بوابة الوفد:
2025-11-16@03:10:43 GMT

الجشع ليس سببًا

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

أتابع معظم البيانات الرسمية التى تصدر من الجهات المختصة حول ضبط السوق ومتابعة الأسعار، ولكن فى كل مرة يقع تحت يدى أحد تلك البيانات أتساءل: أين ما أقرأه من الواقع؟، المواطن يسأل وما زال يسأل، أين المسئولون من زيادة الأسعار بشكل متسارع؟ ربما كانت الأزمة الروسية الأوكرانية سببًا وراء تحريك الأسعار عالميًا قبل محليًا، ولدى معظمنا أصدقاء وأقارب فى كل دول العالم، ونسمع ونقرأ ما يكتبونه على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعى عن موجة الغلاء، وخصوصًا للمنتجات البترولية أو الطاقة عمومًا، ما يترتب عليها من زيادات فى أسعار المنتجات الأخرى، والتى تدخل تحت بند زيادة أسعار النقل والشحن، وبالطبع نحن حاليًا نعيش مرحلة السوق العالمى المفتوح والكل يتأثر بمجريات الأحداث، إضافة إلى حالة الكساد والتضخم الذى يعانى منه الاقتصاد العالمى عامة ما قبل الأزمة الروسية الأوكرانية.


ولكن، أعود فأقول، خلال متابعتى لتصريحات المسئولين، فإننى أتوقف مندهشًا أمام بعض التصريحات، مثل تلك التى تقول إننا فى طريقنا لتحقيق الاكتفاء الذاتى من منتج ما، وسبب تعجبى واندهاشى هو أننا نسمع كل يوم سعرًا يخالف ما سبقه من سعر، لدرجة أصبحت نغمة المواطن اليومية عن أى سلعة قوله: سعرها كام «النهارده»؟ بل إن الغريب أن السلعة نفسها لها أكثر من سعر، ولو بحثت عنها من مصادر موثوقة فإنك تجد سعرًا آخر، فلنأخذ مثالًا البيض لا يمكن أن ترى سعرًا موحدًا لسعر كرتونة البيض، وعندما تتساءل تجد المبرر لذلك أن البيض أنواع، ولكل منها سعر، وتتعجب أكثر عندما تجد أن السعر مختلف أيضاً لنوع معين، لتجد المبرر أنه أحجام مختلفة ولكل حجم ثمن، فتأتى له بكرتونة مثل ما يبيعه لتثبت له أن سعره مغالى فيه، ليكون الرد الصادم «إحنا بنبيع كده عاجبك اشترى، مش عاجبك مش عايزين وجع دماغ» وقتها أنظر يمينًا وشمالًا، لأجد وللأسف كل السلع مثل كرتونة البيض، أسعار مختلفة ومتفاوتة، سواء سعر اللحمة ما بين محل جزارة أو آخر أو حتى المعلبات، فما تشتريه من هنا يختلف سعره عن مكان آخر!
ربما البعض يقول إنه جشع تجار وبائعين لا يراعون ضمائرهم فى بيع السلع ويغالون فى هامش الربح لهم، ولكن السؤال الأهم من ترك لهم حرية وضع السعر؟ وتجد أيضاً من يرد عليك قائلًا: السوق منافسة وعرض وطلب، ثم تعاود فتتساءل: وهل معنى هذا أن يضع كل واحد سعرًا حسب رغبته؟ ليكون الرد: أنت تعيش سوقًا عالمية مفتوحة، هنا تقف مع نفسك وتقول: المفهوم الأصح للسوق العالمية المفتوحة أن تكون أسعار السلع موحدة فى كثير من البلاد، وليس أن يكون كل تاجر له حرية وضع سعر ما حسب طريقة بيعه.
أما أكثر ما يدهشنى فهو تلك المناشدات التى تظهر كل فترة وأخرى تطلب من المستهلك الاتصال بجهة ما لو واجهته صورة من التلاعب فى الأسعار! كيف يتصل وكل الأسعار على أرض الوقع تقول إنها مختلفة، وهل من ضمن مهام القائمين على ضبط السوق تحديد الأسعار أم مهمتهم فقط هى جودة السلع؟
اختلاف السلع يجعل السوق الموازية «السوداء» لكل السلع فى حالة نشاط دائم، سواء بالمنع وتجفيف السوق ثم ارتفاع السعر، ولى ولغيرى سؤال معين: لماذا نرى أزمات متتالية لسلع مختلفة «أرز، سكر، زيت، سجائر، بيض، وغيره» ثم بعد فترة تخرج التصريحات لتعلن سعرًا معينًا للسلع التى حدثت عليها أزمة ما وضرورية للمواطن، ولماذا كل هدا التأخير حتى تصبح السلعة بسعرها الذى أصبح واقعًا ولن يعود لما سبق، أين من يتقاضون مرتبات من الدولة ووظيفتهم الأساسية هى ضبط السوق؟
الخلاصة أن الأسعار وزيادتها غير المبررة تحتاج إلى رقابة صارمة من الدولة وأجهزتها، وليس لبيانات تتنافى مع الأسعار التى تأخذ مؤشر الصعود دون هبوط أو حتى ثبات أو دعوات المقاطعة لسلعة ما أو حتى البحث عن بديل، أو فلتتنقل عزيزى المستهلك ما بين المحلات لتشترى أرخصها وأنت المستفيد!
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البيانات الرسمية الجهات المختصة الأسعار البيانات زيادة الاسعار الأزمة الروسية الأوكرانية دول العالم السوق متابعة الاسعار

إقرأ أيضاً:

حماس تعزز سيطرتها على غزة وتفرض رسوما على بعض السلع المستوردة

قال سكان في غزة إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على القطاع من خلال إدارة الأمور، بدءا من تنظيم أسعار الدجاج إلى فرض الرسوم على السجائر، وذلك في وقت تتبلور فيه ببطء خطط أمريكية لمستقبل الجيب الصغير مما يزيد من شكوك منافسي الحركة حول ما إذا كانت ستسلم الإدارة كما تعهدت.

