وضع مكتب الأمم المتحدة في بغداد العراق من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضرراً من التغييرات المناخية، وفي المرتبة 39 بين الدول الأكثر إجهاداً للمياه، فيما تشير إحصائيات رسمية عراقية إلى أن نسبة التصحر بشكل عام وصلت إلى 69.7% من إجمالي مساحة البلاد، مايلقي بأعباء كبيرة على النظام الايكولوجي بشكل عام .

ولمواجهة هذا الواقع وضعت الحكومة العراقية مجموعة من الخطط الطموحة في مقدمتها مبادرة “تشجير” الهادفة لمكافحة التصحر والعواصف الترابية ، وتصنف كواحدة من أهم المبادرات الحكومية لمواجهة التدهور المناخي والتصحر الذي يعاني منه العراق.
ويعتزم العراق من بين إجراءات عديدة للحدّ من ظاهرة التصحر وزيادة العواصف الترابية، إنشاء أحزمة خضراء حول المدن تشكل رادعا أمام العواصف الترابية.

فقد أعلنت “أمانة بغداد” استئناف العمل بتنفيذ مشروع الحزام الأخضر للعاصمة، بعد توقف دام 20 سنة، ضمن مساحة 940 فداناً غرب العاصمة تتضمن زراعة 120 ألف شجرة، فيما أعلن البنك المركزي العراقي العام الماضي عن إطلاق مبادرات تنموية لمواجهة التصحر والتغير المناخي بالتعاون مع وزارات وهيئات حكومية عديدة ومنظمات مدنية أيضا.
ومن بين المعالجات الأخرى، عودة الاهتمام بقضية الرقابة البيئية واشتراط حصول أصحاب النشاطات الصناعية والخدمية على الموافقات البيئية التي تعتمدها وزارة البيئة ، والتي تشترط التزامهم بالمحددات والضوابط البيئية قبل منحهم إجازة إنشاء المصانع أو ممارسة عملهم، وتنفيذ بعض البرامج التي تسهم في دعم الوعي وتعزيز الثقافة البيئية لدى أصحاب هذه النشاطات بما ينعكس بشكل إيجابي في الحفاظ على البيئة وتحسينها.
وتعتزم وزارة الموارد المائيَّة، تشييد 36 سداً صغيراً لحصاد المياه خلال العام المقبل موزعة بين المناطق الصحراويَّة، ضمن خططها للاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها، متوقعةً هطولاً جيداً للأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء، بحسب عون ذياب عبدالله وزير الموارد المائية ، الذي أكد العزم على ذلك بعد إكمال أعمال الدراسات والتصاميم والتحريات الأولية الخاصة بتلك السدود في العام المقبل، موضحاً أن مواقع السدود المزمع تشييدها ستتوزع بين الصحراء الغربية ووادي السماوة والمناطق الشمالية والجنوبية والشرقية من البلاد.
ومن الملامح الإيجابية الأخرى التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني في شمال العراق، تركّيز ناشطين من عدة منظمات بيئية على الحفاظ على المياه من خلال تشجيع مشاريع إعادة التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية، وإعادة التشجير، وإزالة التلوث عن المناطق الملوثة.
وجاءت الخطط والمبادرات العراقية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وفي المقدمة منها مخاطر الجفاف، ونقص الغطاء النباتي، وانتشار التصحّر، ونقص الحصص المائية، وارتفاع التلوث، وانتقال مياه البحر إلى أعلى النهر في جنوب العراق، لتدمر 60 ألف فدان من الأراضي الزراعية و 30 ألف شجرة في العام الماضي فقط، ما تسبب في تلاشي المخزون المائي في البحيرات والمسطّحات المائية، فيما جفّت بحيرات كبيرة كانت تساهم في تعزيز المخزون المائي على المستوى الوطني مثل بحيرتي الحبانية في الغرب وساوة في الجنوب، وانخفضت بمستويات المخزون في منخفض الثرثار الذي يمثل أكبر مساحة لتخزين المياه في وسط العراق، فضلاً عن جفاف ما يزيد على 80 % من الأهوار في الجنوب، وكل ذلك انعكس على تراجع حصة الفرد من المياه من 5900 متر مكعب في عام 1977، إلى أقل من 240 مترا مكعبا حالياً.
وحذرت وزارة البيئة العراقية، من أن العراق يخسر 250 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية بشكل سنوي بسبب الجفاف، لافتة إلى أن النقص الحالي الحاصل في المياه لم يصله العراق منذ أكثر من 70 عاماً، مشيرة إلى أن العجز المائي سيصل الى 11 مليار متر مكعب في عام 2035.
وتسبّبت هذه العوامل والظواهر الناشئة عنها في خلل كبير في التوازن الأحيائي في العراق وهجرة كبيرة للسكان وخاصة في جنوب العراق، وتبدلاً في الأنشطة الاقتصادية وتأثيرات جدّية على الصحة العامة للسكان ومشاكل أخرى.
وترى وزارة البيئة العراقية أن تعزيز العمل التشاركي بين دول الجوار والمنطقة سيعطي مؤشرات ونتائج أكثر إيجابية في مواجهة مخاطر التغير المناخي.
وأكد نزار ئاميدي وزير البيئة العراقي أهمية العمل التشاركي والتضامني، موضحا أن جميع الفعاليات، حكومية وشعبية وقطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني، يجب أن تشترك في مواجهة تداعيات التغير المناخي في البلاد، مؤكداً أن مؤتمر “COP 28” سيركّز على الجهود العالمية والوطنية لتخفيف الآثار المدمرة لتغير المناخ والتكيّف تجاه آثاره السلبية”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الإسكان يفتتح معرض وتريكس التاسع لمعالجة وتنقية المياه


