الرئيس التنفيذي لبنك CIB: القطاع المصرفي يشهد لأول مرة طلبا متزايدا على تمويل رأس المال الاستثماري
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
أكد هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي مصر "CIB"، أن استقرار السياسات النقدية في الفترة الأخيرة، والنهج المنضبط الذي اتبعه البنك المركزي المصري في إدارة التضخم وسعر الصرف، أسهما بشكل مباشر في خفض مستوى المخاطر التي تتحملها البنوك داخل ميزانياتها، ما أتاح لها مساحة أكبر للتوسع في الإقراض وتمويل الأنشطة الاقتصادية.
وقال عز العرب، خلال الندوة التي نظمها مجلس الأعمال الكندى المصري، اليوم الأربعاء، إن البنك واجه في فترة سابقة تحديًا كبيرًا عندما ارتفع معدل التضخم إلى نحو 36%، وكانت مصر على وشك التصنيف كدولة ذات تضخم مفرط (Hyperinflation)، وهو ما كان سيؤدي إلى تغييرات جذرية في المعايير المحاسبية وخصم ما يقرب من نصف رؤوس أموال البنوك.
وأوضح أنه تم حينها الاحتفاظ بنسبة رأس مال إضافي بلغت نحو 30% للحماية من المخاطر المحتملة، قبل أن تنجح السياسات النقدية الحالية في إعادة التوازن والاستقرار.
وأشار عز العرب إلى أن "الفريق الحالي بالبنك المركزي، بقيادة المحافظ، نجح في وضع مؤشرات الاقتصاد النقدي على المسار الصحيح، سواء من حيث السيطرة على التضخم أو إدارة أسعار الفائدة"، مضيفًا أن ذلك مكّن البنوك من خفض متطلبات رأس المال من مستويات بلغت 30% إلى نحو 18-20%، وهو ما منحها "قوة نارية" لزيادة حجم القروض ونمو محفظة الائتمان بشكل غير مسبوق.
وأوضح أن القطاع المصرفي يشهد لأول مرة منذ سنوات طويلة طلبًا متزايدًا من الشركات على تمويل رأس المال الاستثماري (CAPEX)، وليس فقط تمويل رأس المال العامل، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة الإيجابية تعكس بداية مرحلة توسع صناعي واستثماري جديدة في السوق المصرية.
وفيما يتعلق بقطاع التمويل الاستهلاكي، قال رئيس مجلس إدارة بنك CIB إن وجود 48 شركة عاملة في السوق يُعد مؤشرًا إيجابيًا على توسع قاعدة الشمول المالي، مشيرًا إلى أن البنوك لم تعد تعتبر هذه الشركات منافسًا مباشرًا، بل شريكًا في دعم المنظومة المالية.
لكنه لفت في الوقت نفسه إلى وجود "فجوة تنظيمية" بين قواعد سوق المال والرقابة المصرفية، وهو ما يسمح لبعض الشركات بالاستفادة من ثغرات مؤقتة، موضحًا "عندما تُغلق هذه الفجوة، ستصبح شركات التمويل الاستهلاكي والبنوك على نفس المستوى الرقابي، كما هو معمول به في الأسواق العالمية".
وأكد عز العرب أن نموذج التمويل الاستهلاكي عالميًا يتجه بسرعة نحو التحول إلى نموذج البنوك الرقمية (Digital Banks)، مشيرًا إلى أن بنك CIB بدأ بالفعل في طرح منتجات رقمية جديدة تشمل بطاقات وخدمات عبر المنصات الإلكترونية، تمثل قاعدة لتوسيع أنشطته الرقمية المستقبلية.
كما أوضح أن البنوك استفادت من التعاون مع شركات التمويل الاستهلاكي عبر عمليات التوريق، معتبرًا أن هذه الشراكات "ليست عيبًا، بل خطوة ذكية ساهمت في تعزيز الشمول المالي، الذي لا يقتصر فقط على فتح الحسابات البنكية، بل يشمل كل الخدمات المالية مثل التأمين والبريد وغيرها".
وأضاف أن "الشمول المالي الحقيقي يعني أن يحصل أي مواطن على خدمة مالية مناسبة، سواء من بنك أو من جهة أخرى"، مشيرًا إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى مما هو مُعلن إذا ما تم احتساب جميع أشكال الخدمات المالية ضمن المؤشرات.
وحول البنوك الرقمية، قال عز العرب إن البنك يعمل على تطوير نموذج رقمي متكامل، لكن بصورة منفصلة عن البنية الأساسية التقليدية للبنك، لتجنب التكاليف العالية والتداخل مع العملاء الرئيسيين.
وأوضح أن "الديجيتال بنك" سيتيح تقديم خدمات أكثر مرونة وشخصية دون التأثير على تجربة عملاء الفروع الحالية.
