جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@05:28:00 GMT

النبش في الماضي لا يُصلح الحاضر

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

النبش في الماضي لا يُصلح الحاضر

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

تُمثِّل الذكريات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ونحتفظ بها كأرشيفٍ داخلي يتضمن اللحظات السعيدة والحزينة، النجاحات والإخفاقات، والأشخاص الذين مرّوا بحياتنا. ومع ذلك كله، النبش في الماضي والتمسك به بشكل مفرط قد يؤدي إلى تبعات سلبية على حاضرنا ومستقبلنا، وبدلًا من التركيز على ما يمكن تحقيقه في الوقت الحالي، نجد أنفسنا أسرى لذكريات قديمة وتجارب سابقة قد انتهت ولن تعود.

الماضي: مكان للتعلم وليس للسكن

من المهم أن نفهم أن الماضي هو مصدر للتعلم والعِبر، لكنه ليس مكانًا للسكن. الدروس التي نستخلصها من تجاربنا السابقة تساعدنا على تجنب الأخطاء وتطوير أنفسنا. لكن إذا أصبح الماضي مرجعًا دائمًا لكل قرار أو شعور، فإننا نُضيّع فرص الحاضر ونحد من قدرتنا على التقدم.

النبش في الماضي؛ سواء كان ذلك بإعادة التفكير في لحظات الألم أو الندم على فرص ضائعة، لا يغير شيئًا من الواقع. ما فات قد فات، والمستقبل يعتمد على ما نفعله الآن، وليس على ما كُنّا نفعله في الماضي. لذلك، التركيز على التحسين والتطوير الشخصي يجب أن يكون الهدف الأساسي لكل فرد.

التأثير النفسي للعيش في الماضي

والنظر المستمر إلى الخلف يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية. الإنسان الذي يعيش في ظل الماضي قد يعاني من مشاعر الحزن، الندم، أو حتى الاكتئاب. المشاعر المرتبطة بالتجارب الفاشلة أو اللحظات المؤلمة قد تعرقل عملية الشفاء النفسي والتقدم نحو تحقيق الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التعلق الزائد بالماضي إلى عزلة اجتماعية، حيث يبتعد الشخص عن الآخرين خوفًا من تكرار نفس الأخطاء أو الخيبات.

الحاضر: مساحة للتغيير والإبداع

إنَّ الحاضر هو الفرصة الحقيقية التي يمكن من خلالها صنع تغيير حقيقي. حينما نركز على ما نستطيع تحقيقه الآن، نصبح أكثر إنتاجية وإبداعًا. بناء الحاضر يتطلب التخلي عن الماضي وتوجيه الطاقات نحو الأهداف والطموحات الحالية. الحياة متجددة ومتغيرة باستمرار، والمفتاح هو التكيف مع هذه التغييرات بدلًا من الوقوف عند نقاط محددة في الزمن.

وبدلًا من التفكير في أخطاء الماضي، علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا التعلم منها لنصبح أفضل؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن نتخذها الآن لتحسين حياتنا ومستقبلنا؟

وفي النهاية.. إنَّ النبش في الماضي لن يُغيره ولن يُصلح الحاضر، وما يصلح الحاضر هو اتخاذ قرارات واعية تستند إلى التعلم من التجارب السابقة دون أن نكون أسرى لها، وعلينا أن نعيش الحاضر بكل تفاصيله، وأن نستغل كل لحظة لبناء مستقبل أفضل.

الماضي قد يكون درسًا، لكنه لا يجب أن يكون عائقًا أمام التقدم والنمو.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الغارديان: بإمكان ترامب وقف هذا الرعب في غزة وإلا فإن البديل لا يمكن تصوره

شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية، على قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وقف ما وصفته بـ"الرعب" في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه بإمكانه إجبار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء الحرب.

وقال الصحيفة البريطانية في افتتاحية لها، الأحد، إن "ترامب يرغب في إنجاز مكسب كبير في السياسة الخارجية إذ يتأهب للقيام بجولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع. بالفعل، بإمكانه أن يضمن مكسباً – وينقذ الكثير من الأرواح – من خلال مطالبة إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق نار دائم مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة".

وأضافت الصحيفة أن "ترامب قد يفضل تجنب الموضوع، ولكن لا يوجد زعيم آخر بيده القدرة على إجبار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إنهاء هذه الحرب. أما فيما لو قام السيد ترامب، بدلا من ذلك، بدعم المقترحات الإسرائيلية الحالية، فإنه سوف يضع ختم الولايات المتحدة على ما يبدو أنها خطة للتدمير الشامل".


