أُبي عزالدين، صحفي، يعيش في مصر لشهر رمضان الرابع على التوالي حيث غادر السودان بعد سقوط نظام حكم الرئيس البشير بالنسبة له هذا العام هو الأصعب على السودانيين مع المعارك المحتدمة التي حرمت على السودانيين الحلو وانتشر فيها المر وزاد فيها دخان الذخيرة عن دخان نار الآكل وازهى الطعام الذي يزين الشوارع السودانية ومع ذلك يحاول الالاف من أبناء السودان في مصر نقل الأجواء الايجابية.

يشير أُبي إلى أن الناس كانوا يفخرون بنشر صور الإفطارات في الشوارع وفي كل الأحياء السكنية حيث يخرج الناس بما لديهم للشارع ليأكل القريب والغريب وعابر السبيل، وأما اليوم فليس هناك سوى صور الدمار في شوارع العاصمة وبعض الولايات، فيما انتقل السودانيون بهذا الحزن إلى مصر وصار الشهر عندهم بدون نكهة وتناول الإفطار صار في الغرف المغلقة ويزيد عليهم العناء واقع الوضع المادي المتدهور بعد فقدان الأملاك والأموال في الطريق من السودان إلى دول الجوار .

بالنسبة لطرق قضاء الوقت هنا، يخرج الرجال بعد صلاة التراويح إما إلى بعض المقاهي أو يتجمعون في بعض البيوت لقضاء وقت ممتع يتناولون فيه الأحداث الحالية ويناقشون مسائل مثل متى ستنتهي الصراعات ويعود الجميع إلى الوطن. أما النساء، فغالباً ما يجتمعن حول فنجان القهوة ليتبادلن الأخبار عن أحوال أقاربهن في السودان، ويناقشن قضايا مثل السلامة الشخصية وتعليم الأطفال ومستقبلهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.

ومن الجدير بالذكر أن “الجبنة” في السودان تعتبر المكان المماثل لـ “القهوة” في مصر، حيث انتشرت المقاهي السودانية في مناطق مختلفة من القاهرة، خاصة في فيصل والهرم وعين شمس، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين أيضًا. ويُشار إلى أنه في بعض مجموعات الفيسبوك المخصصة للسودانيين المقيمين في مصر، يتفق بعضهم على الخروج لتناول وجبة الإفطار معًا ليتعارفوا على بعضهم البعض.

وتعد مصر الوجهة الأولى للشعب السوداني في السلم والحرب حيث أشار أحد موظفي الجوازات في حديث مع صحف محلية إلى أن طيارتين يوميا تقلان إلى مصر مع حلول شهر رمضان المبارك بسبب الهروب من الحر والغلاء والاضطرابات السياسية من جهة، ولأغراض السياحة والتجارة من جهة أخرى، مستغلين الطريق البرية التي تربط بين البلدين، لا سيما أن الرحلة لا تكلف كثيرا مقارنة بدخلهم الشهري.

رندا كمال على هي ناشطة سودانية تعيش في القاهرة هي الآخرى بعدما انتقلت من السودان نتيجة الأحداث المأساوية التي ألمت بزرقاء النيل تتحدث عن البرش التي هي مثيل في القاهرة لموائد الرحمن وخميس الرحيمات الذي يبدو مثل العيد في شوارع السودان من الشمال للجنوب وهو الخميس الأخير من كل رمضان الذي يستغله السودانيون لنشر الموائد في الشوارع في أجواء احتفالية كلها لم تعد موجودة.

وفي حديثها لـ«المصري اليوم» تشير إلى محاولات الجالية السودانية في مصر لنقل العادات السودانية في شهر رمضان الذي يميز الجميع بينما تبقى القاهرة فاتحة ذراعيها للجميع من المحيط للخليج، وذلك من خلال عمل مكان للافطار كام يدعون المصريين من جيران واصدقاء للافطار فيها .

صوموا على خير هي تهنئة السودانيين بشهر رمضان المبارك، حيث تضم المائدة السودانية مشروب الآبرية والقدح والعصيدة والآبرية عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت من جذورها ثم تُعرض لأشعة الشمس حتى تجف، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج.

