البيرة ليست صحية – ولا حتى للأمعاء
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
خرجت دراسة من الصين بنتائج تجعل قلوب محبي البيرة ترقص طربا، فتلك الدراسة تدعي أن البيرة (الجعة) تحتوي على مكونات رائعة لها تأثيرات عظيمة، وهي لا تجعل من يتعاطاها أكثر مرحا فحسب، بل تجعله أيضا أكثر صحة.
وكتب مؤلفو الدراسة أن مكونات معينة موجودة في البيرة يتم تفكيكها بواسطة الميكروبيوم المعوي (النبيت الجرثومي المعوي)، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير ضابط لجهاز المناعة، فتكون لها هنالك تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للتخثر ومضادة للأكسدة، بمعنى أنها تمنع وقوع الأضرار الناجمة عن الفضلات الأيضية، أي تلك المواد التي تخلفها عمليات الأيض.
دراسة مشكوك فيها
ومع ذلك، فإلقاء نظرة على تلك الدراسة نفسها تفسد بسرعة المزاج المنتشي بها. فقد تم تمويل الدراسة من قبل مختبر الدولة الرئيسي لهندسة التخمير البيولوجي للبيرة (State Key Laboratory of Biological Fermentation Engineering
of Beer)، وهو بدوره جزء من مصنع البيرة تشينغداو (أيضا: تسينغتاو)، وهو أحد أكبر مصنعي البيرة في الصين.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي اثنان من المؤلفين الخمسة المدرجين بالدراسة من مختبر الجعة بالمصنع، وهذا يجعل هناك "تضاربا للمصالح" في الدراسة. ولذلك يشكك الباحث في مجال الكحول هيلموت زايتس في استقلالية تلك الدراسة.
يقوم زايتس منذ عقود بالبحث في الكحول وتأثيراته على الجسم، ويهتم بوجه خاص بمحتوى تلك الدراسة الصينية ويقول إنه محتوىً "غير معقول، فيما يتعلق بالكحول". ويضيف زايتس: "بالطبع هناك مواد معينة في البيرة مفيدة لصحتك، مثل مستخلص عشب حشيشة الدينار" أو ما يسمى أيضا بنبات الجنجل.
تضر أكثر مما تنفع
ومع ذلك، فإن التأثير التأكسدي للكحول أقوى بكثير من التأثير الإيجابي المحتمل لجميع المكونات الأخرى في البيرة. فيؤدي التأثير التأكسدي للكحول إلى حدوث التهابات ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض، من مرض السكري وحتى مرض السرطان.
ويقول زايتس: "للكحول تأثير مسرطن، خاصة في الأمعاء الغليظة .. يتحلل الكحول إلى الأسيتالديهيد وهذا له تأثير سام". لكن هذا ليس كل شيء فوفقا لزايتس، فإن البيرة أكثر ضررا للأمعاء من النبيذ. ومع ذلك، لا نعرف حتى الآن سبب هذا الأمر.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: تلک الدراسة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: السنة ليست مصدرا للتشريع بل منظومة أخلاقية ومنهاج للوصول لله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السنة ليست مصدرا للتشريع فحسب، بل هي منظومة أخلاقية، ومنهاج للوصول إلى رب العالمين، يرشدنا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أفضل الطرق، وأحبها إلى ربنا في تحقيق سعادة الدارين، معنا في هذه المقالة حديث جامع هو حديث معاذ رضي الله عنه.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه عن معاذ رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت : يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار ؟ قال : لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال ثم قرأ : ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع.... حتى بلغ يعملون﴾، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله. قال : رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال : كف عليك هذا، فقلت : يا نبي الله، وإنا المؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» [رواه أحمد في مسند، والترمذي في سننه، والحاكم في المستدرك] وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
فالحديث يبدأ بأن معاذ رضي الله عنه انتظر تهيئة الوقت للسؤال، فانتهز فرصة سيره مع النبي وقربه منه، وعدم انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بشيء عن الإجابة، وفي هذا السلوك تأديب لمن أراد أن يسأل العلماء أن يتخير الوقت المناسب لسؤالهم.
سأل معاذ سؤاله الذي اتسم بسمات عظيمة، الأولى : أنه سؤال موجز ومختصر. الثانية : أنه سؤال عن قضايا مهمة وعملية. الثالثة : أنه سؤال جامع، وتلخص ذلك في قوله للنبي ﷺ : « أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار ؟»