أحسنت صُنعاً وزارة التربية والتعليم حينما وجهت للاحتفاء بذكرى استشهاد الشهيد القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي “طيب الله ثراه” إلى ندوة عن طوفان الأقصى وأبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وتأثيراتها على المنطقة، بعكس ما سمعت البعض يتهامسون عن أن الندوة خرجت عن نطاقها، بينما الواقع أن الندوة صبت في ذات الاتجاه الذي نادى به الشهيد، فلقد تبنى قضية فلسطين قولاً وعملاً، وبدأ بإعلان الصرخة التي حددت أعداء الأمة الفعليين وهم أمريكا والصهاينة، طبعاً هناك جهات أخرى مثل بريطانيا تدخل تحت مظلة أمريكا، أي أن الشهيد وجه البوصلة صوب الأعداء التاريخيين للأمة وللإسلام والمسلمين، وهم الذين لا يزالون إلى الآن يتآمرون على كل ما هو عربي وإسلامي، ويدعمُهم في ذلك المتخاذلون من الصهاينة العرب.
كانت الندوة فعلاً جيدة تطرقت إلى أهم القضايا التي تتصل بالعملية، فالدكتور الهبوب تطرق إلى مساوئ التطبيع والمساعي التي تحاول أمريكا من خلال هذه الفكرة أن تُجذرها في الواقع العربي من خلال تغيير المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما يتعلق بالجهاد والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كأساس للتمهيد لدولة الكيان الصهيوني كي تتزعم المنطقة باعتبارها واحة للديمقراطية كما يزعمون، أما الدكتور حمود عبد الله الأهنومي فلقد تحدث عن الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتطرق في محاضرته إلى أهمية تلك الأبعاد التي تطرقت إلى أن حضارة الغرب حضارة خاوية، خالية من القيم والأخلاق والثوابت الإيمانية وبالتالي مجردة من المعاني الإنسانية، وقال إن الموقف الغريب لدول الغرب المتمثل في تأييد دولة الكيان الصهيوني بصورة عمياء أدى إلى تجاهل آلاف الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين من النساء والرجال والأطفال والشيوخ وحتى الحيوانات، واعتبارهم خسائر بشرية طبيعية بينما يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسقوط ضحايا مدنيين مزعومين من الجانب الصهيوني، وكلها دلائل هامة تؤكد مصداقية تبني خطاب الجهاد الإسلامي في سبيل الله على أُسس قرآنية وضرورة خوض هذا الصراع برؤية إيمانية معتمدة على نواميس التدافع الحضاري الذي عبرت عنه الآية القرآنية الحكيمة في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) البقرة “من الآية151” وقوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدمت صوامع وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدٌ يُذكر فيها أسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج “من الآية 40”.
وأضاف الدكتور الأهنومي “لقد كان العدوان الوحشي الصهيوني على غزة تحدياً واضحاً للحضارة الإسلامية برمتها، واستهجن في هذا الجانب ردود أفعال بعض الدول العربية والإسلامية وعدم شعورهم بالدور الحضاري والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بعكس دول محور الجهاد والمقاومة فلقد مثلت أصدق تعبير عن الحضارة الإسلامية باستجابتها واندفاعها إلى مواجهة الهجمة الشرسة للكيان الصهيوني ومعه كل الغرب، مؤكداً أن حالات التطور المزعوم أعطب التفكير الحضاري لدى الكثير من العرب والمسلمين وأصابت رؤاهم بالضبابية المريعة، ففي حين يُظهر البعض أن قلوبهم مع غزة إلا أن سيوفهم تميل دوماً إلى الكيان الصهيوني، ناهيك عن الخذلان والتواطؤ والجُبن.
وأشاد الدكتور الأهنومي – في ختام محاضرته – بالدور المحوري الذي لعبته اليمن من خلال القيادة الثورية وقيادة الدولة اليمنية فلقد استطاعت أن تصل إلى عمق العدو الصهيوني إضافة إلى الموقف البطولي الكبير الذي أقحم البحر الأحمر في المعركة برؤية عظيمة وأفق إيماني واضح، كون الصراع معروف أنه صراع أزلي بين الحق والباطل، انتهى الاقتباس من الدكتور الأهنومي.