وتابع أن التطورات الأخيرة في السياسة النقدية، ونمو الطلب على التمويل الاستثماري، وتوسع البنوك في الحلول الرقمية، تؤكد أن القطاع المصرفي المصري يمر بمرحلة نضج جديدة، تضعه في موقع قوي لدعم الاقتصاد الوطني في السنوات المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر السياسات النقدية سعر الصرف
إقرأ أيضاً:
الإسكان تتوسع في منظومة التمويل العقاري الحر بالتعاون مع كبرى البنوك والشركات
وقّعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عددًا من البروتوكولات مع مجموعة من أبرز البنوك و شركات التمويل العقارى العاملة في السوق المصري، و من بينها بنك مصر ، والبنك التجاري الدولى (CIB)، وبنك قطر الوطنى - مصر ( QNB- مصر ) ، وشركة العربي الأفريقي الدولي للتمويل العقاري (AAIMF)، وذلك لتفعيل منظومة التمويل العقاري الحر للوحدات السكنية والإدارية والتجارية المملوكة لهيئة المجتمعات العمرانية.
وأكد المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن هذه البروتوكولات تأتي ضمن رؤية الوزارة لتوسيع نطاق التعاون بين الدولة والمؤسسات المالية ، بما يحقق التكامل في دعم جهود الدولة لتمكين المواطنين من التملك، وتنشيط حركة السوق العقارية، وجذب استثمارات محلية وأجنبية تسهم في تعزيز موارد الدولة ودفع عجلة الاقتصاد.
وأوضح الوزير أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في أدوات التمويل العقاري بالسوق المصرية، إذ تستهدف توفير حلول تمويلية مرنة ومستدامة بمدد سداد تصل إلى 20 عامًا، وبمقدمات تعاقد ميسرة تتناسب مع قدرات مختلف شرائح الدخل، مع الحفاظ على التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، وفتح آفاق جديدة للمصريين العاملين بالخارج والمستثمرين العرب والأجانب للمشاركة في السوق العقارية المصرية ضمن مبادرة تصدير العقار المصري.
وأضاف المهندس شريف الشربينى أن التعاون مع هذه المؤسسات المالية الكبرى يعكس الثقة في قوة المشروعات العقارية التابعة للهيئة واستقرارها القانوني والإداري، كما يتيح للمؤسسات توجيه التمويل نحو وحدات جاهزة ومكتملة المرافق في المدن الجديدة، بما يضمن سرعة التنفيذ ويقلل من الإجراءات التقليدية، ويمكّن المواطنين من تملك وحدات فورية دون انتظار مراحل البناء أو التسليم.
وأشار إلى أن منظومة التعاون تتضمن ثلاثة محاور رئيسية تشمل تمويل شراء الوحدات الجاهزة غير المشمولة بمبادرات البنك المركزي، وإعادة الجدولة الميسرة للعملاء المتعاقدين سابقًا، وتمويل إعادة البيع للوحدات المسلمة من الهيئة، وذلك بمدد سداد مرنة وتحت إشراف مباشر من الأجهزة المعنية لضمان سرعة وسلامة التنفيذ.
وأوضح أن هذا التعاون يتميز بتحقيق مكاسب استراتيجية مشتركة لجميع الأطراف؛ إذ يمنح المواطنين فرصة حقيقية للتملك من خلال مقدمات ميسرة ومدد سداد طويلة تجعل القسط الشهري في متناول مختلف الشرائح، ويعزز من قيمة العقار باعتباره أصلًا استثماريًا متناميًا.
كما يتيح للمؤسسات المالية تنويع محافظها الائتمانية وتقديم منتج تمويلي مستقر ومرتفع الطلب مدعوم بضمانات عينية قوية، بما يسهم في تعزيز الشمول المالي واستقرار القطاع المالى، وفي المقابل، تستفيد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة من تسريع معدلات تسويق الوحدات وتحقيق التدفقات المالية اللازمة لدعم خطط التوسع العمراني، واستكمال مشروعات البنية التحتية والخدمات بالمدن الجديدة، بما يخدم الأهداف التنموية والاجتماعية للدولة.
وأكد المهندس شريف الشربينى على أن وزارة الإسكان ماضية في تطوير منظومة التمويل العقاري بالتنسيق مع البنوك المصرية وكافة مؤسسات التمويل العقارى، بما يواكب أهداف الجمهورية الجديدة في تحقيق السكن اللائق للمواطن، والتنمية العمرانية المتكاملة، وتعظيم الاستفادة من الأصول العقارية للدولة، مشيرًا إلى أن الوزارة تدرس التوسع في توقيع مزيد من البروتوكولات مع البنوك المصرية خلال المرحلة المقبلة لضمان استدامة هذا التوجه ورفع كفاءة السوق العقارية.
ومن جانبهم أعرب مسئولو البنوك وشركة العربى الأفريقى الدولى للتمويل العقارى عن ترحيبهم بتوقيع هذا البروتوكول مع وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية وأكدوا أن هذا التعاون يسهم في تحقيق عدة نتائج اقتصادية مباشرة، من بينها تنشيط حركة التمويل والمبيعات العقارية داخل المدن الجديدة ، وتوسيع فرص التملك للمواطنين داخل مصر وخارجها ، بالإضافة إلى تعظيم موارد الدولة غير الضريبية من خلال أدوات تمويلية مبتكرة، فضلاً عن جذب رؤوس أموال واستثمارات جديدة تدعم جهود الدولة في تصدير العقار وتنمية القطاع العقاري الوطني، إلى جانب تحفيز قطاعي البناء والتشييد اللذين يعدان من أكثر القطاعات قدرة على تحريك الاقتصاد وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.