رشان أوشي: ظهور “مفضل”… حينما تثأر البندقية المجروحة!
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
تابع العالم على اتساعه مشاهد متعددة خلال اليومين السابقين، الجنرالات وهم يخاطبون الشعب من عدة مناطق مختلفة، ورغم أن موضوعهم كان واحداً ، فإن المسافة بينهم وبين القوى السياسية التي أطلقت العنان لتخيلاتها على الميديا، كانت هي نفسها المسافة بين القدرة وبين العجز عن فعل شيء.
تصريحات صارمة ، قالها الجنرالات، فتحت أبواب التكهن عن مشهد الأيام القادمة على مصراعيها، رغم أنها خرجت في سياق يؤكد على أن الجنرالات لا يسقطون تحت وطأة الحدث.
وهو ما قطعه “كباشي” بحديثه حول قتال الجيش من أجل إحلال السلام، فواقع الحال يقول إن دحر التمرد، وتخليص البلاد من المشاريع الانتهازية، يصب في غاية أن يعيش السودانيين في سلام دائم مستقبلاً.
أكد “كباشي” على أن الجيش يرعى حركة المقاومة الشعبية، باعتبارها ثورة جماهيرية ضد العدوان، وان شباب المقاومة يعملون تحت مظلة القوات المسلحة السودانية، نافياً أن تكون حركة المقاومة تهدف إلى تمكين أجندة سياسية، وهي الحقيقة المجردة.
وكان القلق قد استبد بالتمرد و حلفاءه، حينما أطبق الجنرال “، أحمد إبراهيم مفضل” مدير المخابرات العامة، وهو يرتدي الزي العسكري على مساعي العدو التي تهدف إلى إحداث شرخ داخل المنظومة الأمنية والعسكرية ، و تأليب الشعب استناداً إلى روايات كاذبة مصدرها خونة تضج أضابير المخابرات بملفات عمالتهم المفضوحة.
مفضل” أكد على توجه الدولة بالقضاء على مليشيا الدعم السريع بكل أنحاء البلاد، وشدد على أن جميع من يحملون السلاح في الميدان يعملون تحت إمرة و مظلة القوات المسلحة.
ذكرني ظهور “مفضل” إلى قمة الأضواء، و الاحتفاء المفرط بخطابه الموجه لضباط وجنود “هيئة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وهو يرتدي الزي العسكري، تلك الحملات المدمرة ، التي نفذها عملاء الإمارات ضد جهاز أمن الدولة،ابان سلطتهم ، وتلك الأرقام الفلكية لاعداد الضباط المحالين للتقاعد بأوامر الناشطين أصحاب الثأرات الشخصية.
واذكر احتفاء البعض بطرد ضباط جهاز المخابرات من وظائفهم، وملاحقتهم جنائياً عبر أوامر قبض صدرت عن نيابات مسيسة، واتضح فيما بعد أن كل تلك المجازر كانت بتكليف مباشر من “حميدتي” وشقيقه، لتدمير جهاز مخابرات الدولة، تيقنت أن بعض الانتصارات تحمل في طياتها وعود انهيارها، خصوصاً حين يعجز صاحب القوة الهائلة حينها “حميدتي” عن فهم ما يدور في شرايين مسرح انتصاره.
كان “حميدتي” ينظر بعين الغبطة لتداعي جدار السودان المحكم “جهاز المخابرات العامة” ولكنه غاب عن عقله الصغير سراً، أن هذا الجدار يستمد قوته من تعاون الشعب السوداني الحر. وإنه ليس من عادة الجدر القوية أن تغيب من سداد مستحقات التصدي عن الوطن وإن تهالكت .
ولم يكن يعرف “حميدتي” إبان غيبوبة نفوذه المطلق، أن هناك رجال يعملون خلف الأضواء ، ولعون بالمهمات شبه المستحيلة وإدمان العيش على حواف الأخطار، يمتلكون قدرات استثنائية على كسر الأقفال وهتك الأسرار أتلفوا مشروعه، وسارعوا عائدين إلى عمق الدولة حيث مكانهم الطبيعي.
بعد أيام سيطفئ جنرالات الدولة الشمعة الثانية ل “العمليات العسكرية الخاصة” التي أطلقوها قبل أكثر من شهرين، ونتج عنها تحرير معظم أجزاء مدينة “أم درمان “، تلك العمليات التي تهدف لتصحيح التاريخ والجغرافيا معاً، وقريباً سيرسلون الجيش السوداني لمطاردة “التتار” على أرض الجزيرة .
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
#سواليف
قالت منظمة ” #أطباء_بلا_حدود ” إن سماح ” #إسرائيل ” بدخول كمية #مساعدات غير كافية إلى قطاع #غزة يشير إلى نيتها تجنب اتهامها بتجويع سكان القطاع.
وأضافت المنظمة، في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن #كمية_المساعدات التي بدأت “إسرائيل” السماح بدخولها إلى غزة تُعد مجرد ستار للتظاهر بأن #الحصار انتهى.
وأوضحت المنظمة أن العملية الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى تدمير أو إغلاق نحو 20 منشأة طبية في غزة جزئيًا أو كليًا خلال الأسبوع الماضي.
مقالات ذات صلة أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين 2025/05/18وداعت المنظمة “إسرائيل” إلى إنهاء حصارها المفروض على القطاع ووقف تدمير نظامه الصحي، الذي يأتي ضمن حملتها للتطهير العرقي.
وأكدت أطباء بلا حدود، أن خطة “إسرائيل” تهدف إلى استغلال المساعدات الإنسانية وجعلها أداة لتحقيق أهدافها العسكرية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين: “مرّ شهران على الحصار الإسرائيلي الأخير على غزة، ويعاني مليونا شخص من الجوع، بينما يُحتجز 116 ألف طن من الغذاء على الحدود ويمنع الحصار المستمرّ عمدًا وصول المساعدات الإنسانية بما فيها الغذاء، ويتزايد خطر المجاعة في غزة”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 174 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.