مصر ترفض عودة الانتداب البريطانى لقطاع غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
كشفت مصادر عربية رفيعة المستوى، أمس، عن رفض مصر قطر وتركيا تعيين رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير حاكمًا على قطاع غزة. وكثفت القاهرة اتصالاتها على المستويين الإقليمى والدولى لإقناع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإلغاء تعيين «بلير».
وتواصل مصر جهود الوساطة بين جميع الأطراف، مشددة على أن الحل السياسى الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف وإنقاذ السلام فى منطقة الشرق الأوسط وأجرت اتصالات مكثفة مع مسئولين دوليين لتأمين دعم سياسى واقتصادى لأى اتفاق محتمل، مع التركيز على توحيد الصف الفلسطينى الداخلى.
تأتى هذه التحركات فى الوقت الذى تسعى فيه القاهرة إلى وحدة القرار الفلسطينى لمواجهة المخططات الصهيونية لنسف اتفاق السلام ووقف الإبادة الجماعية بقطاع غزة وسد الذرائع عن حكومة بنيامين نتنياهو الذى يسعى للعودة للحرب لإنقاذ حكومته من الانهيار.
وانطلقت فى وقت سابق جولة جديدة من اجتماعات الفصائل الفلسطينية، بدعوة مصرية وبرعاية من رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، وأجرت الفصائل الفلسطينية مباحثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ومجلس السلام ضمن خطة «ترامب». وذلك بالاضافة إلى القضايا الشائكة المتعلقة باليوم التالى للحرب وبينها إدارة القطاع، وسلاح المقاومة والتعامل مع فكرة القوة الدولية التى يفترض أن تنتشر فى غزة فى إطار الخطة الأمريكية.
وشارك فى الاجتماعات وفد رئاسى بقيادة حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطينى ومدير المخابرات ماجد فرج ووفود من حماس، والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية، والمبادرة الوطنية، والقيادة العامة، إلى جانب التيار المحسوب على القيادى من حركة فتح محمد دحلان.
وأشادت الأوساط الفلسطينية بالدور المصرى البطولى لإجهاض التهجير والحفاظ على القضية الفلسطينية ونجاح المسئولين فى توافق أولى بين السلطة وحركة حماس حول تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة غزة فى المرحلة الانتقالية.
وشددت حركة حماس على أن حضورها إلى القاهرة يهدف إلى دعم توافق وطنى شامل، نافية سعيها لتولى إدارة القطاع منفردة. وأكدت حركة الجهاد التزامها بخيار المقاومة السياسية والعمل المشترك، ورحبت الجبهة الشعبية بجهود مصر معتبرة أن الوحدة الفلسطينية هى مفتاح الاستقرار.
ويواصل الاحتلال انتهاكاته المتقطعة لاتفاق السلام فى غزة فيما يسعى لالتهام ما تبقى من الضفة المحتلة بموافقة الكنيست على ضم بعض مناطق السلطة الفلسطينية ما يهدد حل الدولتين.
وطالب وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير بإعدام الأسرى الفلسطينيين وكشف مقطع فيديو صادم للوزير الصهيونى وهو يقتحم سجن «نوتشافوت»، موجهًا خطابًا حادًا للأسرى وداعيًا إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم.
وبدا «بن غفير» متفاخرًا أثناء حديثه للأسرى المتكدسين داخل الزنزانة، قائلًا لهم: «الكل يجلس على الأرض كما يجب». وأظهرت اللقطات الأسرى مقيدين يجلسون على الأرض فى ظروف مهينة وقاسية، فى حين يوجه إليهم بن غفير تهديدات مباشرة، مشيرا إلى حرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية. وقال ساخرا: «لن تحصلوا على الشوكولاته، المربى، التلفاز، والراديو»، مؤكدا أن كل شىء بسيط انتزع منهم عمدًا.
ورفضت حركات المقاومة الفلسطينية التنكيل بالأسرى وطالبت والمؤسسات المختصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف الزيارات إلى سجون الاحتلال الإسرائيلى فورا، فى ظل تصاعد الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين.
ووجهت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ونادى الأسير الفلسطينى، وهيئة شئون الأسرى والمحررين، والحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين، برسالة عاجلة إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبوليارتش إيغر، طالبت فيها بـاستئناف فورى للزيارات إلى السجون الإسرائيلية التى يحتجز فيها المعتقلون الفلسطينيون.
وأكدت المؤسسات فى رسالتها الأوضاع الخطيرة والمتدهورة للمعتقلين الفلسطينيين خلال العامين الماضيين، والتى تشمل التجويع الممنهج، والإهمال الطبى المتعمد، والتعذيب الجسدى والنفسى، والاغتصاب والعنف الجنسى، والحرمان من الحقوق الأساسية المكفولة بموجب القانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان. وقد أدت هذه الجرائم إلى استشهاد ما لا يقل عن 80 معتقلًا فلسطينيًا أثناء احتجازهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: س الأمريكى دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية تدعم إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة محلية لإدارة غزة
الفصائل الفلسطينية تدعم إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة محلية لإدارة غزة
أكدت الفصائل الفلسطينية على ضرورة دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والصحية كافة، وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين.
وأكدت الفصائل في بيان بعد اجتماعها في العاصمة المصرية القاهرة الجمعة، أنه يجب تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين "التكنوقراط"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأطراف العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل.
وطالبت بـ"اتخاد جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في كافة أرجاء القطاع"، مؤكدين على أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار.
ودعت إلى إنهاء كافة أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مؤكدة أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولوياتنا حتى نيل حريتهم.
وأشارت إلى مواصلة العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكافة القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بحيث تضم مكونات شعبنا الفلسطيني وقواه الحية كافة.
وجاء اجتماع الفصائل بدعوة من مصر، استكمالا لجهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا لوقف الحرب على غزة ومعالجة تداعيتها، وآخرها نتائج قمة "شرم الشيخ للسلام" في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، للبحث تطورات القضية الفلسطينية ومناقشة المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب لوقف الحرب على قطاع غزة، وذلك في إطار التمهيد لعقد حوار وطني شامل لحماية المشروع الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفا وطنيا موحدا ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة والمصير ورفض أشكال الضم والتهجير كافة في قطاع غزة والضفة والقدس.
وأدانت مصادقة برلمان الاحتلال بالقراءة التمهيدية على قانون "تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية" واعتباره عدوانا خطيرا على الهوية والوجود الفلسطيني، مثمنين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف هذا التحرك، ووعده بعدم تكراره.