منذ سنوات ليست بالقليلة أقيم في أحد دول الخليج للعمل، وفي كل عام أقوم بإجازة سنوية أحرص فيها على زيارة مصر والجلوس مع الأهل والأصدقاء، وخلال شهر أغسطس المنصرم قمت بتلك الزيارة، والتي ربما تكون الأخيرة في مسيرة غربتي لأستقرّ في وطني الذي أحمله أو يحملني في كل ترحالي، فما بين شهيق وزفير أنفاسي تسكن مصر التى أستنشق منها رحيق الحياة، فمصر ليست وطن نسكن فيه، بل حياة تسكن بداخلنا.
وخلال شهر كان الحديث مع الجميع عن ما يعانيه المواطن من ارتفاع الأسعار، والكثير من المشاكل الأخرى النابعة من بيروقراطية الجهاز الإداري للدولة، وكان ردي في كل المواقف ومع كل الأشخاص، أن مشاكل الوقت الحالي هي لأسباب تاريخية وجغرافية، ولا يمكن حصرها في نظام الحكم الحالي، أو داخل الحدود المصرية، لأنها ترتبط تاريخيًا لأسباب صنعها نظام حكم السادات ومبارك، وتمتد جغرافيًا لأسباب صنعتها أحداث عالمية وإقليمية، بجانب إرهاصات المخطط الجهنمي " الشرق الأوسط الكبير" الذي يستهدف في المقام الأول القضاء علي الوجود المصري، وما قام به نظام الحكم الحالي هو معجزة بمساندة السماء، وهو الحفاظ علي وجود واستقرار مصر، وعدم الانجرار خلف أي مستنقع عسكري معد للجيش المصري، وكل مشكلة ولها حل، لكن لا قدر الله ضياع الوطن ليس له أي حل لأن الأمن سلعة لا تقدر بمال وليس لها أي سوق تباع فيه لكي نشتريها باي ثمن لكن سلعة المعيشة لها الكثير من الأسواق ونستطيع توفير سعرها بأي طريقة، فيلزم مساندة الوطن حتي نعبر ما تبقي من خطوات المخطط وهي قليلة، وان كانت هناك أخطاء فهي تتمثل في استخدام أدوات نظام مبارك في حكم مؤسسات دولة متهالكة والمتمثلة في الجهاز الإداري للدولة.
وكانت لقاءات مع بعض الأحباب والأصدقاء منهم المستشار أسامة مروان رجل القضاء الكبير ابن قريتي البيهو والذي يحمل هوية الماضي ورؤية المستقبل وما دار من حديث حول ما تقوم به مصر من تحول كبير لدخول مؤسسات الدولة إلي دائرة الرقمنة والحوكمة، وأن القادم سيكون أفضل، ولقاءات أخري جمعتني مع بعض الأصدقاء منهم الصديق والأخ النائب المخضرم مجدي ملك وما يتمتع به من رؤية متسعة للأحداث، ودار الحديث حول دوره الإيجابي في التعاطي مع الكثير من مشاكل أهل دائرته، وكان اللقاء الأخير قبل السفر مباشرة والذي حرصت عليه هو مع الأخ والصديق العزيز الإعلامي والبرلماني والكاتب مصطفي بكري وما يمثله من ذاكرة للتاريخ لما يتمتع به من تحليل للأحداث وقدرة علي استقراء المستقبل، واتفقنا في حديثنا إلي أن السيد الرئيس هو الشخص المناسب لتلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وأنه استطاع تركيع وحصار المخطط الخارجي في دائرة ضيقة من المساحة الجغرافية وتطويق أهدافه، وأن الصراع القائم ما بين نظام عالمي قائم وقادم تدفع مصر ثمنه بسبب موقعها الجغرافي، وما تمتلكه من معطيات تتحكم في أدوات القادم، وأن المرحلة الحالية حرجة للغاية ولابد من أن نتكاتف للخروج منها باقل الخسائر.
