صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-14@11:59:50 GMT

جنون السوشيال ميديا

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

جنون السوشيال ميديا

فيصل محمد صالح هل يمكن ان تشرح لابنك أو أبناء ويبنات أشقائك أو أحفادك أننا عشنا زمنا لم تكن فيه مواقع التواصل الاجتماعي ولا الانترنت من أساسه ولا التليفون الجوال “موبايل” وغاية ما كان لدى المترفين عندنا تليفون أسود كبير يقبع في ركن من المنزل ويحظى بتبجيل وتقديس كل الأسرة، وما أن يرن حتى تهرع كل الاسرة نحوه، العميان شايل المكسر، كما يقولون.

اخترع العالم شبكة الانترنت ثم وسائل التواصل الاجتماعي على درجات، لكنها هبطت علينا فجأة، وتكالبنا عليها بلا سابق معرفة، لم نتوضأ قبل الدخول عليها، وجئناها بكل مشاكلنا وبلاوينا و”كلاكيعنا” فصارت كما هي عليه اليوم، وبلا الحاجة لتوضيحات. نشر أحد المسؤولين في قروب مقفول مخصص لغرض محدد، خبر غير دقيق يتعلق بي، حاولت التعليق فاكتشفت أن المسؤولين عن الإدارة “الآدمنز” فقط لهم حق الردود، دخلت للرجل في الخاص أجادله في نقطة أساسية، وهي أنه ليس له الحق في فعل هذا الامر في قروب مقفول ومخصص لغرض محدد غير الاخبار والجدال السياسي، بينما استمر هو يناقشني في المحتوى. قرأت في الصفحة الخاصة لصديقة من اسرة ناشطة سياسيا كلام عن شقيقها، وصفته بأنه السند والداعم والضهر الذي يحمي أخواته، فدخل عليها صديق آخر ليقول لها “بالله ما تشكري الراكوبة في الخريف..دة زول تافه وأمنجي ,,,,,”. دخلت على الصديق في الخاص لألومه، وأقول له أن هذه السيدة لم تكتب عن مواقفه السياسية أو موقعه، أو أي شئ يتعلق بالشأن العام، وإنما كتبت عن أخوها في المنزل، فما شأنك أنت وأنا بهذه العلاقة الخاصة بين الاشقاء، فرد علي برسالة مقتضبة ” يا فلان سيب التناقض..الأشياء لا تنفصل”. طبعا إل جانب نظار السوشيال ميديا، وهؤلاء عملهم الاساسي، يأتوا بلقطات لشباب وشابات ليعلقوا عليها ويمطروا الناس شتائم، يا بت البسي كويس، يا ولد ها اترجل، ثم يساعدون في نقل وانتشار هذه اللقطات التي يستنكروها. أما الأكثر معاناة هنا فهم النسات والسيدات من كل الأعمار، فهم أهداف دائمة للمعاكسة والتنمر. ثم من العادي في هذا العالم الأسفيري أن حكابة دارت في منزلك أو بين أصدقائك، تكتبها على صفحتك، فتجدها منشورة على عشرات الصفحات وأصحابها يتلقون التعليقات ويردون عليها بكل الفخر، وليس أمامك ما تفعله، إما أن تمتلك لياقة – بفتح اللام- فاضلابي فتطاردهم واحد واحد وتفضحهم في صفحاتهم، أو تستسلم وتترك أمرك لله. هذه ملاحظات عن جوانب من سلبيات السوشيال ميديا، وعدم معرفة الناس الحدود بين الخاص والعام، لكن بالمقابل تقدم لنا هذه الصفحات متعة منتقاة إذا قدرت على عملية الانتقاء. اكتشفت هذه الايام مواقع لـ “الاستاند أب كوميدي”، أشخاص من جنسيات مختلفة، عرب وأفارقة وأوربيين وهنود وأمريكيين من خلفيات مختلفة، فصارت بالنسبة لي إدمان، كم الذكاء وخفة الدم والقدرة على التقاط مفارقات كوميدية في مواقف تبدو عادية، وفيها أحيانا سخرية من جنسيات ولغات ولهجات، لكنها تأتي في إطار معقول ومقبول، أشاهدها وأتذكر نكات واحد شايقي وواحد جعلي..