دور الإمارات في اليمن.. غزو صامت تحت غبار الذهب..كيف تستخدم الإمارات الصراع في أبين وحضرموت كغطاء لنهب الكنوز النادرة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
ثروات اليمن المنهوبة تمول اقتصاد المشيخة بتواطؤ عملاء الاحتلال
في الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، تسبب بها عدوان غاشم طيلة عقد من الزمن ولا يزال، ومعه تفتح جبهة أخرى لا تقل خطراً عن الحرب والسلاح؛ إنها جبهة النهب الاقتصادي الممنهج الذي تمارسه أبوظبي في المناطق المحتلة الخاضعة لسيطرتها جنوب وشرق البلاد، تحت غطاء المشاريع الإنسانية تارة، ومحاربة الإرهاب تارة أخرى.
الثورة/ مصطفى المنتصر
من المفترض أن تكون جبال حضرموت ووديان أبين ومناجم الذهب في تينك المحافظتين اليمنيتين كنوزاً تخرج اليمن من أزمته، لكنها اليوم تحولت إلى مسرح لعمليات استنزاف ونهب منظم يقودها الاحتلال الإماراتي بأذرع ومليشيات عسكرية محلية تحت لافتة «التحالف».
خبراء في الجيولوجيا والاقتصاد يؤكدون أن المناطق الخاضعة للنفوذ الإماراتي تحتضن بعضاً من أغنى مكامن الذهب في الجزيرة العربية، منها مواقع تصل فيها نسبة الذهب إلى 35 جراماً في الطن الواحد، وهي نسبة تصنف عالمياً كـ»كنز استثنائي». وهذه الحقيقة وحدها كافية لتفسير سبب احتدام الصراعات المصطنعة في أبين وشبوة وحضرموت، حيث يستخدم القتال كغطاء للنهب.
أبين.. الذهب تحت النار
في محافظة أبين، وتحديداً في نطاق سد حسان، تدور معارك متقطعة بين مليشيات «الانتقالي الجنوبي» المدعومة إماراتياً وتنظيمات متطرفة، غير أن مصادر ميدانية تؤكد أن تلك الاشتباكات ليست سوى ستار دخان يخفي نشاطاً محموماً لاستخراج ونقل الذهب من مواقع محظورة الدخول إليها.
“المعركة هنا ليست بين الانتقالي والقاعدة، بل بين الحقيقة والتعتيم”، حيث يقول أحد أبناء المنطقة. “كلما اقترب أحد من موقع التعدين، تغلق الطرق بحجة الأمن” بهذه الطريقة، تدار حرب صامتة لا تسمع فيها أصوات الرصاص بقدر ما يسمع صدى الحفارات، في حين يمنع الإعلام والمواطنون من الاقتراب، وتختطف السيادة الوطنية باسم مكافحة الإرهاب.
حضرموت.. الذهب الأصفر والذهب الأبيض
في الشرق، تتكرر القصة ذاتها وبذات الأدوات والتشكيلات، ففي حضرموت، حيث النفوذ الإماراتي الأوسع، تتواصل عمليات النقل والتصدير غير المعلن للذهب الخام، بحسب ما كشفت عنه تقارير إعلامية سابقة والتي أشارت إلى أن سبعة مناجم في وادي مدن وحده تنتج ما يقدر بـ 114 طناً سنوياً من الذهب المنهوب، دون أن تسجل أي إيرادات لصالح اليمن.
وفي نوفمبر الجاري، أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية اكتشاف معدن الإسكانديوم النادر المعروف بـ»الذهب الأبيض» في بروم ميفع وحجر، وهو عنصر يستخدم في الصناعات الفضائية والعسكرية، ومع هذا الاكتشاف، تصاعدت المخاوف من تكرار سيناريو النهب ذاته، حيث أطلقت مصادر محلية تحذيرات من “تحركات مشبوهة” لشركات مرتبطة بالإمارات في مناطق الاكتشاف الجديدة.
النهب كعقيدة سياسية
ما يجري في اليمن ليس حالة منفصلة، بل جزء من عقيدة إماراتية ومشروع نهب واستنزاف مترامي الأطراف تقوم على استثمار الفوضى ونهب الموارد للعديد من الدول العربية والإسلامية والأفريقية، ففي السودان، مثلاً، كشفت تقارير أممية أن ما يصل إلى 80% من الذهب السوداني يهرب إلى الإمارات، وأن عائداته تستخدم لتمويل الصراعات المسلحة هناك.
