أقدم من شهادة ميلاد الدنمارك.. قصة سكين محفورة برموز قديمة تكشف أسرار الماضي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تفتح سكين محفورة برموز قديمة تعود إلى 2000 عام النقاب عن تاريخ الدنمارك القديمة. إذ اكتشف فريق من علماء الآثار في متحف أودينس في الدنمارك هذا الأثر التاريخي الهام.
السكين الصغيرة تحمل نقشًا نادرًا مكون من خمسة رموز مع ثلاث تجاويف منقوشة على السكين، تستخدم أقدم نظام للكتابة المعروف بالرموز النرويجية القديمة.
تم تفسير الرموز على أنها تعني "سيف صغير" باللغة النورسية القديمة. وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت الرموز تشير إلى السكين نفسها أو إلى صاحبها، يؤكد علماء الآثار أنها كانت ممتلكات ثمينة دفنت في قبر منذ ألفي عام تقريبًا.
تم العثور على الأثر تحت بقايا أحد الأواني الفخارية في مقبرة صغيرة شرق أودينس، وفيما يتعلق بأهمية هذا الاكتشاف، كان المفتش وعالم الآثار ياكوب بوند سعيدًا جدًا. وقال: "إنه شعور فريد أن تقف أمام لغة مكتوبة قديمة بهذا الشكل. إن النقش الرمزي مثل العثور على رسالة من الأجداد".
وأكدت ليزبيث إيمر، خبيرة الخطوط النقوشية من المتحف الوطني في الدنمارك، ندرة هذه الرموز القديمة. وقالت: "إنها فرصة فريدة لمعرفة المزيد عن أقدم لغة مكتوبة في الدنمارك وبالتالي أيضًا عن اللغة التي كانت تُتحدث في عصر الحديد".
وأوضحت أن القدرة على القراءة والكتابة كانت محدودة خلال تلك الفترة، وكان أولئك الذين يتمتعون بهذه القدرة يحظون بمكانة وسلطة خاصة، وأعتبر بوند هذا الاكتشاف فرصة نادرة تحدث مرة في القرن، وقارنه بالمرة الوحيدة التي تم فيها العثور على رموز مماثلة. في عام 1865، تم اكتشاف نقش يعود إلى القرن الأول الميلادي علىعظمة عظمة في منطقة فيموسين، غرب أودينس.
يعتقد أن السكين أكبر بـ 800 عام من حجر جيلينج، وهو حجر رمزي كبير يُعرف غالبًا بـ "شهادة ميلاد الدنمارك". يصف نقش الحجر إنجازات الملك هارالد ويحتوي على أقدم صورة للمسيح في إسكندنافيا، يعود تاريخها إلى عام 965 م.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اكتشاف الاواني الفخارية الدنمارك
إقرأ أيضاً:
"مهد الحضارة" في تركيا يكشف عن فجر الهوية الإنسانية
كشفت اكتشافات أثرية حديثة في تركيا عن أدلة جديدة تشير إلى أن البشر القدماء قد امتلكوا وعيًا بالهوية الفردية وفن البورتريه الواقعي، قبل آلاف السنين مما كان يُعتقد سابقًا.
اكتشاف أقدم وجه بشري محفور في الحجراكتشف علماء الآثار في موقع كاراهانتيبه، أحد أقدم المستوطنات البشرية المعروفة في منطقة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، عمودًا حجريًا يحمل نقشًا واضحًا لوجه إنساني. ويُعتقد أن هذا الوجه، المنحوت بدقة على عمود ضخم على شكل حرف T، يعود إلى حوالي 10 آلاف قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 12 ألف عام.
يتضمن النحت تفاصيل دقيقة لتجاويف العين، والأنف العريض، وخطوط الوجه البارزة، ما يجعله أول تمثيل واقعي معروف لوجه إنساني في التاريخ المحفور على الحجر.
أبعاد حضارية وإنسانيةقال وزير الثقافة والسياحة بتركيا محمد نوري إرصوي إن هذه المسلّة تُعدّ أول دليل على أن الإنسان في العصر الحجري الحديث حاول تصوير نفسه بملامحه الفردية، وليس فقط من خلال رموز أو أشكال مجردة.
وأضاف وزير تركيا أن هذا الاكتشاف يُعيد تعريف وظيفة الأعمدة الحجرية الشهيرة، التي لطالما حيرت العلماء بين كونها رمزية أو إنشائية.
موقع أثري يتفوق على غوبيكلي تيبييقع موقع كاراهانتيبه على بعد نحو 34 ميلاً شرق مدينة شانلي أورفا، وعلى مسافة قريبة من غوبيكلي تيبي، أقدم مبنى معروف من صنع الإنسان.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن كاراهانتيبه قدّم تصميماً معماريًا أكثر تطورًا، بما في ذلك مساكن، وأدوات يومية، ومنحوتات بشرية وحيوانية، ما يعكس مجتمعًا منظمًا ومستوطنًا في بداية التحول من الصيد والجمع إلى الزراعة والاستقرار.
منحوتات غير معتادة تعكس الوعي الذاتيفي عام 2023، عثر العلماء في نفس الموقع على تمثال يُعتقد أنه أحد أقدم المنحوتات البشرية الواقعية، ويصور رجلاً يمسك بعضوه الذكري بكلتا يديه، بتفاصيل تشريحية دقيقة، مثل الأضلاع والوجه ونمط العنق على شكل V.
بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على تماثيل طيور، وثعابين، وأرانب، وحيوانات أخرى، مما يدل على وجود رموز وأبعاد فكرية وفنية متقدمة لدى سكان المنطقة.
بداية فن البورتريه والهوية الإنسانيةيرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يمثل فقط تطورًا فنيًا، بل أيضًا انعكاسًا مبكرًا لوعي الإنسان بهويته وشكله. ويُعتقد أن هذه المحاولة لتصوير الذات على الحجر تمثل انطلاقة أولى لفن البورتريه في تاريخ البشرية.
بدأت أعمال التنقيب في كاراهانتيبه رسميًا عام 2019، على الرغم من أن الموقع كان معروفًا منذ أكثر من ثلاثة عقود. ومع تقدم الحفريات، يتضح أكثر فأكثر أن هذه الأرض التركية قد تكون بالفعل أحد مهدَي الحضارة الإنسانية الأوائل.