وأشارت الصحيفة إلى محصلة الضحايا الكبيرة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن "المخابز والمستشفيات والمدارس دمرت تماما، وحيل بين المساعدات والدخول إلى غزة لما يقرب من شهرين. والآن تواجه غزة المجاعة".

وقال وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن غزة سوف "تدمر عن بكرة أبيه ولسوف يدرك الفلسطينيون الذين تملكهم اليأس تماماً أنه لا يوجد أمل". بل قال إن "تحرير الرهائن ليس هو الشيء الأهم".

من جهته، قال جوزيف بوريل، المسؤول السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "يندر أن تسمع زعيم دولة يتحدث بكل وضوح عن تنفيذ خطة ينطبق عليها التعريف القانوني للإبادة الجماعية"

وقالت الصحيفة البريطانية إن الحديث العلني والصريح عن التدمير التام لغزة، والسعي لإخلاء سكانها منها كهدف بدلاً من أن يكون ذلك أحد تداعيات الحرب، وتدمير وسائل الحفاظ على الحياة، لا يبدو أنه مجرد عمل وحشي وإنما مشروع إبادة عن عمد.

وكانت كل من مصر والأردن رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين، وقالتا إنهما لو قبلتا بذلك فسوف تكونان متواطئتين في ارتكاب جرائم حرب، وفقا للصحيفة.

وأشارت الافتتاحية إلى أن "الأدلة القانونية تؤكد بشكل لا لبس فيه وقوع عملية إبادة جماعية. كانت واشنطن خلال العقد المنصرم قد أعلنت وقوع إبادة جماعية أربع مرات – في العراق وسوريا، وفي ماينمار، وفي زينجانغ في الصين، وفي السودان – دون انتظار أن يصدر حكم عن القضاة في ذلك".

وأضافت الصحيفة أن "القانون الدولي يتحرك ببطء، والموقعون على المعاهدة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، مطلوب منهم ليس فقط معاقبة من يرتكب الإبادة الجماعية بل والتدخل لمنعها. أما محكمة الرأي العام فقد أصدرت حكمها".



وأشارت الصحيفة إلى أن "كثيرا ما يزعم أنصار إسرائيل إنه يتم إخضاعها لمعيار غير منصف. ولكن إسرائيل تتمتع بالحماية الدولية ليس فقط بسبب تاريخ المحرقة، وإنما أيضاً لأنها دولة ديمقراطية ولأنها حليف غربي. كما أنها تمكّن من القيام بأفعالها بفضل ما تحصل عليه من مساعدة عسكرية هائلة وغطاء سياسي كبير من الولايات المتحدة. والآن، ها هي تخطط لغزة بدون فلسطينيين".

وتساءلت الصحيفة "ماذا يمكن اعتبار ذلك إن لم يكن إبادة جماعية؟ فمتى تتصرف الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقف هذا الرعب، إن لم يكن الآن؟".

وشددت في ختام افتتاحيتها على أن "الذي جرأ الحكومة الإسرائيلية على المضي فيما ترتكبه هو عدم مبالاة السيد ترامب بأرواح الفلسطينيين واهتمامه بنقلهم إلى مكان آخر من أجل تحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط. ومع ذلك لم يزل بإمكانه استخدام القوة التي لا يملكها سواه لوقف الإبادة. إن هذه هي فرصته لصناعة التاريخ في الشرق الأوسط، ولغايات سوية".

مقالات مشابهة

  • الاستسلام الواعي
  • طريقنا إلى مستقبل أفضل لا يمر عبر سجون الماضي أو الحاضر
  • وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال شهر نيسان الماضي
  • الغارديان: بإمكان ترامب وقف هذا الرعب في غزة وإلا فإن البديل لا يمكن تصوره
  • 45 مليون دولار استيرادات العراق من اللحوم الأسترالية ومنتجاتها العام الماضي
  • التراجع عن قرار اغلاق القنصلية سليم، حتى السفارة في أبو ظبي كان يمكن الابقاء عليها
  • كيف يمكن إنقاذ مستقبل السودان في ظل هذه الأوضاع الكارثية؟
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • العراق ثالث أكبر مصدر للنفط إلى أمريكا خلال الأسبوع الماضي
  • طنِّش تعِش!