المشهد نفسه يتكرر في اليمن؛ الصراعات الموجهة تدار في مناطق غنية بالذهب، والتمويل يأتي من نفس الجهة التي تشتري الذهب المهرب وتعيد تصديره من دبي تحت غطاء التجارة الحرة، فبهذا السلوك الإجرامي، تصبح الإمارات تاجر الحرب ووسيط الثروة في آن واحد وبذات الأدوات التي تنسق فيما بينها من أجل خدمة المشاريع والأهداف الخارجية التي تمول المليشيات بالمال والسلاح، ثم تستحوذ على ما تبقى من موارد البلاد.
شعب جائع ووطن ينهب
في مقابل هذه الثروات المنهوبة، يعيش ملايين اليمنيين على حافة الجوع في الوقت الذي تنهب فيه ثرواتهم على مرأى ومسمع ممن يتحكمون بشؤون البلاد والمكلفين من الدول التي تتولى عملية النهب والعبث والتدمير بمقدرات الوطن، فالذهب الذي كان يمكن أن يبني المدارس ويشغل المصانع ويغذي ملايين الجياع، يستخدم اليوم لتمويل صفقات السلاح والمليشيات وينمي اقتصاد دول ليس لها أي حق في هذه الثروات سوى أنها مشيخة تتعيش على موارد غيرها من الشعوب المنهكة.
الصمت الدولي والتواطؤ
ورغم حجم الأدلة والمخاطر، يظل المجتمع الدولي صامتاً أمام ما يمكن وصفه بـ»الاستعمار الاقتصادي الحديث»، فبينما تنفق الإمارات الملايين على حملات العلاقات العامة لتجميل صورتها كـ»داعم للاستقرار»، فإنها في الواقع تؤسس لاقتصاد ظل يعتمد على نهب ثروات الشعوب المضطهدة في اليمن والسودان وأفريقيا.
تحقيقات سويسرية وأممية سابقة أكدت أن دبي أصبحت مركزاً عالمياً لتجارة «ذهب الدم»، أي الذهب القادم من مناطق النزاعات، وهو ما يجعل من الصعب إنكار دورها في المنظومة التي تمول الفوضى.
حرب بلا بنادق
إن ما يجري في اليمن اليوم ليس حرباً من أجل ما يسمى الشرعية ولا الانفصال، بل حرب ذهب تدار بأدوات ومليشيات محلية وبتوجيه خارجي، تسعى لتكريس نفسها واليا على ثروات ومقدرات اليمن وبات الدم اليمني الغطاء الأمثل لتهريب الذهب، والفوضى هي الجدار الذي يخفى وراءه احتلال ونهب صامت، وما لم يكسر هذا الصمت وتستعاد السيادة على كل شبر من تراب هذا الوطن، فإن اليمن سيترك فقيراً فوق أرض غنية، يمتلك الذهب ولا يملك حق الحياة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
كيف تحوّل ملفوف بسيط إلى أحد أكثر الكنوز شهرة في المدينة المحرمة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غالبًا ما تمتلك المتاحف الكبرى قطعة واحدة ضروريّ مشاهدتها، وتجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم، مثل لوحة "الموناليزا" في متحف اللوفر، وحجر رشيد في المتحف البريطاني، و"الليلة المرصّعة بالنجوم" في متحف مودرن آرت. أما متحف القصر الوطني في العاصمة التايوانية، تايبيه، فقطعته الشهيرة أبسط قليلًا: الملفوف اليشمّي.
تبدو التحفة المنحوتة من اليشم الأبيض والأخضر حقيقية جدًا، كأنها قُطفت للتو من الحقل وما تزال مبلّلة بندى الصباح. تتوارى في أوراقها الخضراء حشرات الجراد والكاتيديد، واستخدم النحات "المجهول" العيوب الطبيعية للمادة لخلق وهم القواعد التي تمتد على طول الساق.
تستقر التحفة على قاعدة خشبية، ويبلغ ارتفاعها نحو 19 سنتمترًا فقط، وتتمتّع بشهرة كبيرة لدرجة أنها تحتل قاعة عرض خاصة بها. وحتى أنّ المتحف يُعلن عن الأيام التي ستكون فيها القطعة في "رحلات عمل"، أي عند استعارتها أو عرضها في مكان آخر، حتى لا يشعر الزوار بخيبة أمل.
يشير الصف الطويل من الناس المنتظرين لالتقاط الصور، إلى أنّ كثرًا يأتون لمشاهدة هذه التحفة تحديدًا. ويقول بعض الزوار أنّ التحفة لا تبدو بهذه الحيوية في الصور، لكنها تصبح أكثر جاذبية عند رؤيتها تحت الضوء الطبيعي.
