معركة الكرامة الوطنية ستظل أهم معركة في تاريخ السودان الحديث
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أذكر جيدا مع بداية الحرب وبطريقة تلقائية كحال غالب الشعب السوداني وقفنا مع الجيش، لا يشذ عن هذه الحالة إلا قلة من العملاء أو برابرة المليشيا، كنت أستطيع وقتها وبصدق أن أكتب عن الحرب ومعركة الكرامة الوطنية، حتى قراءاتي تحولت وتعرفت لأول مرة على شخص مثل (كارل فون كلاوفيتز) وفهمت من السيرة الذاتية لمنير شفيق (من جمر إلى جمر) أن السياسي لابد أن يقرأ عن الحرب ويفهمها.
ما دفعني لهذه الكتابة المقتضبة هو أن أحكي عن أن معركة الكرامة الوطنية ستظل أهم معركة في تاريخ السودان الحديث، فيها وصل المشروع غير الوطني لقمة جاهزيته، مقاتلون برابرة كانوا أدوات الحرب، نخبة ليبرالية متغربة تكره السودان المحافظ القديم تدافع عنهم، طرف إقليمي بمال وفير ونفوذ لا حدود له، وهناك عالم متواطئ منحاز وتافه.
في المقابل كانت القوات المسلحة السودانية ومعها الشعب البسيط الطيب، محمد أحمد كما يرمزونه، ثار وقتها كل السودانيين وأشتعلت فيهم روح حربية، روح نسوها من زمن وكانوا قد ألفوها قديما. هذه الشعلة المضيئة المتوهجة هي ما رأيتها وقتها ورآها الكثيرون.
لقد صمدنا أيها الرفاق ضد أخطر مشروع على بلادنا، وتوحدت بمكر التاريخ حركات السلاح التي تربت على عداء الدولة، توحدت مع الجيش ومع أهل السودان ومع أهلهم. كان الشر كبيرا لكن الخير كثير أيضا، كان الزيف موجودا لكن الصادقين موجودون هنا وهناك.
البلاد اليوم تتطهر وقد واجهت الهوة السحيقة للضياع ثم نجت، نجت بالكفاح والصبر والثمن الباهظ، ما دفعني للكتابة هو شعور بأن الطريق لم يكتمل بعد، ولكن لا تراجع عنه، الطرف الآخر متطرف وعدائي، ومعه نخبة أعرفها جيدا وتحدثت معها كثيرا، نخبة تحمل كراهية لا محدودة للسودان الذي نعرفه. عليه فإن قدرنا هو أن ننتصر في معركة الكرامة الوطنية وأن نشيد البناء الذي نرغب فيه لبلادنا، وفي سبيل ذلك كل شيء يهون وكل طرق الحرب ممكنة.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: معرکة الکرامة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
البرهان: نطالب المجتمع الدولي بدعم مستدام للسودان لتمكينه من النهوض من أزمته الحالية
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أن “السودان يمر بظرف استثنائي”.
وقال البرهان إن “السودان يعاني من حرب مدمرة إثر تمرد ميليشيا خارجية عن القانون والدولة”، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم مستدام للسودان لتمكينه من النهوض من أزمته الحالية، حسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
وأضاف رئيس مجلس السيادة السوداني أن “السودان يرغب بالانخراط مع المجتمع الدولي لإعادة البناء وهزيمة مخططات التآمر والاستهداف”.
وقال البرهان، الجمعة الماضية، إن “السودان وافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر عاصمة دارفور، التي تحاصرها قوات “الدعم السريع” منذ نحو عامين”.
وأفادت وكالة السودان للأنباء “سونا”، مساء الجمعة الماضية، بأن تلك الموافقة جاءت خلال اتصال هاتفي بين البرهان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيه المسؤول الأممي إلى القيام بهدنة إنسانية لتسهيل وصول الإغاثة لآلاف المحاصرين.
وأكدت الوكالة أن رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، وافق على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر، بهدف دعم جهود الأمم المتحدة والعمل على تسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين هناك.
فيما رحّب غوتيريش، بتعيين كامل إدريس، رئيسا للوزراء في السودان، مؤكدا دعمه جهود إكمال الانتقال المدني في البلاد.
في السياق نفسه، أكدت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، هبوط أول رحلة في مدينة دارفور السودانية ضمن جسر جوي يحمل مساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وأفاد مكتب منظمة الهجرة الدولية في بروكسل، مساء الجمعة الماضية، بأن تلك الطائرة هي أول رحلة جوية تحمل مساعدات إنسانية تهبط في دارفور، منذ اندلاع النزاع في البلاد في 15 أبريل/ نيسان 2023، بعد تعطل المطارات قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من إعادة تشغيل مطار نيالا لاستقبال العتاد العسكري.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب