صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-09@23:32:50 GMT

جنيف تَلِد سلام السودان

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

جنيف تَلِد سلام السودان

محمد عصمت يحيى

لم يَفُت بعد وقت التعليق أو الكتابة عن مُخرجات إجتماعات جنيف الذي دعت له وزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة دولية وإقليمية كان في مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وسويسرا إلي جانب الإتحادين الإفريقي والأوربي والأمم المتحدة، كل هؤلاء كرسوا أياماً خلال الفترة من 14-24 أغسطس الجاري للنقاش حول الحرب السودانية الدائرة الآن والبحث في ثلاثة قضايا خاصة بها وهي:
1.

وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين.
2. تأمين مسارات لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضورين جوعاً.
3. النظر في إنشاء آلية فعّالة للمراقبة ومتابعة عمليات التنفيذ.
هذه القضايا الثلاث تداعي لنقاشها وبحثها مع الطرفين المتقاتلين عدد من الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية لا يُماثله في زَخَمه إلا تحالف عاصفة الصحراء خلال الفترة من 17 يناير – 28 فبراير 1991 والذي أُنشيء لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي.
ولما كان لمثل هذه الإجتماعات من وزن دولي وإقليمي ثقيل العيار لم أشأ التعليق أو الكتابة عند خِتامها المُجرد فقط بنتائجها الناجحة إنسانياً أو حسب ما رأي بعض المُتناولين فشلها في وقف الحرب بعدائياتها بسبب تخلُف وفد الجيش عن الحضور الرسمي وإكتفائه بالمشاركة الإفتراضية عبر التقنيات، رغم ما (يُشاع) عن حضور مبعوث شخصي للفريق البرهان لم تَنْفِه أي مصادر رسمية بل إكتفي النافون بعدم ذهاب (وفد الجيش) فقط.
كان من اللافت لنظر الجميع طول الفترة المحددة لهذه الإجتماعات والتَكتُم الشديد الذي فُرِض علي مكانها رغم حالة الترقب والأمل التي صاحبت تلك الإجتماعات يوماً بعد يوم، غير أن نتائجها المُعلنة بنجاحها في الجانب الإنساني دون الوصول إلي وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين قد أصاب البعض بخيبة أمل ولكن إذا ما أَمْعَنّا النظر لوجدنا أن هذه الإجتماعات قد حققت تقدُماً جيّداً في طريق إيقاف الحرب يمكننا تلخيصه في الآتي:
1. تأسيس تحالف دولي مؤثر ومفتوح من أجل السلام في السودان (ALPS) وهو ما يعني أن هناك إلتزاماً مقروناً بتحقيق السلام إلي أن تتوقف الحرب.
2. محاصرة خطر المجاعة بتأمين وإعادة فتح طُرق ومسارات (معبر أدري في الغرب والدبة في الشمال) خاصة بالمساعدات الإنسانية بعد الحصول علي إلتزامات وضمانات من الطرفين المتحاربين بحماية المدنيين بما فيهم الطواقم العاملة في المجال الإنساني والنساء والأطفال بالإضافة إلي مواصلة المساعي مع الطرفين لفتح معبر الميرم وطريق آخر عبر سنار من جهة الجنوب.
3. وضعت جنيف ضمن مخرجاتها إطاراً لضمان الإمتثال لإعلان جدة مايو 2023 والذي ظل ومنذ توقيعه حجة يتمسك بها الجيش بجانب أي إتفاقيات أخري يتم توقيعها بين الطرفين المتحاربين مستقبلاً.
4. أعلنت جنيف عن قبول قوات الدعم السريع لنظام إخطار مُبسط بغرض تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية ووصولها لمستحقيها دون أي تعقيدات أو إجراءات إدارية الأمر الذي يتطلب من جانب الجيش أيضاً مُجاراة الدعم السريع في تبسيط الإجراءات الإدارية.
5. أسفرت إجتماعات جنيف عن إتفاق مُهم مع وفد الدعم السريع بفتح مطارات نيالا، زالنجي، الجنينة، الضعين ووضعها تحت إدارة وإشراف الأمم المتحدة وهذا من شأنه أن تتواجد الأمم المتحدة عن قُرب وعلي الأرض لمتابعة أعمال الإغاثة والمتوقع تبعاً لذلك أن تتوقف هجمات طيران الجيش علي تلك الولايات لعل وعسي أن يُخفف ذلك من حدة الإشتباكات بين الطرفين المتحاربين.
6. إتسَمت إجتماعات جنيف بمنهجيتها المَرنة تجاه عمليات التفاوض مع الطرفين المتحاربين بالصبر اللامحدود خاصة مع الجيش ربما إدراكاً منها بحجم التعقيدات المحيطة بقيادته العليا وهذا ما كان واضحاً في حضور الجيش الإفتراضي لإجتماعات جنيف.
7. أهم ما بَشّرت به إجتماعات جنيف هو إصرار مكوناتها (ALPS) علي تواصل جهودهم من أجل إحلال السلام في السودان وهذا يَتَبّدي جلياً في تَرْك الباب مفتوحاً لجهات أخري هي بالضرورة دُول وربما نري ذلك قريباً وبها سيزداد تحالف جنيف قوة علي قُوتِه.
وكما أشرنا في صدر المقال إلي أهمية هذا التحالف الدولي ومُماثلته بتحالف عاصفة الصحراء في بدايات العام 1991 ينبغي أن نشير إلي مُقتضيات وملابسات إنشائهما فتحالف عاصفة الصحراء المُؤسَس بعيداً عن ردهات وكواليس مجلس الأمن الدولي تحوُطاً من إستخدام الفيتو ضد تحرير الكويت، ولعل تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً حول دعمه اللامحدود لمخرجات تحالف جنيف وفيما يشبه تفويض أممي سابق حول تحرير الكويت في العام 1991 له تحدث أنطونيو غوتيريش عن ضرورة وأهمية شروع تحالف جنيف في تنفيذ هذه المخرجات بل أشار إلي أهمية فتح مطار الخرطوم أسوة بمطارات غربي البلاد الأربعة وهذه إشارة بالغة الأهمية لما لهذا التحالف من أدوار يمكنه القيام بها مستقبلاً. ختاماً ها هي جنيف
ومن ذات مكونات عاصفة الصحراء
تَلِد التحالف الدولي (ALPS) ولكن هذه المرة من أجل السلام في السودان

