بوابة الوفد:
2025-11-02@19:56:12 GMT

القراءة والمعرفة

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

تجدر الإشارة إلى أهمية فعل القراءة وهى تجرى تحت مظلة القيم العليا؛ فالقراءة فى حدّ ذاتها قيمة معرفيّة، وستظل قيمة معرفيّة كائنةً ما كانت تلك المعرفة، سواء تمثلت فى ثقافة العقيدة والدين أو ثقافة العقل والفلسفة. ولم يكن الأمر الإلهى بكلمة (اقرأ) بالأمر الهين البسيط الذى يُستغنى عنه مع الغفلة والتردى وسقوط القيم، ولكنه كان أمراً، ولا يزال، ذا دلالة تندرج فى ذاتها فى وعى معرفى تام؛ لتشكل نظام القيم، ثم لتصبح هذه القيم فاعلة فينا أولاً، ثم تكون أفعل فى حياتنا تباعاً، ذات أثر بيّن ظاهر فى السلوك وفى الحركة وفى الحياة، لا لتنعزل بالتجاهل أو بالإهمال عن حاضراتنا الواقعيّة.

لم يكن الأمر الإلهى «اقرأ» مُجرد كلمة عابرة وكفى، ولكنه نظام معرفى موثوق بمعطيات القيم العليا، متصل شديد الاتصال بنظمها العلوية الباقية. 

قد لا نتجاوز الصواب إذا نحن قلنا إنّ مردّ جرثومة التخلف فى بلادنا إلى إهمال الأمر الإلهى «اقرأ»، فكأنما الأمر يقول : اقرأ كيما تعرف؛ لأنه لو أطيع الأمر الإلهى بالقراءة، لكانت المعرفة على اختلاف مطالبها وفروعها مُحققة لدى القارئ، وتحقيقها هو العرفان (أن تعرف)، ولا مناصّ منه مع فعل القراءة على اختلاف توجهاتها وميادين النظر فيها، وتسخيرها للعقل، وتسخير العقل لها، ولكل ما يعلوها، ويعلو بالإنسان مع المعرفة، ومع القراءة، ومع العلم فى كل حال.

إمّا أن نقرأ فنعرف، وإمّا أن لا نقرأ، فتنطمس أبصارنا وبصائرنا؛ فنتخلف ويقودنا التخلف إلى أدنى درجات التّسفل والانحطاط، وليس من وسط بين طرفين.

هذه واحدة. أمّا الثانية؛ فإنّ القراءة تأتى بمعنى التحليل النقدى أو النقد التحليلي، وكلاهما قراءة على قراءة، لكن الفارق فيما يبدو أن الأول يشمل تحليل النّص المكتوب ونقد متونه وفحص إشاراته ورموزه. 

والثانى: تصحيحُ لمسارات العقل فى أعماله من جهة كاتب النّص نفسه، ولذلك يتقدّم النقد فى هذه الحالة على التحليل، والمُرادُ به نقد الأدوات المعرفيّة، وأهمها وأولاها: تلافى القصور فى عملية القراءة نفسها وتصحيح مسار الذهن عن انحرافه بإزائها، ووضع الأطر التى تقوّمه فى طريقه بغير اعوجاج أو انحراف، الأمر الذى يترتب على هذا كله، أهمية التفسير من جهة وقدرة العقل على التأويل ثم التنوع فيهما بمقدار الكفاءة العقلية وتذوق المقروء والمكتوب. 

وعليه؛ تصبح القراءة هى القاعدة التى يقوم عليها أساس البناء المعرفى بكل ما يصدر عنه من تفسيرات وتأويلات وتخريجات، تنصب فى النهاية فى خدمة ضروب المعرفة، وخدمة النصوص المُراد تصريفها وفق قدرات العقل فى التفسير والتأويل والتخريج. وليس بالإمكان أن يقوم النقد فى مجال من المجالات بغير قراءة واعية. فكما لا تقوم المعرفة العقلية الحصيفة بغير قراءة دائمة ينشط فيها العقل؛ فكذلك النقد الفاعل المؤثر لا يقوم إلا على شعلة القراءة ووهج العناء فيها. والناقد الجيد قارئ جيد بامتياز. والقراءة الناقدة بديهة حاضرة لا تخفى على أحد: هى ألزم سمات المنهج بإطلاق.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القراءة والمعرفة تجدر الإشارة اقرأ

إقرأ أيضاً:

د. الحياري يفتتح مهرجان القراءة وأسبوع المكتبة الثقافي في الجامعة الهاشمية

صراحة نيوز- افتتح الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية، فعاليات مهرجان “القراءة للجميع” وأسبوع مكتبة الجامعة الثقافي، وأكد في كلمته أن الجامعة الهاشمية تضع على رأس أولوياتها دعم الإنتاج الثقافي المحلي لا سيما المؤلفات التي تتناول الشأن الأردني بمختلف أبعاده من ثقافة وتاريخ وأدب وعلوم ومعارف، لما لها من دور محوري في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى طلبة الجامعة.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة ضمن مشروع “مكتبة الأسرة الأردنية” بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة، حيث أضاف أن دعم المؤلف الأردني والمبدع المحلي هو واجب وطني وأكاديمي تسعى الجامعة من خلاله إلى بناء جيل واعٍ ومثقف، قادر على التفاعل مع قضايا مجتمعه، والمساهمة في نهضته الفكرية والعلمية.
وأشار إلى أن الجامعة الهاشمية ستواصل دعمها للمبادرات الثقافية التي تعزز الانتماء الوطني وتثري المشهد المعرفي، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تمثل فضاءً إبداعيا حيويا لتبادل الأفكار وتنمية القدرات الطلابية.
من جانبه، أكد عميد شؤون الطلبة الدكتور أيمن عليمات أن الجامعة شريك أساسي لوزارة الثقافة في تعزيز الثقافة الوطنية، مشيرًا إلى أن فعاليات المعرض تستمر حتى نهاية الأسبوع، وتشمل بيع الكتب بأسعار رمزية لتشجيع الطلبة على اقتنائها.
كما افتتح الدكتور الحياري، فعاليات أسبوع مكتبة الجامعة الثقافي، الذي اشتمل على معرضٍ للكتاب المجاني، بهدف تعزيز ثقافة القراءة وتوفير مصادر معرفية متنوعة للطلبة، كما جرى تكريم الطلبة الفائزين في مسابقة “هاكاثون 2025” التي نظّمها نادي مطوري غوغل في الجامعة بالإضافة إلى تكريم الأستاذ الدكتور جمال مقابلة لمبادرته بإنشاء “ركن خديجة المقابلة” في مكتبة الجامعة وتزويده بالكتب والمراجع والتجهيزات وفتحه لطلبة الجامعة لا سيما طلبة الدراسات العليا.
وأكد الدكتور الحياري على أن المكتبة الجامعية تمثل منارة للعلم والثقافة، وفضاءً حيويًا لتبادل المعرفة، وتطوير مهارات الطلبة، وتعزيز ثقافة القراءة كأداة أساسية للارتقاء الأكاديمي والإنساني، وهي جزءً لا يتجزأ من تجربة الطالب الجامعية، وركيزة أساسية في بناء شخصيته العلمية والثقافية، داعيًا الطلبة إلى استثمار وقتهم داخل هذا الفضاء المعرفي بما يعود عليهم بالفائدة، من خلال المطالعة والبحث والتفاعل مع مصادر المعرفة المتنوعة.
بدوره، تحدث الدكتور عبدالرحمن الغويري مدير وحدة المكتبة والمشرف الأكاديمي للفرع الطلابي من كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، عن سلسلة الفعاليات التي ستنظمها المكتبة خلال الفصل الدراسي الأول، بهدف توفير بيئة محفزة للقراءة والبحث، وتعزيز مشاركة الطلبة في الأنشطة الثقافية والمعرفية.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: منظومة القيم الإسلامية تحفظ للإنسان كرامته وتصون للمجتمع استقراره
  • ملتقى "انطلاقة فكر" يعزز ثقافة القراءة والتقنية بمدارس العوابي
  • جامعة قطر تطلق "الهاكاثون الصحي 2025"
  • د. الحياري يفتتح مهرجان القراءة وأسبوع المكتبة الثقافي في الجامعة الهاشمية
  • الراعي: الوطن يُبنى على صخرة القيم لا على مصالح الأفراد والأحزاب
  • هل غياب العقل شرط للحب؟
  • الشباب والتمكين الاقتصادي
  • حكم أداء الصلاة تحت تأثير المخدرات
  • استئناف أم سجدة على الحبس لتعديها على القيم الأسرية بهذا الموعد
  • وكيل الأزهر: الشعوب إذا لم تتسلح بالعلم والمعرفة فلن يكون لها أثر في العالم