بقي أن نقول إن الندوة فعلاً مثلت توجهاً حقيقياً لترجمة أفكار وتوجهات الشهيد الكبير السيد حسين بدر الدين الحوثي وتلاقت في أفقه الإنساني مع توجهات الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله، وهنا لا بد أن نُدرك أهمية أن نستغل هذه المناسبات وأن نحولها إلى محطات لأخذ العبر والدروس من التاريخ وآلياته، وكم هو جميل أن نستفيد كثيراً من تركة الشهيد القائد الفكرية ومحاضراته في هذا الجانب فهي واضحة وضافية تُنير للأجيال طريق الأمن والسلام والحرية، وهذا هو المعيار الحقيقي للاحتفاء، والله من وراء القصد..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تدشين مبادرات النظافة في أمانة العاصمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي
الثورة نت /..
دشن أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، اليوم الثلاثاء، مبادرات النظافة والتوعية بمشاركة رسمية ومجتمعية، في إطار التحضيرات الجارية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي التدشين الذي أقيم بمديرية معين، أكد أمين العاصمة أن انطلاق مبادرات النظافة بمشاركة واسعة من المجتمع واللجان التطوعية وفرسان التنمية، يعكس سلوك وأخلاق المجتمع اليمني النابعة من هويته الإيمانية الأصيلة.
وأشار إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار التحضيرات الجارية بالأمانة لاستقبال أعظم وأهم ذكرى للمسلمين عامة واليمنيين خاصة، مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.. مشيداً بتميز الحملة من خلال التفاعل الواسع من مختلف الأطر الشعبية والرسمية والمبادرات المجتمعية.
ونوه أمين العاصمة بمستوى تحسن أعمال النظافة في مختلف المديريات خلال الفترة الماضية، ومدى الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على النظافة والمشاركة الفاعلة في الحملات.
وشدد على استمرار حملات النظافة لتعزيز المشاركة المجتمعية والوعي البيئي لدى المواطنين وتجنب الممارسات السلبية برمي المخلفات في الشوارع والأحياء والجزر الوسطية، والالتزام بإخراجها أثناء مرور سيارات النظافة في الأوقات المحددة.
وحث الجميع على اظهار العاصمة صنعاء بحلة بهيجة تليق بعظمة ذكرى مولد الرسول الأعظم في قلوب اليمنيين، وتجسد الاقتداء والارتباط الوثيق به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والسير على نهجه وسيرته العطرة.
من جهته، أشار المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين محمد شرف الدين إلى أهمية حملة النظافة والتوعية التي تنفذها الأمانة في مختلف المديريات بمشاركة مجتمعية واسعة بمناسبة ذكرى مولد خير خلق الله وسيد البشرية صلوات الله عليه وعلى آله.
ودعا جميع أبناء أمانة العاصمة إلى المشاركة الكبيرة في مبادرات النظافة في كافة الأحياء والحارات والشوارع، والحرص على أن تكون العاصمة في أبهى حلة وبما يليق بعظمة المناسبة الدينية الجليلة ويجسد حب اليمنيين لنبيهم الكريم.
فيما أشار مدير مشروع النظافة ابراهيم الصرابي إلى أن الحملة تهدف إلى تجسيد قيم الهوية الإيمانية للمجتمع اليمني من خلال الحفاظ على النظافة العامة، وترسيخها كثقافة ووعي لدى كافة المواطنين ومسؤولية مجتمعية.
وأوضح أنه قد خصصت للحملة نحو 300 معدة نظافة إلى جانب جميع عمال النظافة وفرق التوعية.. داعياً كافة المواطنين إلى الالتزام بإخراج المخلفات في مواعيدها المحددة أثناء مرور سيارات النظافة أمام منازلهم ومحلاتهم والحفاظ على المظهر العام.
شارك في الحملة وكيل الأمانة علي اللاحجي والوكيل المساعد سامي شرف الدين ومدير مديرية معين عبدالملك الرضي ومديرا المتابعة عبد الحليم السكري ومركز التوعية البيئية شرف الحمزي وحشد من المبادرات المجتمعية والمواطنين وعمال النظافة.