د. أسماء عبدالوهاب الشهاري
في يومٍ من أشدِّ الأيام وقعاً على اليهود قدم الإمام علي بن أبي طالب سيف الله الضارب وأسد الله الغالب على حصون كانت هي أشدُّ الحصون منعة وهي خيبر ومعروفٌ قصتها عند الجميع. حينها سقط لحم وجوه اليهود. فالإمام عليٌ في كتب السماوات اسمه محفورٌ وموجود. حينها أيقنوا الهزيمة لا محالة وقبل أن يقتلع الوصي باب الحصن الذي عجز عشرات العشرات عن هزه أو تحريكه.
بإقدامه فقط سقطت خيبر وامتحى اسم اليهود وفي الهواء تبعثر.
فكل ما تحتاجه الأمة هو عبدٌ مؤمن كالإمام علي – عليه السلام – كرار غير فرار يفتح الله على يديه.
ولأن سنة الله لا تتغير ولا تتبدل، فقد جعل الذين أسلموا على يدي الإمام علي والذين كانوا من قبل هم من ناصروه، وأخوه نبي الرحمة المهداة. الذين ورد ذكرهم في آخر الكتب السماوية- ومن قبل- كما خلّد ذكرهم القرآن الكريم بقوله عنهم: ” نحنُ أولّو قوةٍ وأولّو بأسٍ شديد” في أول التاريخ هكذا خاطبوا ملكتهم. وكيف يخاف أو يخشى من هو بمثل ما شهد به رب السماوات والأرض عليهم وعنهم وليس صدفةً أبداً أن من سيحرر الأرض المقدسة هم من يحملون نفس هذه الصفات؛ يقول الحق في سورة الإسراء: “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً”
وهذا ما لا يغفل عنه اليهود وهم على اطلاع ودراية بما سعوا لإخفائه وتحريفه من وعد الله و وعيده لهم في كتبه المنزلة عليهم. لكن الحذر لا يدفع القدر. وهم يعلمون صدق اليمانيين وجدّيتهم وقائدهم في كل ما يقولونه ويقدمون عليه.
فرغم كل الدلالات والأبعاد التي تحملها وصول الطائرة اليمانية المسيرة #يافا إلى قلب الكيان الصهيوني الغاصب؛ ومن ذلك ما تحدث عنه قادة إسرائيلون وغربيون من تجاوز الخطوط الحمراء وسقوط كل منظومات ومسميات الردع والدفاع والأمن عن أجواء فلسطين المحتلة؛ وأن يمن الإيمان رغم كل التآمرات والظروف الصعبة تمكن من تطوير أسلحة فاقت وتغلبت على الترسانة العسكرية والتكنولوجيا الغربية الضخمة وهذا ما يفعله سلاح الإيمان وعنفوان الكرامة والشعور بأخيه الإنسان. وفي الجانب الآخر أن من هو عاجز عن الدفاع عن نفسه في السماء أو عرض البحر فهو أعجز عن درء شيء عن الذين هرولوا وأسرعوا فيه وفي التطبيع معه وباعوا دماء أبناء أمتهم وجراحات أهل غزة وفلسطين النازفات فهم إنما اشتروا الوهم وخسروا خسراناً مُبيناً وعظيما ً في الدنيا والآخرة من أمثال أردوغان تركيا ومن الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً.
وهنا نحن نتحدث عن عشرات ومئات مليارات الدولارات سواءً لحاملات الطائرات الأمريكية في البحر أو القبة الحديدية الصهيونية أو أنظمة الكشف والدفاع والتعقب التي تم تزويد أنظمة صهيوأعرابية بها كالسعودية والأردن ومصر وغيرها .