افتتح اليوم الإثنين الدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية النسخة التاسعة من معرض و مؤتمر وتريكس لمعالجة وتنقية وًتحلية المياه بمركز معارض مصر الدولي بالتجمع الخامس و الذي يستمر لمدة ٣ ايام ويرافقه الدكتورة دعاء عيد الهادي المدير التنفيذي لمعرض وتريكس .

ٱخر تحديث لأسعار الدولار في البنوك اليوم الإثنينوزيرة التخطيط تفتتح فعاليات إطلاق مشروع «تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن»

شارك في الافتتاح الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الافارقة و ٣٠ سفيرا و قنصل وممثلا لدول أفريقية و رؤساء شركات مياه الشرب والصرف الصحي و شركات تابعة لجهاز الخدمة الوطنية و الانتاج الحربي .

وشهد المعرض في يومه الاول إقبالا كبيرا من الزوار والخبراء و المتخصصين في مجال المياه .

وعبر الدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الاسكان عن سعادته بما وجده في المعرض من شركات و عارضين مصريين و اجانب يقدمون احدث التكنولوجيا في مجال تحلية ومعالجة المياه مؤكدا ان معرض وتريكس يتطور عاما بعد الآخر و نشاهد دائما شراكات استثمارية وتعميق للصناعة المحلية .

واكد ان المشروع القومي الذي اطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي حياة كريمة للنهوض بالريف المصري حقق نقلة حضارية و تنموية كبيرة تعتمد على خدمة المجتمع و توفير مياه نقية وسكن كريم وتعليم متميز ومعرض مثل وتريكس يوفر من خلال العارضين كل احتياجات ملف معالجة المياه وتنقيتها .

ومن جانبه قال الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الأفارقة و الشريك الاستراتيجي لمعرض و تريكس في نسخته التاسعة ان المعرض هذا العام يوفر احدث المعدات والماكينات المتخصصة في مجال معالجة و تنقية المياه و هناك اقبال كبير من الاشقاء الأفارقة على زيارة المعرض و التعرف على كل ما هو جديد في ملف المياه .

واكد انه يوجد قرابة ٣٠ سفيرا و دبلوماسيا افريقيا بالمعرض يبحثون عن كل ما هو جديد في هذا المجال و نقل هذه التكنولوجيا الحديثة إلى بلادهم .

و اكد ان هدف المعرض والجمعية ايضا تعميق التصنيع المحلي وخلق شراكات استراتيجية بين القطاع الخاص المصري و الأجنبي .
و اوضح يسري الشرقاوي ان برنامج حياة كريمة الذي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي جعل معرض و تريكس محط انظار الجميع للاستعانة به في توفير شبكات مهالجة المياه. وتنقيتها ضمن برنامج حياة كريمة .