إبراهيم هو الآخر سوداني يعيش في منطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة حيث يجتمع مع أسرت هفي رمضان ويحاولان أن تمتليء سفرتهم بالآكلات السودانية مع تأكيده على محبتهم للآكل المصري إلا أن رمضان تحديدا يميز الناس بمميزاتهم الأصلية ومن هنا يهتم الجميع بالعودة إلى أصوله في الوقت الذي يتساوي فيه كل الشهور إلا رمضان .

ويشير إلى أن رمضان هذا العام حزين رغم كل شيء حيث تحاول الأسر السودانية في مصر استيعاب اشقاءهم القادمين بسبب موجات النزوح نتيجة الحرب المستعرة، مشيرًا إلى أن المصريين أشقاء حقيقيين للشعب السوداني ويظهر ذلك في شهر رمضان حيث يساعد الجار المصري أخيه السوداني ويقدم له الطعام قبل الافطار إلى جانب انتشار موائد الرحمن في كافة الشوارع المصية تقريبا .

 

عبدالله أبوضيف – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السودانیة فی إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لحل الأزمة السودانية.. وتتمسك بالحلول السلمية

أكد السفير الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن تدخل مصر لحل الأزمة التي يشهدها السودان الشقيق؛ يعد مسؤولية تاريخية وأخلاقية لمصر تجاه أشقائها، مشددًا على أن الجهود لن تتوقف من أجل التوصل إلى حل ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إليه.

وزير الخارجية: جهود مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة واستعادة اتفاق يناير

وأشار "عبد العاطي" خلال بث مباشر من موسكو، على هامش احتفالات عيد النصر، مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية “TeN” مساء اليوم السبت، إلى أن الوضع في السودان شديد السلبية، حيث يشهد تدميرًا ممنهجًا لمقدرات وبنية الشعب السوداني، وهو ما يتطلب تحركًا جادًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر المسارات السلمية، مؤكدًا أنه "لا توجد أزمة في المنطقة يمكن حلها عسكريًا".

وفي هذا السياق، أعرب عن ترحيب مصر بالاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة مع جماعة الحوثي لوقف الضربات في البحر الأحمر، معتبرًا أن الحل السلمي هو الخيار الأمثل في جميع النزاعات، سواء في السودان أو في غيره من مناطق التوتر بالمنطقة.

واختتم تصريحاته بالتأكيد أن مصر تتحرك بحكمة ومسؤولية في دعم الاستقرار الإقليمي، عبر شراكات فعالة وتواصل مستمر مع القوى الدولية الكبرى.

طباعة شارك وزير الخارجية الأزمة السودانية السفير الدكتور بدر عبد العاطي السودان

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لحل الأزمة السودانية.. وتتمسك بالحلول السلمية
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • السوداني يدعم تركيا اقتصاديا وهي تحتل شمال العراق وسبب شحة المياه الذي يعاني منه البلد
  • الحركة الإسلامية تدفع الدولة السودانية للفناء
  • أعلمي يا نانسي، أنتِ ومن هم على شاكلتك، أن الكيزان لم يُسقطهم أنتم ولا جماعتكم، بل أسقطهم الشعب السوداني
  • بيان من الجالية السودانية بدولة الإمارات العربية المتحدة .. السودان والإمارات.. شعب واحد.. نبض واحد
  • ممثلة غرف الطوارئ السودانية تستلم جائزة «ريتشارد سي هولبروك» للمناصرة الدولية لعام 2025
  • الخارجية السودانية ترد على سفير رفض قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات
  • توضيح هام  من المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات: لماذا إدانة التدخل الإماراتي في الشأن السوداني أمام محكمة الرأي العام السوداني وعدم إنتظار ملهاة تنازع المصالح الدولية داخل مجلس الأمن الدولي
  • ما هي رسائل قطع العلاقات السودانية- الإماراتية .. وهل ” توازن الرعب” يشكل فرصة لوقف الحرب؟