بوابة الوفد:
2025-05-11@09:42:27 GMT

تمام أفندم

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

يقول البروفيسور أكمل إحسان أوغلو فى مقدمة كتابه الأتراك فى مصر وتراثهم الثقافى: «قد نرى بين عالم يدرس فى القاهرة، وشاعر أو مؤلف لكتاب فى إسطنبول ظهور خط متصل يتجاوز الزمن والمكان، وهذا الخط قد ربط برباط وثيق بين الشعبين، وكشف أيضاً عن أهمية كبيرة فى حاضر العلاقة بين المجتمعين».

نعم وصلت العلاقة الخاصة إلى مستوى المصاهرة العائلية فهذا التأثير المتبادل كان له عظيم الأثر على العلوم الشرعية والفنون والعمارة والموسيقى والترجمة ولغة الإدارة العسكرية.

لذا تعد زيارة أردوغان للقاهرة استثنائية، فهى الأولى كرئيس للجمهورية وقد أعرب عن سعادته بوجوده فى القاهرة بعد ما لمسه من حفاوة الاستقبال الدافئ الذى أذاب جليد قطيعة دامت 12 سنة، وذكر أن مصر وتركيا لديهما تاريخ ثقافى مشترك يعود لأكثر من ألف عام، مؤكدا أنهم يسعون لرفع العلاقات إلى المستوى الذى تستحقه، وقد دعا السيسى لزيارة أنقرة.

هذه الزيارة التاريخية تتويجاً لجهود دبلوماسية بُذلت لتصحيح مسار العلاقات المضطربة بعد حقبة طويلة من التجاذبات السياسية نتيجة أحداث الربيع العربى التى عصفت بأنظمة عتيدة وتحالفات إقليمية مستقرة وأغرت مشاريع ايديولوجية قديمة للخروج من القمقم مما جعل الارتباك الجيوسياسى هو سيد الموقف الذى انعكس على تعقيد الملفات الحساسة فى منطقة تعيش على صفيح ساخن.

لاشك أن التنافس المحموم بين القطبين على قيادة العالم السنى قديم جديد، فتاريخ تأزم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مر بعقبات مختلفة دائمآ ما يتكرر الماضى ولكن بأشخاص مختلفة ومسميات مختلفة، فعقب ثورة يوليو وجه السفير خلوصى طوغاى صهر العائلة المالكة الفاظاً نابية إلى عبدالناصر الذى رد الصاع صاعين وتم طرده خلال 24 ساعة وتفتيشه داخل المطار بطريقة مهينة ووصل التوتر ذروته عندما أرسل الجيش بعض قواته للدفاع عن الحدود السورية من الغزو التركى وكاد شبح المواجهة العسكرية يتكرر لكن هذه المرة على الأراضى الليبية بعدما رسم السيسى الخط الأحمر الشهير ومع كل مرة تتأزم الأمور وتزداد حدة التراشق الإعلامى وتصل إلى حافة الهاوية تتغلب الحكمة الفرعونية العثمانية بنزع فتيل الأزمة والحفاظ على شعرة معاوية وتتجلى البراجماتية فى الحرص استمرار التبادل الاقتصادى الذى وصل إلى 10 مليارات دولار بالرغم من العداء الشديد.

كان الموقف المصرى من عودة العلاقات الكاملة متحفظاً للغاية حتى تقترن الأقوال بالأفعال، خاصة فى التزام أنقرة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية وقطع الحبل السرى عن جماعة الإخوان.

مبدأ مصر فى إدارة علاقاتها مع دولة محورية مثل تركيا هو الرشادة السياسية بضبط مؤشر العلاقات للخروج من شرنقة الشخصنة الايديولوجية إلى آفاق العلاقة المؤسسية بين دولتين ونظامى حكم على قاعدة احترام المصالح الوطنية وهو ما سمح بتطور العلاقات من التهدئة والتسكين إلى بناء نموذج شراكة اقتصادية حتى وصلنا إلى مرحلة التأسيس الاستراتيجى.

لا يجب أن يسود منطق الأهواء العاطفية للحكم على العلاقات الدولية فليس هناك عدوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما هناك مصالح دائمة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البروفيسور إسطنبول العلاقة الخاصة دبلوماسية العلاقات المضطربة

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: هذه المواجهة الهندية الباكستانية مختلفة بشكل خطير

قالت صحيفة إيكونوميست إن الأزمة بين الهند وباكستان تبدو هذه المرة مختلفة تماما عن سابقاتها، إذ يستخدم الجانبان أسلحة متطورة مستوردة، ومن بينها الطائرات المسيرة المسلحة، ويضربان أهدافا خارج كشمير.

