لجريدة عمان:
2025-05-10@00:07:27 GMT

شهادة ألم

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

ذهبت صبيحة هذا اليوم إلى منزل جيراني الذي تم استهدافه ليلة البارحة من طائرة حربية إسرائيلية، حيث استشهد أكثر من ثمانية وعشرين مدنياً، وقفت أتأمل المكان المرعب وأسأل عن عدد الأبرياء الذين تم انتشالهم من بين الركام، فقالوا اثنا عشر فقط، بينما لا يزال البقية هناك بانتظار موتهم إن كانوا أحياء، ولا معدات للدفاع المدني كي تنتشل أجسادهم من بين الأنقاض.

كانت الأشلاء متناثرة، وأنا لا أعرف إنها أشلاء، عدا أن جاري صار يلملم تلك القطع من اللحم المتفحم ويضعها في علبة.. خلال ذلك وجدت قطة تأكل بعض الأشلاء، لا تأبه لقتل المجرم للضحية.. بكيت، بكيت كثيرا، هل كانت هذه الأشلاء لطفل يحلم أن يصبح مهندسا معماريا أو طبيبا؟ أم كانت لامرأة تنتظر الصباح بخير لأجل تجهيز الطعام لأطفالها؟ أم كانت لرجل لم يحصل على راتبه بعد، وينتظر أن تنتهي الحرب ليشتري لهم الفاكهة؟ أم كانت أشلاء سيدة عجوز جاءت إلى غزة قبل خمسة وسبعين عام مهاجرة بعد احتلال الصهاينة لأرضنا؟ هل ماتوا عطشى حيث لا مياه في غزة؟ كيف كان حالهم في العتمة التي تحاصر غزة منذ أكثر من سبعة عشر عاماً؟

لقد كانت أشلاء لشخص يحلم ويحب ويغامر وينتظر الأيام كي يكبر ويكبر كما الآخرين بلا خوف، أشلاء متفحمة تتلذذ قطة ضالة بطعمها كما فعل الطيار الذي جاء من الولايات المتحدة الأمريكية ليمارس ساديته بقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة، تماما كما كان يفعل أثناء لعب الببجي في بيته الفاخر بولاية هيوستن التي لا تنقطع عنها الكهرباء أبدا.

يسري الغول روائي وقاص فلسطيني من غزة

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المهندس عبدالله عيال عواد : ” الأردن لا ينتظر شهادة حسن سلوك من احد

صراحة نيوز ـ المهندس عبدالله احمد عيال عواد

بكل صفاقة، يخرج علينا البعض لينفث سمومه تجاه الأردن، متناسياً أن هذا الوطن كان وما يزال قلعة للصمود والعروبة والشهامة. يتحدثون عن رسوم على المساعدات وكأن الأردن يتاجر في دماء الأشقاء! نسي هؤلاء أو تناسوا أن الأردن كان أول من لبّى النداء، وأول من حمل روحه على كفه في سبيل نصرة غزة، من الجو والبر، بالقوافل والجنود والمواقف التي لا يشوبها رياء.

كفى عبثًا! الأردن لا ينتظر شهادة حسن سلوك من أحد، ولا يستجدي تصفيقًا من عواصم النفاق. موقفه نابع من ضميرٍ حيّ، وقيادة حكيمة لا تساوم على كرامتها، ولا تقبل أن يُملى عليها ما تفعل. كفى تشكيكًا بوطنٍ يقدّم أكثر مما يملك، ويصمت حين يعلو الضجيج احترامًا لقيمه وأخلاقه.

نقولها بالفم الملآن: الأردن ليس سلعة في سوق المناكفات السياسية، بل وطنٌ شامخ، بقيادته الهاشمية، وبشعبه الذي ما باع قضيته يومًا، ولا انحنى لعاصفة. حفظ الله الأردن، وجيشه، وأجهزته الأمنية، من شر كل الحاقدين .

عاش الأردن حراً عزيزاً، وعاش شعبه الأبي، وسيبقى عصياً على كل حاقد ومأجور

مقالات مشابهة

  • بسبب مصروف المنزل .. القصة الكاملة لربة منزل تنهى حياة زوجها وتقطع جثـ.ـته إلى أشلاء في العبور
  • غويري يحلم بدوري الأبطال في فيلودروم: “استقبال كبار أوروبا هنا سيكون جنونياً”
  • غويري يحلم بدوري الأبطال في “فيلودروم”: “استقبال كبار أوروبا هنا سيكون جنونياً”
  • بسبب مصروف المنزل.. ربة منزل تـ.ـذبح زوجها وتقطع جثته إلى أشلاء في العبور
  • انتشال أشلاء شاب من داخل منزل حاصره الاحتلال في نابلس
  • المهندس عبدالله عيال عواد : ” الأردن لا ينتظر شهادة حسن سلوك من احد
  • القسام تفتح “أبواب الجحيم”.. جنود الاحتلال يتناثرون أشلاء في رفح 
  • خالد الغندور: الأهلي لن يعلق على بيان التظلمات وينتظر القرار الرسمي
  • نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
  • جوندوجان يحلم بأن يكون مساعدًا لـ "الفيلسوف"