مسؤول صحي بغزة: سوء التغذية يقتل 154 طفلا ويهدد حياة 51 ألفا آخرين
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تصاعد تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام، لتشمل فئات المجتمع كافة، وفي مقدمتها الأطفال الذين يواجهون أوضاعا غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية والحرمان من الرعاية الصحية الأساسية.
وفي حديثه للجزيرة، وصف المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي واقع الأطفال في غزة بأنه "مؤلم إلى حد يفوق التصور"، مؤكدا أن الأرقام المسجلة تعكس حجما مرعبا من الانتهاكات التي طالت الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني.
وبيّن المجدلاوي أن 154 طفلا توفوا في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية، في حين يخضع أكثر من 51 ألف طفل للعلاج في المراكز الصحية والمستشفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ونقص الغذاء.
وأضاف أن كل يوم خلال العدوان كان يشهد فقدان 77 طفلا أحد والديهم، مما يجعلهم أيتاما في ظل غياب أدنى مقومات الحياة، مشيرا كذلك إلى تسجيل 16 حالة إجهاض يوميا نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية للنساء الحوامل.
استشهاد أكثر من ألف رضيعوكشف عن أن العدوان تسبب أيضا في استشهاد 1015 طفلا رضيعا تقل أعمارهم عن 6 أسابيع، إلى جانب مقتل 450 جنينا في بطون أمهاتهم، موضحا أن أكثر من 12 ألف حالة إجهاض سُجلت منذ بدء الحرب بفعل الظروف القاسية وانعدام الخدمات الصحية.
وتابع المدير العام لجمعية العودة الصحية أن نحو 500 ألف طفل في غزة للعام الثاني على التوالي بلا تعليم، بعد تدمير المدارس أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين، مما يجعل مستقبلهم التعليمي في مهب الريح.
كما أشار إلى أن 40 ألف طفل دون عام واحد يحتاجون يوميا إلى الحليب، في حين يبلغ عدد الأطفال المحتاجين له 107 آلاف، غير أن الكميات المتوفرة لا تكفي، وإن وُجدت، فإنها تُباع بأسعار مرتفعة تفوق قدرة معظم العائلات المنكوبة.
ولفت المجدلاوي إلى أن هذه الكارثة لا تقتصر على الجانب الغذائي فحسب، بل تمتد إلى الأوضاع النفسية والاجتماعية، حيث يعاني الأطفال من اضطرابات شديدة نتيجة مشاهد القتل والإصابة والدمار التي يعيشونها بشكل يومي منذ بدء العدوان.
إعلانوشدّد على أن الأطفال في غزة يحتاجون إلى تدخلات عاجلة في مجالات الدعم النفسي والاجتماعي، لمساعدتهم على تجاوز آثار الخوف والصدمة التي تلاحقهم في حياتهم اليومية، مؤكدا أن هذا الدعم بات جزءا أساسيا من أي خطة إنقاذ إنسانية.
خطة شاملة لمعالجة الآثاروفي حديثه عن المطلوب دوليا، أكد المجدلاوي أن وقف العدوان وحده لا يكفي، داعيا المجتمع الدولي إلى تبني خطة شاملة لمعالجة آثار المأساة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في غزة.
وقال إن نحو 5200 طفل جريح يحتاجون إلى إجلاء طبي فوري إلى خارج القطاع لتلقي العلاج، لأن الإمكانات الطبية المحلية غير قادرة على تلبية احتياجاتهم، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالكامل.
كما طالب بتوفير مراكز إيواء آمنة للعائلات التي تضم أطفالا، حتى يشعروا بأنهم في بيئة قادرة على حمايتهم وتوفير الأمان النفسي لهم بعد شهور من الرعب والنزوح المستمر.
وشدد على ضرورة الإسراع في إعادة تأهيل المدارس وتجهيزها لاستقبال أكثر من نصف مليون طالب، بما يضمن استئناف التعليم وتعويض الفاقد الدراسي خلال العامين الماضيين جراء الحرب والحصار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليونيسف تحذر من ضياع جيل كامل مع انهيار قطاع التعليم في غزة
حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيجبيدير، من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث يشهد نظام التعليم حالة انهيار بعد عامين من الحرب.
وقال بيجبيدير في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا اليوم السبت، هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس، مضيفا إذا لم نبدأ انتقالا حقيقيا لجميع الأطفال في فبراير، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع.
وأشار إلى أنه مع سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الجاري، تمكنت يونيسف وشركاؤها في قطاع التعليم من إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة.
يشار إلى أن 20 ألفا و58 طالبا استُشهدوا و31 ألفا و139 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية.
اقرأ أيضاً«اليونيسف»: الوضع الإنساني في غزة كارثي.. والسكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى
«اليونيسف» تدعو إلى سرعة دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة
اليونيسف تحذر: تصعيد العمليات العسكرية في غزة سيضاعف من معاناة الأطفال