و تقول الدكتورة دعاء عبد الهادي مدير المعرض  ان المعرض هذا العام يقام على مساحة ٢٠ الف متر موزعة على صالة ١و ٢ بمركز المعارض و يضم قرابة 450 شركة عارضة سواء اجنبية من إيطاليا و فرنسا و تركيا و الصين م المانيا واليونان و غيرها أو شركات حكومية أو خاصة مصرية وتستهدف يزور المعرض هذا العام أكثر من ٣٥ ألف زائر متخصص و خبير في مجال المياه و معالجتها .

ويتميز معرض وتريكس في نسخته التاسعة هذا العام بوحود تواجد حكومي بشكل كبير بالمعرض ويوجد لأول مرة جناح لوزارة الإسكان ويضم كل الجهات التابعة للوزارة والمعنية بالمياه و الصرف الصحي هذا فضلا عن مشاركة قوية لجهاز مستقبل مصر و الشركة القابضة لمياه الشرب و هيئة المجتمعات العمرانية و جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ممثل في الشركة الوطنية للمقاولات ولدينا شركات كبيرة مشاركة من الصين وتركيا و ألمانيا وإيطاليا و اليونان وفرنسا الهند و كلها مقدمة حلول جديدة لمعالجة وتنقية المياه في وتريكس هذا العام.

و أشارت د. دعاء عبد الهادي إلى وجود مؤتمر على مدار أيام المعرض بضم جلسات متخصصة تضم قامات من الوزارات المعنية و الخبراء و المتخصصين للحديث عن ملف المياه وتنقيتها ومعالجتها و كل ما هو جديد من تكنولوجيا حديثة  ومتطورة في هذا المجال .

و اوضحت دعاء عبد الهادي أنه بجانب نقل التكنولوجيا العالمية في ملف المياه للسوق المصري فيهدف المعرض أيضا إلى عقد شراكات استثمارية بين القطاع الخاص المصري و الشركات الاجنبية المشاركة بهدف تعميق التصنيع المحلي و استقطاب مستثمرين اجانب في السوق المصري و هذا يتماشى مع توجهات الدولة في دعم الصناعة المصرية و الحد من الفاتورة الاستيرادية وبالفعل على مدار النسخ السابقة للمعرض تم عقد شراكات صناعية بين الشركات الاجنبية بخبراتها و امكانياتها التكنولوجية و كذلك الشركات المصرية وهذا انعكس في النسخة الحالية من وتريكس في زيادة عدد الشركات المصرية المشاركة بالمعرض .

وعن الجديد في معرض و تريكس هذا العام قالت المدير التنفيذي لمعرض وتريكس ان المعروف عن  معرض وتريكس انه معني بشكل أساسي بالبنية التحتية و هذا العام لدينا معرضين مرافقين لوتريكس وهما معرض معني بانشاء حمامات السباحة و اللاند سكيب و آخر معني بتأمين المنشآت من الحرئق و غيرها وهو معرض « فاير سيك» وهو معني بتوفير التكنولوجيا المتطورة لانظمة مكافحة الحرائق و تأمين المنشآت المختلفةً .

طباعة شارك وزير الإسكان مؤتمر وتريكس جمعية رجال الأعمال المصريين

مقالات مشابهة

  • العراق يواجه أزمة شح المياه والموارد المائية تحذر من تفاقم الأزمة
  • وزير "البيئة" يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • وزير الموارد: تركيا تجاوبت مع طلب العراق بدفع كميات كافية من المياه في الصيف
  • وزير البيئة يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • وزير “البيئة” يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • وزير “البيئة” يبحث مع نظيريه في الصين آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة
  • وزارة البيئة والتغير المناخي تستعد لإطلاق المرحلة الثانية من برنامج حماية واستعادة الشعاب المرجانية
  • تبريد الأرض من السماء.. خطة جريئة لمواجهة الغليان المناخي
  • نائب وزير الإسكان يفتتح معرض وتريكس التاسع لمعالجة وتنقية المياه
  • العراق: هبوط كبير في منسوب المياه