سيناريو اليوم التالي للحرب
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
سيناريو اليوم التالي للحرب
لماذا تستمر إسرائيل في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»؟
ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.
الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال.
لو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.
لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، وليس لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل.
* * *
أغلب الظن أن إسرائيل لا تمتلك أية خطة أو إجابة على سؤال اليوم التالي للحرب على غزة ولذلك فإنها تستمر في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»، ولو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في العام 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.
في العام 2005 انسحبت قوات الاحتلال من قطاع غزة بموجب خطة أحادية الجانب ودون أي اتفاق أو تنسيق مع الفلسطينيين، وبعيداً وبمعزل عن اتفاقات أوسلو التي كان من المفترض أن تكون أساساً لإقامة دولة فلسطينية وكان يفترض أن تكون أساساً لانسحاب إسرائيلي منظم يؤدي الى قيام هذه الدولة.
لكن هذا لم يحدث وإنما رأى أرييل شارون (رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك) أن ينسحب من القطاع دون أي تفاهم مع الفلسطينيين الذين لم يكن يعترف بوجودهم أصلاً ولا بحقوقهم.
الحقيقة أن خطة الانسحاب من غزة عام 2005 كانت جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع وأكبر، إذ في العام 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ثم اغتالت بعد أقل من شهر الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان أحد أدمغة الحركة ورموزها، واغتالت في ذلك العام أغلب، إن لم يكن كافة قادة حماس وصفها الأول.
وقبل نهاية ذلك العام اغتالت زعيم حركة فتح أيضاً ومؤسسها. وفيما كان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي قضى محاصراً في رام الله، وخلال حصاره كان شارون يقوم بتصفية قيادة حماس ويقوم بتغيير جذري على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كانت إسرائيل تعتقد في العام 2005 بأن حركة حماس تم القضاء عليها وعلى قدراتها، وأن اغتيال كل من قادة حماس وفتح مع فصل الضفة عن غزة سيؤدي الى تفتيت الفصائل الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني الى مجموعات بشرية هلامية تتحرك من أجل البحث عن لقمة العيش وتعيش في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، سواء الضفة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر أو قطاع غزة الذي يسيطر عليه الاحتلال بالحصار والتجويع والتجسس والتحكم فيه عن بُعد.
ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023 هو أن المشروع الإسرائيلي انهار بشكل كامل، وتبين أن الحسابات الإسرائيلية كانت خاطئة، فلا حركة حماس تحولت الى حزب حاكم يغرق في إدارة شؤون قطاع غزة، ولا حتى السلطة الفلسطينية تحولت الى شرطي حراسة للاحتلال في الضفة الغربية.
والأهم من ذلك أنه لم يتم القضاء على حركة حماس ولا شل قدراتها، لا بل إن اغتيال قادتها التاريخيين ومؤسسيها زادها قوة وصلابة وجعل فيها جيلاً جديداً لم يكن متوقعاً ولا في الحسبان مثل يحيى السنوار الذي لم يكن قد بلغ الأربعين من العمر عندما تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما لم يكن أحد يعرفه في ذلك الحين، فضلاً عن أنه أمضى أغلب سنوات عمره داخل السجون وكان الجميع يعتقد بأن سنوات السجن سلبته فرصة أن يتعلم إدارة تنظيم بحجم حماس أو إدارة مكان فيه مليونا إنسان بحجم قطاع غزة.
اسرائيل قامت سابقاً بتجريف قطاع غزة واغتيال قيادة حماس بأكملها ثم انسحبت من القطاع على أمل إلهاء الفلسطينيين بالاقتتال الداخلي والانقسام السياسي وزرع الفتن فيما بينهم، ومن ثم الانشغال بحكم القطاع وإدارته مدنياً، وهذا المشروع كان خلال السنوات العشرين الماضية يبدو ناجحاً، واعتقد الجميع بأن الاحتلال حل مشكلته في غزة، ليتبين عكس ذلك تماماً.
واليوم تُعيد إسرائيل الكرة، ويُعيد نتنياهو ما قام به شارون من قبل. وربما ينجح الاحتلال في نهاية المطاف بتصفية بعض قادة حماس بعد حرب كبيرة ومكلفة جداً، لكن التجارب التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن إخضاعه، حاله في ذلك حال أي شعب عاش تحت الاحتلال.
لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، كما لا يوجد لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل، والحقيقة أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال، وبغير ذلك فإن ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.