إذن الكثير من الدلالات تحملها وصول الطائرة اليمنية المسيرة #يافا إلى قلب الكيان الصهيوني الزائل لعل أهمها هو تدشين مرحلة جديدة في الصراع مع هذا العدو الإجرامي هي بمثابة نقطة الصفر وبداية النهاية وأن المسألة مسألة وقت فقط ستكون مشحونة بكميات مهولة من الإيمان والشرف والفخر والعزة والكرامة والتضحية والبذل والعطاء الغير محدود والنخوة اليمانية الأصيلة، وأن وصول طائرة #يافا هو كوصول الإمام علي وسيف ذي الفقار الذي تهاوت أمامه حصون خيبر. فالعبرة بالدرجة الأساس تكمن في #من-هو-الذي-وصل ؟
واليهود قد فهموا الرسالة مبكراً وأعلنوا النحيب والعويل والحداد سلفاً وهم يعلمون أنهم مهما استماتوا لإبقاء كيانهم الزائل فإنهم لن يلبثوا طويلاً. ومن حماقتهم ودليلًا على تخبطهم والإرباك الكبير الذي أصابهم فقد اخطأوا خطأ عمرهم -وليس خطاً تاريخياً فحسب- عندما ردوا على المارد اليماني وقاموا بقصف مناطق مدنية وحيوية في الحديدة اليمنية الساحلية ظناً منهم أن ذلك سيرد لهم شيئا من هيبتهم المهدورة أو أنه سيمثل أي رعب أو قلق لدى الذين عشقوا التضحية واعتادوا ساحات الوغى وميادين القتال. ومن خلفهم شعب عظيم يساندهم ويشد من أصرهم ويقوي ساعدهم في ما هو كرامة وشرفا لهم، حفظه التاريخ عنهم وقلدهم به أوسمةً لم يقلدها لغيرهم أبد الدهر. ولا يعلم القتلة الحمقى أنهم بذلك أعطوا شرعيةً واسعةً وغير محدودة لليمني في التسريع من المهمة الإلهية المكتوبة على يديه والمرسومة له إلى جانب الشرفاء والأحرار من محور المقاومة ومن سيلحق بركاب جهادهم العظيم والمقدس. وأنهم بذلك قد منحوا اليمني أقصى ما كان يتمناه وينتظره بفارغ الصبر منذ عقود وبالذات مع الجرائم الصهيونية الرهيبة في قطاع غزة المتمثلة في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهلها، وأنه على أهبة الاستعداد للثأر منه وتأديبه بل وما هو أبعد من ذلك بكثير. وقد حمل الراية حفيد قالع باب خيبر الإمام علي الذي لا يخشى إلا الله، ومن ورائه شعب مقدام أبيّ ملبي نداء قائده الشجاع وقد جعل القضية الفلسطينية نصب عينيه الليل والنهار وقد أجمع أمره في نصرتها والذود عنها وتحرير مقدسات الأمة وهو في ذلك كله على قلب رجل واحد مستعد لكل شيء مهما كانت التداعيات والمآلات ومهما بلغت التضحيات.
إذن هي مرحلة عهد جديد يجسدها وصول الإمام علي وسيفه، فشاهت الوجوه. وجوه الظلمة الكفرة.
أخيراً وصلت اليمن من خلف البحار. يحملها شوقٌ هادرٌ كالإعصار. فهي ريح الله المرسلة لا تذر شيئاً أمامها إلا جعلته كالهشيم.
الله أكبر عِزة. الله أكبر نُصرت غزة.
والعاقبة للمتقين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإمام علی
إقرأ أيضاً:
مندوباً عن الأمير الحسن .. وزير الأوقاف يفتتح مسجد الفتح “لواء 40”
صراحة نيوز- مندوباً عن سمو الأمير الحسن بن طلال، افتتح وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، اليوم الأربعاء، مسجد الفتح (لواء الملك الحسين بن طلال المدرع الملكي/ 40) في مدينة الشرق بمحافظة الزرقاء، والذي أُعيد بناؤه على نفقة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.
وقال الخلايلة إن المساجد في كل وحدة عسكرية شاهد على الصبغة الدينية للجيش العربي الذي استحق بجدارة لقب “بقية الجيش المصطفوي”، كما أسماه مؤسسه الملك عبدالله الأول، طيب الله ثراه، مشيدا بدور القوات المسلحة الأردنية في نشر الوعي الديني، وربط منتسبيها بكتاب الله سلوكاً وقيماً.
وأشاد الحضور بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير الحسن بن طلال في إعادة بناء وترميم مسجد الفتح لما يمثله من قيمة تاريخية.
كما أشار الخلايلة إلى بطولات وتضحيات الجيش العربي المصطفوي والشهداء في معارك الشرف والبطولة على ثرى الأردن وفلسطين، واستبسالهم على أسوار القدس الشريف، وما قدمه لواء الملك حسين بن طلال المدرع الملكي/ 40 على أرض الجولان دفاعا عن الأمة وقضاياها، مستمدا قوته من القيادة الهاشمية وشرعيتها الممتدة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد حرص الوزارة على نبذ التطرف والتشدد الفكري ومواجهة كل محاولات تكفير وتضليل عموم أهل السنة والجماعة، والمساس بأمن المجتمع وإيمانه وعقيدته، خاصة وأن الأردن يتبنى نهج الوسطية والاعتدال.
بدوره، أوضح مفتي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي الدكتور حسن المخاترة، أن المسجد أنشئ عام 1963 على تلة ضمن أراضي المعسكرات في الزرقاء، حيث بناه نشامى الجيش العربي وكان يطلق عليه اسم (مسجد لواء 40)، وهو شاهد على اهتمام القوات المسلحة بالمساجد وتعزيز العقيدة السمحة والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة في نفوس منتسبيها.
من جهته، قال مدير أوقاف الزرقاء الدكتور أحمد الحراحشة، إن الوزارة تعمل على تسخير كل إمكانياتها لرعاية المساجد والإشراف عليها ونشر قيم ومبادئ الإسلام، مبينا أن المسجد يقام على أرض مساحتها دونمان، وبمساحة بناء تبلغ 450 مترا مربعا.
وحضر الافتتاح محافظ الزرقاء فراس أبو قاعود، وسماحة إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، ورئيس لجنة بلدية الزرقاء المهندس خالد الخشمان، والعين ضيف الله القلاب، وأمين عام وزارة الأوقاف الدكتور عبدالله العقيل، وعدد من كبار موظفي وزارة الأوقاف والمفتين.