وغيرها من المفطرات في نهار رمضان بسبب ردود الفعل التي تتكون لدينا. أنظر لكم الناس الذين سخروا صفحاتهم وجهودهم لتلبية احتياجات الناس وتوصيل الادوية والمعلومات للأسر المنقطعة عن بعضها البعض، وتوفير فرص العلاج والمساعدات الطبية، الشابات المتطوعات للعمل الخيري، سوهندا وميمي ووضاحة وعشرات غيرهم، والصيني وناظم سراج وحاضرون، ثم أنظر لمن يحاولون اغتنام الفرصة فيتاجرون باحتياجات الناس ويستغلون تعاطف الناس مع المرضى والمحتاجين ويحويوا ذلك لمصلحتهم الخاصة. استمتع بكتابات أصدقاء حميمين، عماد عبد الله “توماس” وطارق جبريل ، الذي نسميه “جبريللا” رغم الخارجيات التي لا تنجو منها تعليقات وشتائم جدود توماس، أو إشارات “بنت البغاديد”. لا يمكن أن تتخطى ما يكتبه مولانا محمد المرتضى وسياحاته في الذاكرة السودانية وفي عوالم الغناء. إن أردت مقالات دسمة وخفيفة في نفس الوقت فتابع قصي همرور، وتأملات عمنا عثمان حامد سليمان، ودندنات الطيب عبد الماجد، ثم هناك عدد من مواقع بودكاست مغاربية محتشدة بمعارف وملاحظات فكرية وسياسية ودينية غاية في المتعة. إن كنت تبحث في بعض القضايا السياسية الداخلية والخارجية، فأنصحك أن تتابع تايسا، لكن لازم تعمل ساتر، فقد يجيئك بلوك طاير. صديقنا كيكي نجم محترف، يلعب في كل الدوريات المحلية والاوروبية، وقلمه ولسانه جاهزين، وروحه رياضية. كان زهير الزناتي ينافسه في النجومية، ثم اقام مشروعه الخاص وقارن بين أن يحصد المعجبين أو يحصد المال، فاختار الخيار الأخير، وغادر عالم السوشيال ميديا لفترة، وهو يعود الأن، لكنه يحتاج لجهد ووقت طويل ليستعيد لياقته وينافس كيكي “عبد الكريم الامين- مردخاي حنانيا كيكوف”، ومن ينافس كيكي حاليا هو شقيقه الاصغر صلاح الأمين. مشكلة كيكي أن كل ذكرياته في جخانين وقرى وميزات مهجورة في أطراف السودان، بينما حكايات صلاح تبدأ بنيروبي وكابول ومزار الشريفـ ولا تنتهي عند نيويورك. كتبت مداعبا له ووصفته بأنه كان “جدادة تراجي” ثم بعد ما قرأت تعليقات البعض تأسفت على ما كتبته، وأعتذرت له في الخاص، فجاءني مقهقها وضاحكا ليقول أنه استمتع بذلك. ونفتقد عكلته قصي سليم، ويبدو أن وجوده في أوروبا قد أفقده ميزة العكلتة وخفة الدم، وأعطاه لحية مفتعلة، ولذا استبدلناه بعكلتة عمر عشاري. هناك نجوم كثر انتقلوا من سودانيز أونلاين إلى فيسبوك وحافظوا على نجوميتهم، بينما اختفى أخرون وتلاشوا، ربما أخذتهم تصاريف الحياة. شلة جنابو عمر عثمان وعلاء تمبس والمستنير فقدت ود الصايم لكنها ضمت لعيبة جدد مثل صديق الانصاري. كانت لدينا صديقة من نجوم سودانيز أونلاين، إذا قالت صباح الخير في بوست، انهالت عليها التعليقات. ذات مرة كتب إلي صديق محترم يسألني: هل تعرف فلانة..؟ فقلت له نعم هي من أصدقائي، فقال لي، وبجدية تامة، أنا مهتم بالموضوع الفلاني واعتقد أنه يحتاج لمناقشات واسعة، وقد كتبت مقالا ملخصا في الموضوع، عايزك تقنع لي فلانة تنزله باسمها في المنبر. رددت عليه اسأله: هل أنت جاد، كيف يمكن قعل هذا الامر، فرد بأن الموضوع هام وحيوي، ولو كتبه باسمه فلن يأبه به أحد، وهو مهتم بانتشار الموضوع أكثر من اهتمامه بحقوق الملكية. هناك أشخاص تعودنا عليهم اسفيريا، وقد نتفاجأ عندما نلاقيهم في الحياة، وكأنهم ليسوا كائنات حبة، أو لأننا نتوقع لهم صورة غير. حضرت مقابلة بين اثنين أحدهم نجم اسفيري، وعندما تم تقديمه للصديق الثاني هتف به: بالله انت زول يعني..؟ والله قايلك أبلكيشن. وبالمناسبة دي، وهذا سؤال لأولي المعرفة، هل دينا خالد زول أم أبلكيشن…؟ الوسومفيصل محمد صالح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: فيصل محمد صالح السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (5)