وخلال مغادرتي بالسيارة من المنيا إلي مطار القاهرة عن طريق الدائري الغربي كان مشهد الأمن المتمثل في كمائن وسيارات الشرطة المنتشرة في كل مكان بالطريق يجسد ما تناولته مع الجميع بخصوص نعمة الأمن التي تتمتع به مصر، وخلال ذلك درا حديث بيني وبين أحد أبنائنا ضباط الشرطة الذي كان يقف في سطوع شمس تتخطي حرارتها 42 درجة، وقلت له أنت بطل تدفع ثمن باهظ في لحظة حرجة في تاريخ مصر، نحن نعتز ونفتخر بك ومعك كل رجال الشرطة في كل مكان، أنتم تاج علي رؤوسنا، الرب معكم يحرسكم ويقويكم ويعوضكم بالبركة في صحتكم وأولادكم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جمال رشدي مقالات
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشهد عرضا بشأن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لتطوير ميناء غرب بورسعيد
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، عرضًا بشأن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لتطوير ميناء غرب بورسعيد، وذلك ضمن جولته التفقدية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
جاء ذلك بمشاركة الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن تطوير ميناء غرب بورسعيد خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانته كميناء محوري على البحر المتوسط، وركيزة رئيسية في منظومة الخدمات اللوجستية بالمنطقة، مؤكدًا الحرص على تنفيذ بنية تحتية حديثة، وشبكات ذكية، وساحات تنظيمية تواكب أحدث المعايير، مما يمهد الطريق أمام مستقبل واعد في قطاع النقل البحري والخدمات المتكاملة، ويجسد نموذجًا متقدمًا لتحديث الموانئ المصرية في إطار تكاملي مع المشروعات الصناعية والخدمية بالمنطقة.
وقال رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية: هذا العام يعد عام جني الثمار، كما يعتبر عام الافتتاحات العديدة التي نشهدها في الموانئ والمناطق اللوجستية، وهناك 2.4 مليار دولار صادرات من المنطقة الاقتصادية، مما يسهم في زيادة الحصيلة الدولارية.
وأضاف: يأتي تطوير ميناء غرب بورسعيد ضمن خطة استراتيجية طموحة لتحويله إلى منصة لوجستية متكاملة تدعم حركة التجارة الإقليمية والدولية، حيث تشمل المرحلة الأولى من المشروع، تنفيذ عدد من الأعمال الحيوية التي تسهم في رفع كفاءة البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات داخل الميناء، حيث تم إعادة تأهيل ورصف الطرق بإجمالي مساحة بلغت 165 ألف متر مسطح، إلى جانب تخطيط المسارات المرورية داخل الميناء بناءً على دراسات مرورية متقدمة، مما يسهم في تحسين حركة دخول وخروج الشاحنات والمركبات
وفيما يتعلق بالبنية المعلوماتية، أوضح وليد جمال الدين أنه تم تنفيذ شبكة متكاملة بطول 18 كم من الألياف الضوئية، تربط بين 5 مراكز بيانات رئيسية، وذلك لتحقيق الربط للميناء مع جميع الكيانات التي تعمل به، مع تنفيذ منظومة الإدارة الإلكترونية للميناء PMS، مما يدعم منظومة الشباك الواحد التي تتبناها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وفيما يخص البنية التحتية الخدمية، أشار إلى تم تنفيذ منظومة الصرف الصحي والمطر بطول 8 كيلومترات تقريبًا، بما يعزّز من قدرة الميناء على مواجهة تقلبات الطقس والأمطار وتجنب تعطيل أعمال التداول وخروج البضائع بالميناء.
وضمن متطلبات الحماية المدنية، تم إنشاء شبكة متكاملة لمكافحة الحريق تضم أكثر من 111 حنفية حريق ممتدة بمواسير أرضية على مساحة 14 كيلومترًا، وخزانات مياه بسعة إجمالية 365 مترًا مكعبًا، ومضخات حريق بقدرات تصل إلى 1000 جالون في الدقيقة، بما يوفر الأمان الكامل للأفراد والمنشآت داخل الميناء، بالإضافة إلى إنشاء شبكة حريق بالمنطقة الشرقية ببورفؤاد.