ما زلنا شياطين الإنس!
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
بدر بن علي الهادي
في أروقة العالم العربي، تتردد أصداء صرخاتٍ لا يسمعها أحد، وتتناثر دماء تُراق بلا حساب، في مشاهد تُعيد إلى الأذهان أزمنة الجاهلية الأولى، بشرٌ يقاتلون بعضهم البعض باسم الدين، والدين منهم براء، يستبيحون الأرواح، ويمزقون نسيج المجتمعات، بينما يدّعون أنَّهم حماة العقيدة وأوصياء الله على الأرض.
أين نحن من الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين؟!
أين ذهبت تعاليمه التي حرّمت الظلم وأعلت من شأن الإنسان؟ كيف تحوّلت الرسالة النبيلة إلى سيف يذبح الأبرياء، وإلى راية تُرفع فوق جماجم الضحايا؟ هل صار الدين مجرد ذريعة للقتل، أم أننا نشهد تحوّلًا شيطانيًا جعل الإنسان العربي أكثر وحشية من الشيطان نفسه؟
عندما يُصبح الإنسان أداة للشر، تُعرض أمامنا صورٌ ومقاطع تقشعر لها الأبدان (رؤوس مقطوعة، أجساد ممزقة، عيون يملؤها الرعب قبل أن تُطفأ للأبد. آباء يقتلون أمام أطفالهم، نساء تُغتصب وتُقتل ثم تُرمى جثثهن في الطرقات، أطفال يُسحلون ويُحرقون) بلا ذنب سوى أنهم وُلدوا في المكان الخطأ أو ينتمون للطائفة الأخرى، أي نوع من البشر هذا الذي يلتذ بتعذيب أخيه الإنسان؟ أي قلوب سوداء تلك التي لا تعرف الشفقة؟
ما نراه لم يعد القتل مجرد فعلٍ، بل أصبح طقسًا يُمارَس بتلذذٍ، كأن الدماء تحولت إلى مشروب مُسكر، وكأن صرخات النساء والأطفال أصبحت أنغامًا تُطرب الوحوش البشرية التي فقدت كل صلة بالإنسانية.
هنا لسنا بحاجة لإبليس ليُفسدنا؛ فقد تولّينا المهمة عنه، ما كان الشيطان ليبلغ هذا الحد من الشر حتى في أسوأ كوابيسه، هل أصبحنا نحن شياطين الإنس؟ هل تجاوزنا إبليس في إجرامنا؟
نعم، هناك أسباب سياسية واقتصادية وراء هذه الفوضى، وهناك أنظمة تغذي الكراهية، لكن ماذا عن الإنسان العادي؟ ماذا عن ذلك الجندي الذي يقطع رأس طفل وهو يبتسم؟ ماذا عن ذلك القائد الذي يأمر بقتل الأبرياء وكأنهم مجرد أرقام؟ هل كل هؤلاء مغسولو الدماغ، أم أن الشر متأصل في بعض النفوس؟
أصبحت الإنسانية تحت أقدام الجهل لذا نحن لا نتحدث هنا عن اختلاف العقائد، ولا عن صراعات سياسية تافهة يُديرها الكبار، ولا عن الإعلام المأجور الذي يروج للحقد؛ بل عن الإنسانية ذاتها التي تلاشت تحت أقدام الجهل.
لقد أصبح القتل مشهدًا مألوفًا، والموت مجرد رقم في نشرات الأخبار، أصبحنا نعيش في عالم تحوّلت فيه القيم إلى شعارات زائفة، والرحمة إلى ضعف، والعنف إلى بطولة.
السؤال الذي يطرح نفسه إلى أين نحن ذاهبون؟ هل يمكننا التراجع؟ أم أننا بلغنا نقطة اللاعودة؟ هل يمكن إحياء ما مات في قلوبنا من رحمة وإنسانية؟ أم أننا محكومون بالفوضى إلى الأبد؟
إن لم نستيقظ الآن، فربما يأتي اليوم الذي نترحم فيه على إبليس؛ لأنه سيكون أرحم من بعض البشر الذين تجاوزوه في الإجرام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عبادة:”هدفنا المحافظة على اللقب… ودعم الجماهير يجعلنا نشعر أننا نلعب في الجزائر”
خصّ مدافع المنتخب الوطني الجزائري، أشرف عبادة، الصفحة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بحوار قصير اليوم الخميس، عبّر فيه عن ارتياحه للمستوى الذي قدمه “الخضر” في دور المجموعات من بطولة كأس العرب التي تقام بقطر، مؤكدًا أن التأهل إلى الدور ربع النهائي كان مستحقًا بعد مشوار قوي أمام منتخبات وصفها بـ“المحترمة” على غرار السودان، البحرين والعراق.
وقال عبادة إن اللاعبين يدركون تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مشيرًا إلى أن المجموعة دخلت المنافسة بعزيمة كبيرة وإصرار واضح على الدفاع عن اللقب العربي.
وأضاف:”تلقينا هدفًا واحدًا فقط في دور المجموعات، وقد كنا أفضل دفاع في المسابقة، وهذا يعود لخبرة اللاعبين وللعمل الكبير الذي نقوم به في التدريبات”.
ونفى المدافع أن يكون تألقه في البطولة مجهودًا فرديًا، مؤكّدًا أن سرّ ظهوره الجيد هو “روح المجموعة القوية” التي تميز تشكيلة “الخضر”، مضيفًا:”من الرائع أن ألقى هذا الاعتراف، لكن كل اللاعبين يستحقون الإشادة”.
وعن دعم الجماهير، عبّر عبادة عن امتنانه الكبير للمناصرين الذين رافقوا المنتخب في قطر:”شكرًا للجمهور الجزائري على دعمه الكبير. أحيانًا نشعر أننا نلعب داخل الديار وليس خارجها، وهذا يمنحنا طاقة إضافية”.
وختم المدافع تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف واضح ولا يقبل التأويل:”نسعى للتتويج والمحافظة على اللقب… وسنبذل كل ما لدينا لتحقيق ذلك”.