ويستمر الحديث مع فضيلته حول الإسلام، وما مر به عبر التاريخ فيقول: (لقد مرت بالتاريخ الاسلامى فترات سيئة كثيرة. مرت به فى عهد الملك بن مروان الذى قال: (من قال لى اتق الله ضربت عنقه)، ومرت به فى عهد الحجاج، ومرت به فى عهد الرشيد الذى قتل البرامكة وأمر سيافه بضرب أعناقهم دون محاكمة عادلة).
وأسأله: ولكن فى مثل هذا المناخ وجد من يقول فى بعض الكتب الفقهية «إن الحاكم يرى ما يرى ولا يعترضه أحد. لأن الشورى غير ملزمة. أى أنها مجرد نافلة).؟
–ج ( إنها عبارة وجلة كتبها بعض الخوافين. ولكن عندما يعود العالم المسلم إلى وثائقه الدينية والتاريخية ليأخذ الفتوى ويشرحها للناس فى هذا العصر فعليه أن يعلم أن العصر الوحيد الذى تؤخذ منه الأسوة والفتوى هو عصر الرسالة ثم عصر الخلافة الراشدة. فإذا كان صاحب الرسالة يقول لكل من زعيم « الأوس والخزرج»: (إذا اتفقتما على شىء لا أخالفكم فيه)، ثم يلغى معاهدة كان قد بدأ توقيعها لأنه وجد أن اتجاه الأمة ضدها فكيف يقال إن الشورى نافلة؟.. إن بعض الذين يتكلمون فى هذا الموضوع يرتكبون خطأين. الأول الارتفاع بمستوى بعض الناس إلى النبوة. ثم الزعم بأن النبوة لم تلتزم بالشورى وهذا كذب. ذلك أن النبى عليه الصلاة والسلام التزم بالشورى فى غزوة «بدر» عندما حول موقع الجيش إلى موقع آخر تم اقتراحه، وكان الحق معه. ثم خضع لها فى «أحد» عندما ترك خطته كلها وهى الدفاع عن المدينة من داخلها ونزل على رأى الشباب وهو له كاره وخرج ليقاتل المشركين فى العراء. ونزل على رأى الشورى فى الأحزاب عندما وصل إلى اتفاق مبدئى مع قبائل البدو كى تترك حصار المدينة ببعض ثمارها. فلما عرض ذلك على أهل المدينة ورفضوه ألغى المعاهدة وقال حينئذ: «إذا اتفقتم على شىء لا أخالفكم).
وهنا أعقب قائلة: هناك واقعة يتعلل بها البعض وهو ما حدث فى الحديبية؟
–ج (ما حدث فى الحديبية كان بتوقيف من السماء، وذلك لأن «القصواء» وهى الناقة التى كان النبى عليه السلام يركبها حبست مكانها وقال الناس: «خلأت القصواء»، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما خلأت القصواء، وما هذا لها بخلق أى ليست هذه طبيعتها ولكن حبسها حابس الفيل. أى أن الله قيدها لكى يمنعنى من القتال هناك). وعليه فإذا تكلمت السماء فلا بد أن يسمع كلامها ولا شورى مع أمر الله كما قلنا. فهل ينزل وحى على المستبدين بأمور البلاد فى العالم العربى والإسلامى يدفع الناس صوب الزعم بأن الله جل شأنه قد أوحى إليهم؟ هذا مجرد تساؤل ولا نتهم أحدًا بأنه زعم ذلك).
وأسأل فضيلته: لقد أقمتم فى لندن عدة سنوات ورأيت من تطبيقاتها للديمقراطية ما لا يكاد يخطر ببال أحد من تكريمها لإنسانية الإنسان. فهل يمكن القول إن هذه الديمقراطية تعتبر تجسيدًا حيًا لمفهوم الشورى فى الإسلام؟
–ج (90% من الديمقراطية البريطانية اسلامى المنبع والوجهة. ولولا أن مجلس العموم البريطانى ومجلس اللوردات قد اشتركا فى إباحة بعض الرذائل المنكرة التى يأباها الله كالشذوذ الجنسى لكانت الديمقراطية البريطانية من أجمل صور الشورى التى نحبها لبلدنا.

مقالات مشابهة

  • تعلن المحكمة التجارية بالامانة ان على المدعى عليها مؤسسة محمد علي للتنمية والاستثمار الحضور إلى المحكمة
  • تعلن المحكمة التجارية بالأمانه أن على المدعى عليها مؤسسة محمد علي للتنمية الحضور الى المحكمة
  • بـ 5 ملايين جنيه.. سعر شنطة ماجي زوجة محمد صلاح تثير الجدل بالسوشيال ميديا
  • حقيقة حفل الأهرامات المرعب الذي أثار جدل السوشيال ميديا
  • صورة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي تشعل السوشيال ميديا وتعيد ذكريات الزمن الجميل
  • ضبط مروج شائعة اختطاف 75 طفلًا وبيع أعضائهم لتحقيق أرباح من السوشيال ميديا
  • ضبط صانع محتوى نشر فيديوهات خادشة بهدف الربح عبر السوشيال ميديا
  • ضبط سارقي معدات تصوير بعد تداول صور الضحية على السوشيال ميديا
  • فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (5)
  • ضبط سارقى معدات تصوير بعد تداول صور الضحية على السوشيال ميديا