إسرائيل لمدارس الأونروا في القدس انتهاك لحقوق الأطفال
  • الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب السودان
  • موقف مفاجئ من الأمم المتحدة بشأن رحلات جوية مهمة بعد غارات على بورتسودان
  • الأمم المتحدة ترحب بإعلان سلطنة عمان بشأن الاتفاق بين الإدارة الأميركية والحوثيين وتجدد التزامها بدعم عملية سياسية في اليمن
  • أونروا: جهود دبلوماسية تبذل إقليمياً ودولياً للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها