لوتان: فخ الأنفاق الذي أعدته حماس يوشك أن ينغلق على إسرائيل
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
قالت صحيفة لوتان السويسرية، إن الجيش الإسرائيلي قدّم للصحافة الدولية نفقا أقامته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يظهر من خلاله أن الحركة أتقنت شكلا من أشكال حرب الأنفاق تصعب مواجهته، وأن هذا الفخ الذي استغرق بناؤه 20 عاما يوشك أن ينغلق اليوم على الجيش الإسرائيلي.
ووصفت الصحيفة –في تقرير بقلم صامويل فوري- حال معبر بيت حانون (إريز) الذي ما زال سقفه يتدلى فوق المكاتب، وحال معبر كرم أبو سالم الذي لا تزال آثار الرصاص فيه بادية على جدران الملاجئ التي اختبأ فيها الجنود الإسرائليون المتمركزون في منطقة العبور الوحيدة بين غزة وإسرائيل، عندما باغتهم طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وإذا كانت إسرائيل تعدّ معبر كرم أبو سالم الذي يعبر منه الأشخاص والبضائع والآلاف من عمال غزة بين إسرائيل وقطاع غزة "رمز أمل" –كما يقول الكاتب- فإن سكان غزة يرون في أسواره الإسمنتية، وبواباته التي تفتح وتغلق حسب الرغبة الإسرائيلية، وتفتيشه الدقيق الذي يتحكم فيه حراس متمركزون في الأعلى خلف نوافذ معتمة، شيئا أقرب إلى السجن المفتوح الذي يحتجز فيه قرابة مليوني شخص منذ أكثر من 15 عاما، وهو محمي بشكل يجعل الهروب منه مستحيلا.
أطول نفق
كانت هذه المعابر هي المكان الذي مرّ منه مقاتلو حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، حيث فجّروا في معبر بيت حانون "إيرز"، أحد أكثر الحواجز الوقائية تحصينا في العالم بالديناميت، ومروا بين الأسوار العالية، وفجّروا السياج السميك، واقتحموا الثكنات و"الكيبوتسات" وقتلوا جنودا ومدنيين، واحتجزوا أسرى، ربما يكونون قد عادوا بهم من هذا النفق الذي يبعد أقل من 400 متر عن المركز الحدودي، حسب رأي أوليفييه رافوفيتش، أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الذي نظّم زيارة الصحافة للمكان يوم الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
بُني هذا النفق –حسب الصحيفة- تحت أنظار الإسرائيليين، ولم يكتشف إلا قبل 3 أو 4 أسابيع من أعضاء وحدة "ياهالوم" وهي قوات الهندسة الخاصة بالجيش الإسرائيلي، وهو يمتد حوالي 4 كيلومترات، ولا يوجد فيه مخرج يؤدي إلى إسرائيل، وقد عُثر فيه على أسلحة وذخائر، وأُغلقت بعض المداخل فيه بأبواب مصفحة.
شكل من الحروب غير معروفيقول أوليفييه رافوفيتش "من الصعب جدا تحديد مدخل هذه المرافق، وبمجرد تحديد الموقع، تُجرى الاتصالات الأولى بوسائل تقنية غير بشرية. نحن نستكشفها بعمق فقط عندما تكون هناك ضرورة تشغيلية"، ويضيف "حرب الأنفاق شكل من أشكال الحرب غير معروف لدى الجيوش الغربية".
رانكل: تفقد "الروبوتات" فعاليتها بسبب فقدان الاتصالات على مسافة 100 متر في النفق، كما يؤدي الضغط الجوي في هذا العمق، إلى تقليل فعالية المتفجرات المختلفة، مما زاد من تعقيد عملية تفجير الأنفاق
وأشار الكاتب إلى أن حماس أوصلت هذا النوع من الحرب إلى ذروته، حيث شهدت الأنفاق الأولى النور في الثمانينيات، على الحدود مع مصر للتهريب، وعندما تولت حماس السلطة في القطاع، بنت قنوات تؤدي إلى إسرائيل، وكان أحدها هو الذي نفذت عبره عملية اختطاف الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006.