بعد بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، استعادت حماس سريعا سيطرتها على المناطق التي انسحبت منها إسرائيل وأعدمت عشرات الفلسطينيين الذين اتهمتهم بالتواطؤ مع إسرائيل أو بالسرقة أو جرائم أخرى.

وتطالب القوى الأجنبية الحركة بإلقاء سلاحها والانسحاب من حكم القطاع لكنها لم تتفق بعد على البديل.

ويقول عشرات من سكان غزة حاليا إنهم يشعرون بشكل متزايد بتولي حماس السيطرة بطرق أخرى. وقال 10 من السكان، ثلاثة منهم تجار على دراية مباشرة بالأمر، إن السلطات تراقب كل ما يدخل للمناطق الخاضعة لسيطرة حماس، وتفرض رسوما على بعض السلع التي يستوردها القطاع الخاص مثل الوقود والسجائر، وتفرض غرامات على التجار الذين يبيعون البضائع بأسعار أعلى من ثمنها.

وقال إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن التقارير عن فرض حماس ضرائب على السجائر والوقود غير دقيقة، نافيا رفع الحكومة للضرائب.

* محلل: حماس ترسخ وجودها

قال الثوابتة "لم يتم حتى الآن تشغيل الوزارات والمؤسسات الحكومية بكامل طاقتها، بل يتم فقط تسيير الأعمال في الجوانب الإنسانية والخدماتية العاجلة، مثل الصحة والتعليم والبلديات والخدمات الحياتية الأساسية للمواطنين".

وأضاف "تُبذل جهود حثيثة لضبط الأسعار وتنظيم حركة البيع والشراء بما أمكن".

وأكد استعداد حماس لتسليم السلطة إلى إدارة تكنوقراط جديدة، قائلا إن ذلك يهدف إلى تجنب الفوضى في غزة.

وتابع قائلا "الحكومة في قطاع غزة جاهزة تماما لتسليم المهام للإدارة الفنية الجديدة متى ما تم الاتفاق على آليات التنفيذ... هدفنا أن تتم عملية الانتقال بسلاسة تحفظ المصلحة الوطنية وتضمن استمرار الخدمات العامة دون انقطاع".

وقال حاتم أبو دلال صاحب أحد المراكز التجارية في غزة إن الأسعار مرتفعة بسبب قلة البضائع الواردة إلى غزة. وأضاف أن ممثلي الحكومة يحاولون إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد من خلال جولات ميدانية وتفقد البضائع وتحديد الأسعار.

قال محمد خليفة، الذي كان يتسوق في مخيم النصيرات بوسط غزة، إن الأسعار متغيرة باستمرار رغم محاولات تنظيمها. وأضاف "طبعا زي البورصة، كل شوية بحال... وغلاء طبعا، ولا دخل، وظروف صعبة، وحياة صعبة، ودخلين على ظروف شتاء".

وبموجب المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، بدأ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر تشرين الأول وأطلق سراح آخر الرهائن الأحياء الذين اقتيدوا لغزة خلال هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل.

وتدعو خطة ترامب إلى تأسيس سلطة انتقالية ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات ونزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.

لكن مصادر متعددة أخبرت رويترز هذا الأسبوع أن احتمالية تقسيم غزة بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها حماس صارت مرجحة بشكل متزايد، مع استمرار انتشار القوات الإسرائيلية في أكثر من نصف مساحة القطاع وتعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة ترامب.

ويعيش جميع سكان غزة تقريبا، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، في مناطق تسيطر عليها حماس التي تولت حكم القطاع من السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، وحركة فتح في عام 2007.

وقال غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن للأبحاث، إن إجراءات حماس هدفها أن تظهر لسكان غزة والقوى الأجنبية على حد سواء أنه لا يمكن تهميشها.

وقال العمري "كلما انتظر المجتمع الدولي، كلما ترسخ وجود حماس".

حركة حماسقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أسعار السجائر اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025.. قائمة كاملة مع التبغ المسخن
  • الغرف التجارية: الرصيد الاستراتيجي للسلع الغذائية تجاوز 6 أشهر
  • ترامب يتراجع عن التعريفات على أكثر من 100 سلعة غذائية
  • 5 سيارات اقتصادية في السوق المصري.. الأسعار
  • تنسيقات البضائع واحتكار التجار يعمّقان جراح غزة الاقتصادية
  • أسعار الدواجن والبيض بأسواق الوادي الجديد
  • استقرار أسعار الخضر والفاكهة بأسواق الوادي الجديد
  • حماس تعزز سيطرتها على غزة وتفرض رسوما على بعض السلع المستوردة
  • أسعار الخضر والفاكهة بأسواق الوادي الجديد
  • عيار 21 بـ 5515 جنيها.. أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس