ماذا نفعل حتى نصل إلى همة رسول الله ﷺ؟.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟، وقد جاء فى قوله تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } كيف نصل إلى الهمة حتى نكون شهداء على الناس، ويكون الرسول علينا شهيدا ؟ كيف نصل إلى اتباع الأسوة الحسنة؟، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك،.
ليرد “جمعة”، موضحًا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا ذلك في فرائض الإسلام، بيسر من غير تكلف "أتقن الوضوء" وهو يرتب الثواب الجليل على إتقان الوضوء وإسباغه، حتى لو كان في الشتاء، وحتى لو كان الوضوء يكرهه الإنسان لأنه يصاب بشيء من المعاناة في أن يقوم في الفجر فيجافي مضجعه ليتوضأ، ثم ليصلي، لكن صمم أنت على هذا حتى لو كنت مكرهًا، أقم الصلاة في جماعة فإن يومك ينتظم، والاستمرار في جماعة يولد عندك الالتزام وتعلق قلبك بالمساجد.. بمواطن السجود.. بالجماعات- يولد عندك الهمة، تتولد الهمة من المحافظة على هذه الأشياء، عندما تتذكر دائمًا جانب العبادة فيها، ولا تتحول في حياتك إلى العادة؛ لأن العبادة إذا تحولت إلى عادة فقدت معناها وحرمت عظيم ثمرتها وبركتها.
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها رسول الله ؟
نصل إلى ذلك بمتابعة النبي ﷺ بداية من فرائض الإسلام بيسر ومن غير تكلف، فنبدأ بإتقان الوضوء، رغبة في ثواب إسباغه وخاصة في الشتاء وخاصة لصلاة الفجر، وخاصة في الجماعة ففي هذا الأمر من المجاهدة والهمة ما فيه وتتولد الطاقات وتتفجر بإكراه النفس على ذلك.
ويعلمنا ﷺ في الصوم الصبر وحبس النفس والتهيؤ للطاعة الشاملة لله سبحانه وتعالى في كل أوامره ونواهيه.
وهناك إرشاد نبوي لطيف في تربية الإنسان لنفسه، وهو تلبس الظاهر بالخلق الذي لم يتمكن منه الباطن، فمن كان يشكو من قلة الإخلاص فيفعل بظاهره ما فيه الإخلاص فإنه ينعكس على الباطن، وإن لم يتمكن من العفو عن أحد بقلبه، فليعفو بلسانه فذلك يهيئ القلب للعفو، ورسول الله ﷺ يقول في مرتبة الإحسان : «أن تعبد الله كأنك تراه» ثم يعقبها فيقول : «فإن لم تكن تراه فهو يراك»، ويقول : «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا» لأنك عندما تتباكى وليس هناك بكاء في عينيك يؤثر هذا في نفسك من الداخل ويربيها حتى تصل إلى البكاء، ويقول التبسم في وجه أخيك صدقة، حتى ولو كان قلبك لا يتبسم له، فإن هذا التبسم سوف يستدرجك من هذه الحالة التي تأبى فيها النفس وترفض فيها الخير والثواب.
والمؤمن أثناء ملاحظته لنفسه وتربيته لها إن لم يقدر على فعل شيء تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعله، وعليه ألا يترك الخير، فإن رفض القلب فعلها يفعلها كما بينا ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله نصل إلى
إقرأ أيضاً:
في فتح مكة.. النبي يضرب أروع الأمثلة في الرحمة والتسامح
أكد الشيخ أحمد المشد، عضو مركز الفتوى العالمي بالأزهر، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدّم نموذجًا فريدًا في التسامح وضبط النفس خلال فتح مكة، حين أعلن في لحظة النصر: “اليوم يوم المرحمة”، في موقف وصفه بأنه "درس خالد" للمسلمين في أهمية التحلي بالرحمة حتى في ذروة القوة والتمكن.
وأوضح المشد، خلال حواره ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن كثيرًا من المسلمين قد يظنون أن فتح مكة كان يومًا للانتقام ممن آذوا الرسول وأصحابه، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد تصحيح هذا التصور بقوله الواضح: “لا، بل اليوم يوم المرحمة”.
واسترسل: هذا يبين أن الرحمة هي القوة الحقيقية، وليس البطش أو الانتقام.
وأشار إلى أن هذا الموقف يعكس عمق الرسالة الإسلامية، التي تضع الرحمة فوق الغلبة، مشددًا على أن الإنسان، مهما بلغ من القوة، يظل ضعيفًا أمام قدرة الله، وأن أي إنجاز لا قيمة له إذا انقطع عنه حبل الإمداد من الله.