*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني
المصدر | القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين حماس إسرائيل شارون حصار غزة اغتيال فشل إسرائيلي الیوم التالی لدى إسرائیل إسرائیل أی حرکة حماس فی العام قطاع غزة لم یکن
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تستغل زيارة ترامب وجيشها تضاعف بالجولان 3 مرات
تناولت صحف ومواقع عالمية تحركات إسرائيل الميدانية والسياسية في قطاع غزة والجولان، مشيرة إلى أن تل أبيب تستعد لاستغلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، بالتوازي مع تصعيدها العسكري وتوسيع سيطرتها على الأرض.
فقد كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي ضاعف عدده 3 مرات في الجولان السوري المحتل بعد 6 أشهر من دخوله المنطقة دون أي مقاومة، مع تركيز واضح على الردع وتعزيز البنية التحتية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان رمايةlist 2 of 2تلغراف: بريطانيا تستعد سرا لهجوم روسيend of listوبحسب الصحيفة، ينشط الجيش الآن على جانبي الحدود السورية مستخدما 3 أضعاف عدد كتائب الأمن الروتينية المعتادة، وهو ما يعكس توسعا غير مسبوق في انتشاره بالمناطق الحدودية.
كما لفت التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية باتت تتحرك بحرية داخل بلدات شمال الجولان في طريقها لتسعة مواقع جديدة بُنيت داخل الأراضي السورية وتُعد من جانب تل أبيب مناطق "آمنة" بالكامل.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لاستثمار زيارة ترامب المقبلة لدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو القبول بصفقة تبادل الأسرى، وسط استدعاء جماعي لقوات الاحتياط.
تنسيق إسرائيلي أميركيونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة تنسق مع إسرائيل بشأن توسيع الهجوم على قطاع غزة، مشيرا إلى رغبة أميركية واضحة في "هزيمة حماس بالكامل" على الأرض.
إعلانكما أكدت الصحيفة أن واشنطن لا تكتفي بالدعم السياسي والعسكري، بل تضغط أيضا باتجاه رؤية نتائج ملموسة على الأرض، في إطار سعيها لتغيير المعادلة في غزة.
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فسلطت الضوء على خطة إسرائيلية للسيطرة على توزيع المساعدات داخل القطاع، وتحويلها إلى أداة ضغط جديدة، مقابل تخفيف الحصار المستمر منذ شهرين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في منظمة إغاثة عاملة في غزة قوله إن إرسال 60 شاحنة يوميا لا يعكس أي نية حقيقية لحل الأزمة، بل يمثل "خدعة إسرائيلية" لتقليل الانتقادات الدولية.
ورأت الصحيفة، نقلا عن المستشار السابق في الجيش الإسرائيلي مايكل ميلشتاين، أن التحكم بالمساعدات ليس سوى مقدمة لمخطط أكبر يهدف إلى احتلال كامل لقطاع غزة.
دعم طلابي لتحركات حماسمن جهتها، كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن دعم واسع داخل الجامعات البريطانية لتحركات قانونية تقودها حماس لإزالة اسمها من قائمة الإرهاب البريطانية، وسط جدل محتدم حول حرية التعبير.
وقالت الصحيفة إن 18 مجموعة طلابية في بريطانيا أيدت جهود الحركة عبر دعوى قضائية رفعتها شركة قانونية بريطانية، بهدف شطب اسمها من لوائح وزارة الداخلية البريطانية.
وأكد الموقعون على رسالة الطلاب أن هذه الخطوة ضرورية لحماية حرية التفكير والتعبير الأكاديمي، والحد من تجريم الطلاب والمجتمعات ذات الخلفيات السياسية المختلفة.
وفي سياق آخر، أورد موقع "برايتبارت" الأميركي أن وزارة الأمن الداخلي في إدارة ترامب أطلقت خطة لتشجيع المهاجرين غير النظاميين على مغادرة الولايات المتحدة طوعا، مقابل مبلغ مالي.
ووفقا للموقع، يحصل كل مهاجر يقرر الترحيل الذاتي على مكافأة مالية تبلغ 1000 دولار بعد تأكيد مغادرته البلاد، ويُحذف اسمه من لوائح الاعتقال ويحتفظ بحقه في العودة القانونية مستقبلا.
وأوضح التقرير أن التسجيل يتم عبر تطبيق الجمارك وحماية الحدود، في محاولة لتقليل أعداد المعتقلين وتخفيف الضغط على النظام الداخلي للهجرة.
إعلان