انطلاق محادثات الأزمة الأوكرانية برعاية السعودية في جدة
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
قالت وسائل إعلام سعودية رسمية إن المحادثات التي تستضيفها السعودية حول الأزمة الأوكرانية انطلقت في جدة بعد ظهر السبت.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الممكلة تتطلع إلى أن يسهم هذا الاجتماع في "تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة".
ويأتي الاجتماع الذي يستمر يومين في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين، من خلال التواصل مع دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، التي لا تزال مترددة في توضيح موقفها حيال صراع أضر بالاقتصاد العالمي.
وتسعى السعودية الراغبة بلعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية، في المساهمة بالتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، رغم عدم وجود توقعات بأن تحقق هذه الاجتماعات اختراقا في النزاع مع روسيا.
وأعلنت الرياض، مساء الجمعة، عقد "اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول"، السبت، في جدة الساحلية من أجل بحث "الأزمة الأوكرانية"، وفق ما جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وأكد البيان "استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم".
وأفاد دبلوماسيون في الرياض اطلعوا على الاستعدادات، وكالة فانس برس، بأن الدعوات وجهت إلى حوالي 30 دولة، روسيا ليست من بينها.
ويأتي ذلك في أعقاب محادثات أجريت في يونيو في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وقال الدبلوماسيون إن هدف المحادثات إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول مسار السلام، ولا سيما أعضاء كتلة "بريكس" التي تضم إلى روسيا كلا من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهي بلدان تبنت مواقف أكثر حيادية بشأن الحرب فامتنعت عن الوقوف بجانب أوكرانيا بدون دعم الغزو الروسي.
وتستند السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الأوكراني والروسي، للسعي إلى لعب دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف.
ويتماشى ذلك مع خطوات دبلوماسية إقليمية شهدت مؤخرا العمل على إصلاح الخلافات مع قطر وتركيا ثم إيران وسوريا.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد "مجموعة الأزمات الدولية" جوست هيلترمان إنه "من خلال استضافتها للاجتماع (حول اوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات".
واعتبر ان المملكة "تطلب منا نسيان بعض استراتيجياتها وأفعالها في الماضي، مثل تدخلها في اليمن، أو قتل جمال خاشقجي" عام 2018، في جريمة أضرت بصورة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لكن أزمة الطاقة التي تسببت بها الحرب على أوكرانيا عززت أهمية المملكة على الصعيد العالمي وساعدت في ترميم صورتها.
وقال هيلترمان إن الرياض "تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى المتوسطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة".
استراتيجية توازنوالهند من الدول التي أكدت حضورها في جدة، واصفة ذلك بأنه يتماشى "مع موقفنا الراسخ" بأن "الحوار والدبلوماسية هما السبيل إلى الأمام".
وتشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على "مواصلة لعب دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".
كذلك أبلغت جنوب إفريقيا أنها ستشارك في الاجتماع.
وسيمثل فرنسا في الاجتماع المستشار السياسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل بون، حسبما أفادت السفارة الفرنسية في الرياض.
والجمعة، رحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمحادثات جدة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب.
وقال "هذا مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام".
ويذكر أن المملكة أيدت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وكذلك ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.
ومع ذلك، نددت واشنطن العام الماضي بتخفيضات إنتاج النفط التي قادتها الرياض وموسكو للمساعدة على رفع الأسعار والتي تمت الموافقة عليها في أكتوبر، ووصفتها بأنها ترقى إلى "التحالف مع روسيا" في الحرب.
وفي مايو الماضي استضافت المملكة زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم بعض القادة العرب بـ"غض الطرف" عن أهوال الغزو الروسي.
ويرى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام، عمر كريم، أن الرياض تبنت "استراتيجية توازن كلاسيكية" يمكن أن تخفف من أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.
وتابع "هم يعملون مع الروس في عدة ملفات، لذا أعتقد أن روسيا لن تعتبر مثل هذه المبادرة ... أمرا غير مقبول".
ويرى المسؤولون السعوديون في المحادثات تأكيدا على نفوذ الرياض الدبلوماسي.
وقال المحلل السعودي المقرب من الحكومة، علي الشهابي، إن "هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية متعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأزمة الأوکرانیة من الدول من خلال فی جدة
إقرأ أيضاً:
عاجل| ترامب يغيب عن محادثات تركيا بين روسيا وأوكرانيا لرؤية حفيده الجديد
أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عدم حضوره المحادثات المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا التي انطلقت الجمعة في مدينة إسطنبول التركية، مفضلًا العودة إلى واشنطن لرؤية حفيده الجديد.
وأثار القرار الكثير من التساؤلات حول موقف ترامب من الأزمة الروسية الأوكرانية، خصوصًا بعد أن أبدى سابقًا انفتاحه على إمكانية زيارة تركيا والمشاركة في جهود الوساطة وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس حيث تعقد أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ربيع 2022، بمشاركة تركية فعالة على أمل كسر الجمود الدبلوماسي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ورغم غيابه، لم يتخلّ ترامب عن الإدلاء برأيه في مستقبل النزاع، مشددًا على ضرورة عقد لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشرط لتحقيق أي تقدم حقيقي في مفاوضات السلام وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، التي ما تزال تحصد آلاف الأرواح أسبوعيًا حسب تقديراته.
أولويات شخصية تتفوق على الدبلوماسية الدولية
خلال مشاركته في فعالية بدولة الإمارات، كشف ترامب أن ابنته تيفاني قد أنجبت مولودًا جديدًا، ما دفعه لاتخاذ قرار العودة فورًا إلى الولايات المتحدة لرؤية حفيده.
فرصة دبلوماسية غائبة
كانت تركيا قد فتحت بابها لاستضافة محادثات ثلاثية جديدة بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، في أول محاولة جادة منذ ربيع عام 2022 لكسر حالة الجمود في النزاع ورغم أن ترامب أبقى الباب مفتوحًا لإمكانية زيارة إسطنبول في اللحظات الأخيرة، فإنه قرر في النهاية عدم الانخراط المباشر في هذه الجولة، مما اعتبره البعض تفويتًا لفرصة دبلوماسية ثمينة.
ترامب: اللقاء مع بوتين هو الحل
في تصريحاته، أكد ترامب أنه لا يرى أي تقدم حقيقي في جهود السلام ما لم يلتقِ شخصيًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال إن الحرب في أوكرانيا مستمرة بوتيرة مدمرة، مع مقتل نحو 5 آلاف شخص أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لإيجاد تسوية شاملة تنهي المعاناة الإنسانية.
تركيا تعيد فتح قنوات الحوار
انطلقت محادثات إسطنبول بمشاركة وفود من روسيا وأوكرانيا وتركيا، في محاولة جديدة لإحياء مسار السلام المتوقف وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لجهود سابقة قادتها تركيا منذ بداية الحرب في فبراير 2022، لكنها لم تكلل بالنجاح حينها.