رسالة لقائد قوات الدعم السريع
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
ياسر عرمان
أوقفوا القتل!
تعلمنا من تجاربنا الطويلة أن المجاملة في أمر انتهاكات حقوق الإنسان لا تنتج مجتمعاً جديداً وتفسد الحاضر والمستقبل، والجهر بالرأي ضدها هو أمر أخلاقي وقضية إنسانية في المقام الأول فالإنسانية قبل السياسة.
كنا ولا زلنا منذ سنوات طوال ندافع عن السودانيات والسودانيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً ووسطاً لا نفرق بين أحد من بناته وأبنائه وكل أرجائه لنا وطناً وقمنا بذلك خلال هذه الحرب.
ظللت طوال ما يزيد عن ٤٠ عاماً أدافع عن حق كل السودانيين والسودانيات في الحياة الكريمة والحرية والمواطنة بلا تمييز، لم نتأخر في ذلك مع الكثيرين من أبناء وبنات شعبنا دون انحياز جغرافي أو إثني، ونقف مع حق الأخرين في أن يكونوا أخرين.
قلنا بصوت جهير ولا زلنا أن حرب ١٥ أبريل هي من صنع الفلول والكيزان ويريدونها الآن أن تأخذ اتجاهاً أثنياً تساعدهم في ذلك ممارسات قوات الدعم السريع في قتل ونهب المدنيين والذي أدى إلى افلاس كامل للطبقة الوسطى في الخرطوم وهذا أمر لا يجب السكوت عنه تماماً مثل قصف الجيش للمواطنين السودانيين والأبرياء في نيالا والضعين ومدني والخرطوم وغيرها وقتل المدنيين وتصعيد النعرة الإثنية والعنصرية واعتقال قوى الثورة من قبل مجموعة بورتسودان.
الآن تقوم قوات الدعم السريع بقتل مواطني الجزيرة الأبرياء ونهب القرى والمدن، تلك القرى التي لا يمتلك معظم أهلها (مسدس)، وقد كتبت من قبل على منصة X محذراً قوات الدعم السريع ان دخول الجزيرة وبها ملايين المواطنين والنازحين ليس في مصلحة المواطن أولاً والدعم السريع ثانياً سيما بعد تجربة الخرطوم، وبدا لي وكأن الدعم السريع نصب فخاً لنفسه أو ابتلع فخاً نصبه له خصومه من الفلول.
أتوجه بهذه الرسالة لقائد قوات الدعم السريع لإدانة ما يجري في الجزيرة من جرائم والعمل على وقفه وتوجيه رسالة لقواته وتطمين أهل الجزيرة والعمل على وقف ما يحدث ولأن السودانيين أهل وأخوة فان الإنسانية والمعاملة الحسنة هي العملة الوحيدة التي يجب ان تسود بينهم بأمر الدين والوطن وحقوق الانسان.
ما يحدث سيدفع الآلاف من شباب الجزيرة لحمل السلاح للدفاع عن انفسهم مما يخدم مخطط الفلول، والأفضل لنا جميعاً أن نعمل على تجنيب بلادنا من الانزلاق للحرب الاثنية التي سوف تدمر السودان أكثر مما دمرته المرحلة الحالية من الحرب.
أدعو قوات الدعم السريع وقيادتها لعقد اجتماع شامل بين قادة الدعم السريع وقادة المجتمع والقبائل والمجتمعين السياسي والمدني بالجزيرة، ليضع هذا الاجتماع نهاية لهذا الوضع المأساوى وأن يطبق ذلك في كل أنحاء السودان كما ان يطور الاجتماع وسائل حماية داخلية في غياب الحماية الاقليمية والدولية وأن يضع خطة صارمة لإخراج المسلحين من القرى وأحياء المدن وحصر تواجدهم في اماكن الدفاع عن قواتهم، وان يتم ذلك قبل شهر رمضان وهو من الأشهر الحرم التي يجب ان لا تراق فيها دماء المسلمين.
الوسومالدعم السريع ولاية الجزيرة ياسر عرمان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع ولاية الجزيرة ياسر عرمان
إقرأ أيضاً:
السودان.. قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر
أعلنت قوات الدعم السريع، الأحد، سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد أكثر من عام من الحصار والقتال العنيف مع الجيش.
ولم يصدر بعد أي تأكيد رسمي عن الجيش بشأن التطورات في إقليم دارفور.
وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان "بسط سيطرتها على مدينة الفاشر"، وذلك بعد "معارك بطولية تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام".
وجاء البيان بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة على المقر الرئيسي للجيش في المدينة.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتليها يحتفلون إلى جانب لافتة كتب عليها "مقر الفرقة السادسة"، بينما أظهرت مقاطع أخرى مركبات للجيش تغادر المقر.
كما أظهرت مقاطع أخرى احتفالات يتوسطها مقاتلو الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وفي حال سيطرة الدعم السريع على الفاشر بشكل كامل، سيعني ذلك سيطرتها على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.
ويتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع، وتقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.
وتكمن أهمية إقليم دارفور في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.
والأسبوع الماضي استضافت واشنطن اجتماعا للمجموعة الرباعية بشأن السودان، التي تضم مصر والسعودية والإمارات إلى جانب الولايات المتحدة، من أجل الدفع في اتجاه السلام وهدنة إنسانية، وفق بيان أميركي.
ولم تسفر المفاوضات حتى الآن عن التوصل الى اتفاق بين الجانبين المتحاربين، رغم المطالبات الأممية والدولية بهدنة إنسانية لا سيما في الفاشر التي تعاني من المجاعة وتفشي الأوبئة.