غالبًا ما يُلقّب الملفوف بـ"الكنز الوطني" لتايوان، رغم أنه لم يُعترف به رسميًا ككنز وطني. تظهر صورته على البضائع، وتحوّل إلى ألعاب محشوة ونماذج مقلّدة، سواء في متجر المتحف أو خارجه.
ويُعد الملفوف، إسوة بمعظم مقتنيات المتحف، تحفة إمبراطورية كانت تُعرض في المدينة المحرمة ببكين، قبل أن تُنقل إلى تايوان خلال الحرب الأهلية الصينية. ورغم أن المتحف التايواني ليس الوحيد الذي يملك هذه التحفة، فمتحف القصر في بكين، ومتحف تيانجين لديهما أيضًا ملفوفات منحوتة من اليشم، ويملك المتحف التايواني ذاته نموذجين آخرين.
لماذا نالت هذه الملفوفة شهرة عالمية؟أوضحت هسو يا-هوي، أستاذة تاريخ الفن في جامعة تايوان الوطنية، أن ألوان اليشم المتلألئة وتقنية النحات العالية، تميّز هذه القطعة. وقد تُعزى شعبية الملفوف أيضًا إلى الرمزية التي يُنسب إليها. إذ يحتمل أن يكون جزءًا من مهر قُدم إلى الإمبراطور جوانغشو من قِبل إحدى الملكات في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ويرمز للنقاء الأنثوي والخصوبة والوفرة.
لكن شكّك بعض المؤرخين في الاعتقاد السائد بأنّ الجراد يرمز إلى الأطفال، أو حتى في كون التحفة كانت مهرًا، إلا أن الفكرة جذبت خيال الناس. وقالت هسو يا-هوي: "الأماني الطيبة المضمّنة في التحفة مهمة جدًا".
بعض الأدلة التاريخيةبعد سقوط سلالة تشينغ في العام 1912، اكتُشف الملفوف اليشمّي في وعاء ملون داخل المدينة المحرمة، وعُرض لاحقًا في متحف القصر ببكين، وحقّق نجاحًا كبيرًا لا سيّما بعدما قرّر المسؤولون عرضه من دون الوعاء لجعله أكثر جاذبية.
في ثلاثينيات القرن الماضي، وخوفًا من مصادرة الكنوز من قبل الجيش الياباني، نُقلت العديد من التحف إلى مدن أخرى، وأحيانًا خبأت في معابد وكهوف. وبعد انتصار الشيوعيين، أُرسلت آلاف القطع إلى تايوان، ضمنًا الملفوف، لتصبح جزءًا من متحف القصر الوطني في تايبيه عند افتتاحه في العام 1965. وفي العام 1968، أصدرت تايوان طابعًا بصورته طُبع 3.5 مليون مرة، ما زاد شهرته.
يُعد الملفوف أحد "الكنوز الثلاثة" للمتحف، إلى جانب حجر على شكل لحم ووعاء ماو كونغ تينغ، ويطلق المرشدون على الثلاثي أحيانًا اسم "قدر الملفوف واللحم" لجذب الزوار.
ويرى بعض الخبراء أن التحفة ليست فريدة جدًا من حيث الحرفية، كما أن غياب السجلات عن صانعها أو مالكها يجعل تاريخها غير واضح، ما أدى إلى تصنيفها أثرًا ذات قيمة كبيرة وليس كنزًا وطنيًا رسميًا بحسب وزارة الثقافة التايوانية.
وتُعد شهرة الملفوف سيفًا ذو حدين، إذ يركز الجمهور كثيرًا عليه، ما يصعّب الترويج للمعروضات الأخرى.
الاحتفال بالذكرى المئويةيحرص متحف القصر الوطني على حماية تحفه الثمينة، ومن بينها الملفوف اليشمّي، الذي يُعرض في خزانة زجاجية محصّنة ومثبت بحبال لتجنب أي حركة مفاجئة، خصوصًا أنّ تايوان معرّضة للزلازل. وعند نقله، يوضع في صندوق خشبي مع مواد حماية، ويرافقه الشرطة وموظفو المتحف.
نادراً ما يُعير المتحف التحفة إلى الخارج، وتعود آخر مرة أقدم فيها على ذلك إلى العام 2014، في اليابان.
تُستخدم أحيانًا الإعارات لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، كما حصل مع جمهورية التشيك في أغسطس/آب، حيث أُرسلت التحفة مع أكثر من 130 قطعة أخرى، احتفالًا بـ مرور 100 عام على تأسيس المتحف، لكن نتيجة ذلك تلقت الحكومة تهديدات مجهولة، إلا أنها عملت مع السلطات التشيكية على تعزيز الأمن، ولا يزال المعرض مفتوحًا أمام الزوّار.
الصينتايوانفنونمتاحفنشر الخميس، 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.