صنّاع أفلام في «إكسبوجر»: السينما عالم خيالي يحاكي الواقع
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد صناع أفلام ومختصون في مجال السرد البصري، أن السينما في جوهرها عملية إبداعية تنطلق من الخيال لتشييد عوالم متكاملة تحاكي الواقع، مشيرين إلى أن التقنيات الحديثة تعزز إمكانيات بناء هذه العوالم وتفتح آفاقاً جديدة لصنّاع الأفلام.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان «من الخيال إلى الواقع: قوة بناء العوالم»، عُقدت ضمن فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025»، شارك فيها المخرج آرثر باوم، والمخرج يوهان وادي، والمصور السينمائي سراج جافري.
وبدأ المخرج آرثر حديثه بالتأكيد على أن الأسس الجوهرية للتصوير والسرد السينمائي ثابتة، لكنها تتكيف مع طبيعة كل عمل، موضحاً أن مهمة صانع الأفلام تكمن في تقديم قصة بصرية آسرة عبر توظيف زوايا التصوير والإضاءة والتقنيات الحديثة بذكاء.
وأضاف أن الرسوم المتحركة، رغم اعتمادها على الخيال، تتطلب التزاماً بالقواعد البصرية والقصصية، مع الحرص على تسخير التكنولوجيا لإثراء التجربة البصرية.
من جهته، شدد المخرج يوهان وادي على أن السرعة في الإنتاج ليست معياراً للنجاح، بل تكمن الأهمية في كيفية استخدام الأدوات السردية والتقنية لخدمة القصة، مؤكداً أن الأعمال السينمائية الأكثر تأثيراً هي تلك التي تنجح في إثارة مشاعر الجمهور ونقلهم إلى عوالم بديلة نابضة بالحياة.
وأوضح أن التفاعل الشعوري بين صنّاع الأفلام وقصصهم ينعكس بشكل مباشر على تجربة المشاهد، مما يجعل كل تفصيلة في السرد ذات أثر عاطفي ومعنوي.
وأشار وادي إلى أن التقنيات الحديثة، ومنها الذكاء الاصطناعي، باتت أداة داعمة للابتكار السينمائي، لكنها ليست بديلاً عن الإبداع البشري، موضحاً أن التكنولوجيا يمكن أن تسهم في تعزيز قوة الشخصيات والعوالم التي يصنعها المخرج، لكنها تبقى في خدمة الرؤية الفنية للمبدع.
واستشهد بشخصيات الرسوم المتحركة التي تنجح في استمالة مشاعر الجمهور، لافتاً إلى أن التأثير البصري يجب أن يُوظَّف لخدمة القصة وليس العكس.
أما المصور السينمائي سراج جافري، فركز على أهمية المزج بين العدسة السينمائية والتقنيات الحديثة، مشيراً إلى أن التصوير السينمائي لا يقتصر على نقل المشاهد فقط، بل يُستخدم لاستكشاف العواطف، وتجسيد تفاصيل الشخصيات والأحداث بشكل أكثر عمقاً.
وأضاف أن التطورات الرقمية، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، توفر لصناع الأفلام أدوات مبتكرة تساعدهم على تحقيق مستويات جديدة من الإبداع البصري.
وفي ختام الجلسة، أجمع المشاركون على أن نجاح أي عمل سينمائي أو بصري يعتمد على تحقيق التوازن بين الالتزام بالأسس السردية والانفتاح على التقنيات الحديثة، مشيرين إلى أن السينما تظل فناً قائماً على الخيال، لكنه مدعوم بالأدوات التي تمكّنه من التأثير في وعي الجمهور ونقلهم إلى عوالم جديدة وملهمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المهرجان الدولي للتصوير صناعة السينما التصوير السينما مهرجان إكسبوجر صناعة الأفلام إكسبوجر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحاكي تعقيدات العقل البشري.. GPT-4o يعكس تناقضات نفسية
أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة PNAS أن نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4o من OpenAI يظهر سلوكًا يشبه التنافر المعرفي، وهي ظاهرة نفسية بشرية تُعرف بتناقض المواقف بين السلوك والمعتقدات.
والتنافر المعرفي في علم النفس هو حالة من التوتر الذهني تحدث عندما يتعارض سلوك الفرد مع معتقداته أو قيمه، مما يدفعه إلى تعديل أحدهما لتخفيف هذا الصراع الداخلي، وقد صمم العالمان ماهزارين باناجي وستيف لير تجربة لاختبار هذه الظاهرة على GPT-4o، حيث طلبا من النموذج كتابة مقالين متعارضين حول رجل الأعمال إيلون ماسك، أحدهما مؤيد والآخر ناقد.
ولاحظ الباحثان أن النموذج غيّر “مواقفه” تجاه ماسك اعتمادًا على المحتوى الذي أنتجه، خاصة حينما منحه حرية اختيار وجهة نظر المقال، وأوضح البروفيسور باناجي أن النموذج، رغم تدريبه على كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بماسك، انحرف عن موقفه المحايد بعد كتابة مقال قصير، في ظاهرة مشابهة لما يحدث للبشر عند مواجهة تحيزات غير عقلانية.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة تحاكي ميكانيزمات نفسية معقدة تعمل في الدماغ البشري، حيث يميل الإنسان إلى تعديل معتقداته لتتوافق مع أفعاله، خاصة إذا عزى تلك الأفعال إلى اختيارات شخصية حرة، وهذا يسلط الضوء على هشاشة “القناعات” التي تتبناها نماذج اللغات الكبيرة، التي يمكن لتجربة قصيرة أن تؤدي إلى تغييرات جذريّة في مواقفها.
وأكد الباحثون أن هذه النماذج لا تمتلك وعيًا أو نية مسبقة، وإنما تحاكي ببراعة العمليات النفسية البشرية، بما في ذلك التحيزات والتناقضات، دون إدراك حقيقي.
واعتبر البروفيسور لير أن قدرة GPT على محاكاة التنافر المعرفي تلقائيًا تعكس عمق التفاعل البنيوي بين أنظمة الذكاء الاصطناعي والعمليات الإدراكية البشرية.
واختتم الفريق البحثي بأن هذه النتائج تفرض إعادة نظر جذرية في فهمنا لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد آلة لمعالجة النصوص، بل نموذج قادر على إعادة إنتاج التعقيدات النفسية والاجتماعية التي لطالما اعتبرناها حكراً على العقل البشري.