الوسوممحمد عصمت يحيى

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: عاصفة الصحراء إجتماعات جنیف

إقرأ أيضاً:

الإمارات تنفي تسليح أي طرف في النزاع السوداني

نفت دولة الإمارات العربية المتحدة تزويدها أيا من الأطراف المتورطة بالنزاع الدائر في السودان بالأسلحة.

وقال بيان صادر عن مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية إن "دولة الإمارات اطلعت على تقرير مضلل نشرته منظمة غير حكومية بشأن مزاعم تتعلق بوجود أنظمة هاوتزر من طراز AH-4 في السودان"، وإنها ترفض بشدة هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة دامغة.

وأضاف البيان أن "الإمارات تؤكد أنها لا تُقدم أسلحة أو دعما عسكريا لأي من الأطراف المتحاربة في السودان، وقد أبلغت الأمم المتحدة بهذا مباشرة، وانعكس ذلك في أحدث تقرير لفريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني بنظام عقوبات السودان، والذي لم يُصدر أي أحكام ضد الإمارات، ولم يُقدم أي دعم لمزاعم تورطها في نقل الأسلحة إلى السودان.

وتابع البيان موضحا أن "نظام الهاوتزر المشار إليه في التقرير هو نظام مُصنّع خارج الإمارات ومتوفر في السوق الدولية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، والادعاء بأن دولة واحدة فقط هي التي اشترت أو نقلت هذا النظام غير منطقي".