وأوضحت الصحيفة أن الطرفين تبادلا الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة منذ أن شنت الهند غارة جوية على باكستان، انتقاما لهجوم في كشمير، واعتبرت أن القتال بين البلدين بلغ حدًا لم يبلغه منذ 25 عاما، مما ينذر بدوامة تصعيد خطيرة تزيد من احتمال المواجهة النووية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: جنودنا يقتلون بغزة ووالدة أسير حذرنا من ذلك مراراlist 2 of 2فورين أفيرز: هكذا تفوق الحوثيون على الولايات المتحدةend of list

وتقول الهند إن نحو 300 أو 400 طائرة مسيرة باكستانية دخلت مجالها الجوي لاختبار دفاعاتها، وإنها أرسلت في المقابل طائرات مسيرة مسلحة لمهاجمة منشآت الدفاع الجوي في باكستان، في حين زعمت إسلام آباد أنها أسقطت 77 طائرة هندية مسيّرة، واتهمت الهند بدفع البلدين إلى شفا حرب شاملة.

ومع أن الأزمات بين الهند وباكستان مألوفة، فإن هذه الأزمة -كما ترى الصحيفة- تدخل مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، لأن الجانبين ابتعدا عن النمط الذي اتبعاه خلال مواجهتيهما السابقتين اللتين اندلعتا بسبب هجمات في كشمير، إذ اقتصرت أولاهما على منطقة ضيقة من كشمير، والثانية على غارات جوية سريعة ذات تأثير محدود.

إعلان

أما في هذه المرة، فتبدو الهند عازمة على ترسيخ "هيمنة التصعيد"، مظهرة لباكستان قدرتها ونيتها على الرد على أي هجوم جديد بهجوم أكثر ضررا، مما قد يدفع باكستان "الأضعف" إلى اللجوء إلى التهديدات النووية، مثلما فعلت خلال أزمة عام 1990.

مؤشرات مشجعة

من ناحيته، يقول سريناث راغافان من جامعة أشوكا الهندية: "يبدو أننا في وضع تصعيدي تقليدي؛ كل جانب يريد إظهار قدرته على رفع مستوى التحدي وإبداء العزيمة، ولكن إذا لم يمنح أي طرف غريمه مخرجا، فقد تسوء الأمور بسرعة كبيرة. الأمر يتطلب تدخلا أجنبيا كبيرا لوضع حد للحرب".

ولكن الصحيفة لم يتضح لها من القوة الأجنبية التي يمكنها القيام بدور الوسيط، لأن الصين قريبة جدا من باكستان، وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لديهما نفوذ محدود في جنوب آسيا، أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيبدو أنه لا يرغب في التدخل، رغم تعبيره عن أمله في انتهاء القتال قريبا.

ومما يزيد من خطورة هذه المواجهة استخدام الأسلحة المتطورة، إذ نشرت الهند أحدث طائراتها المقاتلة من طراز رافال الفرنسية، وطائرات هاروب المسيرة الإسرائيلية، ونظام الدفاع الجوي "إس-400" الروسي المتطور، في حين تمتلك باكستان مقاتلات "إف-16" الأميركية، ومقاتلات صينية جديدة من طراز "جيه-10 سي" (J-10C) المجهزة بصواريخ بعيدة المدى من طراز "بي إل 15″، كما تمتلك طائرات هجومية مسيرة من الصين وتركيا.

وتشكل الطائرات المسيرة -حسب الصحيفة- ديناميكية جديدة، لأنها تتيح لكل طرف شن هجمات أكثر إثارة للقلق وتأثيرا من نيران المدفعية، كما أن بيئة المعلومات تغيرت بعد آخر مواجهة عسكرية رئيسية بين البلدين، فسهل استخدام الذكاء الاصطناعي إنتاج المعلومات المضللة ومشاركتها بشكل كبير، كما سهل الرقابة السريعة على كميات هائلة من المعلومات عبر الإنترنت.

إعلان

وخلص الموقع إلى أن هناك بعض المؤشرات المشجعة، كإنشاء قناة اتصال جديدة بين مستشاري البلدين للأمن القومي، وكعدم استخدام صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وكعدم اللجوء إلى التهديدات النووية، لكن العالم -رغم ذلك- عليه أن يكون في حالة تأهب قصوى لأي من هذه الإشارات خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • شريكك يسبب لك إرهاقا عاطفيا في العلاقة؟.. 6 نصائح ستساعدك
  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • لم تعد كما كانت
  • إيكونوميست: هذه المواجهة الهندية الباكستانية مختلفة بشكل خطير
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني يوم غد الجمعة شكرا لله على الفشل الأمريكي وتحديا للعدو الإسرائيلي
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غدا شكرا لله على الفشل الأمريكي وتحديا للعدو الإسرائيلي ونصرة للشعب الفلسطين
  • ولي العهد يؤكد متانة العلاقة التي تربط الأردن واليابان