حاربت إسرائيل الأنفاق بشكل منهجي، وهدمت 14 نفقا عابرا للحدود في حرب 2014 بالإضافة إلى 18 داخل القطاع، ولكن إسرائيل تجد صعوبة في هذه المهمة، يقول بنجامين رانكل، الجندي الأمريكي السابق "داخل الأنفاق تفقد الروبوتات فعاليتها؛ بسبب فقدان الاتصالات على مسافة 100 متر في النفق، كما يؤدي الضغط الجوي في هذا العمق، إلى تقليل فعالية المتفجرات المختلفة، مما زاد من تعقيد عملية تفجير الأنفاق".
معضلة إسرائيل
وأوضح بحث عن حرب الأنفاق نشرته كلية الدراسات العسكرية المتقدمة في 2019 أن النفق يمكن أن يكون ملجأ وثكنة ومركز قيادة ومواقع إسقاط لتنفيذ الكمائن أو الهجمات الصاروخية، وهو يوفر دفاعا متعمقا عن الأراضي التي تغطيها الشبكات، ولا يمتلك أي جيش في العالم أدوات فعالة للكشف عن هذه الأنفاق عن بُعد.
يقول تقرير للجيش الأميركي، إنه "لوقف إعادة التسلل، يجب إما تدمير المنطقة وإما احتلالها" أو غمرها بالمياه، كما يبدو أن الجيش الإسرائيلي يريد أن يفعل من خلال ضخ مياه البحر، حسبما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال قبل أسبوعين، وقد زعمت تل أبيب أنها عثرت على 800 فتحة، وأنها دمرت 500 منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
قال مسؤول إسرائيلي اليوم الأربعاء إن عدد الأسرى الذين لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة هو 24 بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن العدد هو 21، مما أثار قلق ذويهم.
وقال منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش في منشور على موقع إكس إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحتجز 59 أسيرا حاليا، 24 منهم على قيد الحياة و35 لقوا حتفهم، وهي أعداد لم تتغير منذ الفترة التي سبقت تصريح ترامب.
وأضاف "تتلقى كل أسر المخطوفين باستمرار أحدث معلومات لدينا عن أحبائها".
وأمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي ترامب أن 3 من الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في قطاع قضوا، في حين الـ21 الآخرون هم على قيد الحياة.
وأمس، قال الرئيس الجمهوري على هامش فعالية في البيت الأبيض إنه من بين الـ59 هؤلاء هناك 21 لا يزالون على قيد الحياة و3 أموات.
وأضاف ترامب "نريد أن نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن، هذا وضع مروع".
وردا على ذلك طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة بنيامين نتنياهو بتوضيح بشأن عدد الأحياء منهم.
وقالت العائلات في منشور على منصة إكس في أعقاب تصريحات لرئيس الولايات المتحدة بشأن عدد الأسرى الأحياء الذين لا يزالون محتجزين (في غزة) إن عدد المختطفين الأحياء المعروفين لدى الأهالي -حسبما أبلغتهم المصادر الرسمية- يبلغ 24 أسيرا.
إعلانوأضافت "نطالب مرة أخرى الحكومة الإسرائيلية إذا كانت هناك معلومات جديدة تم إخفاؤها عنا بأن تمررها إلينا فورا".
وجددت العائلات مطالبتها نتنياهو بوقف الحرب حتى عودة آخر أسير، قائلة إن هذه هي المهمة الوطنية الأكثر إلحاحا وأهمية.
وتطالب العائلات منذ أشهر الحكومة بعقد اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى مقابل وقف الحرب.
وأبدت حركة حماس استعدادها لاتفاق شامل تطلق بموجبه جميع الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الشامل من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لكن إسرائيل عارضت ذلك.
ومطلع مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الأول 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس/آذار الماضي استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية لتحقيق مصالحه السياسية، وفق الإعلام الإسرائيلي.