القنب والتبغ.. مزيج يغيّر كيمياء الدماغ ويرتبط بارتفاع خطر القلق والاكتئاب
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة لجامعة مكغيل الكندية عن أول دليل بشري على تغيّر في كيمياء الدماغ لدى من يستخدمون القنب والتبغ معًا.
تشير بيانات الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Drug and Alcohol Dependence Reports، إلى أنّ الأشخاص الذين يجمعون بين القنب والتبغ يُظهرون أنماطًا مختلفة في نشاط الدماغ مقارنةً بمن يستخدمون القنب فقط، وهو ما قد يفسّر ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بينهم، فضلاً عن صعوبة الإقلاع عن القنب.
جُمعت البيانات أساسًا لأغراض بحث آخر، بحسب معدّي الدراسة، ولم تتضمّن مجموعة من مدخّني التبغ فقط، ما يعني أنّ التبغ وحده قد يكون سبب بعض التغيّرات الملحوظة. ومع ذلك، يرى الباحثون أنّ النتائج تُظهر تفاعلاً معقدًا بين المادتين.
تقول رومينا مزراحي، أستاذة الطب النفسي ومديرة مركز مكغيل لأبحاث القنب والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "ما فاجأنا هو مدى قوة التأثير ومدى اختلافه بين من يستخدمون القنب فقط ومن يجمعون بين القنب والتبغ".
وفي السياق نفسه، تقول رايتشل رابن، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي بجامعة مكغيل والباحثة في مركز دوغلاس: "هذا هو أول دليل بشري على آلية جزيئية قد تفسّر الأسباب الكامنة وراء التأثيرات السلبية المشتركة للقنّب والتبغ".
وتضيف: "تحديد هذه الآلية خطوة مهمة نحو إيجاد أهداف علاجية جديدة لاضطراب استخدام القنب (Cannabis use disorder)، ولا سيّما لدى الفئة التي تستهلك القنب والسجائر معًا. حاليًا، العلاجات المتاحة تقتصر على التدخلات السلوكية مثل الإرشاد النفسي".
ورغم تراجع معدلات تدخين التبغ عمومًا، يشير الباحثون إلى أنّ معظم مستخدمي القنب لا يزالون يستخدمون التبغ أيضًا. وتوضح رابن أنّ الدراسات السابقة تناولت المادتين على نحو منفصل، ما ترك فجوة حاولت هذه الدراسة سدّها.
تغيّرات في "جزيء السعادة" داخل الدماغأظهرت صور المسح الدماغي أنّ مستخدمي القنب والتبغ معًا لديهم مستويات أعلى من إنزيم يعرف باسم FAAH، مقارنةً بمستخدمي القنب فقط. هذا الإنزيم مسؤول عن تحليل مادة الأنانداميد، وهي جزيء طبيعي يُعرف بـ"جزيء السعادة" لدوره في تنظيم المزاج والتوتر.
وإنّ ارتفاع مستويات FAAH يعني انخفاض الأنانداميد، وهو نمط ارتبط سابقًا بالقلق والاكتئاب واحتمال الانتكاس أثناء محاولة الإقلاع عن القنب.
Related وجه آخر أكثر فتكًا.. دراسة أمريكية تكشف كيف يضاعف التدخين خطر الإصابة بسرطان البنكرياسالتدخين الإلكتروني والتقليدي يزيدان خطر الإصابة بالسكري.. دراسة أميركية تكشف الارتباط الصحيإسبانيا تقرّ قانونًا جديدًا ضد التدخين والسجائر الإلكترونية.. ما تفاصيله؟وقد اعتمد الباحثون على تحليل صور دماغية لـ13 شابًا بالغًا، منهم ثمانية يستخدمون القنب فقط، وخمسة يدخنون القنب والسجائر يوميًا. بلغ متوسط استهلاك القنب نحو غرام واحد يوميًا، فيما تراوح عدد السجائر بين واحدة و12 سيجارة يوميًا.
ويعمل الفريق حاليًا على دراسة جديدة تشمل أشخاصًا يدخنون السجائر وأشخاصًا يستخدمون السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين، بهدف معرفة ما إذا كانت التغيّرات الدماغية نفسها يمكن أن تحدث في غياب القنب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني علم النفس بحث علمي القنب الهندي الصحة منع التدخين دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني علمي بحث علمي سوريا الصحة روسيا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سبب الهلوسة السمعية لدى المصابين بانفصام الشخصية
قدّم علماء النفس الأستراليون أحد أكثر التفسيرات إقناعا حتى الآن لأصل الهلوسة السمعية، وهي أحد الأعراض الرئيسية لدى المصابين بانفصام الشخصية (schizophrenia).
وفي مقالة نشرت في مجلة Schizophrenia Bulletin (نشرة الفصام)، ربط العلماء هذه الهلوسة بخلل في آلية الدماغ التي تُساعد عادة على تمييز الكلام الداخلي عن الأصوات الخارجية.
\
وقال البروفيسور توماس ويتفورد، قائد الدراسة، إن المونولوج الداخلي هو "صوت في رؤوسنا" يُعلّق على أفعالنا وأفكارنا. ووفقا له، في الحالة الطبيعية يحدد الدماغ مصدر الصوت ويُخفّض استجابة القشرة السمعية. ولكن إذا حدث خلل في عملية التحديد هذه، فقد يعتقد المرء أن أفكاره الذاتية الموجودة في رأسه، هي أصوات دخيلة، قادمة من الخارج.
وشملت الدراسة 142 شخصا تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: مرضى مصابون بالفصام وهلوسات سمعية حديثة، ومرضى بنفس التشخيص ولكن بدون هلوسات في الأيام الأخيرة، ومتطوعون أصحاء. وتم تكليفهم جميعا بتنفيذ مهمات محددة، وخلال ذلك تم تسجيل نشاط أدمغتهم باستخدام أجهزة تخطيط كهربية الدماغ (EEG): خلال الاختبار كان على المشاركين أن يرددوا في ذاتهم المقاطع "با" أو "بي" بينما تم تشغيل نفس المقاطع من خلال سماعات الرأس؛ وتم اختيار المطابقة بين الصوت الداخلي والخارجي بشكل عشوائي.
لدى المشاركين الأصحاء، عندما تزامنت الأصوات الداخلية والخارجية، انخفض نشاط القشرة السمعية - حيث تعرف الدماغ على "صوته". أما لدى الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرا بهلوسة، فقد لوحظ النمط المعاكس: فبدلا من القمع، تم تعزيز الاستجابة، كما لو كان الصوت قادما من الخارج.
ووفقا للبروفيسور ويتفورد، فإن هذا يشير إلى انهيار في وظيفة التنبؤ في الدماغ، مما يتسبب في نسب الكلام الداخلي عن طريق الخطأ إلى مصدر خارجي.
ويرى العلماء أصحاب الدراسة أن النتائج التي تم الحصول عليها هي التأكيد الأكثر إقناعا على الفرضية القائلة بأن "الأصوات" في مرض الفصام تنشأ بسبب التعرف المشوه على كلام الشخص المريض نفسه.
لقد نوقشت هذه الفكرة لعقود، ولكن كان من الصعب اختبارها والتحقق منها، لأن الكلام الداخلي عملية فردية للغاية. الآن، تم تقديم مؤشر فسيولوجي مباشر. ويأمل الباحثون أن تصبح هذه التقنية يوما ما مؤشرا حيويا للكشف المبكر عن الذهان وتقييم مخاطره.