واختتم البيان بالتأكيد على أن "الإمارات تواصل الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، وحماية المدنيين، واستئناف عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حكومة مدنية مستقلة عن السيطرة العسكرية".

Statement by the #UAE Assistant Minister for Security and Military Affairs, HE Salem Aljaberi:

“The United Arab Emirates is aware of a misleading report published by a non-governmental organisation regarding allegations surrounding the presence of AH-4 howitzer systems in Sudan.…

— Afra Al Hameli (@AfraMalHameli) May 8, 2025

إعلان

وكانت منظمة العفو الدولية كشفت، الخميس، عن رصد أسلحة صينية الصنع لدى قوات الدعم السريع مصدرها دولة الإمارات.

وأورد تقرير المنظمة أن أسلحة متطورة تشمل قنابل موجهة ومدافع ميدانية أعادت الإمارات تصديرها من الصين "تمت مصادرتها في الخرطوم، إضافة إلى استخدامها في دارفور (غرب)، في انتهاك فاضح لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة".

وكشفت المنظمة، التي تتخذ في بريطانيا مقرّا، عن رصد "قنابل صينية موجّهة من طراز جي بي 50 إيه وقذائف إيه إتش-4 من (عيار) 155 مليمترا"، بالاستناد إلى تحليل صور لمخلّفات عُثر عليها بعد هجمات في إقليم دارفور (الغرب)، وفي الخرطوم خلال مارس/آذار بعدما استعاد الجيش السيطرة على العاصمة.

وأفادت منظمة العفو الدولية بأن الأسلحة الصينية التي تمّ رصدها في السودان "تصنعها مجموعة نورينكو (Norinco)" المعروفة باسم "تشاينا نورث إنداستريز غروب كوربورايشن ليميتد" (China North Industries Group Corporation Limited) وهي مجموعة دفاع مملوكة للدولة الصينية.

وأكّدت المنظمة الحقوقية غير الحكومية بالاستناد إلى بيانات معهد الأبحاث السويدي "ستوكهولم إنترناشونال بيس" أن "البلد الوحيد في العالم الذي استورد من الصين قذائف إيه إتش-4 من 155 مليمترا هو الإمارات في العام 2019".

وأشارت إلى أن "ذلك يدلّ على أن الإمارات مستمرّة في مساندة قوات الدعم السريع" تماشيا مع ما جاء في تقارير سابقة، أحدها للأمم المتحدة. وذكّرت المنظمة أنه سبق لها توثيق أن الدولة الخليجية مدّت الدعم السريع بمسيّرات صينية الصنع.

اتهام ونفي

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فلطالما نفت أبو ظبي مدّ الدعم السريع بالأسلحة، بالرغم من صدور تقارير من خبراء أمميين ومسؤولين سياسيين أميركيين ومنظمات دولية تفيد بعكس ذلك.

وتتهم الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبو ظبي.

إعلان

وأعلنت الخرطوم الثلاثاء أن الإمارات "دولة عدوان" وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها، وردّت الإمارات الأربعاء بأنها "لا تعترف" بهذا القرار.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش، وأخرى في الجنوب بقبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على إقليم دارفور (غرب) في شكل شبه كامل.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تجدد دعوتها لحماية المدنيين في السودان
  • ترمب يحدد شروط التفاوض مع الصين قبيل محادثات جنيف
  • مسيرات تهاجم مستودعات وقود في عطبرة وتقصف بورتسودان لليوم السادس ومضادات الجيش تتصدى لها
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • الإمارات تنفي تسليح أي طرف في النزاع السوداني
  • الإمارات: لا علاقة لنا بوجود أنظمة مدفع هاوتزر في السودان
  • على وقع تجدد الاشتباكات بين الطرفين.. انفجارات قوية في الجزء الهندي من كشمير
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • معتصم اقرع: سلام علي حمراي
  • الهند تقصف باكستان والأخيرة ترد وتسقط مروحيات.. قتلى من الطرفين (شاهد)